أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصر القوصى - الصحافة حينما تبرز جوهر الأماكن الآثرية القديمة














المزيد.....

الصحافة حينما تبرز جوهر الأماكن الآثرية القديمة


نصر القوصى

الحوار المتمدن-العدد: 3000 - 2010 / 5 / 10 - 17:32
المحور: الصحافة والاعلام
    


فى سلسلة تجاربنا الأنسانية داخل الأديرة المصرية التى نقوم بنشرها لم نحرص فيها على سرد معلومات تاريخية عن الأديرة التى نزورها لأن هذه الجزئية سهلة جدا فأى شخص يريد معرفة أى معلومة تاريخية عن أى دير بمجرد أن يضع اسم الدير فى محرك البحث سوف يجد المعلومات التى يريدها كما يوجد بكل دير مكتبة تضم فى طيأتها عشرات من الكتب التى تتحدث عن تاريخ الدير ونشأته وأسماء وصور القديسين الذين قاموا ببنائه بجانب الرهبان الذين تولوا مسئوليته أما ما نقوم به من خلال هذه السلسلة هو سرد لأشياء شاهدناها بآعيينا وهذا مجرد توضيح بسيط حتى يعى الجميع ذلك .
وفى تجربتنا الخامسة والتى قمنا فيها بزيارة لدير الأنيا متاؤس الفاخورى بجبل أصفون بمدينة أسنا والتى أنضمت حديثا الى محافظة الأقصر بعدما كانت تابعه لمحافظة قنا وقبل وصولى الى الدير رأيت عشرات الآسر النوبيه الملتصقة ببوابة الدير تلك البوابه التى عرفت فيما بعد أن ورائها تاريخ طويل من النضال من أجل بنائها فقط
ينقسم الدير الى جزئين الدير الجديد
و الدير القديم والذى لم يتبقى منه سوى آشلاء يحكى عن تاريخ القرون الأولى للمسيحية فى مصر أم الدير الجديد فبالرغم من حداثته بعض الشيىء إلا ان مبانيه متهالكه تماما وأثناء وجودى بالدير وجدت شخص يرتدى جلبابا صعيديا ملىء بالأتربة فأعتقدت بأنه أحد العاملين فى حفائر الدير لكننى فوجئت بشىء غريب بأن جميع من بداخل الدير يلتف حول هذا الشخص ويتحدث معه فيعطيهم توجيهاته والكل يقوم بتلبية هذه التوجيهات وأذا بى أسال عن كينونة هذا الشخص الذى يرتدى جلباب صعيديا مليء بالأتربة يشبه الى حد كبير عمال المدافن و يلتف حوله الجميع ويجلونه ليقولوا لى بأنه المهندس سامح وهو أحد أشهر وأمهرالمتخصصين فى أحياء التراث القبطى داخل الأديرة المصرية والمشهود له بالكفاءة العالية من كافة الجهات الرسمية بالدولة حيث يقوم بتنفيذ بعض الترميمات داخل الدير حكى لى المهندس سامح عن نظرية الحصن الموجود بالدير وهو من ضمن 12 حصن موجودين فى أديرة مصرية قائلا أن أهم الأشياء التى كانت متواجده بداخل الحصن هو جرن الترمس الذى يكفى لأطعام جميع رهبان الدير لمدة أربعين يوما كامله واضعا أمامى معلومه أعرفها لأول مرة فى حياتى بأن الأنسان يستطيع العيش لمدة أربعين يوما معتمدا على الترمس فقط دون أن يشعر بالجوع طيلة الاربعين يوما كما يوجد بالحصن بئر للمياه لكى يشرب منه الرهبان بجانب كنيسة صغيرة موازيه للحصن كان الرهبان يصعدون الى داخل هذا الحصن للأحتماء فيه من هجمات البربر فلا يمكن الدخول الى الحصن إلا عن طريق كوبرى هذا الكوبرى يرفع بمجرد دخول الرهبان بداخل الحصن فينعزلون عن العالم تماما لحمايتهم من البربر الذين كانوا يقومون بمهاجمة الأديرة من أجل سرقة الغلال أو الماعز الموجود بداخل الدير وبمجرد أن يترك هؤلاء البربر الدير بعدما يسرقون ما بداخله يخرج الرهبان من حصنهم ليعودوا الى ممارسة مهمامهم مرة أخرى بداخل الدير مؤكدا أن فكرة الحصن بدأت منذ القرن الرابع الميلادى الى القرن الثانى عشر الميلادى و بعد ذلك أنتهت هذه الفكرة وأصبحت الحصون مجرد تاريخ بعدما تمت أحاطة الأديرة فى القرن الثالث عشرا بالأسوار تلك الأسوار التى حرمت الرهبان من عمل
"المنشوبيات " وهى التجمعات التى تحيط بالدير حيث يخرج بعض الرهبان بعيدا من الدير ومعه مجموعه من تلاميذه ويقومون بعمل ما يسمى بالمنشوبية الخاصة به ثم يقوم ببناء ما يعرف بمجمع الخدمات الخاص بمنشوبيته
ثم أخذنى المهندس سامح فى جولة داخل الدير القديم وكان يحذرنى بصفة مستمرة من الصعود الى أعلى جدران هذا الدير المعرضها للسقوط فى أى لحظة بسبب تهالكها وحكى لى عن القبه الحجاب والفتحات التى توجد بها والتى تعمل على فلترة الهواء وتحويله من هواء ساخن خارج الدير الى هواء بارد بداخل الدير بعد أصتطدام هذا الهواء الساخن بحيطان الدير البارده لا توجد هذه النظريه فى جميع الأديرة أنما فى آثنين فقط من الأديرة المصرية وهما دير الفاخورى كما يطلق عليه الأهالى ودير الأنبا هيدرا فى محافظة أسوان
وأثناء تجولنا بداخل كنيسة الدير رأيت الحروف القبطية القديمة المنقوشه على أعمدة الكنيسة التى اندثرت فى أركان عدة منها بسبب عبث بعض الشباب الذى يقوم بتدوين أسمه وتاريخ ميلاده عليها ثم طلبت من الأب هيدرا رئيس الدير وهو شخص مرح جدا فوق ما يتخيل البشر أن أرى الحصن الذى أخبرنى عنه المهندس سامح فوافق على الفور وصعدت الى الحصن فوجدته بالفعل مكان آمن جدا .
فالرهبان يستطيعون أن يصعدوا الى أعلى قمة فى الدير ويشاهدون ما يفعله اللصوص من البربر و لا يستطيع هؤلاء اللصوص النيل منهم نهائيا بفضل فكرة هذا الحصن
لكن المشكلة الرئيسة التى تواجه المهندس سامح بصفة متكررة اثناء عمله بالأديرة وهى قلة الايدى المدربة فكلما ذهب الى ترميم أحد الأديرة يقوم بتدريب مجموعه من الشباب وبمجرد أنتهاء العمل يتركه هؤلاء الشباب حينما ينتقل الى محافظة أو مدينة أخرى ليقوم بتدريب عمال جدد مما يؤدى الى أستغراقه وقت طويل أثناء ترميم أى دير يذهب اليه
وبعد النزول من الحصن قدم لى تلاميذ الدير وجبة غداء وهى عبارة عن طبق تونه وشرائح من الخيار والطماطم والبصل بجانب طبق من الأرز قاموا بصناعته بأيديهم ثم تناولت الشاى مع الأب هيدرا وتحدثنا سويا فى امور عامة ثم قام بتوديعى الى بوابة الدير وطلب منى تكرر الزيارة فوعدته بذلك
الى هنا وأنتهت تجربتى التى لم تستغرق ساعات داخل دير الفاخورى بمدينة أسنا
والى اللقاء فى تجربة جديدة



#نصر_القوصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار صحفى كشف جميع أوجه الغموض
- الصحافة ساعدت فى نجاح تجربة الكفاح هذه (2)
- الصحافة ساعدت فى نجاح تجربة الكفاح هذه
- ألمانيا تكرمه ومحافظ الأقصر يستولى على ارضه
- نبذة من تاريخ أشهر مدينة آثرية فى العالم
- التعاسة فى الحب
- القرى المصرية أكثر تمييزا وعنفا طائفيا من المدن
- لقيامه بتقديم شكوى الى رئيس الجمهورية
- رساله تفوح بطعم الفساد والآلم والتمييز بين آبناء الوطن الواح ...
- برنامج القاهرة اليوم والأستهانة بالشعب المصرى
- من يصنع الفتنة
- رساله الى كل آمراه مريضه بالخيانه
- المريس قضية لا تنتهى
- المطالبة بمحاكمة أمين عام آثار مصر لنعته آحد الآثريين بانه ن ...
- مذبحة نجع حمادى والصحفيين والكتاب المحترمين
- أصحاب الأيادى البيضاء فى مذبحة نجع حمادى
- أبعدوا ملف الأقباط عن رجال الدين
- الدموع - الدموع وقتل التهنئة بالحناجر
- المريس لنا ولأجيالنا القادمة
- كلنا نجيب ساويروس كلنا مصريون


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصر القوصى - الصحافة حينما تبرز جوهر الأماكن الآثرية القديمة