أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - ثنائي الانقسام والحصار ينتج نفسه رغم انف الجميع














المزيد.....

ثنائي الانقسام والحصار ينتج نفسه رغم انف الجميع


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحق لنا بل ويتوجب علينا بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من عمر هذا التوأم الانقسام والحصار ، أن نقرا الواقع كما هو ، دون أية محاولات للهروب ، أو عمليات تجميلية ، أو رفع شعارات سياسية وايدولوجية .
ونبدأ من البداية فنقول :
أن القوى الفاعلة في المنطقة المحيطة واخطر هذه القوى هي إسرائيل ، لم تكن لتسمح للانقسام الفلسطيني أن يكون ، وما كانت لتسمح لهذا المثال والنموذج المأساوي من الحصار أن يستمر ، لولا أن هذه القوة المؤثرة في المنطقة وعلى رأسها إسرائيل تجد مصلحتها من زوايا مختلفة في استمرار هذا التوائم العجيب والمشوه الذي اسمه الانقسام والحصار .
منذ اللحظات الأولى وجدنا أمامنا معادلة مغلقة ، حيث أن كلا من طرفي هذا التوائم يبرر نفسه ويعتمد في وجوده واستمراره على الأخر ، فمثلا يقال أن الحصار فرض بسبب الانقسام ، ثم قيل بعد ذلك على الفور " كيف يمكن أن ينتهي الانقسام إذا بقي الحصار ؟
ومنذ ذلك الوقت بدأنا نشاهد بأم أعيننا ودون أي محاولة أو قدرة على المقاومة ، كيف أن هذه العلاقة بين الانقسام والحصار نعيد صناعة وإنتاج نفسها بصور أكثر تدميرية ، وفي متوالية هندسية لا تنتهي ،
فمثال على ذلك ، نحن بدأنا بالعنوان السياسي ثم قاد هذا العنوان إلى انقسام إداري فانقسام قانوني ثم إلى مستوى هابط من السجال السياسي أطاح بثوابتنا الوطنية ، بحيث أن كل طرف يدعي انه الأكثر تمسكا بها ، وهذا قادنا إلى عملية إقصاء منظم للعقل والحصانة والمنطق ، وورثنا مئات بل آلاف من الشتامين اللذين احتلوا الغالبية الساحقة من مساحة إعلامنا اليومي ،
وقبل أن ننتبه لهول ما حدث وجدنا أنذلك:رق في مقولات لتبرير ما فعلنا ، ونسقط ضحية للاغائة الطارئة التي يتعامل معنا بها العالم ، والتي أنتجت لنا أنماطا من الحياة الاجتماعية والسلوكية والنفسية ، والتي تعتمد على استنزاف المستقبل يوما بيوم ولحظة بلحظة ، دون أن ننتبه ، بأننا فقدنا القدرة على الانتباه ، بان نسيجنا الثقافي والقيمي والثقافي يتمزق باستمرار ، وينتج رغما عنا حالة من فقدان الأمل وحالة من اليأس الذي بدوره أنتج الجريمة ، ودون أن نواجه أنفسنا ونعترف بحقيقة ما وصلنا إليه فان هذه الحقيقة تعلن عن نفسها كل يوم ، حتى لو اختبأنا منها داخل إطار الكلام والشعارات الجميلة ، ومن ابرز مظاهر وعناوين هذه المرحلة التي وصلنا إليها هي انتشار الجريمة الجنائية ، القتل ، والتحرش بكل أنواعه ، السرقة ، الاحتيال والنصب ، الحقد الاجتماعي الذي يؤدي إلى الاحتكاكات والجراحات الكبيرة ، ومحاولات الهروب السلبي كانتشار حالات الانتحار والخ .
هناك اتجاهان رئيسيان في مواجهة كل ذلك :
الاتجاه الثاني: الادعاءات الغير موضوعية عن انجازات واحباطات ونجاحات ، ومشروع يشق طريقه إلى الأمام لا يعرف عنه شيئا سوى من يتحدثون عنه ، ونصر موعود قادم من بعيد يوشك أن يصل ، لدرجة أنني سمعت احد أدعياء هذا المشروع يتحدث عن نصر الله الكبير الذي تجسد في حصول فيلم وثائقي تلفزيوني لمدة عشر دقائق على جائزة في احد المهرجانات .
الاتجاه الثاني :
الذي يطالب بفك الارتباط بين هذا التوأم الانقسام والحصار والتوجه الوطني للتحرر من شرنقة اللعبة الإقليمية والدولية ، والذهاب مباشرة لإنهاء الانقسام بقرار حاسم مهما كانت تضحياته ، على اعتبار أن نجاح القرار الوطني الشامل بإنهاء الانقسام هو الذي سينهي الحصار ، ويحوله إلى عدوان بشع بدون غطاء ، والى فعل معادي لا يستفيد من أي قاعدة فلسطينية مثلما يستفيد الآن من قاعدة الانقسام الفلسطيني .
ولكنا يجب أن نتعلم حين يكون لدينا معاناة مزدوجة من أفعال قد تورطنا فيها وأخرى متورط فيها العدو، فانه يجب أن نبدأ بأنفسنا وهي إنهاء ما تورطنا به، قبل أن نطلب من الآخرين شيئا حتى لو كانوا أشقائنا المقربين.
لأننا بهذا المنهج نكون أكثر صدقا ، وأكثر إقناعا ومن ثم أكثر استحقاقا لحقوقنا ، وإلا فإننا سنسمح لهذا التوأم الشاذ الذي اسمه الانقسام والحصار بان يقضي على حقنا وحلمنا العظيم .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاط على الحروف
- نحن والانقسام
- جولة مع الأمل
- الأرض هي القضية وهي جوهر الصراع
- القمة العربية طموح و تحدّي
- القدس فوق عرش الإشتباك
- المرأة الفلسطينية في يومها العالمي
- لا تسقطوا في الفخ الإسرائيلي
- قمة طرابلس أمل بانجازات مهمة
- مفاوضات غير مباشرة... لماذا؟
- الاغتيالات جزء من سيكولوجيا العقل الإسرائيلي
- سؤال موجه للجميع
- انتبهوا انتبهو اكثر
- الاحتلال الإسرائيلي انعكاسات وأثار
- ماذا بعد قرار المجلس المركزي ؟
- الزمن العظيم وكل عام وانتم بخير
- هيا ننهي الأحزان وتعالوا نعيد العيد
- الاختراق المطلوب فلسطينياً
- رجل في حجم امة ياسر عرفات في ذكرى رحيله الخامسة
- وعد بلفور ما زالت خطيئة البريطانين مستمرة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - ثنائي الانقسام والحصار ينتج نفسه رغم انف الجميع