|
نظرة موضوعية - الرق في الإسلام
مختار العربي
الحوار المتمدن-العدد: 913 - 2004 / 8 / 2 - 12:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المدقق والباحث والمستتبع لم تحويه كتب التراث والتفاسير في الديانة الإسلامية يلمح كثرة الحديث والتناول المزعج لمسألة الطبقات الإجتماعية التي كانت سائدة في ذلك الوقت ، وكلنا علم بأن المجتمع الجاهلي (قبل الدعوة ) / الإسلامي (بعد نبؤة محمد) - كانت تؤمن بمبدأ السيادة والشرف (الشريفة كانت هي الغنية) والشكل الطبقي لما هو سيد / ومسود ورأينا كيف كانت تخرج القوافل التجارية يقودها علية القوم بمساعدة العبيد الذين كانوا يجلبون من افريقيا (حبشي - غرب أفريقيا - أسرى الحرب (من النساء والرجال) الذين يقومون بالمهام الشاقة من من تسييس الإبل وسقايتها ونصب الخيام والقيام بواجبات الإطعام (إشعال النيران وغلي القدور) وبالإضافة كانوا يعملون كـ(حراس القوافل) ولا يفوتنا أن ننظر وبشيء من العقلانية إلى أنه لا بد أن يقوم هؤلاء العبيد بمهام أخرى كاللواط والبغاء كالعربي لا يحتمل ان يبتعد عن أهله مدة طويلة فيستعيض عن ذلك بمعاشرة أمته التي هي حلال عليه في حله وترحاله وبذا نستطيع أن نحدد بعض من ملامح الرق في العهد الجاهلي ولنا وقفة مع قصة العبيد الذين دخلوا في الدعوة الجديدة فكان ذلك بمثابة تهديد وتفكيك لبنية مجتمع يعتمد في الأساس على أحقيته في عبيده يفعل بهم ما يشاء وعندما جاءت الدعوة لتساوي بين الناس جميعاً كان محمد يعي خطر مثل هذه المقولات في مجتمع تتفشي فيه أمراض الطبقة البرجوازية وتلغي سلطانها على عبيدهم وجواريهم وتقضى على نظام جاهلي ضارب في القدم يعتمد فيه السادة لقضاء أحقر المهن والواجبات على العبيد والجواري ولا ننسى أن الشريفة (الغنية) كانت تمتلك في دارها عدد غير قليل من العبيد كميسرة غلام خديجة ووحشي الذي أستاجر من هند زوجة أبي سفيان لقتل حمزة بحربته فينال حريته والقصص كثيرة ومزعجة ومريرة عن المعاناة التي كان يقاسيها كل من لا يملك نسباً أو شرفاً في المجتمع الجاهلي / الإسلامي - قرأت مرة في صحيح مسلم فاستوقفني عنوان زائد من حيرتي وهو (أيما عبد أبق عن أهله فهو كافر) وظللت أبحث عن علاقة الإسلام بالرق ففاجأني كتاب (تاريخ العربية السعودية - فاسيلييف) الذي يحكي فيه وبالمراجع التي كتبها مؤرخون عرب عن أن نظام الرق لم يتوقف في المملكة العربية السعودية إلا في عهد قريب وهو منتصف القرن العشرين . والأحاديث كثيرة كحديث مسلم عن سبب نزول آية (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) (تكرهوا ؟؟؟) كلمة كهذه تجعلنا نتسائل عن مفهوم الإكراه هذا يعني أن الرق مسألة ثابتة في وعي المسلم ونبي الإسلام - نأتي لمسألة أخري وهي آية الحجاب؟ تخيلوا معي أن النساء كن يخرجن لقضاء حوائجهن في العراء (يتبرزن) فيعترض طريقهم الرجال الذين هم مؤمنون فكان لا بد من آية تتنزل بوحي جبريلياً ضارب في الغرائيبية (سورة الأحزاب آية الحجاب) هذه الآية كانت ولم تزل تؤثر في العقلية الإسلامية - ولنتوقف في (ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين) ولست صاحب في هذه الملاحظة فقبلي كان للدكتور الباحث المرجع الذكي سيد محمود القمني - والمرحوم العلامة خليل عبد الكريم في مسألة الحجاب وفرضيته ومسألة أن هناك حديث يقول في ما معناه النار أو الحجاب!!! الرق في الإسلام يتضح جلياً حتى والمؤمنون في الجنة فما سبب وجود مراتب وغرف ومستويات في الجنة ووجود غلمان يقومون بخدمة سقاية القوم خمراً - لبناً - عسلاً- ونساء (قيل عددهن 40 - 70 ) مهمتهم الأساسية هي (الجنس) وقد أسهب القرآن في وصفهن بالحور العين وكأنهم لؤلؤ مكنون - وكأني بالنص يريد أن يجعل المرأة في الدنيا والأخرة ما هي إلا متاع ليطأها الرجل فبهذا تصبح المرأة في المجتمع الإسلامي - معبر لشهوات الرجال في الدنيا والأخرة - كل هذا الكم من الأحاديث عن النساء والرجال المستعبدين يجعلنا نفكر في علاقة الرق بالإسلام وهل هي علاقة أزلية يحتمها واقع جاهلي لم يستطع الإسلام إلغائه ؟ أم لنا أن نأخذ ما نشاء من النصوص الدينية ونترك البقية فنصبح نهباً للأفكار الهدامة التي تحيلنا إلى متلقين لثقافة البدوي الجاهل الذي لا يعرف من الحياة سوى دابتاه (أمراته وفرسه) الرؤية للرق من منظور مادي تؤكد أن الدعوة الإسلامية حاولت أن تغير من مفاهيم المجتمع الجاهلي حول العبودية ولكنها فشلت ، وحكاية زيد بن حارثة الذي كان عبداً لرسول الله وتحول إلى أبنه تدلل على مقولة (أنها محاولة لتلطيف العادة ) لتتناسب والتجديد الذي دعا إليه النبي محمد فلماذا؟ لم يشدد الإسلام على أن الناس سواسية في عهد النبي إلا عمر حينما قال (الناس سواسية كأسنان المشط) نلاحظ فتور متابعة المهمة (مهمة إلغاء الرق) في العهد النبوي لتناسبها والواقع الاجتماعي في مكسب تحققه الدعوة في استمالة سادة قريش . الرق لا يزال موجوداً في المجتمع الإسلامي ولنا دلائل كثيرة على ذلك منها : الحديث الذي يقول (أعطي الأجير؟!؟ حقه)، ( الذي يمارس على الثقافات الإنسانية التي تدعو للمساواة ورأينا كيف احتج علماء الدين على وجود منظمة تسمى حقوق الإنسان إدعاء منهم بإن الإسلام أعطي كل ذي حق حقه. الرق بوابة مفتوحة لكل من أراد الاحتكام والرجوع إلى أمهات الكتب يكفي للملاحظة ونختم بمقوله سبينوزا (العبرة في الماضي وليس في المستقبل)..
#مختار_العربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاعتذارات الجريئة
-
كيف تستنفذ أيروتيكياً وتبقي عفيفاً؟؟؟؟
-
التراث الإسلامي كأجمل غريق في العالم
المزيد.....
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|