حيدر حسين الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 12:59
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
المترفون والاغنياء يتكالبون ويتحاسدون, كما يفعل الفقراء تماما. ولكنهم يطلون افعالهم بطلاء براق من الدعاوى الرنانة, والتظاهر بخدمة المصلحة العامة. هذا ما قاله الدكتور علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين.
فأزمة الحكم التي يعيشها العراق وفلسفة الصراع على السلطة تجسد المقولة اعلاه الا ان الادمان على السلطة والتهافت على الحصول على افضل المناصب السيادية والوزارية هي حالة مرضية يعيشها اقطاب العملية السياسية العراقية اذ لايتمكنوا الخروج من مكاتب سلطوية يعج فيها كومة من الموظفين وهم كل من السكرتيرات الحسناوات ومدراء مكاتب اشبه بالببغاء لايستطيعوا التحدث عن اخطاء قادتهم حتى مع عوائلهم والحراس الامنيين المدججين بالسلاح والسيارات المصفحة الذين يعاملون عامة البشر كحشر وعمال الخدمة المنهكين يعملون ليلا نهارا من اجل دولة او فخامة او سيادة او معالي او سعادة القائد المكروه من عامة الفقراء والمساكين والايتام والارامل والثكالى والعاطلين عن العمل واللواتي انحرفن في سلوكهن الاخلاقي وغيرهم من المنقوم عليهم من قبل قادة العراق الذين لن يتنازل نفر منهم لاجل الاخر بسبب جشعهم وطمعهم في السلطة والمنصب ليبقى جاههم ومالهم . فتارة يقولون نحن شركاء وتارة يقولون لدينا استحقاق انتخابي وتارة يقولون ان البلاد لاتقاد الا بموافقة دول الاقليم وتارة دعونا نذهب لاستشارة رجل الدين واخيرا نقبل بما تريده امريكا لانها هبة السماء علينا فلولاها لما نحن اليوم نعيش في هذه القصور الفخمة التي كان يملكها فرعون العراق السابق واولاده ونحن اقتسمنا هذه الغنائم فيما بيننا وتبين ان هناك من يريد ان يستفرد بجميع هذه الولائم ويذل العباد في هذه البلاد لضرورة الطاعة انطلاقا من مثل الماني قديم(جوع كلبك يتبعك) لذا فجميعهم يحلموا ان يكونوا حكام بدليل تصريح البارزاني الاخير الذي يشير فيه الى ضرورة تقسيم ارض السواد الى ثلاث ولايات كردية وسنية وشيعية فهو احد قادة العراق الذي فسر تصريحه وبلهجة عالية انه لايقبل بقائد اخر غيره لانه سيلغي برجه العاجي فثقافة الغاء الاخر هي السمة السائدة بينهم ,
والمضحك في الامر انهم كلهم يؤكدون على ضرورة تكوين كتلة برلمانية معارضة قوية في المجلس النيابي المرتقب وفي الوقت نفسه كلهم يريدوا ان يصبحوا حكام فمن هو القائد ومن هو المعارض ومن هو الحاكم ومن هو المحكوم هذا ما سنعرفه بعد انتهاء زيارة بايدن.
#حيدر_حسين_الموسوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟