أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جليل النوري - (الشوفينية تذبح الصدريين بثوبها الإسلامي الجديد)















المزيد.....

(الشوفينية تذبح الصدريين بثوبها الإسلامي الجديد)


جليل النوري

الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 12:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بسمه تعالى
(الشوفينية تذبح الصدريين بثوبها الإسلامي الجديد)

يعيش الشارع العراقي منذ أكثر من سبع سنوات وتحديداً بعد الاحتلال الانكلوامريكي البغيض وضعاً مأساوياً خطيراً وعلى مختلف الأصعدة، سواء كانت من الناحية الأمنية او السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية، وهو أمر ليس بمُستَغرَب او مُستَبعَد او جديد على أي بلد يُستَعمَر ويُحتَل من قبل قوة استعمارية إرهابية كأمريكا وبريطانيا.
وعلى هذا الأساس لحق بأبناء العراق الغيارى المظلومين من الاحتلال وأذنابه ما لحقهم من مصائب وويلات ذاتها التي كانت تمارسها سلطة الطاغية صدام وحزبه الشوفيني البعثي ومؤسساته الأمنية والمخابراتية المتنوعّة، ولم يهنأ لهم بال ولو ليوم واحد، إذ ترى الاعتقالات العشوائية والمداهمات الليلية والقتل والسرقة والاغتصاب والتعذيب وكل ما يندى له جبين الإنسانية يُمارس على ارض هذه الوطن ضد أبناء هذا الوطن ولا من ناصر لهم او معين إلا الله جَلّت قدرته ورسوله وأهل بيته سلام الله عليهم أجمعين.
والملاحظ في هذه الجرائم والإجراءات التعسفيّة انها لم تكن تستهدف جهة بعينها او طيف ما إنما كانت عشوائية الانتقاء من جهة عامة ومن جهة خاصة كانت ذات شدة وتركيز عاليين ومستمرين وواضحين على اتجاه واحد هو التيار الصدري وكل من له علقة به.
فقوات الاحتلال الإرهابية ومنذ دخولها وغزوها العراق الجريح والى الآن لم يستقر لها حال، وذلك بسبب استمرار ضربات المقاومة الشريفة لأبناء الشهيد الصدر ضدها وتكبيدها الخسائر تلوَ الأخرى بالأرواح والمعدات، فتشاهدها على اثر ذلك مستمرة في مطاردة أبناء الحوزة الناطقة في بيوتهم ومدنهم ومحافظاتهم وقراهم وقصباتهم وقراهم ووطنهم لكي تنقضّ بالنتيجة عليهم وترمي بهم في معتقلاتها العلنية والسرية سيئة الصيت، وهي لا زالت متواصلة بنهجها العدواني هذا ما دامت يد المقاومة الشريفة تطالها في كل بقاع هذه الأرض المقدسة الطاهرة.
اما القوات الأمنية والقيادات السياسية التي تأتمر بأوامر الاحتلال وتقاتل وتعمل بالنيابة عنه، فهي مُتشدّدة ومُتغطرسة أكثر من تشدّد وغطرسة الاحتلال، وخصوصاً ضد أبناء هذا الخط المبارك، سعياً من قادتها لكسب رضا وود ساسة الاحتلال عسى أنْ يسعفهم ذلك في البقاء بمناصبهم وكراسيهم الدنيوية الزائلة أطول فترة ممكنة.. وأنّى لهم ذلك؟!.
ومع كل ما يجري من أحداث وتوجّهات عدوانية مُفتَعَلَة ومُقتَصَدَة ضد الصدريين على وجه التحديد لم نرَ او نسمع او نقرأ رأياً او بياناً او تصريحاً او مرسوماً لأي جهة وتحت مختلف المُسمّيات والعناوين، سواء كانت تلك الجهة حوزوية او سياسية او غيرها من المُسمّيات والعناوين الأخرى لا في داخل البلد ولا في خارجه، وعلى العكس من ذلك فانك تجد انَّ هذه الجهات وغيرها تستنكر ابسط حدث يحصل في هذا البلد او خارجه لا يرتقي إلى مستوى ابسط الجرائم التي لحقت بالمؤمنين الخيّرين من أبناء هذا المذهب الصابر، فعلى سبيل المثال وفي هذه الجمعة سمعنا ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة يستنكر حادثة اغتيال الشيخ الفهداوي وكذلك محاولة تفجير باصات نقل الطلبة المسيحيين في الموصل، وفرحنا كثيراً لهذه الالتفاتة الحميدة الفاضلة وكُنّا بانتظارها منذ زمن بعيد، إلا اننا في الوقت نفسه كان ولا زال عتبنا على مراجعنا في النجف الاشرف وغيرها من الحوزات الأخرى سواء في قم او لبنان او باكستان او الخليج عن بسبب تجاهلهم لِما يحصل ويجري في هذا البلد المظلوم الصابر من جرائم ومجازر وانتهاكات وظلم واضح كوضوح الشمس في وسط النهار، علماً انَّ كل هذه الجرائم والمظالم ترتكب تارة باسم المرجعية وتارة أخرى تحت عباءتها وغطائها وللأسباب التالية:
فالاحتلال والى لحظة كتابتي هذه لم يسمع بحرف واحد من المرجعيات الدينية وتحديداً في النجف الاشرف تدين فيه جرائمه وأفعاله الخبيثة ضد العراقيين عموماً والمؤمنين على وجه الخصوص، ولم تعطِ المرجعية موقفها الواضح والصريح من وجود الاحتلال على الأرض الطاهرة للعراق، بل انَّ البعض من العقلاء فهم انَّ سكوتها هو بمثابة الإقرار على وجوده – أي الاحتلال – وكذلك جرائمه، وإلا ما هو التبرير اللازم لدفع هذا الإشكال والتساؤل المشروع والذي يرد على أذهان الكثير من الناس في داخل العراق وخارجه؟ وهو السؤال عن موقف المرجعية الدينية من الوجود الأجنبي المحتل وأفعاله الإجرامية التي تُرتَكَب على ارض هذا البلد في كل يوم؟!.
اما الحكومة فهي تحاول بين الحين والآخر أنْ تُظهِر نفسها على انها الجهة السياسية الوحيدة التي تعمل بأمر المرجعية وبمباركتها، وهو ما أصبح مُرتَكَزَاً في أذهان الناس وبشكل واضح، ونتيجة لغياب وجهة نظر المرجعية أيضاً في هذا الشأن وعدم وجود ما يثبت عكسه من كلام، سادَ توجّه لدى عوام الناس وعقلائهم هو انَّ هذه الحكومة هي بمثابة حكومة المرجعية، وإلا لو كان الأمر عكس ذلك لتبرّأت المرجعية من أفعال هذه الحكومة، لاسيما الإجرامية والوحشية منها والتي طالت المؤمنين في هذا الوطن عموماً والصدريين بشكل خاص، وبالخصوص عمليات القتل والاعتقال والتعذيب وهدم المنازل إلى آخرها من الجرائم الإرهابية الأخرى التي تظهر كل يوم على شاشات التلفاز وعبر كل وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية وبمختلف اللغات.
هذا بالنسبة للمرجعية اما بالنسبة للجهات السياسية الأخرى فهي لم تكن أيضاً صاحبة موقف مُشرّف مع الصدريين، بل على العكس من ذلك إذ انها كانت صاحبة مواقف مُتناقضة لِما كان يؤمّله ويطمح به الصدريون منهم، فهم – أي السياسيون - بين مُشارك في القتل مع الحكومة وبين مؤيّد لها وبين ساكت والى هذه اللحظة، والمُستَغرَب في الأمر انَّ الصدريين الذين يُمثّلون اليوم أكثر مقاعد الائتلاف الوطني العراقي لم يستنكر شركاؤهم في هذا التحالف الكبير أي موقف إجرامي ظالم هذه الأيام والمتمثل بحملات الاعتقال العشوائية ضد أتباعهم وأنصارهم في مدينة الديوانية السليبة، والتي تُمارَس بإشراف مباشر من قبل رأس السلطة الحاكمة وبتنفيذ من احد رموز البعث الصليبي والذي دخل اليوم تحت عباءة وخيمة البعث الإسلامي وهو من الضباط المشمولين بإجراءات المسائلة والعدالة وفي الوقت نفسه مُستثنى من هذه الإجراءات؟! بأمر من رموز الشوفينية الجديدة في العراق تكريماً منهم له على مواقفه المُتكرّرة الدموية الإرهابية البشعة التي يمارسها هو ومليشياته ضد الصدريين المؤمنين المجاهدين في كربلاء المقدسة والديوانية السليبة وواسط العطاء.
وإنْ كان عتبنا على الآخرين شديد فانَّ العتب واللوم يكون على الأهل أكثر واشد، لانَّ الأقربين أولى بالمعروف والنصح، فالإخوة في المؤسسة الصدرية لم نسمع لهم أي كلمة سواء على مستوى الإعلام المرئي او الحراك السياسي او الشعبي لِما يحصل ويجري هذه الأيام من عمليات إرهاب مُنَظَّم ومقصود في المناطق التي يقطنها الصدريون سواء كان ذلك في مدينة الصدر الصابرة او العمارة المجاهدة او الديوانية السليبة او النجف الاشرف او غيرها من مناطق العراق الحبيبة الأخرى، فهي وكما يلاحظ المراقبون والمتابعون مُغَيَّبَة تماماً – أي المؤسسة الصدرية – بشكل غريب وعجيب؟! والناس تتساءل عن الأسباب التي أدّت إلى هذا العزوف الذي لم يتعوّد عليه الصدريون يوماً ما، لأنهم أبناء مَنْ كان يقول الحق ولو على نفسه ولا تأخذه في الله لومة لائم، فيا إخوتي أترجّاكم برجاء الإخوّة الدينية التي هي امتن وأعظم إخوّة في أنْ تنظروا في حال أهلكم وأبنائكم وإخوانكم، وأنْ لا تأخذ السياسة منكم هذا المأخذ العظيم فهي لا قلبَ لها كما كان يُردد الحبيب الصدر روحي لتراب نعله الفداء، والتفتوا رجاءاً إلى أناسكم وانطقوا بأعلى أصواتكم فانتم الناطقون دوماً وأبداً، وحرّروا إخوتكم وشعبكم وطالبوا بحقوقهم ولا تتخلّوا عن ثوابتكم التي ركّزها العظيم الصدر في أرواحكم من انَّ المؤمن كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى، ولنقف بعد ذلك صفاً واحداً متراصّين مُتحابّين ونكون شوكة حادّة في أعين كل من يريد النيل من هذا النهج المقدس العظيم وأبناءه البررة، ولنقل لهم جميعاً وبصوت واحد:
كلا كلا يا شيطان...
يوم الاثنين الموافق للخامس والعشرين من شهر جمادي الأولى للعام 1431
المصادف للعاشر من شهر آيار للعام 2010



#جليل_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (رسالة إلى الشهيد الصدر من جمعة الشهادة)
- (هل ستفرض التفجيرات على السياسيين مرشح التسوية؟)
- (دولة القانون.. تتحدّى القانون)
- (ما الذي خَبَّأهُ الاحتلال من ضجيج اجتثاث البعث؟!)
- (عوامل إجهاض الانسحاب الأمريكي من العراق)
- (بين جريمة الدويجات وموعد الانتخابات.. ضاعَ ألاستفتاء على ال ...
- (ولسوف ترضى)
- (لو انَّ أبا جَعفَر حاضِرٌ...لأَفتى بِقَتلِكُم؟!)
- (سلام على زين عباد الله وسجادهم)
- (يا صاحب السيادة أينَ هي السيادة؟!)
- (غَزَّةُ العِزَّة)
- قصيدة بعنوان(كَريمُ المَنحَر)


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جليل النوري - (الشوفينية تذبح الصدريين بثوبها الإسلامي الجديد)