أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الكريم البدري - اصوليتان مطلقتان تتحكمان في مستقبل العراق














المزيد.....


اصوليتان مطلقتان تتحكمان في مستقبل العراق


عبد الكريم البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 14:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في قراءة سريعة لتحديد معنى المطلق ألأصولي علينا التعرف على ما يعنيه المطلق. انه ينطوي بمعناه على معضلة وهذه المعضلة كامنة في النسبي وبالتالي ينطوي هذا, على تناقض. كما ان التناقض هذا ماثل في اللحظة التي يتصور فيها ألإنسان انه قد اقتنص المطلق. أما إذا ما تطابق المطلق مع النسبي ففي مثل هذه الحالة يمكن رفع التناقض. والأصولية تزعم إمكانية هذا الرفع, بسبب التزامها بحرفية النص الديني, وتقف ضد التحديث والعلمانية, وهي بهذا تكون قد رفضت ترجمة النص الديني بمقولات التحديث والعلمانية, ألأمر الذي يمكنها من تجسيد العقيدة الدينية حرفيا ليتطابق المطلق مع النسبي, والحقيقة ألأبدية مع التعبير الزمني عن هذه الحقيقة. وبهذا تكون الحقيقة اللاهوتية في زمن الماضي حقيقة اليوم وغدا. لذلك نراها تختزل أبعاد الزمان الثلاثة في بعد واحد هو الماضي ثم ترقى بالماضي الى مستوى المطلق وهو ما أردنا به "المطلق ألأصولي".
ففي القرن العشرين بدأتا ثمة مطلقتان أصوليتان احدهما مسيحية والأخرى إسلامية.
المطلق ألأصولي المسيحي
هو من صنع حركة مسيحية يطلق عليها اسم " الغالبية ألأخلاقية" نشأت هذه الحركة عام 1979 بزعامة القس جيري فولول. أسهمت بشكل كبير في انتخاب الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان. من أهداف هذه الحركة ضرورة استخدام القوة العسكرية في فصل النزاعات. كما ان أهم هدف رئيسي لها هو التفوق العسكري. ومما قاله فولول في هذا الصدد "دعونا نضرب بمدافعنا اللاهوتية, الليبرالية والعلمانية وألأنسانية" و كذلك قال"نحن من أجل أمريكا ومن اجل إسرائيل". ومما يذكر في هذا الصدد ان تبنى هذا ألاتجاه كل من الرئيس الأمريكي الراحل ر. ريجان والرئيس السابق بوش ألابن.
المطلق الأصولي ألإسلامي
صياغته جاءت على يد جماعة إسلامية في إيران بقيادة ألأمام الخميني متأثرا بمحمد باقر أكمل الشهير بوحيد بهبهاني (1705-1791) الذي جاهد من اجل إسقاط المدرسة ألإخبارية بواسطة عصاباته التي تعرف باسم "ميرغضب". فالأمام الخميني يوحد بين الدين والدولة والمجتمع مستندا الى النصوص الدينية التي تلزم بتوحد الشعب مع الزعيم الديني فكرا وهدفا, حيث يقول في كتابه" الحكومة الإسلامية"- يقول: ان القانون الإسلامي وللأمرالألهي سلطانا مطلقا على ألأفراد والحكومة ألإسلامية. والحكام الحقيقيون هم الفقهاء. وان واجب الفقيه استخدام المؤسسات الحكومية لتنفيذ القانون ألإلهي من اجل تأسيس النظام الإسلامي العادل, ان القانون هو الحاكم. وتأسيسا على ذلك يمتنع فصل الدين عن الحكومة, ويمتنع حصر الدين في العبادات والطقوس. فألأسلام هو قانون الهي. وهذا القانون معطى ليس فقط من أجل دراسته وتحليله في المعابد الدينية , لكنه أيضا من أجل تطبيقه لا بل حتى تجسيده في شكل دولة. ومن ثم يلزم وجود حكومة مسؤولة عن هذا التجسيد. الا ان هذه ألأقوال بمجملها لا ترقى من الناحية الفلسفية الى ان تشكل مطلقا أصوليا والمنظر الحقيقي لها هو الشيخ علي شريعتي الذي يؤول الدين من الناحية التاريخية. وحسب ما جاء في كتابه "سوسيولوجيا الإسلام" والذي يبدأه في قصة هابيل وقابيل وهي قصة التأريخ كما يذكرها على أنها بداية لحرب لم تنتهي لحد هذه اللحظة. وان الحرب دينية, منذ ان كانت, ما يراد لها ان تنتهي. في الوقت الذي يرى فيه, ان ألإسلام قائم على ثلاثة مبادئ: التقية, ألاستسلام للأمام , ومن ثم ألاستشهاد. وان هذا المبدأ ألأخير هو الذي يدفع بالمسلمين الى الحرب بلا تردد ومن هذا المنطلق يعتقد أن الموت لا يختار الشهيد إنما العكس هو الصحيح حيث ان الشهيد هو الذي يختارا لموت بإرادته. وبالتالي فأن المسلم الحق هو شهيد المطلق ألأصولي, ويعلق على هذا النوع من ألاستنتاج الدكتور مراد وهبة بقوله :ان شهيد المطلق هذا تجسد في اغتيال السادات. فقد تعاون السادات مع الجماعات ألأصولية في مصر من أجل الفضاء على " عدوين رئيسيين: هما الناصريين واليساريين".وقد قبلت هذه الجماعات مثل هذا التعاون بشرط تطبيق الشريعة أي قانون الله بيد ان السادات راح يراوغ في تحقيق هذا الشرط. لذا قررنفرمن هذه الجماعات تصفيته بدواعي اعتقاد هذا النفران مطلقهم ألأصولي بات في خطر. ويمكن على هذا ألأساس قراءة المطلق ألأصولي ألإسلامي عبارة عن مطلق حرب وليس مطلق سلام. لقد انتهت ألأصولية في إيران الى الهيمنة الكاملة وفرض سيطرتها على الحياة الدينية والدنيوية , وأفرزت حق ألاجتهاد ووجوب تقليد العامة لهم في شؤون الدين والدنيا. وأخيرا أقرت مبدأ مرجعية التقليد المطلقة ولزوم تبعية غيرا لمجتهد والمحتاط للمجتهد الجامع للشرائط الذي هو بمثابة النائب عن ألأمام الغائب, وهو الحاكم المطلق , والرئيس المطلق له, ما للأمام, وان الراد عليه إنما يكون رادا على الله, وهو على حد الشرك بالله.ثم يدعي ان من لم يكن مجتهدا ولا محتاطا ثم لم يقلد المجتهد , تكون جميع عباداته باطلة حتى وان صام وصلى العمر كله.
يتضح فيما تقدم أعلاه ان كلتا الأصوليتان تلتقيان من حيث التوجه في استخدام القوة وثم الحرب, فأمريكا تستخدم التكنولوجيا العسكرية لتحقيق هدفها, وإيران بالمقابل تستخدم ما أطلق عليه "شهيد المطلق". وطبعا الهدف واضح وضوح الشمس في كبد السماء وهو تمزيق المنطقة برمتها وجعلها خليط من دويلات متنافسة.
************************************************************************* المصادر
الدكتور مراد وهبة-أزمة الآنسانية الى أين؟
الأمام الخميني- الحكومة الآسلامية/ترجمة حميد الجار-مطبعة الميزان-نيويورك/1981
حسنين كروم/اخطارالتوسع ألإيراني
د. عرفان عبد الحميد/ألآيات المعصومون- جذورا لتخلف



#عبد_الكريم_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسم بالشرف
- عمال اوربا يتظلمون من مشقة العمل
- الى أخي الدكتوركامل العضاض
- ألأنتخابات العراقية والوالي الفطن
- لاتبخس حقوق شهداء الحزب الشيوعي العراقي يا اديب
- ألأزدواجية أحد أسباب تخلفنا
- دولة القانون شعارتكتيكي زائف


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الكريم البدري - اصوليتان مطلقتان تتحكمان في مستقبل العراق