أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد القشطيني - النقد أعلم والسكوت أسلم














المزيد.....

النقد أعلم والسكوت أسلم


خالد القشطيني

الحوار المتمدن-العدد: 190 - 2002 / 7 / 15 - 12:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

توقفت منذ اشهرعن كتابة مقالتي الأسبوعية في صفحة الرأي، بل والخوض في الشؤون العربية كليا في أي مكان. كلها مضيعة وقت. بدأت افهم لماذا اصبحنا قدريين. لا احد منا يستطيع مناقشة شؤوننا بحرية كاملة وبالتالي لا احد منا يستطيع حقا التأثير على سيرها. امورنا غدت بأيدي غيرنا.
ضجت الأوساط السياسية بالتقرير الذي اصدره الصندوق العربي للتنمية الأقتصادية والاجتماعية الذي اوضح في الواقع مدى العجز العربي عن التطور والتنمية رغم كل ما يملك من ثروات. سجل العالم العربي نموا اقل من أي منطقة في العالم باستثناء اواسط افريقيا. سيحتاج المواطن العربي 140 سنة ليضاعف دخله في حين لا يحتاج معظم سكان العالم لتحقيق ذلك اكثر من عشر سنوات. اعد التقرير فريق من اكبر الباحثين المختصين العرب. الكلمة الأخيرة تنسف مع الأسف جدوى التقرير. فهم في الأخير موظفون عرب. واذا كان هناك ما يستحق الشكر في تقريرهم فهو الاشارة الى انعدام الحريات، الأمر الذي وقعوا هم ايضا فيه.
اشاروا الى ثلاثة عناصر مسؤولة عن هذا الفشل: انعدام الحرية، تكبيل المرأة، قصر المعرفة. بيد ان هذه العناصر الثلاثة هي مجرد مظاهر في رأيي لأسباب اعمق اعطيها نفس الرقم فأقول العوامل الثلاثة، وهي بهذا الترتيب: التراث، الشمولية، المسألة الفلسطينية.
نصحتني جدتي رحمها الله فقالت يا ولدي احذر من الزواج بأرملة. انها نصيحة غير انسانية، ولكنها كانت تقول مهما تفعل ستظل هذه المرأة تقارن افعالك بأفعال زوجها السابق. لنصيحتها هذه صدى بالنسبة للشعوب. فالشعوب المبتلية بتراث تبقى تقيس وتربط أي خطوة تريد ان تخطوها بذلك التراث. ما من شيء يسيء لمصير امة اكثر من أمجادها التاريخية. تظل تحلم بها وتعتقد انها ستستطيع ان تعيد التاريخ الى الوراء. وقعنا نحن واليونانيون والطليان والايرانيون والأتراك بهذا الوهم. والعجيب ان حتى كبار المفكرين تجدهم يشيرون الى المنجزات التاريخية كمبرر لنهوض الشعب في حين انها اكبر قيد يقعده عن النهوض. لقد نهض العرب عندما لم يكن لهم أي تراث، كذا حصل للأغريق والرومان والانكليز. ازدهرت اليابان وفشلت الصين لأن الثانية كان لها تراثها في حين لم يكن لليابانيين أي تراث. من اهم اسرار نجاح الولايات المتحدة افتقارها الى التراث. يكتب الأمريكي الكلمات كما يسمعها لا كما كتبها شكسبير.
لماذا تكبلت المرأة (نصف المجتمع)؟ لأن تمكينها يتعارض مع التراث. يشكو التقرير من قصر المعرفة. لماذا؟ لأن الوسيلة الأولى للمعرفة وهي اللغة والحروف مقيدة بالتراث الذي يمنع أي اصلاح لها. يقول التقرير ان الدول العربية تنفق على التعليم اكثر من معظم الدول النامية ولكنها لم تحقق أي مردود يقارن بما حققه الآخرون. لماذا؟
لأن طلبتنا يقضون جل وقتهم في دراسة الفعل والفاعل والمبني للمجهول، وكتابة الهمزة على الألف او كرسي الياء، وكل هذه الدروس التي لا تمت للعلوم بأي صلة. لماذا اعتمد الأفارقة الديمقراطية واعتمدنا الدكتاتورية؟ لأن الأفارقة لم يكن عندهم تراث وتاريخ يستبعد الديمقراطية
.
يقولون ويل من امرأة ذات ماض. واقول ويل لشعب له ماض.

 

الشرق الأوسط 15/7/2002



#خالد_القشطيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إيران: قدمنا -عرضًا سخيًا- لإجراء مفاوضات مع أمريكا وننتظر ر ...
- تصعيد فلسطيني ضد هنغاريا بعد زيارة نتنياهو وانسحاب بودابست م ...
- الجزائر تقرر غلق مجالها الجوي أمام مالي
- استمرار جهود الإنقاذ وإزالة الأنقاض بعد الزلزال المدمر الذي ...
- دراسة تكشف علاقة جديدة بين السوائل وقصور القلب
- دمار بالممتلكات في عسقلان بعد سقوط صواريخ أطلقت من قطاع غزة ...
- RT ترصد آثار القصف الأمريكي على صنعاء
- بزشكيان: على واشنطن إثبات سعيها للتفاوض
- بعد قمة السيسي وماكرون والملك عبدالله.. بيان ثلاثي مشترك بشأ ...
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الأزمة الأوكرانية في 8 أ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد القشطيني - النقد أعلم والسكوت أسلم