أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - واحد من مشاريع التمرد ، إسمه ستار أكاديمي














المزيد.....


واحد من مشاريع التمرد ، إسمه ستار أكاديمي


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3001 - 2010 / 5 / 11 - 22:09
المحور: المجتمع المدني
    


لو قدر لي أن أحضى بلقاء الاعلامية اللبنانية رولا سعد ، لشرعت فورا بتقبيل يدها على مشروعها الضخم ( ستار أكاديمي ) ، والذي تواكب قناة ( ال بي سي ) اللبنانية عرضه باستمرار .

إنه مشروع يساهم في غسل واقعنا المصاب بكل أوبئة التشنج في الدنيا ، ليزيح عن قلوبنا وادمغتنا وشخصياتنا ، ولو لدقائق ، ذلك الاثر القاتل ، لتسلط رهيب ، راح ينهش فينا كل احساس جميل .. إنه عرض يحاول جاهدا أن يشيع في نفوس المشاهدين بعضا من الفرح والسعاده ، ويحملهم على الاقرار بانه لا زال امامهم متسع من الوقت ، كي يعودوا براحلة العمر الى عالم تغيب عنه مظاهر الموت واليأس والضمور الروحي ، وتنزاح عن كواهلهم المتعبة ، ما جعلها ضحية لانتظار طال أجله ، لكرامات قد تهطل على الارض مع أمطار الشتاء الموسميه .

ستار أكاديمي ، هو تجمع فني غير اعتيادي ، تتبارى من خلاله طاقات شابة من الجنسين ، في عرض القابليات الذاتية على الغناء ، وتحضره جماهير واسعة من مختلف الاعمار ، وتساهم فيه فرق عربية واجنبية للرقص على أنغام إختفت فيها معالم الجنسية او الوطن .. البعض من المعترضين على أن تفتح في عالمنا الوقور نوافذ الفرح ، قد يغمضون إحدى عيونهم ليروا ستار أكاديمي بالعين الاخرى .. فالطابع الانساني المجرد ، حينما تنسلخ عنه أكوام العقد البذيئه ، والتي القى بها عليه ، تاريخ موبوء ، ونصوص مبتسرة من كل منعطف لا يحمل غير الخوف والترقب والحياء المخزي ، تجده ينحدر ، ولو بالسر ، ناحية ما يوفر له السرور ، والشعور بالاطمئنان والسعاده .

أجيال أعقبتها أجيال ، وسوف تأتي غيرها ضمن سلسلة لا تنقطع ، ونحن نحيا داخل قمقم مظلم لا يريد لنا أن نتفس الهواء النظيف .. آلاف السنين مرت ، وسوف تمر غيرها ، وعوالمنا لم تزل تحت رقابة مشددة ، يسلطها على اجسادنا وعقولنا رهاب الاخلاق والعرف وتقاليد المجتمع ، فلا يبيح لنا أن نضحك على راحتنا ، وندندن ، ونرقص ، ونكتب ، ونرسم ، ونقرأ ما نريد .. ولم نزل رغم ما جرى في العالم من تغيير ، نخشى على بيوتنا وعروشنا الزوجية ، وابنائنا من غزو كغزو التتار ، قد يهب علينا من خارج حدودنا المحاطة بكل أسوار الفضيلة وإحترام النفس .. فنحن نحمل وقارا حين نتحدث ، وحين نكتب بالسياسة ، وحين ندرس ، ونأكل ، ونبيع عصير الزبيب ، ونعاشر زوجاتنا ، ولا يفارقنا الوقار حين نحضر حفلات الزفاف وسرادق مآتم الموتى ، ونحن كذلك عندما نتحاور عبر وسائل الاعلام ، ونجتمع تحت قباب البرلمانات ..

جفاف كجفاف صحرائنا ذلك الذي يحيط بنا من واقع مرير .. الوجوه تراها تحمل سحنة مقاتلة دون سبب .. يأمرنا كبارنا بالتأدب والتصرف السليم ، ويصفون لنا على الدوام ماهية أن نكون محترمين ونحمل مضادات تبعدنا عن الاسفاف ، غير أننا نبدو على العكس ، أكثر شعوب الدنيا صراخا من خلال كافة تجمعاتنا ، الاسرية منها والاحتفالية ، نمضغ طعامنا على طريقة النعاج ، ونتدافع في ممرات المستشفيات ، ونتناكح على عجل ، ونتصادم بسياراتنا في تقاطعات الطرق حينما يحل موعد الفطور في شهر رمضان .

بكائية تحمل كل مآسي الدنيا تلك التي نحياها ، ورغم ذلك فنحن نكابر ونشتم البشرية كلها دون استثناء .. فالعالم كله يعمه الاستهتار بنظرنا إلا نحن .. وجميعه تسوده فوضى الاخلاق إلا نحن .. وكافة مفاصل الحياة التي لا تدين بديننا وتتبع نواميسنا هي فاجرة ومصيرها النار .

في واقع مزري كهذا ، تنطلق أحيانا هنا وهناك ، شذرات من تمرد ، تحرك مياهنا الراكده ، لتحيي في اجسادنا المتخدرة بأفيون التعفف والوقار وزينة العقل الكاذبه ، جزء مما افتقدناه من إنسانيتنا المعدومة ، فنشعر وكأننا أمام عالم آخر ، يحدث فيه أن يفرح الانسان ، ويضحك بصوت عالي ، ويهز اكتافه طربا لموسيقى ، ويشنف أذنيه بصوت عذب ، لصبية جميلة تؤدي أغنية للرائعة فيروز .

وستار أكاديمي هو واحد من تلكم المهرجانات الفنية الضاربة في أطناب النفس العربية ، لتحدث فيها وخزا موجعا ، ينبهها الى أن الدنيا لا زالت بخير ، وإنه بالامكان للمرء أن يلعب لعبة نط الحبل وهو في سن الاربعين ، دون ان يسجل عليه الملك الرقيب كبيرة من الكبائر .

فتحية مني للسيده اللبنانية رولا سعد ، على مساهمتها الرائعة في إسعاد متابعي برنامجها وأنا منهم ، وأدعوها الى عدم التوقف عن عرض مشروعها الرائد هذا ، لكي نخلق من خلاله فنانين متخصصين بنشر الفرح بين الناس ، بدلا عن مراكز تفريخ عناصر الارهاب ، وإستيراد وسائل الموت السريع .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشضي الشخصية العربية ، وفقدان وسيلة التخاطب .
- ألنفط وصراخ الكفار
- يوم في مستشفى عمومي
- أين نحن من توقعات مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجي ...
- ألفرات وقربان المدينه .. ( قصة قصيره )
- مشاوير شخصيه ، في ثنايا الماضي .
- حينما تصر الجماهير على رفض مسببات خلاصها .. أين الحل ؟ .
- أعمارنا ليست عزيزة علينا ، وحربنا معها مستمره .
- لماذا هذا الإهمال المتعمد للكفاءات العراقية المهاجره ؟؟ .
- ألواقع الاجتماعي العربي .. بين ثورة الجسد والعقل ، وعبثية رد ...
- أفكار مهشمه !
- أليسار في دول العالم العربي ، ومقاومة التجديد .
- من ذاكرة الحرب المجنونه
- بعيدا عن رحاب التنظير السياسي .. 2
- ألحريه .. حينما تولد ميته .
- الزمن العربي .. وسوء التسويق
- حلوى التمر
- سلام على المرأة في يومها الأغر
- مراكز نشر الوعي في الوطن العربي .. الى أين ؟
- بغداد ... متى يتحرك في أركانها الفرح من جديد ؟


المزيد.....




- -قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه ...
- عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة ...
- وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م ...
- قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
- الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم ...
- مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا ...
- في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة ...
- من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى ...
- اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا
- اعتقال -سفاح صيدنايا- في طرطوس وحراك دبلوماسي سوري مع دول ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - واحد من مشاريع التمرد ، إسمه ستار أكاديمي