أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكارم ابراهيم - مااسباب ازمة الرسوم الكاريكاتورية ؟















المزيد.....

مااسباب ازمة الرسوم الكاريكاتورية ؟


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 21:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما اعادت صحيفة البوليتيكن نشر الرسوم الكاريكاتورية غضب المسلمون اشد الغضب من الصحيفة. وعندما اعتذرت صحيفة البوليتيكن للمسلمين عن نشرها للرسوم لم تحضَ برضا المسلمين عن هذا الاعتذار وذلك لشكوكهم في حسن النية ولاعتقادهم ان الاعتذار جاء بعد تهديدات وضغوطات مورست على الصحيفة من جهات معينة رغم ان العفو ضرورة اسلامية.
ان الازمة التي نجمت عن الرسوم الكاريكاتورية سببها اختلاف الثقافة الدنماركية بما فيها السلوك الفردي عن الثقافة العربية هذا الكلام ليس هو محاولة مني للدفاع عن الدنماركيين بل هو توضيح اهمية الاطلاع على ابعاد اختلافات الثقافة بين البلدان فالثقافة السويدية تختلف عن الثقافة الدنماركية رغم انهم جيران ومن ضمن مجموعة الدول الاسكندنافية.
فالثقافة الدنماركية تتطبع بالانفتاح على العالم الخارجي فنرى الدنماركي متحررا في ذوقه الفني الموسيقي ,الازياء ,الاثاث, التصاميم, الا في موضوع المخدرات والمثلية فمايزال هناك تحفظ.
كما ان التربية تبيح للفرد انتقاد من يشاء وبشكل جارح و غيرمهذب سواء في الاسرة , مكان العمل, المدرسة بين الطلاب او في اللقاءات الاعلامية بين اعضاء الاحزاب المعارضة ولكن المهم هنا ان بعد انتهاء الحوار الساخن و الانتقاد تنتهي الاجواء الساخنة ويتحدثون بكل هدوء وكان شيئا لم يكن قبل ثوان ٍ وبالتالي فالدنماركي لايقف طويلا عند نقطة ما فهو يعلق على الامر و يغلق هذا الفصل من الكتاب ليمشي الى الامام ولايرجع للخلف.
الا ان اهم اوجه الثقافة الدنماركية هو الاهتمام الفردي وليس الجماعي. اي ان الفرد لاياخذ بنظر الاعتبار تقييم اسرته او جيرانه او مجتمعه في سلوكه وقراراته. فالفرد يفعل مايراه مناسبا له ولايحسب حسابا ان سمعة اسرته ستضرر بالفعل الشخصي. فاذا طلبت الفتاة من الرجل ان يصطحبهاالى بيتها فسلوكها هذا لايجعل منها فتاة عاهرة بنظر الرجل اما اذا كانت الفتاة من مجتمع شرقي فان سلوكها هذا يعتبره الرجل الشرقي سلوك فتاة رخيصة. وعندما يرسم الرسام رسوما يهين بها فئة معينة فهو لايتصور ان الاخرين او دولته سوف تدفع ثمن عمله هذا.
و هذا السلوك الفردي لانعرفه في الثقافة العربيةو الاسلامية فالشان الجماعي يطغي على الشان الفردي وقرار الفرد مستند على قرار الجماعةو الاسرة والمجتمع .فالقضايا القومية اهم من الشان الفردي والتدخل بشؤون الافراد واضح بهدف الدفاع عن سمعة الشارع مثل اجتماع الجيران واتخاذ قرار بطرد امراة مشبوهة من الحي. وانعدام حرية التعبير منهج جذري فعلى الفرد السمع والطاعة وعدم المجادلة لان العقاب شديد(الزوج لزوجته والاب لابنائه والامام للكافر والقائد لشعبه والرب لطائفته) الا ان العقاب على ايدي المخابرات والامن العامة اشد من كل عقاب. فلايوجد كاتب يختار بحرية مايكتب واذا تجرأ وكتب موضوعا لايعجب السلطة سيحرق كتابه ولايطبع اصلا وربما يرمى الكاتب في السجن ويحلل دمه. لايوجد فنان تشكيلي يستطيع ان يرسم مايشاء واذا تجرأ فلا يعرضه للناس.
فالفرد في الدول العربية والاسلامية لم يمارس حرية التعبير لان حكام السلطة يسيطرون على انفاسه ومشاعره وافعاله وقد تحول الى بهيمة لاترى ولاتسمع ولاتقرا الا مايقرره الحاكم والا فالعقاب مميت وربما يكون عقابا جماعيا.
ولو كان المسلمون والعرب على اطلاع ومعرفة بهذا الاختلاف الثقافي لما كانت ردود افعالهم عنيفة بهذا الشكل على الرسوم الكاريكاتورية ولم يكترثوا لها. ولكن الحكام لهم اهداف باستغلال الفرد البسيط لتحقيق اهدافهم الاستبدادية وجعل الفرد العربي المسلم ينشغل بامور بعيدة عن مشاكله ومعاناته اليومية مع حكومته وذلك باسم الدفاع عن الدين او العروبة او الجهاد والى ذلك من الشعارات القومية التي حفظناها في المدارس.
لنلقي نظرة على اعمال الرسام الدنماركي كورت فيستر غورد الذي رسم الكاريكاتور عن نبي الاسلام فقد رسم ايضا كاريكاتور مهين لليهود في ديسمبر 2004 جريدة اليولاند بوستن الدنماركية"أسطورة تتلاشى" من اريكسن غيرهارد).توضح مواطنا فلسطينيا "مصلوب داخل نجمة داود اليهودية" ، في اشارة واضحة الى رسالة معادية للسامية لانها ترمز الى الذنب الجماعي لليهود في صلب يسوع المسيح.
Jyllands-Posten, illustration af Kurt Westergaard (til artiklen "Myten der blegnede" af Gerhardt Eriksen) .december 2004. Palæstinenser "korsfæstet" på den jødiske davidstjerne, en tydelig reference til den klassiske antisemitismes budskab om jødernes kollektive skyld i henrettelsen af Jesus Kristus.
لاحظ ايضا هذا الرسم عن يسوع المسيح الذي يعتبر الرب لدى المسيحين في المجلة الالمانية تايتانك وايضا امام المسلمين الدنماركيين الامام عبد الواحد بيدرسن رسم بشكل مهين
في صحيفة الاكسترابلاذة.
لاحظ الكاريكاتور التالي للرسام بير ماركوارد اوتزن 14 كانون الثاني عام 2009 في صحيفة البوليتيكن الدنماركية. يشبه الرسام صورة مشهورة من 1943 من الغيتو اليهودي في وارسو معسكرات الإبادة النازية لليهود. حيث هنا الجنديان الاسرائيليان يقفان وفي طريقهم النساء والاطفال الفلسطينيون .

Af Per Marquard Otzen, Politiken, 14. januar 2009.
Tegningen er en efterligning af et berømt foto fra 1943 fra den jødiske ghetto i Warszawa. De to israelske soldater står på præcis samme måde, som de tyske soldater på det originale foto, mens palæstinensiske kvinder og børn gennes afsted, ligesom jøderne på fotoet fra 1943 ledes mod de
nazistiske udryddelseslejre.

نلاحظ مما تقدم ان الرسوم طالت يسوع المسيح و اليهود شبهوا بالنازيين وهذا اذلال واهانة عظيمة لهم وبعدها المسلمين حيث شبه نبيهم بالارهابي ومااكثر الرسوم الكاريكاتورية على رئيس الوزراء الدنماركي وملكة الدنمارك . هذه هي الثقافة الدنماركية النقد الجارح والتمرد على كل من يحاول اثبات انه الافضل وهي حرية التعبير التي يؤمنون بها. واذا اردنا اثبات العكس لهم باننا لسنا ارهابيين فعلينا ان لانهدد رسام الكاريكاتور ولا نقتله لاننا بذلك نثبت ادعاءهم بل علينا ان نبين لهم باننا نحترم حرية التعبير لكل فرد فهو لايعبر عن موضوع الا من خلال استناده على خلفيته الثقافية والاجتماعية الذاتية.

مكارم ابراهيم
08/Maj/ 2010



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احترام حرية الفرد يجب ان تشمل الجميع
- كم وصية جاء بها الاسلام ؟
- ظهور مجلة للمثليين بالمغرب
- الكاتب العراقي!
- مواجهة عامة مع الكتاب المقدس التوراة
- هل مبدا حرية التعبير هو حق فقط للدنماركيين؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكارم ابراهيم - مااسباب ازمة الرسوم الكاريكاتورية ؟