أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - غربلة المقدسات: تساؤلات مشروعة















المزيد.....

غربلة المقدسات: تساؤلات مشروعة


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 914 - 2004 / 8 / 3 - 12:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غربلة المقدسات
تساؤلات مشروعة حول بسر وخالد بن الوليد
-1-
جهاد نصره
وردتني تساؤلات واستيضاحات عن صحابي ورد ذكره في سياق مقالات( غربلة المقدسات) هو -بسر بن أرطأة - وفيها استغراب واندهاش من أفعال وأعمال هذا الصحابي الفاشي الأرعن..! ومن الطبيعي أن يكون هناك مثل هذا الاستغراب والاندهاش وذلك بسبب بقاء معظم الحقائق غير المشرِّفة في تاريخ الإسلام طي الكتمان وهذه هي صنعة الفقهاء الذين تسترّوا عليها ومنهم من حاول نكرانها لأنها تنسف أساسات صنعتهم وارتزاقهم من جهة ومن جهة أخرى لأنها بنظرهم تلطخ اللوحة التي عملوا على الشغل عليها..لذلك، رأينا أن نعود بشيء من التفصيل إلى موضوع هذا الصحابي البطل الأرعن الذي كشف عن مؤخرته في ميدان القتال حين حمل عليه –علي بن أبي طالب- وأوشك على قتله..! وقد حدثت هذه الواقعة يوم بارز هذا البسر بن أرطأة –علياً- يوم صفين فطعنه –علي- فصرعه فانكشف له فكفَّ عنه [ وانكشف له أي كشف عن مؤخرته ] وكان كل من يفعل ذلك يتركه أبو الحسنين ولا يجهز عليه لأنه يرى أن من يفعل ذلك يكون حقيراً لا يستأهل الموت بشرف في ميدان القتال وقد وردت هذه التفاصيل في كتاب-أخبار صفين- لابن الكلبي.
بعد إعلان نتيجة التحكيم وكانت لصالح معاوية كما هو معروف حيث أثبت دهاء سياسياً يستحق عليه الفوز، أرسل معاوية رجله الوفي الصحابي -بسر بن أرطأة- على رأس جيش كي يمشِّط أرض الحجاز من مناصري –علي- فوصل إلى المدينة التي كان على رأسها –أبو أيوب الأنصاري-وكان من المقربين من الرسول –محمد- وهو من أنصار –علي- فهرب من وجه –بسر- لما سمعه عنه من أفعال ودخل بسر المدينة دون قتال ودعا أهلها إلى البيعة لمعاوية فرضخوا لمعرفتهم بما يمكن أن يفعله بهم وقد طلبت –أم سلمة-وهي إحدى زوجات –محمد- من ابنها –عمر بن سلمة- أن يسارع إلى البيعة حتى لا يقتل وقد فعل ذلك أيضاً الصحابي –جابر بن عبد الله-مستجيباً لنصيحة زوجة الرسول وبالرغم من مسارعة الجميع لتقديم ولاء الطاعة إلا أن الجزار -بسر -قام بهدم الكثير من المساكن وقتل الكثيرين بحجة تأخرهم عن البيعة وذلك بهدف إشاعة مناخ الخوف والرعب وبعد أن ضمن الوضع في المدينة انطلق إلى مكة حيث الصحابي –أبو موسى الأشعري-الذي فرَّ هارباً وفعل –بسر- في مكة ما هو أسوأ مما فعله في المدينة ثم تابع سيره إلى اليمن الذي يقوم عليها الصحابي -عبيد الله بن العباس- الذي هرب مخلفاً عائلته وراءه فانتقم منه – بسر- شرَّ انتقام وذلك لهروبه وعدم استجابته للبيعة وكان انتقاماً فظيعاً لم يقدم عليه إنسان من قبل فهو قام بذبح ابنيه الصغيرين عبد الرحمن وقثم وهما في حضن أمهما -عائشة بنت عبد المدان- التي فقدت عقلها إثر عملية الذبح ولم نر فقيهاً معاصراً واحداً من الذين يدعّون أن الإسلام دين رحمة يسمي علناً هذا النوع من القتل وبخاصة أنه تناول أطفالاً لا ذنب لهم أو يصنف أفعال –بسر-التي لا يمكن نكرانها لأنها مثبتة بتفاصيلها بل على العكس نراهم ينفون أن تكون مثل هذا العمليات التي يقوم بها إسلاميو اليوم ذات جذور ويدعوَّن أن الإسلام لم يشهد هكذا إجرام ..! صحابي قاتل، وصحابي جبان هارب وطفلين مقطوعي الرأس كل هذا ولم تكن صورة –محمد – قد غربت بعد ..! وهذا الصحابي القاتل هو صاحب يوم العورة وفيه سبا نساء همدان وعرضهن في السوق لبيعهن مع الجواري كرقيق حيث كان الشاري يكشف عن ساقي المسلمة للتأكد من جودة البضاعة لذلك أطلق المسلمون على ذاك اليوم : يوم العورة.
تلك كانت بعض المعلومات الموثّقة والتي وردت في أهم الكتب التي تناولت الصحابة والمتداولة في الوقت الحالي ومنها: 1- أسد الغابة لعز الدين بن الأثير الجزري 2-الإصابة في معرفة الصحابة للسيوطي 3-الاستيعاب في معرفة الأصحاب لأبي يوسف ابن عبد البر القرطبي المالكي
-2-

بالرغم من أنني لم أخصص خالداً بمقال ضمن سلسلة المقالات التي أكتبها مستخرجاً معلوماتها من بطون الكتب والمراجع المعتمدة عند المراجع الإسلامية المختلفة لكن جرى التطرق لبعض سلوكياته في سياق المقالات إلا أن أحد الذين لا يثقون بأنفسهم أي (يتلطون) خلف أسماء مستعارة أو لا يضعون اسماً بالمرة أرسل لي دفاعاً متهافتاً عن المرحوم خالد بن الوليد مستشهداً – على ذمته- بما كتبه أحد المستشرقين الألمان عن البطل خالد ونحن لم نهاجم خالداً ولا غيره وليس هذا هدفنا وقد قلنا ذلك أكثر من مرة فهدفنا لا يزيد عن كشف المخبوء والمسكوت عنه من معلومات غاية في الثمانة ومتناثرة في بطون أمهات المراجع الفقهية ونحن لم نكتب شيئاً من عندنا بل نعيد التذكير بما كتبه كبار الأئمة في مراجعهم ولكن جرى التعتيم عليه فيما بعد من قبل فقهاء السلاطين لأهداف تتعلق بمصالح أسيادهم الحكام وهي خيانة علمية يجب أن لا تستمر ولذلك لا يعنينا ما يكتبه هذا المستشرق أو ذاك من آراء حيث أننا نعتبر ما ورد في كتب أصول الفقه مثل: كتاب المستصفي في علم الأصول، وكتب التاريخ مثل: تاريخ الخلفاء ، وكتب التفسير مثل: تفسير الطبري ودواوين السنة مثل: سنن البيهقي، والسير والتواريخ مثل: الدرر في اختصار المغازي، والسير والمناقب مثل: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، وعلوم القرآن مثل: أسباب النزول، وعلوم الحديث مثل: فتح الباري، وعلوم القرآن مثل:أسباب النزول، والفقه مثل: الخراج وغيرها الكثير الكثير هو المعيار، والمفتاح، والسند، فيما يورده أي شخصٍ محلياً كان أو مستشرقاً إذ ما قيمة الرأي إذا لم يقم على المعلومة الموثقة والمتفق عليها..؟ ونحن قلنا فليأتينا المسحور بما سمعه، أو تعلمه، من صنوف التبجيل، والتفخيم، والتقديس، بما يناقض المعلومة التي نوردها من المراجع المتفق عليها ولم نغفل عن الإشارة إلى المرجع المحدد الذي نستقي منه المعلومة تلك ومن هنا قد يرى أحدهم – على سبيل المثال بالطبع – أن ما فعله –خالد بن الوليد- في ( الحيرة ) من جرائم هو بطولة وأفعال مبررة ويرى آخر العكس فنحن توقفنا عند الكشف عن تلك الأفعال وتركنا القارئ يحكم بنفسه تماماً كما يرى اليهود حسب معاييرهم في المجرم شارون بطلاً يهودياً وهم ينتخبونه لأنه في نظرهم هكذا والنازيون يعتبرون هتلر بطلاً قومياً استطاع أن يهزم ثلاثة أرباع دول العالم فكيف يرى المستشرق الألماني هتلر..؟ ونعيد هنا بمناسبة الحديث عن خالد توثيق بعض بطولاته تلك ففي كتاب [ الخراج ] لقاضي القضاة الفقيه أبي يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة وتلميذه وقد ألفه للخليفة العباسي الرشيد ورد في الصفحة/157/ : (( ثم إن خالداً أخذ أدلاء من أهل الحيرة حتى انتهى إلى عين التمر وبها مرابطة لكسرى فقتلهم وسبى نساءهم وذراريهم وأحرق الحصن بعد أن قتل دهقان عين التمر وكان رجلاً من العرب وسبى نساءه وذرا ريه وأهل بيته وأعطاه أهل عين التمر الجزية كما أعطاه أهل الحيرة وغيرهم )) وفي نفس الصفحة ورد: ((ثم إن خالداً مضى إلى قرية أسفل الفرات يقال لها –بانقيا- وفيها مسلحة لكسرى في حصن لهم فحاصرهم وافتتح الحصن وقتل من فيه من الرجال وسبى نساءهم وذراريهم وأخذوا ما فيه من المتاع والسلاح وأحرق الحصن وهدمه ))
ومن جراء تلك الأفعال عم الخراب حيثما مرَّ الفاتحون وقد ورد في كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري في الجزء الأول الصفحة /306/ (( ولم يزل عمران الحيرة يتناقص إلى أيام المعتضد بالله فقد استولى الخراب عليها وأقفرت من الأنيس إلا الصدى والبوم )) ومعلوم أن الحيرة كانت مرتع الازدهار والطبيعة الفيحاء وتغنى بها الشاعر حسان بن ثابت وهي من أوائل المناطق التي دمرها وحرقها خالد.
وفي هذه المناسبة أيضاً نقول للمتنطع للدفاع دون أن يكون هناك هجوم ولكنه فعل التقديس الذي لا يقبل بغير الحقائق الباهرات ألم يعتذر الخليفة –عمر بن الخطاب-عن بعض أفعال خالد ففي خطبة له في حوران القريبة من دمشق قال الخليفة في خطبته: ( إني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إني أمرته بحبس هذا المال من المهاجرين فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللسان فنزعته وأثبت أبا عبيده بن الجراح ) ونذكِّر بأن فقهاء التبجيل لم يتوقفوا عند عزل خالد ولو مرة واحدة. وردت الخطبة في : الاستيعاب في معرفة الأصحاب لمؤلفه-أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر المجلد الرابع وفي أسد الغابة في معرفة الصحابة الجزء الأول لمؤلفه ابن الأثير الجزري.
ومن ثم نسأل من كتب معترضاً: هل توجد في القرآن آية واحدة تسمح لابن الوليد أن يقتل من يضع سلاحه جانباً وبحرق وتخريب العمران وسبي النساء وبيعهن جواري للتلذذ بهن حتى القيِّم على قرية عين التمر لم تسعفه جنسيته العربية وتنجيه من القتل على يد خالد وأخيراً هل أخطأ ابن تيمية حين قال : ( إن في سيف رهقاً ) أي أن خالداً أرهق الدين..؟
20/7/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرجة بالمجان
- غربلة المقدسات -11-
- من أجل حفنة من الدنانير
- غربلة المقدسات - توضيح لا بد منه
- غربلة المقدسات -10-
- خامس المستحيلات
- غربلة المقدسات-9-
- غربلة المقدسات-8-
- غربلة المقدسات -7-
- رجل الدولة
- غربلة المقدسات -6-
- الأيهم صالح شكراً ...ولكن
- الجزء الأخير من مذكرات المفرج عنه أبو يسار دريوسي
- غربلة المقدسات -5-
- وهل ينهض الموتى..؟
- من مذكرات أبو يسار
- غربلة المقدسات-4-
- المثابرة الكلكية
- غربلة المقدسات -3-
- حدث في سورية


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - غربلة المقدسات: تساؤلات مشروعة