أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - فن الحياة














المزيد.....

فن الحياة


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 03:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


زمن التركيز
(( الحياة ليست مسألة ديمومة بل مسألة تركيز . هناك حياة قد تمتد مائة عام و لا تساوى عشرين , وهناك حياة عشرين عاماً تساوى مائة )) .
فن الحياة هو أن يعيش الإنسان كل لحظة بمنتهى التركيز وبكل قلبه . يضع فى كل لحظة كيانه بالكامل . الحياة لا قيمة لها الا بقدر ما يعيش الإنسان كل لحظة كأنها حياته , كأنها أبديته . فلتكن كل لحظة من لحظات حياتنا لحظة مليئة بكياننا بكامله . نعيش اللحظة بملء ووسع كياننا .
حينما نمارس أى عمل يجب أن نضع كياننا كله فيه . ليس عملنا فقط و أنما كل حياتنا بكل ملابساتها , نضع كياننا فى كل لحظة من لحظاتها , وكل فعل , فى ابتسامتها , فى حديثنا مع الآخرين , فى سلامنا , نظرتنا للآخرين لتكن نظرة تدخل الى العمق و تدل على شىء . ليكن كل فعل يدل على كياننا . ولنكن متفاعلين دائماً مع اللحظة التى نوجد فيها لنحول اللحظة الى تركيز حياة ولا نجعلها تم فقط كلحظة .
بهذار المقدار وعلى هذا القياس تكون للحظات حياتنا قيمتها الأبدية .
وبهذا أيضاً يكون تأثيرنا فى حياة الآخرين . قد نقابل أناساً فى حياتنا لمدة دقائق لا تطول , وإنما يظل تأثيرها فينا على مدى الحياة , و قد نعيش مع أناس العمر كله و لا يؤثرون فينا . هذا قائم على ممارسة كل انسان لفن الحياة , الانسان المؤثر دائماً فى الآخرين هو الإنسان الذى يضع ذاته فى كل لحظة من لحظات حياته , يتفاعل مع اللحظة و يؤدى كل فعل بحب . بهذا يدخل فى حياة الآخرين و يحدث تغييراً جوهرياً فيها .
وحضور ... (( درجة التأثير قائمة على درجة التركيز و نوعية الحضور .... ليكن وجودنا ليس مجرد وجود فقط و انما حضور و تفاعل . الوجود مجرد شىء سلبى موضوعى قائم على مستوى مادى , أما الحضور فهو تفاعل إيجابى ذاتى قائم على مستوى روحى . الحضور يرجع الى نوعية الحية التى يحياها الانسان , ومن ثم فالتأثير قائم على الحضور . فالوجود لا يؤثر الا بقدر ما يكون هناك حضور , فالحضور فعال , أما الوجود فغير فعال . وحياة الإنسان ترتكز قيمتها بقدر ما فيها من حضور . الحضور هو التفاعل مع الموقف و الالتزام به . الانسان الذى يتفاعل مع الموقف هو الانسان الحاضر , أما الذى لا يتفاعل فهو غير حاضر و إنما هو مجرد موجود فقط .
بقدر ما يسعى الإنسان لتحقيق ذاته و يوحدها , ويركز حياته فى لحظة , فى نقطة واحدة , بقدر ما تكون حياته فعالة و مؤثرة . يحدث هذا فى أى لحظة , فى لحظة تأمل عميقة , فى حالة اختطاف , توحيد داخلى يشعلا الإنسان أنه وجد وحدة كيانه . وعلى وحدة كيان الإنسان ترتكز فعاليته الحقيقية . فعالية الإنسان لا تقوم على كمية الأعمال التى يعملها , و إنما على اسلوبه فى أداء هذه الأعمال . حينما يجد الإنسان وحدة ذاته و كيانه , وتتركز حياته حول نقطة مركزية , يصير يؤدى كل عمل فى حياته بحب , وتصير وحدة كيانه أقوى و أقوى , وتتبلور حياته و ترتكز أكثر و أكثر النقطة المركزية فيها . تصير حياته تأمل عميث مستديم . حينئذ يصير وجوده مؤثراً . اذن تأثير الانسان على التاريخ لا يرجع الى ما يفعله , وإنما الى ما يكونه .
(( ان ما ينقص ليس الوقت و إنما القلب ))
أحياناً يتصور الإنسان أن الوقت قد ضاق و لم يعد كافياً , فيصير يعدو من عمل لآخر فى عجلة يحاول أن يملأ فترة قليلة من الزمن بأعمال كثيرة . ربما من هنا نستطيع أن ندرك لماذا كانت السرعة ذات بريق خاص لكنه زائف . فنحن عندما نحاول أن نملأ اللحظة بأكثر من عمل فان هذا يعنى أننا نصارع الزمن الموضوعى و لا نتعداه بعد , والزمن الموضوعى , مهما كان الصراع , يشعرنا بالتناهى و العجز . لهذا ربما يكون عمل واحد نضع فه ذاتنا كافياً جداً و أعظم كثيراً من هذا العدو اليائس . فحياة الإنسان يجب أن تكون فى الكيف , وليس فى الكم .



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبور
- معتقدات تطورية
- فكرة الموت
- الفكر و الصدفة
- معيار التطور فى الكائنات
- بزوغ الحياة
- التطوُّر الإنساني وضرورة التحول الروحي
- الروح العلمية و الإيمان بالمستقبل
- ( خذنى و كلنى ) فن التطور الإنسانى
- ربما يكون هذا حقيقياً
- صورة اللاهوتى المعاصر
- تصورات إلهية
- الفصل الأخير مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- هل كان العالم فى حاجة لمجىء محمد صلى الله عليه و سلم ؟ ولماذ ...
- قصص المعجزات الأنجيلية و الأسطورة (2)
- قصص المعجزات الأنجيلية و الأسطورة (1)
- جمهورية الأنبا شنوده
- مقارنات لظهورات مريمية
- حيرة إلهية
- مصطفى محمود ( لا يستحق التكريم ) 2


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - فن الحياة