|
الدنيا في فكر يكتنزه الورق من قرأت لهم
فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 15:53
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني. تشي جيفارا
"الدنيا في لسان العرب " الدُّنْيا نَقِيضُ الآخرة، انْقَلَبت الواو فيها ياءً لأَن فُعْلى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبدلت واوُها ياءً، كما أُبدلت الواو مكان الياء في فَعْلى، فأَدخَلوها عليها في فُعْلى ليَتكافآ في التغيير دَنا من الشيء دنُوّاً ودَناوَةً: قَرُبَ. وفي حديث الإيمان: ادْنُهْ؛ هو أَمْرٌ بالدُّنُوِّ والقُرْبِ، والهاء فيه للسكت، وجيءَ بها لبيان الحركة. وبينهما دناوة أَي قَرابة. والدَّناوةُ: القَرابة والقُربى. ويقال: ما تَزْدادُ منِّا إلا قُرْباً ودَناوةً؛ فرق بين مصدرِ دنا ومصدر دَنُؤَ، فجعل مصدر دَنا دَناوةً ومصدر دَنُؤَ دَناءَةً؛ وقول ساعدة بن جُؤيَّة يصف جبلاً: إذا سَبَلُ العَماء دَنا عليه، يَزِلُّ بِرَيْدِهِ ماءٌ زَلولُ أَراد: دَنا منه. وأَدْنَيْته ودَنَّيْته. ودَنَت الشمسُ للغُروبِ وأَدْنَت، وأَدْنَت النَّاقَةُ إِذا دَنا نِتاجُها.
* * *
" قرأت لهم "
لم تنس أشعارهم لا في حياتهم او بعد مماتهم ...
قيل : عن امرؤ القيس مذكور في الدنيا منسي في الآخرة
" امرؤ القيس " بن حجر بن الحارث الكندي من قبيلة كندة القحطانية، ولد عام 130 ق0هـ - 496م بنجد، يعتبر امرؤ القيس من أشهر شعراء العرب على الإطلاق، كان يماني الأصل، وكان والده ملك أسد وغطفان ووالدته فاطمة أخت المهلهل الشاعر وكليب من سادة تغلب، وابن عمته عمرو بن هند ملك الحيرة.
- عرف عن امرؤ القيس غرامه بالشعر منذ أن كان صغيراً، فكان دائماً ما يحب حياة اللهو واللعب هذا الأمر الذي لم يعجب والده فقام بإبعاده إلى حضر موت وهو في العشرين من عمره حيث أهله وعشيرته، أخذ امرؤ القيس في التنقل واللهو والسكر، حتى بلغه خبر مقتل والده حيث ثار عليه بنو أسد وقتلوه فقال " رحم الله أبي، ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيرا، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر، ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً".
"من معلقته الشهيرة " قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُها لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِها وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
- تنوع شعره ما بين الغزل والفخر، ووصف الطبيعة والشكوى والمدح والهجاء والرثاء، وإن ساد الغزل وبرز في أغلب أشعاره، وأصبح من شعراء الطبقة الأولى في العصر الجاهلي.
لَعَمرُكَ ما قَلبي إِلى أَهلِهِ بِحُر وَلا مُقصِرٍ يَوماً فَيَأتِيَني بِقُر أَلا إِنَّما الدَهرُ لَيالٍ وَأَعصُرِ وَلَيسَ عَلى شَيءٍ قَويمٍ بِمُستَمِر لَيالٍ بِذاتِ الطَلحِ عِندَ مُحَجَّرِ أَحَبُّ إِلَينا مِن لَيالٍ عَلى أُقَر توفى أمرؤ القيس بالقرب من أنقرة عام 80 ق.هـ - 544 م.
" أبو العَتاهِيَة " شاعر يقع بين المجون والزهد "لو شئت أن أجعل كلامي كله شعراً لفعلت".
هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق ويعرف بأبي العتاهية، أحد شعراء العصر العباسي، قيل عنه أنه شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما، كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره، قال عن نفسه "لو شئت أن أجعل كلامي كله شعراً لفعلت".
- ولد أبو العتاهية عام 130هـ - 747م بعين التمر وهي إحدى القرى الواقعة قرب الأنبار غربي الكوفة وبها نشأ، وسكن بغداد، عندما ضاق الحال بوالده أنتقل بعائلته إلى الكوفة، والتي عرفت في ذلك الوقت كملتقى للعلماء والمحدثين والعباد والزهاد، ومع الرخاء الذي عم المدينة انتشر بها عدد من الجماعات الماجنة والذين يقولون الشعر متنقلين بين مجالس اللهو، ويشتهروا بالزندقة والتهتك.
يـــا مَـــن يُــسَـرُّ بِـنَـفسِهِ وَشَـبـابِهِ أَنّى سُرِرتَ وَأَنتَ في خُلَسِ الرَدى أَهـــلَ الـقُـبـورِ لا تَــواصُـلَ بَـيـنَكُم مَـن مـاتَ أَصـبَحَ هَبلُهُ رَثَّ القُوى يــا مَــن أَقـامَ وَقَـد مَـضى إِخـوانُهُ مــا أَنــتَ إِلّا واحِــدٌ مِـمَّـن مَـضـى أَنَـسيتَ أَن تُـدعى وَأَنـتَ مُـحَشرِج
له في مدح الخليفة المهدي يوم توليه الخلافة: أَتَــتــهُ الـخِـلافَـةُ مُـنـقـادَةً إِلَـــيــهِ تُــجَــرِّرُ أَذيــالَـهـا وَلَـــم تَــكُ تَـصـلُحُ إِلّا لَــهُ وَلَــم يَــكُ يَـصـلُحُ إِلّا لَـها وَلَــو رامَـهـا أَحَــدٌ غَـيـرُهُ لَـزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلـزالَها
- أعجب أبو العتاهية بجارية لزوجة المهدي وتدعى "عتبة" وكان قد أبصرها ذات يوم راكبة مع جمع من الخدم تتصرف في حوائج الخلافة، فتعلق بها قلبه وذكرها في شعره، ولما علم أمير المؤمنين هم أن يدفع بها إليه، ولكنها قالت " يا أمير المؤمنين مع حرمتي وخدمتي تدفعني إلى بائع جرار متكسي بالشعر؟"، فبعث إليه قائلاً" أما عتبة فلا سبيل لك إليها وقد أمرنا لك بملء برنية مالاً".
قال في عتبة: يـا إِخـوَتي إِنَّ الهَوى قاتِلي فَـيَسِّروا الأَكـفانَ مِن عاجِلِ وَلا تَلوموا في أتِّباعِ الهَوى فَـإِنَّـنـي فـــي شُـغُـلٍ شـاغِـلِ عَـيـني عَـلـى عُـتـبَةَ مُـنهَلَّةٌ بِـدَمـعِها الـمُـنسَكِبِ الـسائِلِ - وظل أبا العتاهية متغزلاً في عتبة ينظم فيها الكثير من الأشعار، حتى أمر المهدي بجلده وإدخاله للسجن، إلى أن تشفع فيه خاله وأخرجه.
- وعلى الرغم من ذلك ظل حب عتبة مشتعلاً بقلبه حتى جاءت خلافة الرشيد، والذي حاول بدوره التوسط من أجل زواج أبو العتاهية من عتبة ولكن لم يفلح الأمر أيضاً، وأصاب أبو العتاهية اليأس ومما قاله في ذلك:
قَــطَّـعـتُ مِــنــكَ حَـبـائِـلَ الآمـــالِ وَحَطَطتُ عَن ظَهرِ المَطِيِّ رِحالي وَيَـئِستُ أَن أَبـقى لِـشَيءٍ نِلتُ مِم مــا فـيـكِ يــا دُنـيا وَأَن يَـبقى لـي وَوَجَـدتُ بَردَ اليَأسِ بَينَ جَوانِحي وَأَرَحـتُ مِـن حَـلّي وَمِـن تَرحالي
" تسميته بابي العتاهية" - يقال في سبب تسمية "أبو العتاهية" بهذا اللقب أن الخليفة المهدي قال له يوماً " أنت رجل متحذلق – أي متطرف، متعته – فغلب عليه هذا اللقب، ويقول ابن منظور " لأن المهدي قال له أراك متخلطاً متعتهاً وكان قد نعته بجارية المهدي "عتبة" واعتقل بسببها وعرض عليها المهدي أن يزوجها له فأبت - كما سبق ان ذكرنا -، وقيل لقب بذلك لأنه كان طويلاً مضطرباً، وقيل أيضاً لأنه يرمي بالزندقة ولأنه كان محباً للمجون والتعته".
- وكلمة عتاهية لها أكثر من معنى ففي لسان العرب يقول ابن منظور: عته في العلم: أولع به وحرص عليه، والعتاهة والعتاهية مصدر عته مثل الرفاهة والرفاهية، والعتاهية: ضلال الناس من التجنن والدهش والتعته المبالغ في الملبس والمأكل ورجل عتاهية أي أحمق.
- يقال عن سبب اتجاهه للزهد وتوقفه عن قول الغزل والهجاء والمديح، واقتصار شعره على الزهد والحكمة، ما روي عن أبي سلمة الغنوي الذي سأل أبا العتاهية: "ما الذي صرفك عن قول الغزل إلى قول الزهد؟". فأجابه:"إذن والله أخبرك. إني لما قلت:
الـلَـهُ بَـيـني وَبَـيـنَ مَـولاتي أَبـدَت لِـيَ الـصَدَّ وَالمَلالاتِ لا تَغفِرُ الذَنبَ إِن أَسَأتُ وَلا تَـقـبَلُ عُــذري وَلا مُـؤاتاتي مَـنَحتُها مُـهجَتي وَخالِصَتي فَـكـانَ هِـجـرانُها مُـكـافاتي هَـيَّـمَـني حُـبُّـهـا وَصَـيَّـرَنـي أُحـدوثَةً فـي جَـميعِ جاراتي
- رأيت في المنام في تلك الليلة كأن آتيا أتاني فقال: "ما أصبت أحدا تدخله بينك وبين عتبة يحكم علينا بالمعصية إلا الله تعالى؟"، فانتبهت مذعورا وتبت إلى الله تعالى من ساعتي من قول الغزل".
في زهده قال :
إِلَـــهـــي لا تُــعَــذِّبـنـي فَـــإِنّـــي مُــقِـرٌّ بِــالَّـذي قَـــد كــانَ مِـنّـي وَمـــا لـــي حـيـلَـةٌ إِلّا رَجــائـي وَعَفوُكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنّي فَـكَـم مِـن زِلَّـةٍ لـي فـي الـبَرايا وَأَنـــتَ عَــلَـيَّ ذو فَـضـلٍ وَمَــنِّ
قالوا عنه • قال عنه أبو العلاء المعري الـلَـهُ يَـنـقُلُ مَــن شــاءَ رُتـبَةً بَـعدَ رُتـبَه أَبدى العَتاهِيُّ نُسكاً وَتابَ مِن ذِكرِ عُتبَه • قال عنه أبو الفرج "قال الشعر فبرع به وتقدم"، • وقال عنه الأصمعي " شعر أبي العتاهية كساحة الملوك يقع فيها الجوهر والذهب، والتراب والخزف والنوى"، • كما قيل عنه: "أنه أقدر الناس على وزن الكلام حتى أنه يتكلم بالشعر في جميع حالاته". • وقال عنه المبرد: كان أبو العتاهية حسن الشعر قريب المآخذ لشعره ديباجة ويخرج القول منه كمخرج النفس قوة وسهولة واقتدار.
- توفي أبو العتاهية في خلافة المأمون بعد أن بلغ الثمانين من عمره عام 211هـ - 826م، وله ديوان شعر.
" الشريف الرضي " صاحب الفضائل والكبرياء محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي، أحد شعراء العصر العباسي، واحد علماء عصره في الدين واللغة والأدب، يقول عنه القدماء أنه كان أشعر قريش، لأن المجيد منهم ليس بمكثر والمكثر ليس بمجيد، أما هو فقد جمع بين الإكثار والإجادة.
- لقب الشريف الرضي بهذا اللقب لأنه كان نقيباً للأشراف، وينتهي نسبه إلى الحسين بن علي ابن أبي طالب، كما كان نقيب الطالبين نسبة إلى آل طالب المطالبين بالخلافة، وتقول عنه كتب التراث أنه كان مهيباً بالغ الاعتداد بشخصيته، وأنه صاحب الفضائل الشائعة والمكارم الذائعة.
- ولد الشريف الرضي ببغداد عام 359 هـ - 969م، كان والده صاحب مكانة عظيمة عند الخلفاء العباسيين، تولى نقابة الطالبيين وإمارة الحج، وديوان المظالم وكان عالماً ورع عادل، وجاء من بعده ابنه الشريف الرضي ليتولى مهام والده، ومثلما كان الوالد كان الابن صاحب هيبة ومكانة رفيعة، وتوطدت صلة الشريف الرضي بالأمراء - فاتصل ببهاء الدولة والذي أنعم عليه بالعديد من الألقاب منها الشريف الجليل، وذو المنقبتين، كما لقب بنقيب النقباء عقب توليته النظر بأمور الطالبيين بجميع أنحاء البلاد.
- عرف الشريف الرضي بعلمه الواسع حيث نهل من العلم منذ الصغر فقرأ القرآن الكريم وحفظه وهو مازال صغيراً، وتعلم الفقه على يد شيخ الإمامية وعالمها أبي عبد الله محمد بن النعمان، ودرس النحو على يد ابن السيرافي النحوي، واللغة على يد ابن جني، فانكب على اللغة والدين ينهل العلم من خلالهما.
-كان الشريف الرضي عزيز النفس صاحب كبرياء، وانعكس ذلك في شعره الذي جاء مترفعاً ومعتزاً به وبشخصيته، رفض استغلال شعره من اجل التكسب، فلم تكن علاقته بالملوك والأمراء علاقة الشاعر الذي يسرد على مسامعهم الشعر فيجزلوا له العطايا والهبات، وإنما كان يسمو بشعره وكانت علاقته بالملوك علاقة صداقة واحترام، تمتع عندهم بهيبة عظيمة، ولقب عندهم بالرضي ذي الحسنيين.
عَـطفاً أَمـيرَ الـمُؤمِنينَ فَإِنَّنا فـي دَوحَـةِ الـعَلياءِ لا نَتَفَرَّقِ مـا بَـينَنا يَـومَ الـفَخارِ تَفاوُتٌ أَبَداً كِلانا في المَعالي مُعرِقُ إِلّا الـخِـلافَةَ مَـيَّـزَتكَ فَـإِنَّـني أَنـا عاطِلٌ مِنها وَأَنتَ مُطَوَّقُ
- تمتع شعر الشريف الرضي بجودة الألفاظ وحسن صياغتها وديباجتها وخلوها من عيوب التعبير أو سقطات اللغة، بالإضافة لبعدها عن التكلف والابتذال، ونظم الشعر في مختلف الأغراض الشعرية - كما جاء في شعره البكاء على الأهل والأحباب ووصف تقلبات الزمان. - قدم قصائد غزلية عفيفة غير فاحشة تذوب رقة وعذوبة، وقد انعكست الحياة الملتزمة التي عاشها الشريف الرضي على شعره، فظهر صادقاً ملتزماً، مما قاله في الغزل: أَقـــولُ وَقَـــد أَرسَــلـتُ أَوَّلَ نَـظـرَةٍ وَلَـم أَرَ مَن أَهوى قَريباً إِلى جَنبي لَئِن كُنتُ أَخليتُ المَكانَ الَّذي أَرى فَـهَيهاتَ أَن يَـخلو مَكانُكَ مِن قَلبي
- وقدم قصائد رائعة في رثاء "الحسين" رضي الله عنه.
رثاء "سيد شباب أهل الجنة" كَـربَـلا لا زِلــتِ كَـربـاً وَبَــلا مـا لَقي عِندَكِ آلُ المُصطَفى كَـم عَـلى تُربِكِ لَمّا صُرِّعوا مِن دَمٍ سالَ وَمِن دَمعٍ جَرى
- وكان الشريف الرضي شديد الإعجاب بأبي الطيب المتنبي، فكان مطلعاً على شعره مقتفياً لأثاره، وقد عارض الرضي أحد قصائده، وولع بالكثير من معانيه وعباراته.
" مؤلفاته " - ترك الشريف الرضي مؤلفات قيمة تدل على سعة علمه من مؤلفاته نذكر: - ديوان شعر ضخم في مجلدين، - المتشابه في القرآن، - مجازات الآثار النبوية، - نهج البلاغة للإمام علي رضي الله عنه "وهو عبارة عن تجميع وتصنيف لخطب وأقوال الإمام علي"، - تلخيص البيان عن مجازات القرآن، - الخصائص، - الحسن من شعر الحسين - " مختارات من شعر ابن الحجاج" في ثمانية أجزاء، - أخبار قضاة بغداد، - ورسائل الشريف الرضي في ثلاث مجلدات، - وكتاب سيرة والده، - ومختار شعر الصابئ، - ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.
- من قصائده الشهيرة "يا ظبية البان" ويقول فيها: يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ لِـيَهنَكِ الـيَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ الـمـاءُ عِـنـدَكِ مَـبـذولٌ لِـشارِبِهِ وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي توفي الشريف الرضي ببغداد عام 406 هـ - 1015م .
" الجاحظ " أديب قتله علمه "ذُكرت للمتوكل لتأديب بعض وُلده، فلما رآني استبشع منظري، فأمر لي بعشرة ألاف درهم وصرفني". هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني، أحد أئمة الأدب والشعر في العصر العباسي له العديد من الكتب، وعقله كنز زاخر بالأخبار والأشعار والأنساب، وعالم باللغة وأدواتها ويجيد استخدامها، وكان الجاحظ دميم الوجه، جاحظ العينين، ويتمتع بشخصية فكاهية انعكست في كتاباته.
- قد رحل الجاحظ عن الحياة تاركاً إرثاً أدبياً وعلمياً هائلاً فله العديد من المؤلفات والتي تنوعت مجالاتها بين علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء وغيرها.
- ولد الجاحظ في البصرة بالعراق عام 776م، ونشأ يتيمياً فقيراً ولكنه أصبح غنياً بعلمه، حيث انكب على نهل العلم، فاختلف إلى المساجد ومنازل العلماء، وسوق "المربد" والذي كان مركزاً يلتقي فيه الأدباء والشعراء وأهل اللغة ليقيموا فيه ندواتهم ومناقشاتهم، فتلقى العلم على يد شيوخ وبلغاء اللغة من العرب.
- وعرف عن الجاحظ عشقه للقراءة فما كان يدع كتاباً قط يصل إليه دون أن يتم قراءته، ومما يدل على شغفه بالقراءة، أنه كان يستأجر دكاكين الوراقين ويبيت فيها للإطلاع على ما فيها من كتب.
- ذهب الجاحظ وراء العلم فانتقل من البصرة إلى بغداد ليتصل بمفكريها، فالتقى مع الأصمعي والأنصاري وأخذ اللغة عنهما، كما اتصل بالأخفش واخذ عنه النحو، والنظام واخذ عنه علم الكلام، واطلع على الثقافة اليونانية من خلال سلمويه وحنين بن اسحق، وارتاد البادية ليأخذ اللغة والأخبار، وزار الجاحظ كل من دمشق وإنطاكية وذلك من أجل التعمق في الثقافة واللغة.
يَطيبُ العَيشَ أَن تَلقى حَكيماً غَـذاهُ الـعِلمُ وَالظَنُّ المُصيب فَـيَكشِفُ عَنكَ حيرَةَ كُلِّ جَهل فَـفَضلُ الـعِلمِ يَـعرِفُهُ الأَديـب سَقامَ الحِرصِ لَيسَ لَهُ دَواءُ وَداءُ الـجَهلِ لَـيسَ لَـهُ طَبيب
- كان للجاحظ مكانة أدبية ولغوية كبيرة فكان عقله زاخراً بالأخبار، والأنساب والأشعار والحكم، والنوادر، مما شكل عنده خلفية عظيمة ساعدته فيما كان يكتبه، كما كان يقوم بالتجارب العملية فتميزت كتاباته بالصدق والموضوعية، وكان يسعى من أجل الحصول على المعلومة ويتقصى حقيقتها حتى يصل لليقين.
- تميز الجاحظ بعلمه الواسع وتبحره في علم الكلام، وتوسعه في علوم الدين والدنيا، وإجادة النثر ونظم الشعر، ولم يكتفي الجاحظ بالسماع فقط بل عمد إلى التجربة والملاحظة، وكان خبيراً بالطبائع، صاحب خيال خصب، تعددت وتنوعت مؤلفاته في مجالات المعرفة المختلفة، كما كان للجاحظ في "الاعتزال"رأي وحجة وقد ألف في ذلك، وكان لسان حال المعتزلة في زمانه.
- عرف الجاحظ بخفة ظله وحبه للنوادر وروح الفكاهة، فكان صاحب نكته، هذا مع إتقان الأسلوب، ومعرفته العميقة بطبائع الناس، وتتبعه واستقصاءه مما جعله واسع المعرفة بالأخبار والنوادر وغيرها، ومن نوادره التي كان هو بطلها قال: "ذُكرت للمتوكل لتأديب بعض وُلده، فلما رآني استبشع منظري، فأمر لي بعشرة ألاف درهم وصرفني".
" مؤلفاته " - قدم الجاحظ العديد من المؤلفات ونظراً لثقافته الواسعة وإطلاعه الدائم، وبحثه وراء العلم، تنوعت مؤلفاته وتعددت ونذكر من مؤلفاته الشهيرة والتي تعد إرثاً قيماً للأجيال اللاحقة مايلي:
- البيان والتبين: وهو في ثلاثة أجزاء أهداه إلى الوزير ابن أبي دؤاد، وعمد فيه إلى تعليم الناشئة والكتاب أصول الكتابة الصحيحة.
- البخلاء: ويصور الجاحظ في هذا الكتاب أحوال البخلاء في عصره، من أهل البصرة وخراسان ذاكراً أخبارهم، متندراً بأحاديثهم، وحججهم، متناولاً مناظرات بينهم حول البخل والكرم والضيافة، في مزيج بين الجد والعبث، والنقد الأجتماعي
- الحيوان: جاء هذا الكتاب في سبعة أجزاء أهداه إلى ابن الزيات وزير المأمون، وهو كتاب موسوعي،قام فيه الجاحظ بالكلام عن الحيوان طبائعه وميزاته، واستطرد لذكر أخبار العرب ونوادرهم في هذا الموضوع، والكتاب يمزج بين الإفادة والتسلية معاً.
- رسالة التربيع -التدوير، -التاج في أخلاق الملوك ويعرف بأساليب التعامل مع القادة والحكام، - المحاسن والأضداد، - الصرحاء والهجناء، - أقسام فضول الصناعات ومراتب التجارات، - فضل ما بين الرجال والنساء وفرق ما بين الذكور والإناث، - الحجة في ثبت النبوة، - الرد على الجهمية، - الرد على اليهود، - الطفيليون، - المزاح والجد، - عناصر الآداب، - الأمثال.
اشتد المرض بالجاحظ في أواخر أيامه فأصيب "بالفالج"، وقال المبرد يصف حاله: "دخلت على الجاحظ في أخر أيامه، فقلت له: كيف أنت؟ فقال: كيف يكون من نصفه مفلوج لو حزّ بالمناشير ما شعر به، ونصف الأخر منقرس، لو طار الذباب بقربه ألمه، واشد من ذلك ست وتسعون سنة أنا فيها".
وعلى الرغم من شدة المرض إلا أن المرض لم يكن هو السبب في وفاته، ولكن كان علمه هو السبب حيث يقال انه توفى بعد سقوط قسم من مكتبته فوق رأسه، وجاءت وفاته عام 868 م، وقد تجاوز التسعون عاماًُ.
"جميل بن معمر " من قوم إذا أحبو ماتوا!! عندما يكون الشاعر عاشق يبدع فما بال شاعر ولد في قبيلة عرف أهلها بكثرة العشق ورقة القلوب، فهنا ينطلق لسان الشاعر ليجود بأعزب الألفاظ، أما الشاعر فهو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي كنيته أبو عمرو وشهير "بجميل بثينة" أحد شعراء العصر الأموي، والقبيلة هي "عُذرة" ومسكنها في وادي القرى بين الشام والمدينة.
- عرفت هذه القبيلة بالجمال والعشق حتى قيل لإعرابي من العذريين: "ما بال قلوبكم كأنها قلوب طير تنماث - أي تذوب - كما ينماث الملح في الماء؟ ألا تجلدون؟ قال: إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها.
- قيل لأخر فمن أنت؟ فقال من قوم إذا أحبوا ماتوا، فقالت جارية سمعته: عُذريٌّ ورب الكعبة.
- عشق جميل قول الشعر وكان لسانه مفطوراً على قوله فيقال أنه كان راوية لهدبة بن خشرم، وهدبة كان شاعراً وراوية للحطيئة وهو أحد الشعراء المخضرمين. - عرف جميل بعشقه لبثينة والتي هام بها حباً وعندما تقدم لطلب الزواج منها قوبل طلبه بالرفض، فأخذ في إنشاد الشعر في حبه لها، ثم اتجه للوم والعتاب عليها بعد انصرافها عنه وزواجها من أخر، وعندما بالغ في هجاء أهلها استعدوا عليه السلطان والذي أمر بإهدار دمه، فخرج جميل من البلاد هائماً متنقلاً بين الشام واليمن ثم نزل إلى مصر وافداً على عبد العزيز بن مروان والذي أكرمه وأمر له بمنزل فأقام فيه قليلاً ثم مات، وجاءت وفاة جميل عام 82هـ - 701م.
مما قاله في حبه لبثينة وَمَن يُعطَ في الدُنيا قَريناً كَمِثلِها فَـذَلِكَ فـي عَيشِ الحَياةِ رَشيدُ يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما لَقيتُها وَيَـحـيا إِذا فـارَقتُها فَـيَعودُ
- يعد جميل رائد شعراء الحب العذريين، عرف بـ "جميل بثينة" وتستفيض أبياته الشعرية في وصف معاناة الفراق ولوعة العشق.
اِرحَـميني فَقَد بَليتُ فَحَسبي بَعضُ ذا الداءِ يا بُثَينَةُ حَسبي لامَـني فيكِ يا بُثَينَةُ صَحبي لا تَلوموا قَد أَقرَحَ الحُبُّ قَلبي
- قال سهل بن سعد الساعدي: لقيني رجل من أصحابي فقال هل لك في جميل فإنه ثقيل؟ فدخلنا عليه وهو يكيد بنفسه، وما يخيل لي أن الموت يكرثه - يشتد عليه – فقال لي: يا "بن سعد" ما تقول في رجل لم يزن قط، ولم يشرب الخمر قط، ولم يقتل نفساً حراماً قط، يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله؟. فقلت: اظنه والله قد نجا، فمن هذا الرجل؟. قال:أنا. قلت: والله ما سلمت وأنت منذ عشرين سنة تشبب ببثينة. قال إني في أخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، فلا نالتني شفاعة محمد "صلى الله عليه وسلم" يوم القيامة إن كنت وضعت يدي عليها لريبة قط. فما قمنا حتى مات.
" المهلهل بن ربيعة " عدي بن ربيعة بن مرّة بن هبيرة من بني جشم، من تغلب، أبو ليلى، المهلهل، كما يعرف بلقب الزير، شاعر وأحد أبطال العرب في الجاهلية، وهو خال امرئ القيس، وجد الشاعر عمرو بن كلثوم، أطلق عليه لقب "مهلهلاً" لأنه أول من هلهل نسج الشعر أي رققه.
- عرف المهلهل بجمال وجهه وفصاحة لسانه، أنكب صغيراً على اللهو والتشبيب بالنساء، فأطلق عليه أخوه كليب لقب زير النساء أي جليسهن.
- تبدل حال المهلهل عقب مقتل أخيه والذي قتله جساس بن مرة حيث ثار غضب المهلهل فأنصرف عن اللهو والشراب، وأوقف حياته على الثأر لمقتل كليب فكانت وقائع بكر وتغلب التي دامت أربعين سنة وعرفت "بحرب البسوس" وكان للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة.
- وكما تبدل حال المهلهل عقب مقتل أخيه كليب تبدل شعره أيضاً فبعد أن كان مقلاً في شعره يقول بيت أو بيتين في الغزل، أصبح شعره أكثر غزارة وكثرت قصائده في رثاء أخيه كليب بما فيها من تهديد وثورة وغضب، ونذكر من هذه القصائد:
لَمّا نَعى الناعي كُلَيباً أَظلَمَت شَمسُ النَهارِ فَما تُريدُ طُلوعا قَتَلوا كُلَيباً ثُمَّ قالوا أَرتِعوا كَذَبوا لَقَد مَنَعوا الجِيادَ رُتوعا
وقال أيضاً في رثاء كليب كُلَيبُ لا خَيرَ في الدُنيا وَمَن فيها إِن أَنتَ خَلَّيتَها في مَن يُخَلّيها كُلَيبُ أَيُّ فَتى عِزٍّ وَمَكرُمَةٍ تَحتَ السَفاسِفِ إِذ يَعلوكَ سافيها نَعى النُعاةُ كُلَيباً لي فَقُلتُ لَهُم مادَت بِنا الأَرضُ أَم مادَت رَواسيها
- ويقال عن حرب البسوس أنها من اكبر حروب العرب التي وقعت بين فرعي قبيلة "وائل" بكر بن وائل وتغلب بن وائل، وكانت البداية عندما رأى كليب بن ربيعة وهو من "تغلب" ناقة لخالة جساس من "بكر"والتي تدعى البسوس قد كسرت بيض حمام في حماه كان قد أجاره فرمى ضرعها بسهم، فما كان من جساس إلا أن وثب على كليب فقتله، وكان هذا إيذاناً بفتح باب الحروب لمدة أربعين سنة بين الفريقين.
- ظلت الحروب مشتعلة بين تغلب وبكر، حتى ملت جموع تغلب من الحرب فصالحوا بكراً ورجعوا على بلادهم، ولم يحضر المهلهل هذا الصلح بل أنه نقضه وعاد مرة أخرى للحرب، فقام بالإغارة على بني بكر، فظفر به عمرو بن مالك أحد بني قيس بن ثعلبة فوقع المهلهل في الأسر وأثناء وجوده في الأسر مر عليه تاجر يبيع الخمر، وأهدى إليه بعض الخمر، فأسرف المهلهل بالشراب واخذ يتغنى بالشعر ومما قاله:
طِفلَةٌ ما اِبنَةُ المُجَلِّلِ بَيضاءُ لَعوبٌ لَذيذَةٌ في العِناقِ فَأِذهَبي ما إِلَيكِ غَيرُ بَعيدٍ لا يُؤاتي العِناقَ مَن في الوِثاقِ ضَرَبَت نَحرَها إِلَيَّ وَقالَت يا عَدِيّاً لَقَد وَقَتكَ الأَواقي ما أُرَجّي في العَيشِ بَعدَ نَدامايَ أَراهُم سُقوا بِكَأسِ حَلاقِ
- ولما سمع عمرو بن مالك هذا غضب وأقسم ألا يشرب المهلهل عنده ماء ولا خمر ولا لبن حتى يرد ربيب الهضاب ( وهو اسم جمل له كان أقل وروده في الصيف الخمس أي مرة كل خمسة أيام) ويعني هذا ألا يشرب المهلهل شيئاً إلا بعد خمسة أيام، وعندما رأى بعض قومه أن المهلهل كاد أن يموت من العطش أشاروا عليه أن يرسل فيأتي بالجمل قبل يوم وروده ففعل واتوا به بعد ثلاثة أيام ولكن كان المهلهل قد مات، وجاءت وفاة المهلهل عام 94 ق.هـ -531 م.
" المقنع الكندي "
أحد شعراء العصر الأموي اسمه هو محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر بن الأسود بن عبد الله الكندي، ينتسب على قبيلة كندة وهي من اعرق القبائل اليمنية واشهرها والتي عرفت بسيادتها، ولد بوادي دوعن في حضر موت.
- يرجع المؤرخون لقب المقنع الذي عرف به لأن القناع كان من صفات الرؤساء وكان المقنع الكندي يعرف بمكانته ومنزلته الرفيعة داخل عشيرته كما قال الجاحظ، وقال التبريزي في تفسيره للقب أن المقنع هو اللابس لسلاحه، وكل من غطى رأسه فهو مقنع، كما قيل أنه كان شديد الجمال فكان يستر وجهه مخافة العين.
- عرف الكندي بنسبه لعائلة عريقة فكان جده عمير سيد كندة، وورث ابنه ظفر الرئاسة عنه، وقد نشأ شاعرنا في وسط هذا وعرف بالإنفاق وحب العطاء فانفق ما تركه له والده حتى أصبح مديوناً، وجاءت إحدى قصائده "الدالية" معبرة عن حاله بعد استدانته من أبناء عمه، وتعد هذه القصيدة من أطول القصائد التي كتبها، واشهرها، وفي هذه القصيدة قام بالرد على أقاربه بعدما عاتبوه على كثرة إنفاقه والاستدانة منهم، فهو الكريم الذي لا يرد سائل، فدافع عن نفسه في هذه القصيدة وقال فيها:
يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدا
- لم يتم جمع أشعاره في ديوان وتفرق الكثير منها، ولم تكن قصائد الكندي طويلة فكان أطولها القصيدة الدالية، و من بعدها قصيدة تضم 18 بيت وباقي القصائد تتراوح بين سبعة أبيات وبيت واحد، وتدور معظم قصائده في نفس إطار القصيدة الدالية والتي سبق ذكرها، وقد أنشد الكندي بعض أشعاره بين يدي عبد الملك بن مروان، وتوفى عام 70هـ. - يعتبر المقنع الكندي شاعر مقل، ويكشف شعره عن شخصيته، فتتمتع ألفاظه بالسلاسة، بالإضافة لرصانة أسلوبه وانتقائه للألفاظ والمفردات الشعرية، وتكراره للألفاظ من أجل تأكيد وتوصيل الفكرة.
نَزَلَ المَشيبُ فَأَينَ تَذهَبُ بَعدَهُ وَقَد ارعَويتَ وَحانَ مِنكَ رَحيلُ كانَ الشَبابُ خَفيفَةٌ أَيّامُهُ وَالشَيبُ مَحمَلُه عَلَيكَ ثَقيلُ لَيسَ العَطاءُ من الفُضولِ سَماحَةً حَتّى تَجودَ وَما لَدَيكَ قَليلُ
" ابن الأحنف " شاعر الحب العذري هو العباس بن الأحنف بن الأسود الحنفي كُنيته أبو الفضل من بني حنيفة "شريف النسب", ولد في اليمامة بنجد ونُسب إليها, وكان أهله في البصرة وقتذاك, نشأ وترعرع في بغداد وعاش بها أهم أيام حياته, وتوفي سنة 192 هجريًا الموافق 807 ميلاديًا, وعنه قال البحتري: "أغزل الناس".
- العباس هو خال إبراهيم بن العباس الصولي, وأحد شعراء العصر العباسي، عرف بوسامته وجمال هيئته, تمتعت ألفاظه بالبساطة والجمال, وله نوادر كثيرة, ولديه قوة احتمال كبيرة, وكان محبوباً من قبل قومه فلا يبخل بمد يد المساعدة لكل من يحتاجه.
- كان للعباس صلة بالخليفتين العباسيين: هارون الرشيد والمهدي, ولكنه كان اقرب من الرشيد حيث أحتل عنده مكانة كبيرة فقربه ونعّمه، وأصطحبه في العديد من حملاته، مما قاله ابن الأحنف في مرافقته للرشيد.
إِنَّما حَبَّبَ المَسيرَ إِلَينا أَنَّنا نَستَطيبُ ما تَستَطيبُ ما نُبالي إِذا صَحِبنا أَمينَ اللَهِ هارونَ أَن يَطولَ iالمَغيبُ
تغزل ابن الأحنف في كثير من النساء ومن أشهرهن "فوز" والتي قدم لها قصيدة باسمها, كما نال غزله لها من ديوانه نصيب كبير حوالي ثلاثة أرباعه تقريبًا, وكانت الحب الثاني في حياة ابن الاحنف هي "ظلوم".
وما قاله في محبوبته "فوز" أَلَم تَعلَمي يا فَوزُ أَنّي مُعَذَّبُ بِحُبِّكُمُ وَالحَينُ لِلمَرءِ يُجلَبُ وَقَد كُنتُ أَبكيكُم بيَثرِبَ مَرَّةً وَكانَت مُنى نَفسي مِنَ الأَرضِ يَثرِبُ
وقال في "ظلوم" أَظَلومُ حانَ إِلى القُبورِ ذَهابي وَبَليتُ قَبلَ المَوتِ في أَثوابي فَعَلَيكِ يا سَكَني السَلامُ فَإِنَّني عَمّا قَليلٍ فاعلَمِنَّ حِسابي
- كان شعره يرجع إلى انفراده بنوع واحد من أنواع الشعر وهو الغزل فتميز فيه وأتقنه
له في الغزل أَميرَتي لا تَغفِري ذَنبي فَإِنَّ ذَنبي شِدَّةُ الحُبِّ يا لَيتَني كُنتُ أَنا المُبتَلى مِنكِ بِأَدنى ذَلِكَ الذَنبِ حَدَّثتُ قَلبي كاذِباً عَنكُمُ حَتّى اِستَحَت عَينَيَ مِن قَلبي
" قال الجاحظ فيه ": " لولا أن العباس بن الأحنف أحذق الناس وأشعرهم وأوسعهم كلاما وخاطرا، ما قدر أن يكثر شعره في مذهب واحد لا يجاوزه، لأنه لا يهجو ولا يمدح لا يتكسب ولا يتصرف، وما نعلم شاعرا لزم فنا واحدا فأحسن فيه وأكثر".
"ذو الرُمَّة " الشاعر المتيم غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي، من مضر "ذو الرُمَّة" أحد شعراء العصر الأموي، من فحول الطبقة الثانية في عصره، كان ذو الرمة دميماً وشديد القصر يضرب لونه إلى السواد، ولد عام 77هـ - 696م، وأقام بالبادية واختلف إلى اليمامة والبصرة كثيراً، تميز ذو الرمة بإجادته للتشبيه، وغلب على شعره التشبيب والبكاء والأطلال، وذهب في ذلك مذهب الجاهليين، عشق "مية" المنقرية فأكثر من قول الشعر فيها، كما عشق الصحراء والطبيعة فتضمن شعره الكثير من ملامحها.
ما بالُ عَينِكَ مِنها الماءُ يَنسَكِبُ كَأَنَّهُ مِن كُلى مَفرِيَّة سَرِبُ وَفراءَ غَرفِيَّة أَثأى خَوارِزُها مُشَلشِلٌ ضَيَّعَتهُ بَينَها الكُتَبُ أَستَحدَثَ الرَكبُ عَن أَشياعِهِم خَبَرا أَم راجَعَ القَلبَ مِن أَطرابِهِ طَرَبُ
- هام ذو الرمة عشقاً بـ "ميّة" المنقرية واشتهر بقصائده التي تغنى فيها بعشقه لها، وأصبحت ملهمته منذ اليوم الذي رآها فيه، وتبدأ حكاية ذو الرمة مع مي عندما استسقى ماء من يدها ذات يوم فسمعها تقول: يامن يرى برقا يمر حينـا زمزم رعدا وانتحى يمينـا كأن فـي حافاتـه حنينـا أو صوت خيل ضمر يردينا
قال في عشقه لها: إِذا غَيَّرَ النَأيُ المُحِبّينَ لَم يَكَد رَسيسُ الهَوى مِن حُبِّ مَيَّةَ يَبرَحُ فَلا القُربُ يُدني مِن هَواها مَلالَةً وَلا حُبُّها إِن تَنزِحِ الدَارُ يَنزَحُ إِذا خَطَرَت مِن ذِكرِ مَيَّةَ خَطرَةٌ عَلى النَفسِ كادَت في فُؤَادِكَ تَجرَحُ
" سبب تسميته بذي الرُمًًّة " يقال عن سبب تسميته أنه عندما استسقى "مية" ماء فقامت واتته بالماء وكانت على كتفه رُمًًّة – قطعة من حبل – فقالت أشرب يا ذا الرُّمًّة، فلقب بذلك.
- ويقال أنه سمي بذي الرُمًًّة أيضاً بسبب بيت شعر قاله في إحدى قصائده جاء فيه: وَغَيرَ مَرضوخِ القَفا مَوتودِ أَشعَثَ باقي رُمَّةِ التَقليدِ
- وقيل أيضاً انه عندما كان صغيراً كان يصيبه فزع، فكتبت له تميمة، فعلقها بحبل فلقب بذلك ذا الرُُّمًًّة، ورواية أخرى أن والدته جاءت إلى الحصين بن عبدة بن نعيم العدوي، فقالت له يا أبا الخليل، إن ابني هذا يروع بالليل، فأكتب لي معاذة أعلقها على عنقه، ثم جاء أنها مرت مع ابنها لبعض حوائجها بالحصين وهو جالس في ملأ من أصحابه ومواليه، فدنت منه فسلمت عليه، وقالت: يا أبا الخليل ألا تسمع قول غيلان وشعره؟ قال: بلى، فتقدم فأنشده، وكانت المعاذة مشدودة على يساره في حبل أسود، فقال الحصين : أحسن ذو الرُّمًّة، فغلبت عليه.
- قضى ذو الرمة حياته في الصحراء والتي أثرت كثيراً في أساليبه الشعرية، فكان من أروع الشعراء في وصف الطبيعة والصحراء.
وَداويَّةٍ جَردآءَ جَدّاءَ جَثَّمَت بِها هَبَواتُ الصَيفِ مِن كُلِّ جانِبِ سبارِيتَ يَخلو سَمعُ مُجتازِ خَرقِها مِنَ الصَوتِ إِلاّ مِن ضُباحِ الثَعالِبِ
" قالوا فيه " قال عنه أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة، وقال جرير: لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته "ما بالُ عَينِكَ مِنها الماءُ يَنسَكِبُ" لكان أشعر الناس.
توفي ذو الرمة بأصبهان، وقيل بالبادية عام 117هـ - 735م
"ابن الرومي " سلسلة من المآسي وسوء الحظ " لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه ولذلك قلت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء"
ابن الرومي شاعر كبير من العصر العباسي، من طبقة بشار والمتنبي، شهدت حياته الكثير من المآسي والتي تركت آثارها على قصائده، تنوعت أشعاره بين المدح والهجاء والفخر والرثاء، وكان من الشعراء المتميزين في عصره، وله ديوان شعر مطبوع.
- هو العباس بن جريج، كنيته أبو الحسن لقب بالرومي نسبة لأبيه، ولد ببغداد عام 221هـ - 836م، وبها نشأ، كان مسلماً موالياً للعباسيين، ومما قاله في الفخر بقومه : قوْمي بنو العباسِ حلمُهمُ حِلْمي هَواك وجهلُهُم جهلي نَبْلي نِبالُهُمُ إذا نزلتْ بي شدةٌ ونِبالُهم نَبلي لا أبتغي أبداً بهم iبدلاً لفَّ الإلهُ بشملهم شملي
- اخذ ابن الرومي العلم عن محمد بن حبيب، وعكف على نظم الشعر مبكراً، وقد تعرض على مدار حياته للكثير من الكوارث والنكبات والتي توالت عليه غير مانحة إياه فرصة للتفاؤل، فجاءت أشعاره انعكاساً لما مر به، وإذا نظرنا إلى تاريخ المآسي الذي مر به نجد انه ورث عن والده أملاكاً كثيرة أضاع جزء كبير منها بإسرافه ولهوه، أما الجزء الباقي فدمرته الكوارث حيث احترقت ضيعته، وغصبت داره، وأتى الجراد على زرعه، وجاء الموت ليفرط عقد عائلته واحداً تلو الأخر، فبعد وفاة والده، توفيت والدته ثم أخوه الأكبر وخالته، وبعد أن تزوج توفيت زوجته وأولاده الثلاثة.
في رثاء ولده قال بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي ألا قاتَل اللَّهُ المنايا ورَمْيَها من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ
- فقد نقم على مجتمعه وحياته فأتجه إلى هجاء كل شخص وكل شيء يضايقه أو يسيء إليه.
- عاصر ابن الرومي عصور ثمانية من الخلفاء العباسيين، وكان معظمهم يرفضون مديحه يردون إليه قصائده، ويمتنعون عن بذل العطايا له، مما قاله في ذلك: قد بُلينا في دهرنا بملوكٍ أدباءٍ عَلِمْتُهمْ شعراءِ إن أجدنا في مدحِهم حسدونا فحُرِمنا منهُمْ ثوابَ الثناءِ أو أسأنا في مَدْحهم أنَّبونا وهَجَوْا شعرَنا أشدَّ هجاءِ
- عرف ابن الرومي بإجادته الكثير من الأشكال الشعرية والتي جاء على رأسها الهجاء، فكان هجاؤه للأفراد قاسي يقدم الشخص الذي يقوم بهجاؤه في صورة كاريكاتورية ساخرة مثيرة للضحك.
قال في وصف البحتري: البُحْتُريُّ ذَنُوبُ الوجهِ نعرفُهُ وما رأينا ذَنُوبَ الوجه ذا أدبِ أَنَّى يقولُ من الأقوال iأَثْقَبَهَا من راح يحملُ وجهاً سابغَ الذَنَبِ أوْلى بِمَنْ عظمتْ في الناس لحيتُهُ من نِحلة الشعر أن يُدْعَى أبا العجبِ وحسبُه من حِباءِ القوم أن يهبوا له قفاهُ إذا ما مَرَّ بالعُصَبِ ما كنت أحسِبُ مكسوَّاً كَلحيته يُعفَى من القَفْدِ أو يُدْعى بلا لقبِ
- وجاءت حكمة ابن الرومي كنتيجة منطقية لمسيرة حياته، فقال: عدوُّكَ من صديقك مستفاد فلا تستكثرنَّ من الصِّحابَ فإن الداءَ أكثرَ ما تراهُ يحولُ من الطعام أو الشرابِ إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً مُبيناً والأمورُ إلى انقلابِ
" قالوا فيه" قال عنه طه حسين" نحن نعلم أنه كان سيء الحظ في حياته، ولم يكن محبباً إلى الناس، وإنما كان مبغضاً إليهم، وكان مُحسداً أيضاً، ولم يكن أمره مقصوراً على سوء حظه، بل ربما كان سوء طبيعته، فقد كان حاد المزاج، مضطربه، معتل الطبع، ضعيف الأعصاب، حاد الحس جداً، يكاد يبلغ من ذلك الإسراف"
قال ابن خلكان في وصفه: "الشاعر المشهور صاحب النظم العجيب والتوليد الغريب، يغوص على المعاني النادرة فيستخرجها من مكانها ويبرزها في أحسن صورة ولا يترك المعنى حتى يستوفيه إلى أخره ولا يبقي فيه بقية".
قال عنه المرزباني " لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه ولذلك قلت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء".
- توفي ابن الرومي مسموماً ودفن ببغداد عام 283هـ - 896م، قال العقاد" أن الوزير أبا الحسين القاسم بن عبيد الله بن سلمان بن وهب، وزير الإمام المعتضد، كان يخاف من هجوه وفلتات لسانه بالفحش، فدس عليه ابن فراش، فأطعمه حلوى مسمومة، وهو في مجلسه، فلما أكلها أحس بالسم، فقال له الوزير: إلي أين تذهب؟ فقال: إلى الموضع الذي بعثتني إليه، فقال له: سلم على والدي: فقال له: ما طريقي إلى النار. * * * "ومن الشعراء من قال في الدنيا وهو اخر رحلتنا في شعراء لايمكن نسيانهم ،اترككم مع أجمل ما قالوه في الدنيا "
"أبي تمام حبيب بن أوس الطائي" ال يرثي بن أبي ربعي: أي ندى بين الثرى والجيوب ... وسؤدد لدن ورأي صليب يا ابن أبي ربعي استقبلت ... من يومك الدنيا بيوم عصيب
"أبو تمام يرثي جارية له" ألم ترني خليت عيني وشانها ... ولم أحفل الدنيا ولا حدثانها لقد خوفتني النائبات صروفها ... ولو أمنتني ما قبلت أمانها
"أبو تمام الطائي" ذم الحياة أناس تواتهم ... ولا دروا غير در الإبل والشاء - وقلدتم على العمياء جمهرة ... تمشي على غير قصد خبط عشواء - ولو بدت لهم الدنيا بزينتها ... لأوسعها بتبجيل وإطراء
"محمد مهدي الجواهري" لم يدر من ظن الحياة إقامة ... أن الحياة تنقل وترحل في كل يوم يقطع الإنسا ن من ... دنياه مرحلة ويد نو المنهل لا تأسفن لفرقة الدنيا فما ... تلقاه في أخراك عنها يشغل
" إبراهيم الباروني " ليست حياة المرء في الدنيا سوى ... حلم يجر وراءه أحلاما والعيش في الدنيا جهاد دائم ... ظبي يصارع في الوغى ضرغاما
" سالم بن وابصة أو العرجي " لا منكر الحق مظلوما ولا وكل ... في النائبات ولا هيابة فرق وإنما الناس والدنيا على سفر ... فناظر آجلا منهم ومنطلق
" محمد الفراتي" يود المرء في الدنيا خلودا ... وهل في هذه الدنيا خلود ويهوى أن يعيش بها سعيدا ... وفصل القول ليس بها سعيد أباغي العدل لاتطلب محالا ... فما للعدل في الدنيا وجد
"علي الكسائي" تصرمت الدنيا فليس خلود ... وما قد ترى من بهجة سيبيد سيفنيك ما أفنى القرون التي مضت ... فكن مستعدا فالفناء عتيد
"أحمد شوقي" أخا الدنيا أرى دنياك أفعى ... تبدل كل آونة إهابا ومن عجب تشيب عاشقيها ... وتفنيهم وما برحت كعابا فلم أ ر غير حكم الله حكما ... ولم أر دون باب الله بابا
"الشيخ الطيب العقبي من الجزائر" شر الورى من عاش طول حياته ... في الخمر منهمكا وفي لذاته لا يرعوي عن غيه وضلاله ... وإذا انتشى فإلى الشقاء بذاته قد ضيع الدنيا وأذهب عقله ... والدين أصبح من كبار عداته إن عاش فهو إلى الضلالة سائر ... أو مات كيف يكون بعد مماته وكفاه من خزي مقالة قائل ... " لاتصحب السكران في حالاته "
" أسامة بن منقذ " يا شارب الخمر بعد النسك والدين ... وبعد ما تاب عما راب مذ حين أفسدت دينك والسبعون أفسدت ... الدنيا فلست بذي دنيا ولا دين وإنما أنت فخار تكسر لا ... يرجى لنفع ولا يعتد في الطين
"محمد بن القاسم الهاشمي" تولت بهجة الدنيا ... فكل جديدها خلق وخان الناس كلهم ... فما أدري بمن أثق رأيت معالم الخيرا ... ت ( الخيرات ) سدت دونها الطرق فلا حسب ولا أدب ... ولا دين ولا خلق
" الأعور الشني " من خانه الدهر خانته صنائعه ... وعاد ذنبا له ما كان إحسانا ولا ترى الدهر إلا حرب مضطهد ... وجالبين على المخذول خذلانا والحظ بيني لك الدنيا بلا عمد ... ويهدم الدعم الطولى إذا خانا لا تأمنن امرأ خان امرأ أبدا ... إن من الناس ذا وجهين خوانا
"بديع الزمان الهمذاني" إذا الدنيا تأملها حكيم ... تبين أن معناها عبور فبينا أنت في ظل الأماني ... بأسعد حالة إذا أنت بور
"هانئ بن توبة" وإن امرأ دنياه أكبر همه ... لمستمسك منها بحبل غرور
" أسامة بن منقذ" انظر إلى لاعب الشطرنج يجمعها ... مغالبا ثم بعد الجمع يرميها - كالمرء يكدح للدنيا ويجمعها ... حتى إذا مات خلاها وما فيها
"البحتري " أطل جفوة الدنيا وتهوين شأنها ... فما العاقل المغرور منها بعاقل - لاتعب بالدنيا فكائن أرت ... فافضلها تابع مفضولها
" المتنبي " - أبدأ تسترد ما تهب الدن ... يا ( الدنيا ) فياليت جودها كان بخلا - وهي معشوقة على الغدر لا تح ... فظ ( تحفظ ) عهدا ولا تتسم وصلا
"فتيان الشاغور" تخادعنا الدنيا بطيب نسيمها ... وما هو إلا الشهد خالطه السم وتلتذ بالأنفاس جهلا نفوسنا ... وما نفس إلا وفيه لها كلم
" الشافعي " إن لله عبادا فطنا ... تركوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلما علموا ... أنها ليست لحي وطنا جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا. السخاء والكرم يغطيان عيوب الدنيا والآخرة
" ظافر الحداد" هي الدنيا فلا يحزنك منها ... ولا من أهلها سفه وعاب أتطلب جيفة لتنال منها ... وتنكر أن تهارشك الكلاب
" الصاحب شرف الدين الأنصاري" هي الدنيا تحب ولا تحابي ... وتصحب ثم تغدر بالصحاب فلا تعجب من الأضداد وانظر ... إلى ضحك المشيب مع انتحابي
"خلف بن خليفة " لا تبخلن بدنيا وهي مقبلة ... فليس ينقصها التبذير والسرف وإن تولت فأحرى أن تجود بها ... فالحمد إذا ما أدبرت خلف
"ابن أبي حصينة " لا تخدعنك بعد طول تجارب ... دنيا تغر بوصلها وستقطع - أحلام نوم أو كظل زائل ... إن اللبيب بمثلها لا يخدع
"علي بن أبي طالب " إنما الدنيا فناء ... ليس للدنيا ثبوت إنما الدنيا كبيت ... نسجته العنكبوت ولقد يكفيك منها ... أيها الطالب قوت ولعمري عن قليل ... كل من فيها يموت
وقال : إنما الدنيا كظل زائل ... أو كضيف بات ليلا فارتحل أو كطيف قد يراه نائم ... أو كبرق لاح في أفق الأمل يا من بدنياه اشتغل ... وغره طول الأمل الموت يأتي بغتة ... والقبر صندوق العمل تحرز من الدنيا فإن فناءها ... محل لا محل بقاء فصفوتها ممزوجة بكدورة ... وراحتها مقرونة بعناء
وقال : لا تجعل يقينك شكا، ولا علمك جهلا، ولا ظنك حقا، واعلم أنه ليس لك من الدنيا إلا ما أعطيت فأمضيت وقسمت فسويت ولبست فأبليت.
إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.
من هوان الدنيا على الله أنه لا ُيعصى إلا فيها ولا ُينال ما عنده إلا بتركها.
لا يكن أفضل ما نلت في نفسك من دنياك بلوغ لذة أو شفاء غيظ، ولكن إطفاء باطل أو إحياء حق.
الدنيا دار ممر لا دار مقر، والناس فيها رجلان: رجل باع فيها نفسه فأوبقها، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها.
"ذو الكفايتين" دخل الدنيا أناس قبلنا ... رحلوا عنها وخلوها لنا ونزلناها كما قد نزلوا ... ونخليها لقوم بعدنا
" علي التهامي " حكم المنية في البرية جار ... ما هذه الدنيا بدار قرار بينا يرى اللإنسان فيها مخبرا ... حتى يرى خبرا من الأخبار طبعت عاى كدر وأنت تريدها ... صفوا من الأقذاء والأكدار والنفس إ رضيت بذلك أو أبت ... منقادة بأزممة الأقدار فاقضوا مآربكم عجالا إمنا ... أعماركم سفر من الأسفار وتراكضوا خيل الشباب وبادروا ... أن تسترد فإنهن عوار فالدهر يخدع بالمنى ويغض إن ... هنى ويهدم ما بنى ببوار ليس الزمان ولو حرصت مسالما ... خلق الزمان عداوة الأحرار
"ابن خاتمة الأندلسي " ما أبقت الدنيا على ناسك ... كلا ولا تمت لمستهتر سرورها يشرف عن حزنها ... كأنها ضحكة مستعبر
"محمد بن المسنير " لقد غرت الدنيا رجالا فأصبحوا ... بمنزلة ما بعدها متحول فساخط عيش ما يبدل غيره ... وراض بعيش غيره سيبدل وبالغ أمر كان يأمل غيره ... ومصطلم من دون ما كان يأمل
" لسان الدين الخطيب " تبا لطالب دنيا لا بقاء لها ... كأنما هي في تصريفها حلم صفاؤها كدر سراؤها ضرر ... أمانها غدر أنوارها ظلم شبابها هرم راحاتها سقم ... لذاتها ندم وجدانها عدم فخل عنها ولا تركن لزهرتها ... فإنها نعم في طيها نقم
"أنيس منصور" • هانت الدنيا على من هانت عليه نفسه. • الدنيا مليئة بالأكاذيب، والكارثة أن نصفها صحيح. • الدنيا كلها تخرج منا وتتشكل وتتلون وتقرب وتبعد كما نريد. • العذاب في الدنيا ألوان: الحب والزواج والأولاد والأصدقاء والجيران • . ليس في الدنيا أصدقاء، إنهم أعداء ينتظرون الفرصة • كل شيء في الدنيا تعب، إلا الموت فهو نهاية كل تعب
"الحسن البصري" • الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن • فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي عقل عقلا • ما ألزم عبد قلبه ذكر الموت إلا صغرت الدنيا عليه • أهينوا الدنيا، فوالله لأهنأ ما تكون إذا أهنتها • إن المؤمن في الدنيا غريب لا يَجزع من ذلها ولا يُنافس أهلها في عزها
"وليم شكسبير" • لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجاً، فإذا جاء طلبت منهُ كل شيء • . الدنيا مسرح كبير، وكل الرجال والنساء ما هم إلا ممثلون على هذا المسرح.
"مالك بن دينار" • من تباعد من زهرة الدنيا فذاك الغالب هواه. • من علامة حب الدنيا أن يكون المرء دائم البطنة.
"الحسين بن علي بن أبي طالب" • إذا جادت الدنيا عليك فجُد بها ... على الناس طرّاً قبل أن تتفلت • اجعل ما طلبت من الدنيا فلم تظفر به بمنزلة ما لم يخطر ببالك.
• ورَدْنا إلى الدّنيا بإذْنِ مليكِنا ... لِمَغزًى ولَسنا عالمينَ بما غُزي أبو العلاء المعري • أبداً تسترد ما تهب الدنيا ... فيا ليت جودها كان بخلا أبو الطيب المتنبي
• الرجل النبيل هو من يعطي الدنيا أكثر مما يأخذ منها. جورج برنارد شو • أشجع الناس من قاوم هوى نفسه وحبسها عن الدنيا. فولتير • وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا أحمد شوقي ابن المقفع • إخوانَ الصدقِ هم خيرُ مكاسبِ الدنيا، هم زينةٌ في الرخاء، وعدةٌ في الشدةِ، ومعونةٌ على خيرِ المعاشِ والمعادِ. فلا تفرطن في اكتسابهم وابتغاء الوصلاتِ والأسبابِ إليهم. • طالب الدنيا كشارب ماء البحر، كلما زاد شرباً ازداد عطشاً. ابن المقفع • هشت لك الدنيا فمالك واجم ... وتبسمت فعلام لا تتبسم إيليا أبو ماضي • وطني الدنيا وديني خالقي ... وأخي كلُّ شقيّ في البشر فليكس فارس • دا هما بيقولوا دي مصر أم الدنيا، والنبي صلى الله عليه وسلم بيقول دا الدنيا ملعون ما فيها، تبقى مصر أم الملاعين. عبد الحميد كشك لا جديد في الدنيا، لكن هناك الكثير من الأشياء القديمة التي لا نعرفها. أمبروس بيرس • أعتقد أن أعظم ما في الدنيا ليس أين تقف، بل الاتجاه الذي تتقدم نحوه. أوليفر وندل هولمز • ليكن أول ما تفيد من الدنيا بعد خليل صالح امرأة صالحة. لقمان الحكيم • التاريخ ذاكرة الناس، وبدون ذاكرة تنزل مرتبة الإنسان إلى الحيوانات الدنيا. مالكوم إكس • من سحر الحب أن ترى وجه من تحب هو الوجه الذي تضحك به الدنيا، وتعبس أيضاً. مصطفى صادق الرافعي الزاهد هو الذي إن اصاب الدنيا لم يفرح، وإن فاتته لم يحزن. ابن المبارك • ما أُعْطِيَ رجل من الدنيا شيئا إلا قِيل له: خُذه، ومثله حُزنا. سفيان الثوري • الدنيا أربعة أشياء: المال، والكلام، والمنام، والطعام؛ فالمال يُطغي، والكلام يُلهي، والمنام يُنسي، وا ... معروف الكرخي • علام يعيش المرء في الدهر خاملا ... أيفرح في الدنيا بيوم يَعُدَّهُ؟! محمود سامي البارودي شاعر وسياسي مصري • لئن أبتغي الدنيا بالمزمار والطنبور، أحب إليّ من أن أبتغيها بدين الله. إبراهيم بن أدهم • الدنيا إذا ما حلت أوحلت، وإذا ما كست أوكست، وإذا أينعت نعت. عبد الحميد كشك يا جامع المال في الدنيا لوارثه ... هل أنت بالمال بعد الموت تنتفع أبو العتاهية • الحياة جد كلها لا تعب، ومن لا يجد في دنياه يخسر نفسه ومن يخسر نفسه يخسر الدنيا بأسرها، ولا يستطيع أحد ان يربح العالم اذا لم يربح نفسه بادئ ذي بدء. كمال جنبلاط
• لا يمكننا في هذه الدنيا أن نقوم بأعمال عظيمة، بل يمكننا فقط أن نقوم بأعمال صغيرة بحب عظيم. الأم تريزا
• لعل من عجائب الدنيا أنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة فإنك دائما تصل إليها. سومرست موم • إنما مَثَلُ الدنيا مَثَلُ رغيفٍ عليه عسلٌ مَرَّ به ذبابٌ، فقطع جناحيه، وإذا مَرَّ برغيف يابس مَرَّ به سليما. سفيان الثوري
• انتهاك شرف البنت يقيم الدنيا ولا يقعدها في مجتمعنا، لكن العدوان على شرف الأمة لم يعد يحرك ساكنا فيها. محمد الغزالي
• إذا كانت لنا غاية في هذه الدنيا فهي أن يعيش كافة البشر، مهما كانت عقائدهم وأديانهم وأجناسهم، في سلام وأخوَّة. محمد بن عبد الكريم الخطابي قائد منطقة الريف ومناضل ضد الاحتلال الأسباني والفرنسي لشمال أفريقيا • أغمِضْ عن الدُّنيا عينَكَ، وولِّ عنها قَلبَكَ، وإيَّاكَ أن تُهلككَ كمَا أهلكَت مَن كان قَبلكَ، فقد رأيتُ مصَارعَها، وعاينتُ سوءَ آثارِهَا على أهلها، وكيف عَريَ مَن كَسَت، وجَاعَ مَن أطعمت، ومات مَن أحيت. عمر بن الخطاب
_______________ فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم المحيط- مي كمال الدين الموسوعة الشاملة الادب الجاهلي الادب في العصر العباسي
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الزمن هو المادة التي أنا مصنوع منها ، وأنا - لسوء الحظ –خور
...
-
العنف الاسري والعنف ضد المراة - من امرأة من الشرق ، وثلاثية
...
-
لك بين جوانحي عشق
-
أن الشيوعية تقدم حلاً للمعضلة الصعبة... لبرتراند راسل من الا
...
-
شموع لعمال العالم ، وشمعة لي
-
العنف الاسري وطفولة مسلوبة لأطفال الشوارع والتحرش ، من إمرأة
...
-
انعتاق وطن
-
اقوال الرفيق ماو تسي تونغ .. . من كَلِمُ لا يَنفَد
-
إعترافات
-
ومن ذا الذي سينزل العقاب وسيسبغ النعم؟...من كَلِمُ لا يَنفَد
...
-
- أول جيش ثوري للعمال و الفلاحين- من كلم لاينفد للرفيق ماو ت
...
-
الفراق
-
-المسيرة الطويلة- من كلم لاينفد للرفيق ماو تسي تونغ
-
قهرنا الممر الاخير ، فابتسمت الجيوش الثلاثة ، من كَلِمُ لا ي
...
-
من المستحيل أن تبحث عن الله عندما يكون عقلك مضطرباً بسبب الب
...
-
إرحلي
-
عمالة الاطفال
-
-انتفاضة حصاد الخريف- من كلم لاينفد للرفيق ماو تسي تونغ
-
قراءة في ديوان تراتيل انثى للشاعرة فاطمة الفلاحي بقلم محمد س
...
-
أشتاقك
المزيد.....
-
الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
-
من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل
...
-
التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي
...
-
هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
-
مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
-
إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام
...
-
الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية
...
-
الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|