|
إنها الحب المقترن بالعطاء و الثقافة و العلم
شادي الطاهر
الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 12:05
المحور:
المجتمع المدني
أحب اليوم أن أتحدث معكم عن حب وعطاء إنسانة كريمة ، ليس بهدف الحديث عنها لكن ، بهدف الحديث عن مشروعاتها و خدماتها المتميزة لخدمة المجتمع ، لكي لا تظل وحدها تحارب الفقر و الجهل ونحن بعيداً نستسلم لليأس . فهي إنسانة من نوع أنقرض منذ زمن بعيد، ندر أن تجد مثلها تسعى للعطاء و البذل منذ حداثتها ، وتهتم فقط بالآخرين ، تضحي في سبيل رسم ابتسامة على وجه طفل بكل ما لديها ، و تضحي بمالها و صحتها ووقتها لأجل كل محتاج و يتيم . أعرف أن كثيرين سيعرفونها قبل أن أسترسل في الحديث ، فهي صديقة الفقراء و المرأة و كل حزين . و هي محاضرة و خبيرة إعلامية و محللة سياسية و ناقدة و شاعرة و روائية و مقدمة برامج و لها في كل مجال إنجاز كبير . د. مريم الصايغ هذه الطفلة الصغيرة الجميلة المتدفقة إبداع ، كليوباترا عاشقة الوطن الدائمة العطاء . التقيتها منذ عدة سنوات في مؤتمر دولي لخبراء المجتمع المدني ، في مثل ذاك الوقت و النوع من المؤتمرات تنظر يسراك أو يمناك فلا تجد غير الخبراء من ذوي الستون ربيعاً ، وتنظر أمامك فلا تجد غير الجدود والجدات . لكن أن تجد طفلة رشيقة غاية في الجمال ، فهذا معناه أنها تعمل في سكرتارية المؤتمر أو في علاقات الفندق العامة . دخلت الطفلة الجميلة فغيرت بريح عطرها و حيوية قلبها و نبض فكرها المكان ، الجموع التي كانت تغرق في سبات النوم اعتدلت في جلستها لتنظر هذي الغريبة والجمع تحفز ليتخلص منها في الحال . الجمع تدافع الواحد تلو الواحد ليقول لها أن هذا المؤتمر لعجائز الحكمة والوقار و أن وجودها خطأ لا يغتفر . لم يكن من الطفلة سوى أن وزعت الابتسامات ، ووقفت بعيدا عن تيار الشرار ثم حانت اللحظة الحاسمة ودخل العظماء خبراء الخبراء و الذين تعلمنا على أيديهم كيف يكون في وطننا العربي عمل مدني وإغاثة للفقراء . دخل الجميع وأصبنا بخيبة الأمل لعدم وجود د.مريم الصايغ بينهم ، و التي كنا ننتظرها باشتياق لكن كان تأخر خبير الخبراء أمل جديد لنا لتحضر مريم معه ، ثم دخل خبير الخبراء المكان مضطرب فضاع كل أمل لنا . ثم وجدناه أبتهج و أسرع لنهاية القاعة الفخمة ، و تأكد حدث الجميع أن الطفلة هي السكرتيرة الخاصة بالمؤتمر وستخرج بعد أن يطلب منها عدة طلبات ، لكن وسط بحلقة العيون جاء و تتقدم أمامه الطفلة لتجلس في منتصف الخبراء ، ليعلن أنه كما وعدنا محدثتنا اليوم د.مريم الصايغ كليوباترا عاشقة الوطن فبحلق الجمع غير مصدق كيف ، ياسمين الشرق . سيدة الشمس . النورس الرحال . شهرذاد ، والعديد من الألقاب التي أعتدنا أن نطلقها على معجزة خدمة المجتمع المدني و السياسة و النقد الفني و الإعلامي د. مريم الصايغ . لكن زال كل العجب عندما تحدثت بكل حب ووقار و علم و ثقافة و ثقة في النفس ، ورفضنا جميعاً أن تتوقف عن الحديث وظلت لسعات تتكلم معنا و تحاورنا . د. مريم الصايغ الروح التي لا تسكن ليل نهار تفكر كيف تضيف للوطن ، فقد قامت بالعديد من المبادرات التي قال عنها الجميع أن بها كل الجنون ، قامت بمبادرة الرحالة المبدع و طافت بأطفال مبدعين محافظات مصر ثم عدة دول في العالم ، تحول اليتيم لمفكر و مبدع معها ، و الأرملة لمنتجة و صاحبة مشروع ، و المعاق لمتحدي إعاقة ، و تحول بين أيديها أضعف حلقات المجتمع لقوة إبداعية متميزة . خلال مسيرة مريم من خلال جمعية تنمية الإبداع العربي لخدمة الوطن ركزت على عدة أهداف * تحسين ظروف الحياة للمبدعين لمساعدتهم علي الإبداع . * غرس قيم الانتماء للوطن وتنمية قيم العمل الجماعي . * اكتشاف وتنمية مواهب المبدعين في كل المجالات وتقديم خدمات ثقافية وعلمية وفنية . * إصدار مجلة الإبداع العربي ونشرات دورية وغير دورية وسلاسل أدبية باسم الجمعية . * دعم روابط الصداقة والتعاون بين شعب مصر والشعوب الصديقة في كل المجالات السلمية والسياحية والثقافية والاجتماعية . * عقد ندوات ومؤتمرات وأجراء بحوث في كل المجالات . * توعية الشباب ضد أخطار التدخين ومحاربة الإدمان وكل ما هو ضار للصحة * الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان والطفل و المرأة ومحو أميتها وتمكينها ودعمها . * مبادرة الرحالة المبدع لأطفال مصر المحبوبين . * تنظيم رحلات داخلية وخارجية للتعرف علي المعالم الثقافية والدينية . * رعاية الفئات المحبوبة من متحدي إعاقة وصم وبكم وأيتام ومسنين ومهملين وفقراء وأطفال بلا مأوى . و اليوم مع قرب حلول العيد التاسع للجمعية ، تطلق مبادرتين بالتزامن معاً مهرجان الوحدة الوطنية لتجهيز وتزويج فتيات مصر اليتيمات . و مبادرة كليوباترا لزواج البنات والولاد و المساهمة في اختيار شريك الحياة والجهاز . كتبت لكم هذا الملخص البسيط لا للتحدث عن مريم أو تكريمها ، لكن لكي نشارك جميعا في تنمية مجتمعاتنا العربية التي حان لها أن يخرج شعبها لا ليشكو حالة فقط و لكن لكي يصنع يومه ليبني غد أفضل له و لمجتمعه . و في نهاية مقالي أشكركم جميعاً و أشكر حسن متابعتكم و أدعوكم للمساهمة في إنقاذ أنفسنا و مجتمعاتنا و شباننا و فتياتنا من مشاكل السلبية التي تؤدي للانحراف والجرائم المختلفة . لنبدأ مع د. مريم الصايغ اليوم في مبادراتها في محاولة للقضاء على العنوسة لنحارب الانحرافات الأخلاقية و التحرش و نقي شبابنا و بناتنا شر الرذيلة فنقضي تدريجيا على ظاهرة أطفال الشوارع وعلى الكثير من الظواهر التي تفت في عضد مجتمعاتنا الشرقية .
#شادي_الطاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|