أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - الأبنودى يتبرع بجسمه














المزيد.....

الأبنودى يتبرع بجسمه


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 21:29
المحور: حقوق الانسان
    


حين تفارق الروح الجسد ( مع أمنياتى بالعمر الطويل لكل القراء بلا استثناء)، وحين يوارى الجثمان فى التراب، فما هى إلا أيام معدودة ، حتى تكون جيوش الدود قد أتت على الجسد بأكمله فلا يبقى منه بعد ذلك إلا العظام!!. .. ليس هذا بالطبع سرا من الأسرار، ولا هى معلومة غريبة خافية على أحد، فتلك هى النهاية المتوقعة لكل جسد بشرى ، بغض النظر عمن عساه يكون صاحبه ، سيان فى ذلك أن يكون كبيرا أو صغيرا، عبقريا أو غبيا ، امبراطورا أو صعلوكا ، رئيسا لدولة كبرى أو غفيرا فى عزبة، تقيا ورعا أو فاجرا زنديقا ، ...النهاية الطبيعية المتوقعة فى أغلب الحالات إن لم يكن فى جميعها لكل إنسان هى أن الدود آكله لا محالة، ورغم أن هذه كما أسلفنا حقيقة معلومة للكافة فإن الكثيرين لا يفكرون فيها ولا يحاولون أن يتساءلوا ماهى الطريقة المثلى التى ينبغى أن نتعامل بها مع البدن بعد أن تفارقه الروح ، أما الذين يطرحون على نفسهم هذا السؤال فإنهم ينقسمون عادة إلى فريقين: فريق يرى أن تكريم الميت دفنه، وأنه لا يجوز المساس بأجسادهم بعد موتهم بأى شكل من الأشكال، ويرون أنه من الخير كل الخير أن تدفن أجسادهم بنفس حالتها لحظة مفارقتها للحياة، فإذا ما أكلها الدود بعد ذلك ، فإن هذا أفضل من أن تعبث بها أيد بشرية قبل دفنها بأية حجة من الحجج أو بأية ذريعة من الذرائع . أما الفريق الثانى فيرى أن من دواعى تكريم الجسد البشرى أن يتحول ما هو صالح منه إلى طاقة من النور والأمل يطل منها إنسان آخر إلى الحياة. ولكلا الفريقين أسانيده وحججه، غير أن أهم حجج الفريق الأول هى التى تقول أن جسد الإنسان ملك لله، وهو مودع لدى صاحبه على سبيل الأمانة، وبالتالى فإنه لا يجوز للإنسان أن يتبرع بما لا يملكه فى حقيقة الأمر، سواء حال حياته أو بعد موته، وهذه الحجة مردود عليها من جانب أنصار الفريق الثانى ، بأن كل شىء فى هذه الدنيا ملك لله لأنه خالق كل شىء، ولو كان تبرع الإنسان بأية نعمة لا يملكها على سبيل الحقيقة، لوكان هذا غير جائز شرعا، لما جاز التبرع بأى شىء على الإطلاق، ولأصبحت جميع التبرعات بكل أنواعها باطلة شرعا!! ، وهذا ما لم يقل به أحد، أضف إلى ذلك أن هناك فارقا كبيرا بين جسم الإنسان حال حياة صاحبه حيث يكون الإنسان مكلفا بألا يلحق به أى نوع من الأذى، وحيث لا يقوى الدود نفسه ـ بمقتضى حكة الله ـ لا يقوى على أن يهاجمه ويلتهمه بالكامل مثلما يفعل هذا بعد الموت ، فارق كبيربين ذلك الجسم ذاته وبينه بعد أن تفارقه الروح ، حيث يتحول عندئذ إلى متعلق من المتعلقات الخاصة بذلك الذى رحل، صحيح أنه متعلق خاص جدا لأنه يذكرنا بذلك الذى كان، لكن تكريم ذلك المتعلق لا يكمن فى أن نحرم غيرنا من عباد الله من الإنتفاع بما يمكن الإنتفاع به منه ، وأن نقصر حق الإنتفاع بذلك المتعلق ـ أى بالجسم البشرى ـ على الدود وحده . لقد طافت برأسى هذه الأفكار عندما شاهدت الحلقة التى أجراها الإعلامى المعروف محمود سعد مع شاعرنا الكبير عبدالرحمن الأبنودى الذى اجتاز فى الفترة الأخيرة عددا من الأزمات الصحية المتلاحقة ، فقد أعلن الأبنودى فى نهاية حلقة يوم الأحد الماضى من برنامج "البيت بيتك " ، أنه يتبرع بكل ما يمكن الإنتفاع به من أعضاء جسده إلى أى إنسان يمكن أن يستفيد منها بعد رحيله، وأضاف قائلا : " إن الكليتين ما زالتا سليمتين ، والكبد لابأس بها ، وقرنية العين صالحة ، أما الرئتان فقد أتلفهما فيما مضى التدخين إتلافا ، وليس فيهما نفع لأحد. ..ويا خال عبدالرحمن: أطال الله عمرك وأبقاك لنا ولأسرتك ولبنتيك : آية ونور، ولكل محبيك ، ياخال لا تردد على مسامعنا هذا الكلام مرة أخرى فإنه، وإن يكن نبيلا، لكنه مؤلم .
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيق العمر
- عن المرأة والقضاء
- فيللا النقراشى باشا
- لابد من تشريع عاجل
- هزيمة وانتصار
- أحمد كامل ( 2)
- أحمد كامل (1)
- صاحب المعالى
- ترتيبنا فى الشفافية
- عن جامعة القاهرة
- شخصيتان من تاسا
- تلك النهاية المروعة
- الإقطاعى الوحيد المتبقى فى مصر
- ذكرى رحيل فارس نبيل
- أيام مجاور
- كتاب الأهرام
- عام البغلة
- الدستور يناقض الدستور!!
- الرسام الضرير
- عقوبة الإخصاء!!


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - الأبنودى يتبرع بجسمه