أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علوان - تعاريف عن التراث والتقاليد














المزيد.....

تعاريف عن التراث والتقاليد


عارف علوان

الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التراث كلمة تأخذ بألباب العرب، وتهيمن على عقولهم، وهي في نظر البعض هائمة، مثل سحابة في الأذهان، يمكنك تردديها دون أن تشعر بالحاجة إلى الاطلاع عليها، مثل أن يقال: لنا تراثنا. يكفي أن تتشدق بها لتفحم الآخر.
التقاليد هي أيضاً لعنة العرب، لأنها حاضرة، ومترسخة في حياتهم، يكفي أن تصيح بغضب: هل تريد أن نتخلى عن تقاليدنا؟ حتى يسكت المقابل.
والتقليد هو نسخ لتصرف الأجداد والتشبه بهم، فيتلبس الحاضر شخصية القديم وتفشل في التميّز عنه، وتتكرر، مثل النسخة الأولى، على مدار الزمن، لن يخرج منك نسل جديد إلا في النادر!
التراث في الغرب أصبح هامشياً منذ أكثر من مائتين سنة، لم يتخصص فيه إلا قلة، وأغلبه اتخذ منهج المقارنة، أما في المجتمعات العربية فيدرسه الآلاف، وتعمق فيه آلاف آخرون، واشتقوا مما سبق الاشتقاق منه أصول إضافية، اُضيفت إلى ما سبقها، وأبقوا على روحها الأولى، فزادوها رتابة.
التراث بركة راكدة، انقطعت عن المياه فتراكمت فوقها الحشائش والطحالب وامتلأت مياهها بالديدان، وعفنت، بحيث يصعب التفريق بين أصولها. وقد أضاف العرب إلى تراثهم كم هائل من التفريعات، إذا قشرتها لم يبق منها غير بضعة كتب في التاريخ، هي المصدر الأساسي للمعرفة!
العرب أكثر أمّة كدست الكتابة عن تراثها، وما برحت تلمّع به، وعندما أنصف الدكتور طه حسن ثقافة وشعر الجاهلية، وقال إنهما أنضج مما ظهر بعد الإسلام، هبّ عليه كل العرب، كبّروا، ورددوا كيف يعدل مع الجاهلية التي سبّها القرآن؟
لا توجد جريدة عربية تخلوا من صفحة للتراث، فيها تكرار عقيم لما يسمى بالتراث، وكنت أعرف من يدعو نفسه فنانا يكتب في التراث، يقطع مقدمة الكتب وينشرها بنصها بعد أن يوقع عليها أسمه! إذ أمسى التراث للاعتياش!
الزعماء العرب، بدون استثناء، امتدحوا التراث وبجلوا التقاليد، وزادوا فأضفوا عليها صفة عريقة. بعضهم أعاد نشر التراث وأنفقوا ملايين الدولارات لتلبيسه بالأغلفة الثمينة، وزينوا به المكتبات، ولا أعرف زعيماً تحدث عن التراث والتقاليد كما فعل حسني مبارك، لأنه محاط بآفات تراثية، هم الإخوان المسلمون، الذي رجعوا بشعب مصر القهقرى، ألبسوه أزياء الإيرانيين والمتصوفة والدراويش!
مرة كنا في سهرة حميمة حضرها أحد العاملين في المجمع الثقافي لأبوظبي (تأسس 1981) بدأ يتحدث عن الكتب التراثية التي أعادوا نشرها، ويتباهى أنهم لم يتركوا واحداً إلا ونشروه بزي جديد، فقال أحد الحاضرين، وهو فنان تشكيلي: أريد أن أفهم، أين نحن من التراث الذي تهتمون به؟ كان يقصد، وقد أشكل علينا الفهم أول الأمر، أين نحن في هذا التراث؟
التراث العربي مقدس، بل هو حلية على صدور الأجيال، لا يمسه الزمن من بعيد أو من قريب. إنه مثل بقرة، يمكنك أن تقطع منها أي جزء، تتبله وتسكب عليه الصلصة من إنشائك، شرط ألا تنقده، فتصبح إضافتك مقدسة هي الأخرى، تضاف إلى ما سبقها من تزوير!
التقاليد أيضاً تظهر قوية، عارمة، في فترات المدّ الديني، وتتراجع بزواله، وهي في المجتمعات العربية مثل البكتريا، تكمن بانتظار عوامل جديدة لتنشط، بَيدَ أنها لا تموت، ولقد مرت شعوب كثيرة على تقاليدها، اختارت لحياتها تقاليد جديدة، مختلفة، تلائم العصر وتستجيب لضروراته، لكن تقاليد العرب تظل حيّة، والذين هاجروا من بلدانهم إلى الغرب ليعيشوا فيه، أفلت عدد كبير منهم من التراث والتقاليد وأنتجوا وابتكروا، وقسم ثاني، وهم قلة، حمل التراث والتقاليد معه، وكأنها متاع ثمين، عندئذ انتبهت عواصم ومدن الغرب أن شيئاً غريباً نزل بها، لا ينتمي إلى الشرق ولا للغرب، مثل طيور هيتشكوك السوداء، فبدأت تحاربه لتزيله من طرقها النظيفة!
للمزيد راجع: http://www.arif-alwan.blogspot.com/



#عارف_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقي 3600 مسيحي في غزة
- منظمة العفو الدولية وبيانها المخجل عن النقاب
- الكذب ملح رؤساء الحكومات البريطانية الحاليين
- ما يشبه السيرة
- الخلاف بين أوباما ونتينياهو حول مصير إسرائيل
- الرماد الذي غطى أوربا، وعلاقة الآلهة بالبراكين
- عثرة براون الجسيمة
- وفاء سلطان، والوهابية على الجانب الآخر
- هل اشترى القطريون ال CNN ؟
- الحفرة التي أنقذ الرئيس أوباما البشير من الوقوع فيها
- شيعة العراق، حكومتان فقط
- الجوامع والكنائس، الفنون والجدران الكئيبة
- سيرحل أوباما، وتبقى صواريخ إيران مسلطة على الخليج
- اصغوا الى عباس، ولا تستمعوا لغضب هنية الموعز به!
- هذه السيدة تجرح حين تردّ
- الكنيسة الكاثوليكية تهتز، والإسلام يختبئ
- الخلل الذي يسمح للإبادة بالصراخ بأعلى صوتها!
- أوباما يخرج الأرنب من القبعة
- المسؤولون الإيرانيون والكذب النووي من باب -التقية-
- صراخ نصر الله أيقظ 14 آذار من نومها


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علوان - تعاريف عن التراث والتقاليد