ظلاميو مصر يسعون لمصادرة رواية الف ليلة وليلة

لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 20:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

من منا لم يقرأ رواية الف ليلة وليلة ؟ , ومن لم يتمتع بقصصها واحداثها الشيقة ؟ , كم امضينا من الوقت ونحن نقلب صفحاتها على عجل لنقف على ما سيجري لهذا البطل او ذاك الملك او لاؤلئك الفقراء ... هذه الرواية التي تلاقفتها الايادي منذ مئات السنين , كانت الاساس المتين والصلب للكثير من كبار ادبائنا ومثقفينا ليبنوا عليها فيما بعد ما جادت به اقلامهم ... الرواية التي لما تزل تتربع على مستوى الصدارة من الكتب المترجمة في جميع انحاء العالم , لما فيها من عيون الادب الانساني وروائع التراث ... هذه الرواية يريد ثلة من الظلاميين والجهلة الذين صاروا يتكاثرون كبكتريا الكوليرا في مصر , حجبها عن القراء لا لشيء سوى انها خلبت عقول الاجيال لقرون عدة وارشدتهم الى طرق فن الكتابة الرفيعة ...
ان ما يؤسف له ان من بين اؤلئك الجهلة مجموعة من المحامين , ممن يفترض بهم ان يكونوا قدوة حسنة في المجتمع واداة تنوير لا دعاة الى التخلف والعودة الى العصور البائدة ... وهذه ليست هي المرة الاولى التي يلجاؤن فيها الى المحاكم لحجب او حذف بعض اجزائها , فقد سبق وفي عام 1986ان ردت المحاكم المصرية دعوى مشابهة ...
يعتقد بعضهم ان ما في الرواية يخدش الحياء العام , في حين قال اخر من اصحاب اللحى في مقابلة تلفزيونية , انها ((تشير الى اماكن العفة لدى المرأة والى عضو الرجل )) , اه منكم , وتبا لما تدعون , وهل ثمة ما يشغلكم سوى ان تشخصوا بابصاركم الى تلك المناطق ... لقد هزلت حقا يوم اصبح من هو مثلكم يستشار او صاحب قرار , وحري بي ان اهمس في اذانكم ان قراءة هذه الرواية لن تمنع من قراءة الكتاب التي تريدون فرض قرائته بالقوة والارهاب , وهيهات ان تنالوا شيئا بسيوفكم ... وان استطعتم اليوم فهي زائلة غدا , واعلموا ايضا ان كان ثمة من الكتاب الذين اثروا الا يشيروا الى الاسماء بمسمياتها والتعامل مع محرماتكم بحذر شديد , انما سببه الرعب الذي تذوروه اينما تذهبون لا احتراما لمقامكم , والفارق هنا بين الخوف والاحترام كبير كبير ...
حاولت قدر ما استطيع ان اتجنب الاشارة المباشرة الى الجهة التي تقف وراء هذه الحملة الجائرة التي تستهدف الثقافة والفن والتراث معا , نزولا عند رغبة عدد غير قليل من الاصدقاء والقراء ممن رجاني ان ابتعد عما كنت قد كتبت في مرات سابقة , ولما كنت احترم البعض ممن كتب , لا ترون الان اية اشارة لذلك , وهي المرة الاخيرة , واقول لاؤلئك الذين احتوت كتاباتهم لهجة مختلفة , سترون كيف القمكم حجرا اثر حجر .

#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات