أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - زعماء على أعتاب الإخوان















المزيد.....

زعماء على أعتاب الإخوان


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 16:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أتصور قادة جماعة الإخوان المسلمين وهم ينظرون بازدراء يخلو من الإشفاق، إلى هؤلاء السادة الكرام، الذين يريدون أن يكونوا شخصيات عامة صاحبة صيت وسلطان في الساحة السياسية المصرية، ويحاولون لبعض الوقت أن يلفتوا إليهم أنظار الجماهير، لكن جباههم سرعان ما تصطدم بحائط من التجاهل، وبدلاً من "يتلهوا على عينهم"، أو يبحث كل واحد منهم لنفسه عن طريق آخر يشتهر به. . كأن ينتج أصحاب الصوت الجميل أو حتى القبيح (ما يضرش) شريط كاسيت يسجل عليه أغان عاطفية، تكون كلماتها رومانسية وتْقَطَّعْ القلب، مثل "كوز الزعامة انخرم عايزله برطوشة"، أو "أنا الزعيم الأباصيري، في الأونطة مفيش غيري"، أو "حبيتك بالصيف، واديتك بالشلوت في الشتا". . أو حتى لو كان زعيم المستقبل "ميح من مجاميعه"، ويفتقد لأي موهبة تلفت إليه الأنظار، فلربما كان من الأفضل له أن يضع قطناً ونظارة سوداء على عينيه، ويقف أمام الحسين ماداً يده، منادياً "جماهير لله يا محسنين. . جماهير قليلة تمنع بلاوي كثيرة"، أو "عيان يا ناس ولسه خارج من السجن ومزنوق يا أهل الخير في شوية جماهير". . رغم كل هذه الطرق والحلول التي تحفظ أكثرها انحطاطاً بعضاً من كرامة الزعيم المنتظر لمصر المحروسة. . نجده بدلاً من ركوب الصعب "يركب الهوا" أو "يركب تكتك"، ويذهب من فوره إلى خزانة الجماهير العامرة، إلى جماعة الإخوان المسلمين العتيدة، والمفتوحة أحضانها دوماً "للهاجع والناجع والنايم على صرصور ودنه"!!
الجماعة المحظور اسماً، والمفتوح لها كل أبواب مؤسسات الدولة فعلاً، والتي "تلعبها خرسة" مع كل الجهات، صفقات مع الدولة من خلف الكواليس، وجبهات معارضة مع أحزاب القش والكرتون أمام الكاميرات، جاهزة لكل من يأتي إليها، مقدماً فروض الولاء والاحترام، ولا مانع لديها من السماح له "ببقين طق حنك"، يصرح بهما لإعلام الطبل والزمر والتهييس المسمى إعلام مستقل، فيقول مثلاً أنه "حريص على توحد قوى المعارضة المصرية"، وربما يتمطع أيضاً فيقول أنه "يختلف مع الإخوان في الرأي، لكنه مستعد لأن يدفع حياته ثمناً لحقهم في إبداء رأيهم"، شوف ازاي الواد ليبرالي؟!!. . ولابد في محاولة لستر عورة لن تكفيها كل أوراق التوت المتوفرة في بر مصر، أن يعلن تمسكه بأن "الدين لله والوطن للجميع"، رغم أن أسياده الذين يرقبونه بازدراء يأبون إلا أن يكون "الدين لله والوطن لله" وقد اطمأنوا أنهم الوحيدون المتحدثون باسم الإله، وبالتالي يكونون قد صادروا الدنيا والدين، لصالح جماعتهم المباركة!!
قد يحدث أيضاً بعد أن يفرغ الزعيم منعدم الجماهير من الصلاة خلف مرشد الجماعة، أن يصادف صحفياً شاباً يتمتع بقدر من "التباتة والغتاتة" يُحسد عليه، يصدمه بسؤال عن التناقض بين ما يدعو إليه من "دولة مدنية" يتساوى فيها كل أبناء الوطن، وتقوم على الديموقراطية وحكم الشعب، وبين ما يسعى إليه الإخوان المسلمون من "دولة دينية" يحكمها ويتحكم فيها ذوي العمائم البيضاء تحت مظلة مبدأ الحاكمية لله، ويعيش فيها أهل الذمة على أريحية وسماحية أصحاب الفتاوى بتكفير المسلمين الشيعة ونعت اليهود بأحفاد القردة والخنازير، وتفسير "الضالين" في "الفاتحة" بأنهم النصارى، دولة يصوم فيها الناس ويصلون ليس فقط بوازع الإيمان في قلوبهم، وإنما أيضاً وسيف الجلاد وسوطه مرفوع على أعناقهم، ولا يسنون القوانين من خلال البحث العلمي عن القواعد والنظم التي تحافظ على مصالحهم، وإنما يفتشون كتب التراث القديمة، بحثاً عن تفسيرات لفقهاء عاشوا عصوراً غير عصرنا، وتضاربوا في تفسيراتهم ورؤاهم، بل وكَفَّروا بعضهم بعضاً!!
هنا وفي مواجهة هذا السؤال الصحفي الذي لم يأت أبداً في وقته، لابد وأن يمهمل زعيم المستقبل نفسه لحظات يبتلع فيها ريقه، ريثما تطرأ له فكرة عبقرية، وهي أن يرسم على وجهه ملامح غباء أو بلاهة وراثية أو مكتسبة، ثم يسترجع بذاكرته عبارة تأتي على باله "كالقرش الأبيض الذي ينفع في اليوم الأسود"، كان أحد حواة الجماعة المباركة قد زحلقها من قبل لأحد الصحفيين، لزوم لعب "الثلاث ورقات"، الذي يتقنه بعض المتخصصين فيه من الأخوة المباركين، فيما تخصص آخرون منهم في قذفنا بالحقيقة عارية بلا رتوش، على وزن "طظ في مصر واللي جابوا مصر". . كان الأخ الكريم إياه قد أفتى للصحفي إياه أيضاً، أن الإخوان يسعون "لدولة مدنية ذات مرجعية دينية"!!. . ساعتها لم يضحك أو يقهقه أحد من الحضور، وإن كان هذا لم يمنع أن تكون قلوبهم عامرة وقتها بالضحك، إن لم يكن بالضحك على ما قيل، "فبالضحك على الدقون"، وليس أكثر في بلادنا من الذقون المضحوك عليها، سواء تم ذلك الضحك بمزاجها، أو رغماً عن أنفها!!
القول بالموافقة على "دولة مدنية ذات مرجعية دينية"، أشبه بمن يوافق على لبس "برنيطة بشرط أن تكون اسطوانية حمراء اللون ولها زر"!!. . هو بلاشك قول هزل لا جد فيه، ولا يبتلعه غير مدمني "ابتلاع البالوظة"، وإلا فيا أولي الألباب فليخبرني أحدكم، ماذا تكون الدولة الدينية، غير أن تكون هي تلك المعتمدة على مرجعية دينية؟!!. . هذا بالطبع ما لم يكن ما يقصدون بالدولة المدنية، بأنها الدولة التي يسمح فيها للناس بارتداء ملابس مدنية، أي "قميص وزعطلون"، ولا تُفرض عليهم "الكاكولا" أو الملابس الباكستانية!!
هؤلاء الزعماء الوهميين، الأشاوس منهم وغير الأشاوس يحتاجون إلى جماهير، والجماعة المحظور تبحث عن طريق هؤلاء عن شرعية، هي شرعية أشبه بعمليات غسيل الأموال القذرة التي تمارسها الجماعة طوال الوقت. . الجماعة بالطبع لا تأبه لهذه الشرعية كثيراً، فهي مكتفية بما تحققه على الأرض من مكاسب، مع هذا لن تضيرها الدعاية الإعلانية المجانية، عن طريق هؤلاء السذج أو المتذاكيين الباحثين عن جماهيرية، فهم كما يصرح رموزها مراراً وتكراراً لن يغيروا مبادئهم التي دخلوا السجون والمعتقلات بسببها، ولن يمنحوا جماهيرهم لهؤلاء المتسولين لجماهيرية، كما لن يدعوا أحداً يركب ظهورهم، وهم الذين احترفوا ركوب ظهور الجميع، ليصلوا بهم إلى حيث يريدون، ثم يقلبونهم بعد ذلك شر منقلب!!
هكذا يكون الازدراء والسخرية العلنية أو المستترة، هي نصيب كل هؤلاء الذين يزحفون على بطونهم إلى أعتاب الجماعة المباركة. . أو هل يطمعون حقيقة فيما هو أكثر من ذلك؟!!
مصر- الإسكندرية



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان وتخدير الذبائح
- من حاكم مصر الحقيقي؟
- رؤية علمانية لقوانين الزواج
- النهر الخالد ولعنة الأشاوس
- بين الخلطة والخلطبيطة
- حكاية -عبد المعين-
- البرادعي والجماهير سابقة التجهيز
- دائرة الإيمان وما حولها
- ماذا تريد جريدة المصري اليوم؟
- مفهوم المواطنة على المحك
- خربشات طفولية- 2
- الديموقراطية منهج حياة
- كن ليبرالياً ودعني أقتلك
- العنف المقدس وإرهابي طائرة الرئيس
- بيان للتوقيع من علمانيين مصريين
- خربشات طفولية- 1
- بيان علمانيين أقباط- مازال مفتوحاً للتوقيع
- أجنحة الغياب- قصة قصيرة
- تغيير أم صراع على السلطة؟
- عندما يتناقض الدستور


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - زعماء على أعتاب الإخوان