أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - بصراحة ابن عبود الشيوعيون، والكلدانيون شموع البصره ايها الظلاميون















المزيد.....

بصراحة ابن عبود الشيوعيون، والكلدانيون شموع البصره ايها الظلاميون


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 913 - 2004 / 8 / 2 - 14:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


استغربت من تبرم صديقي العائد حديثآ من البصره، وهو يقول لم يعد هناك الكتير، مما كتيته عن البصره مشيرا الى ما ورد في موضوعي (البصره وصورة ألأمس). لا تسامح، ولا قبول للأخر. ردد صاحبي بحسرة. كان ذلك قبل اشهر . وقتها، ما كان بودي تصديق حسرة صديقي الحزينه، بل قللت من شأنها، واعتبرتها ردة فعل أنيه عن الصوره الجميله لمديتنا الحلوه في مخيلتنا، وخيبة امل في الواقع الجديد مع ما تعودنا عليه في بلدان المهجر من حريه، وامان، وقبول ألأخر، وسيادة القانون. ولكن صدى حسرة صديقي صارت صرخه مدويه ترن في اذني، وانا اقرأ خبر ألأعتداء الهمجي على مقر الحزب الشيوعي العراقي في البصره. هذا الحزب ولد طبيعيا هناك فهي مدينه عماليه، وذات تاريخ عريق في النضال الطبقي، والوطني. وهي مدينة فسيفيساء التكوين القومي، والديني، والعرقي، والمذهبي في العراق. اضاف صاحبي: صحيح ان البصره هادئه ومستقره مقارنة ببغداد، او مدن اخرى، ولكنه هدوء يشبه الخوف، والرعب الذي ساد ايام السلطه الرسميه للبعث الفاشي. كانت الناس مجبره على السكوت، والهدوء بسبب القمع، والملاحقات. وألأن يحكم البعثيون المتسترون تحت يافطات حزبيه جديده. أو لبسوا العمامات، واطلقوا اللحى، وحملوا السبح، ورفعوا سيف الطاعه المطلقه. فلا امرأه تخرج دون حجاب حتى لو كانت غير مسلمه. ولا مسيحي يحق له بيع المشروبات الروحيه.( ميزه كفلتها له القوانين منذ تاسيس الدوله العراقيه الحديثه). وعلى الصابئي ان يرفع لافتة لا الله الا الله، رغم انهم اول الموحدين، و رغم انهم جميعا تقريبا يرفعون صورة ألأمام علي في محلاتهم. ليس دجلآ، ولا خوفآ، ولا تزلفآ. بل اعتراف تاريخي لأنه الخليفه الراشدي الوحيد الذي حماهم من هجمات المتعصبين، واعتبرهم من اهل الكتاب، ولا يصح قمعهم، او قتلهم بل ان دمائهم امانه في اعناق المسلمين. فاين هؤلاء الذين يرفعون سيف ذي الفقار ألأن ممن لم يشهد في عهده سجينا سياسيآ. وممن كان مجلسه يضم اليهودي، والمسيحي، والصابئي بل حتى المشركين لآنه لم يجعل من نفسه الاها بدل الله، ولا اتخذ شرعا غير التسامح، ولا نهجا بدل قبول ألأخر. انهم أنفسهم الذين افشلوا انتفاضة اذار 1991. فنهبوا، وسرقوا، وعاثوا فسادآ، ليشوهوا سمعة المنتفضين. أعتمروا العمامات، ونصبوا انفسهم ولاة، وقضاة، وعفوا عن القتله، وقتلوا الضحايا، والمضطهدين. وهاهم يعودون اليوم لعادتهم القديمه محاربة الشيوعيه، وحرية المرأة، وحقوق ألأنسان باسم الدين، تنفيذا لمخططات سادتهم القدامى، واوامر مموليهم الجدد. انهم يريدون ان ينتقموا ممن كان من اسباب سقوطهم، وسلب السلطه" الرسميه" منهم فاتخذوا الشوارع، ومقرات ألأحزاب، والفتاوي، وألأتاوى، والخاوات، واعمال الشقاوت، وألأختطافات، والقتل، والسرقات طريقا لممارسة سلطتهم الفاشيه . دولة المليشيات التي ساهم الأحتلال في أ نشاءها لتكون السلطه لأوامرها وقواعدها، وشروطها، وقيمها. لا سلطة القانون مادام الرصاص غير موجها ضد الجنود البريطانيين.

الشيوعيون في البصره، هم الذين قادوا ألأنتفاضات، واضرابات العمال، والمزارعين، والفلاحين، والكسبه ضد ألأنجليز، وعملاءهم من بعد. وهم الذين تصدوا للأنقلاب الفاشي عام 1963 ونظام البعث حتى سقوطه تحت زناجير دبابات اسيادهم . وهذا ما لآينساه لا ألأنجليز الذين يحتلون البصره ألأن، ولا البعثيون الذين حملوا لافتات جديده، ويمارسون القمع، والأرهاب، والقتل ضد الشيوعيين وابناء البصره ألأخرين الذين ما احبوا ألبعث يوما. والكلدانيون، والمسيحيون عموما كانوا جزءا من هذا النضال البطولي لهذه المدينه البطله. وهذا ما لا تنساه قوى الظلام. كما ان ألأنجليز لم، ولن يغفروا لمسيحي البصره، والعراق كله، انهم رفضوا ان يكونوا مطيه ألأنجليز "ايام ألأحتلال ألأول" بحجة ألأنتماء لنفس الدين. كان المسيحيون العراقيون يرددون نحن عراقيون، ومسيحيون. وهذه بلدنا وانتم تحتلوها.

حدثني احد المشاركين في انتفاضة اذار، ان الشباب المسيحي كانوا معنا، وبعضهم كان يضع على جبينه العصابه الخضراء لحزب الدعوه. المسيحيون في البصره لم تكن لهم احيائهم الخاصه. كانوا موجودين في كل مكان. ارتدت نسائهم العباءات السود، وحضروا عزاءات الحسين، وقدموا التبرعات للمواكب الحسينيه، وصعدوا المشانق، واستشهدوا تحت التعذيب في ظل انظمة القمع البعثيه وغيرها. هم من علم جيلنا، وعلم اخوتنا، واخواتنا الصغار، وابناءنا ألأنجليزيه، والعلوم المختلفه في مدارس البصره. وكان ابناءهم يحضرون دروس الدين ألأسلامي رغم انهم" معفيين" منه.

الشيوعيون، والمسيحيون، وشط العرب، والنخيل، والتسامح هي الميزات الخمس لمدينة البصره، ولن تتخلى عنها. لقد حارب البعثيون وازلامهم الشيوعيين، وضايقوا المسيحيين، وملئوا قاع شط العرب بحطام حروبهم العدوانيه، وشنقوا النخيل، واحرقوها، وسرقو افضل انواعها. لكن البصرة بقيت هي البصره، لأن اهلها الحقيقيين لا يمكن ان يعيشوا دون تسامح حق. وهؤلاء المغول الجدد لن يكون حظهم، ومصيرهم افضل من سابقيهم من القتله. وسيبقى تاج التسامح يتوج هامة البصره، فهو سمتها، وعنوانها، وقدرها، ولن تتنازل عنه. ان صمت ما يسمى بالأحزاب الأسلاميه عن هذه الجرائم التي تسئ لتاريخ المدينه، وخط علي ابن ابي طالب لهو دليل على انهم لا يمتون لا للبصره، ولا لعلي، ولا للدين ألأسلامي بصله. الدين الذي اوصى بسابع جار، وأوجب حماية غير المسلمين، ورفض استباحة الأعراض وزرع الشقاق، والنفاق بين الناس.

اتذكركيف استقبلت، وحمت البيوت المسيحيه المعلمين الديمقراطيين، الهاربين من مطاردات العصابات البعثيه، والشرطه المتعاونه معهم اثناء" انتخابات المعلمين" في منطقة بريهه، وكيف ضمدوا الجرحى، واخفوا الهاربين يوم انقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي بعد ان اطلقت النيران على المتظاهرين. هذا ما يضمره البعثيون، وألأنجليز(اسيادهم القدامى)، والعصابات الظلاميه الجديده لأهل البصره الفيحاء من شيوعيين، ومسيحيين، وديمقراطيين، واسلاميين حقيقيين متحضرين يريدون مواكبة الركب اليشري، وأستمرارالعيش على ذات الطريقه الجضاريه التي عاشوا عليها بتسامح والفه.

لقد بقي دكان زلخه اليهودي، في شارع "المغايز" اسبوعآ كاملآ غير مقفلآ بعد ان اعدمه البعثيون بدون محاكمه بتهمة التجسس لصالح اسرائيل. في حين ان اهل لبصره، وحتى من اعدموه يعرفون خلاف ذلك. نعم بقي محله سالما دون ان يتعرض له احد( لا فرهود ولا هم يحزنون) مع غلو محتوياته من ألأنيه الفاخره. وكان ذلك مظاهره صامته ضد جريمة اعدامه، وضد البعث الذي بدا عودته الجديده للسلطه بتعليق الأبرياء في الساحات العامه لأخافة ألأخرين، ولأرهاب الناس . كما فعل اسلافهم زياد ابن ابيه، والحجاج بن يوسف الثقفي من قبلهم.

ولكن الناس قد تسكت خوفا فتره، ولكنها سترفض هذا ألارهاب الشقاواتي باسم الدين، او النظام، او ألأخلاق، اوألأمر المعروف، او غيرها من الأساليب، التي تذكرنا بالممارسات المتخلفه للمعتوه خير الله طلفاح. وستبقى البصره مدينة للجميع لأن صدر اهلها اوسع بكثير من ضيق افق الظلاميين بكل اصنافهم. وزادني اطمئنانآ بهذا التفاؤل صوت بصري عبر التلفون يقول بثقه:

ـ انهم فقاعات، وسيختفون مع الزمن!!!

رزاق عبود



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا يوجد غير سعدي يوسف نرد عليه!!؟
- بصراحة أبن عبود من اجتثاث البعث الى الأستغاثه بالبعث. سياسة ...
- الشرقيه وصورة الأنسان العراقي
- ألأتصال ألأخير
- سبعون عاما من النضال في سبيل حرية الوطن وسعادة الشعب - برقيه ...
- بصراحة ابن عبود الى اين يسير الأمريكان بالعراق؟؟؟
- بصراحة ابن عبود لماذا لا يتحجب الرجال؟؟!
- هانس بليكس : اجتياح العراق بني على تقدير خاطئ
- بصراحة ابن عبود المصالحه الوطنيه، مع من؟
- خاطره من المهجر
- بصراحة ابن عبود - ماذا يريد الهاشميون من العراق؟
- النبي محمد كان مناصرآ لمساوات المرأه في عصره!
- اعداء الشيوعيه اتحدوا، ووحدوا صفوفهم مع المغول، والتتار، وال ...
- خواطر كأنها الشعر
- بصراحة ابن عبود - يا اعداء الشعب االكردي، اتحدوا!!!
- بصراحة ابن عبود - الملا عمر وبن لادن اعضاء جدد في مجلس الحكم ...
- بصراحة ابن عبود - المتأمرون، وحدهم لا يؤمنون بنظرية المؤامره
- بصراحة ابن عبود - الا تخجلون؟؟؟؟
- بصراحة ابن عبود - وانقلب السحر على الساحر
- تهان جميله بمناسبة الذكرى السنويه الثانيه لأنطلاق موقع الحوا ...


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - بصراحة ابن عبود الشيوعيون، والكلدانيون شموع البصره ايها الظلاميون