أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف شلال - ماذا لو طبقنا تجربة غاندي في صراعاتنا !















المزيد.....

ماذا لو طبقنا تجربة غاندي في صراعاتنا !


جوزيف شلال
(Schale Uoseif)


الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كان غاندي يطلق مصطلح ساتياغرها على قوة الروح والمحبة التي جاءت من قوة الحقيقة عندما كان غاندي يرى بان قوة اللاعنف هي بمثابة قوة الحقيقة التي اكتشفها من خلال اظهار معاناة الذات .

تعتبر تجربة غاندي نموذجا مهما في الاستقلال والتحرير في العمل السياسي السلمي , بالرغم من انها ليست التجربة الاولى في الصراع والنضال لاجل الوصول الى الاهداف اي الاستقلال ونيل الحريات والعدالة في المجتمعات في كيفية استخدام لمفهوم حرب اللاعنف الذي هو شن الصراع الحاسم على الاعداء والخصوم المعاندين من خلال التحكم المقصود والمخطط في ادوات تلك القوة السياسية لكي تحطم ارادة الخصم باستعمال اسلحة لا عنفية ولها تاثيرات قوية .

لا بد هنا ان نذكر بعض التجارب العالمية في الدول التي مورست هذه التجربة ونجحت منها /

في قارة اسيا , الفلبين – الهند – بورما – ايران – الصين – روسيا , اميركا الجنوبية , جواتيمالا – السلفادور – شيلي , في قارة اوربا , كوسوفا – اوكرانيا – جيكوسلوفاكيا – صربيا – لاتفيا – ليتوانيا – المانيا – ايستونيا – دول البلطيق – مجر – بولندا – هولندا – بلغاريا – دانمارك – النرويج , اما في افريقيا , هناك الجزائر وجنوب افريقيا , واخيرا في اميركا الشمالية هناك الولايات المتحدة الامريكية .

الصراع وجد على الارض منذ ان خلقت الطبيعة والبشرية , الصراع موجود حتى ما بين الحيوانات من اجل البقاء والتنافس ما بين الاقوياء للسيطرة , اي ان الصراع يعرف احيانا بانه التنافس بين القوى المتضادة والمتعارضة بما يعكس مدى التنوع والاختلاف والشعور بالندرة .

هناك صراعات منخفضة الحدة حول الخلافات البسيطة التي يمكن تسويتها وايجاد حلول لها بالتفاوض , او صراعات صفرية للقضايا التي تهدد المصير والكيان والاستقرار , في بعض الحالات يتحول الصراع الصفري الى كارثة ينتهي بالقضاء على احد طرفي الصراع .

حياة غاندي :
...................
عاش غاندي من سنة 1869 الى سنة 1948 , اعتبر غاندي ابرز زعيم روحي وسياسي للهند خلال تلك الفترة , اصبح قائدا في مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الكلي الشامل , عرف باسم مهاتما غاندي ومعناها الروح العظيمة , يوم ميلاده في 2 اوكتوبر اصبح عطلة عالمية وطنية باسم اليوم الدولي للاعنف .

استخدم غاندي عدة وسائل لا عنفية لمقاومة الاحتلال البريطاني هو العصيان المدني مثل تنظيم احتجاجات الفلاحيين والمزارعين والعمال وعدم دفع الضرائب وغيرها .

سياسة غاندي سميت بالمقاومة السلمية , اي اللاعنف / الساتياغراها / وهي مجموعة من القيم والمبادئ تقوم على اسس دينية وسياسية واقتصادية استنادا على الشجاعة والحقيقة واللاعنف , تستهدف الى الحاق الاذى والهزيمة بالاخر عن طريق الوعي الكامل بتكوين قوة قادرة على مواجهة الخطر باللاعنف اولا ثم بالعنف اذا لم تنجح تلك الخيارات السلمية واللا عنفية .

من اهم الاساليب اللاعنفية هي المقاطعة والصوم والعصيان المدني والاعتصامات والسجن وعدم الخوف وغيرها .

نجح غاندي نجاحا باهرا في استقلال الهند عام 1945 , ولكن لم ينجح بعدم تقسيم الهند الى دولتين , انفصلت باكستان وهناك توتر بين البلدين حول كشمير الى يومنا هذا , واخيرا في 30 يناير 1948 اطلق احد الهندوس النار عليه عن عمر 79 عاما , تعرض غاندي لستة محاولات للقتل .

ان مبدا حرب اللاعنف او استخدام وسائل لا عنفية التي بشر بها غاندي في مطلع القرن الماضي في الهند ضد الاحتلال البريطاني كان موجودا منذ قديم الزمان , استخدم هذا من قبل / بوذا / المسيح / بعض الرواقين / , اما في العصر الحديث فهناك دول استخدمت هذه الطرق وذكرناها في المقدمة .

اللاعنف هو كما قلنا قوة الضعيف وملاذه الاخير , الفعل اللاعنفي غالبا ما يكون بطوليا , ولكن هل يكون اللاعنف هو الحل الامثل لكل معركة ونزاع وخصام ! , العمل في اللاعنف يقتضي ان لا يكون في مواجهة الاشرار المفترسة والوحوش الضارية والهمجية او لبشر مسلوبي الارادة , بل يكون مع الناس الحقيقيون بكل معنى الكلمة والاسم .
هناك مقولة لغاندي تقول / اللاعنف قديم قدم الجبال / , وعلى هذا تاثر غاندي وغيره مثل مارتن لوثر كنغ بتلك الالهامات مباشرة , اصبح اللاعنف مع غاندي اداة للعمل السياسي والاجتماعي والتطبيقي .

مورس منهج غاندي في العديد من دول العالم منها فرنسا بحربها مع الجزائر باستخدام مسيرات وتظاهرات من اجل السلام واضرابات عن الطعام ومحاصرة معسكرات السجناء الجزائريين وغيرها من الممارسات التي ادت الى حين استقلال الجزائر من المستعمر الفرنسي .

في جيكوسلوفاكيا ايضا ظهرت اشكال قصوى من العمل اللاعنفي كالانتحار والحرق , فيتنام كذلك مورست انواع من وسائل لا عنفية في الشوارع .

كيف نلجا الى العمل اللاعنفي :
...........................................
اولا لا تعتبر حرب اللاعنف ضمانا للنجاح , كذلك في العنف لا يوجد ضمان بالنجاح , العديد من التجارب عبر التاريخ نجد هناك فشل ونجاح في تحقيق الاهداف , كما وجدنا نجاحات ليست بالمستوى المطلوب في التجارب التاريخية واحيانا لم يدم النجاح طويلا ومنها ما حقق نجاحات جزئية .

حرب اللاعنف هي مقاومة ولكن باسلحة مختلفة تماما عن غيرها , الخطط الموضوعة في حرب اللاعنف تشبه تماما خطط الحرب العسكرية من حيث التحشيد وتوحيد القوى ووجود استراتيجيات محكمة وخطة محددة مع توفر الشجاعة والتدريبات وما الى غير ذلك .

اهم ما يستخدم في حرب اللاعنف هي مجموعة من الوسائل والعوامل منها على سبيل المثال

– الاعلام , الكتب والمجلات والصحف , الملصقات والبيانات والرسوم واللافتات والجداريات والخطابات والشعارات والاحتجاجات الجماعية والاعتصامات وممارسات الضغط على مقابلة المسؤولين وتوجيه الانتقادات والجنازات الرمزية والتجمعات الشعبية والمقاطعة والانسحاب من المؤسسات الاجتماعية وهروب العمال ومقاطعة السلع والامتناع عن دفع الاجور وتنظيم اضرابات عامة في جميع المجالات , سحب الاموال من البنوك والى ما لانهاية من هذه الامثلة يمكن القيام بها سواء في الانظمة الديمقراطية او الديكتاتورية .

مبدا اللا عنف هو الالتزام الحقيقي للحركات التغييرية والاصلاحية لتحمي نفسها وادامة استمراريتها وقدرتها على الانتشار والنفوذ بين المجتمعات والجماهير , كما يجب ان تبقى تلك الحركات في وضع اخلاقي ودستوري قانوني .

عمل اللاعنف يحظي دائما باحترام الجماهير وكافة قطاعات الشعب المختلفة , استخدام العنف يعطي المبررات للخصم لاستخدام القمع والقوة , العنف ليس هو الطريق الاسرع لتحقيق النجاح كما اثبتت التجارب التي تم استخدام العنف فيها .

حرب اللاعنف يستعمل في الصراع بين الدول وبين الحكومات والشعوب , يمكن القول بان حرب اللاعنف قد ينجح في الانظمة الديكتاتورية وفي الانظمة الديمقراطية .

مسيرة الملح كمثال نضربه هنا في زمن غاندي سنة 1930 التي امتدت مدة 26 يوما ادت الى استنفار الهند كلها , وعند وصول غاندي الى الشاطئ التقط حفنة من الملح ودعا الى مقاطعة الملح الذي كانت الدولة تبيعه .

بهذا العمل البسيط شارك الشعب الهندي مع غاندي مشاركة حاشدة وقوية في العمل اللاعنفي , هذا العمل ارتبط بالتكامل الداخلي مما ادى الى هذا الاستنفار الروحي في الحياة العملية الرصينة .

واخيرا هلى سنشهد في المنطقة العربية وفي الدول والانظمة الدكتاتورية غاندي اخر او مارتن لوثر كينغ , او كما حصل اخيرا منذ عام 1990 في الدول الشرقية الدكتاتورية وتحولها الى دول وانظمة حرة وديمقراطية , باستثناء الدول العربية وشعوبها النائمة . . .

المصادر :
..............

* المهاتما غاندي / قصة تجاربي مع الحقيقة / ترجمة منير البعلبكي , دار العلم للملايين , بيروت .

* اكاديمية التغيير , طبيعة الصراع السياسي , فلسفة التغيير , فلسفة حرب اللاعنف , .



#جوزيف_شلال (هاشتاغ)       Schale_Uoseif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة مؤقته وانتخابات جديده والنزول الى الشارع هو الحل !
- فشل سلطة الامر الواقع وفكرة احياء اقليم البصرة من جديد !
- دولة اللا قانون والاكاذيب والرجوع الى المحاصصة والحرب الاهلي ...
- تاريخ اسود لاربع سنوات مضت من حكم العراق
- ان الاوان لمحاسبة حكومة الفساد والطائفية التي اجرمت بحق العر ...
- حركة الوفاق الوطني العراقي تؤمن بان العراق للجميع .
- احلام دكتاتور مستجد
- القمة العربية على ارض الارهاب والعنصرية والاجرام والانبطاح و ...
- جاء اياد علاوي في الوقت المناسب
- تجربة الحركة الاسلامية في السودان , 1958 - 1989
- حقوق السكان الاصليين في بلاد وادي الرافدين
- مفهوم الثورة
- الانظمة الاستبدادية , الواقع والتغيير .
- العراق بحاجة الى عملية اصلاح وتغيير
- الاصلاح والتغيير في النظام العراقي , نموذجا .
- شيوخ الاسلام احد اهم مصادر مروجي للفكر النازي والفاشستي والع ...
- ملاحقة المالكي وحكومته بجرائم التطهير العرقي والفساد والارها ...
- لماذا سارعت حكومة اللطم والزناجيل والقامات والمسيرات المليون ...
- حكومة المالكي حكومة الكوارث !
- الطوفان بدا يضرب في عقر دارهم !


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف شلال - ماذا لو طبقنا تجربة غاندي في صراعاتنا !