محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 13:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لكل أجلاً كتاب، انتقل إلى جوار ربه فضيلة شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور/محمد سيد طنطاوي، الذي وافته المنية أثناء تواجده مدينة الرياض بالسعودية، لحضور حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية، حيث كان رحمه الله عضواً في لجنة منح الجائزة، ودفن في المدينة المنورة.
ونقف هنا في هذه المقالة على ما حدث بعد وفاة شيخ الجامع الأزهر من القطب الثاني للمجتمع المصري، حيث زاد في الآونة الأخيرة أصوات مرتفعه تنذر بوجود شقاق وخلاف بين قطبي الأمة المصرية، إلى أن وصلوا للتأكيد عن أن الحوادث التي تحدث بين مسلم ومسيحي هي صراع ديني وفتنة طائفية، ولكن ماذا فعل الكبار بعد لحظة وفاة الشيخ طنطاوي؟، خرج على الفور شخصية كبيرة في مصر للصحفيين وعقد مؤتمراً صحفياً ينعي فيه الشيخ، أتكلم هنا عن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ولم يكتفي بذلك بل ذهب وبصحبته كبار رجال الكنيسة لتقدم واجب العزاء في لوزير الأوقاف ومفتي الجمهورية وقيادات الأزهر وأسرة الشيخ الراحل رحمة الله.
ولم ينتهي الأمر على هذا، بل نشرت جريدة وطني الناطقة باسم الكنيسة المصرية في أول عدد صدر بعد وفاة شيخ الأزهر مقالات وآراء تحدث عن الشيخ الراحل وعن مواقفه المتسامحة والوسطية التي كان يتسم بها، وعن علاقته الأخوية مع البابا شنودة منذ أن كان مفتياً لمصر ثم شيخاً للأزهر بعد ذلك، فما فعلته الجريدة التي تصدرها الكنيسة لم تفعله أي صحيفة مصرية أخرى سواء أكانت قومية أو مستقلة أو حزبية.
ثم فاجئنا رجل الأعمال المصري المعروف المهندس/نجيب ساويرس، بتخصص جائزة سنوية لأفضل شخص قدم عملاً يخدم المجتمع المصري، قيمة الجائزة مليون جنيه مصري، هل تعلم ماذا سميت الجائزة؟!، تحمل الجائزة اسم الشيخ الراحل محمد سيد طنطاوي.
ومن تلك المواقف التي لم يفرضها أحد على هؤلاء الكبار، بل نبعت منهم حباً منهم لشخص هذا الرجل عاطر الذكر، فأين هي إذا الفتنة الطائفيةّ؟!، فالفتن تأتي من الصغار؟!
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟