|
الناطق الرسمي للنظام الأيراني حامد البياتي يرد على التصريحات الشجاعة لوزير الدفاع العراقي
اسماعيل حمد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 912 - 2004 / 8 / 1 - 12:24
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
منذ العصور القديمة ولحد هذا اليوم،فأن الأنظمة التي تعاقبت على حكم إيران لن تكن تخفي مطامعها في العراق وتعتبر العراق جزء تابع لإيران ،ومن فترة لأخرى تقوم بعمليات قضم للأراضي العراقية ،بالإضافة إلى هيمنتها على الحوزة الدينية في النجف الأشرف ولحد هذا اليوم ومن خلال رجال الدين ذو الأصول الإيرانية ،وهناك هجرة لم تنقطع من الإيرانيين الذين استوطنوا في العراق وبالذات في الأماكن المقدسة ومنها النجف وكربلاء والكوفة وحي الكاظمية في بغداد ومناطق أخرى من العراق واستعربوا ونسبوا لأنفسهم ألقاب عشائرية عربية عراقية ،وانا شخصيا أعرف عشرات العوائل من هذه النماذج وهؤلاء الناس ابقوا على ولاءهم وبشكل خفي لوطنهم الأم ونقلوا معهم الكثير من العادات والتقاليد الدينية الإيرانية وعلى مدار الزمن تكون إخطبوط إيراني كبير في العراق وله وزن سياسي مؤثر في الشأن السياسي العراقي. وبعد الثورة الإيرانية عام 1979استطاع النظام الإيراني تشكيل عدد من الأحزاب الدينية الشيعية العراقية الموالية له من أصول فارسية وبالذات من الذين سفرهم المجرم صدام التكريتي ومنها على سبيل المثال المجلس الإسلامي الأعلى التي تزعمته عائلة الحكيم وهذا المجلس تتكون اكثر قياداته من أصول إيرانية وعلى رأسهم عائلة الحكيم الطباطبائي وتم تشكيل وتدريب ميليشيات بدر على أيدي قوات الحرس الثوري والاستخبارات الإيرانية وهذه الميليشيات ستبقى موالية للنظام الإيراني أكثر من موالاتها الى الشعب العراقي. وكذلك الحال مع بقية الأحزاب الدينية الشيعية الأخرى فأن اكثر قياداتها من أصول إيرانية وحتى عائلة الصدر فأنها نزحت من إيران إلى لبنان ومن ثم إلى العراق قبل أكثر من قرن من الزمان وهي من أصول فارسية ولم تكن عراقية الأصل مطلقا.والمتتبع لخطابات مقتدى الصدر فأنه يتكلم العربية باللهجة الفارسية وهؤلاء جميعا سيبقوا ولائهم لإيران بحكم الارتباط العرقي قبل المذهبي وأنا لا أعيب عليهم ذلك ف إيران وطنهم الأم لكنهم اليوم هم مواطنون عراقيون ويتمتعون بنفس حقوق إخوانهم العراقيون بشكل مطلق ولذلك يجب أن يكون ولاءهم للعراق فقط لأن العراق اصبح وطنهم الحقيقي أما إيران فتمثل الانتماء الرمزي لهم فقط ويجب أن لا يكونوا أداة لتنفيذ أجندة النظام الإيراني وبمثابة العملاء له .انا لم اكن مطلقا ضد الشعب الإيراني، هذا الشعب ذو الحضارة العريقة وبتقديري الشخصي ومن خلال علاقاتي الطيبة مع الكثير من الأصدقاء الإيرانيين أستطيع أن أقول إن الشعب الإيراني أكثر شعب حضاري في منطقة الشرق الأوسط وقد أبتلى هذا الشعب الحيوي والعريق بهذا النظام الاستبدادي الجاهل والمتخلف وهو يتطلع إلى ذلك اليوم الذي يتخلص من هؤلاء الجهلة وبناء نظام ديمقراطي حر يعيد له كرامته التي سلبها منهم هؤلاء القتلة الذين لا يقلون استبدادا وظلما عن طاغية العراق المجرم صدام التكريتي. إن قيادات هذه الأحزاب الدينية الشيعية العراقية والحوزة الدينية وبالرغم من الاختلافات والصراعات على الزعامات والمصالح وبالرغم من إدعاءاتها وتظاهرها بالديمقراطية فأنها تضمر هدفا مشتركا غير معلن وهو الفوز بالانتخابات ومن ثم إعلان هدفهم الحقيقي وهو قيام نظام إسلامي على طراز النظام الإيراني المجرم والمنبوذ من قبل شعبه والتحالف معه. لقد أعلنا وزيري الخارجية هوشيار زيباري ووزير الدفاع حازم الشعلان عن تدخلات الدول الإقليمية بشكل سافر في الشؤون الداخلية للعراق وبالذات جمهورية خامنئي الأسلامية وجمهورية حافظ الأسد البعثيه وشخص وزير الدفاع حازم الشعلان بشكل شجاع وصائب وصريح ومن دون لف ودوران من أن إيران الدولة الأولى المعادية للشعب العراقي في العالم ،لما توفر من أدلة قاطعة لا تقبل الطعن وهذا يعبر عن موقف السواد الأعظم من الشارع العراقي الذي يرى بأم عينيه أعمال التخريب والتدمير التي تمارسها أجهزة المخابرات الإيرانية ويدعم ذلك التصريحات العلنية والوقحة للقيادات الإيرانية كالرئيس السابق شيخ هاشمي رفسنجاني وخامنئي ضد الحكومة الانتقالية العراقية وضد قوات التحالف. واستطاع النظام الإيراني فعلا اختراق جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية وجميع مؤسسات الدولة العراقية من خلال هذه الأحزاب الدينية الشيعية ووصلت إلى مراكز حساسة جدا في أجهزة الدولة، وفي النهاية لا يمكن مطلقا للدولة العراقية اليوم وفي المستقبل أن توقف وتستأصل هذا الاختراق،لأن هذه الأحزاب أصبحت تتمتع بنفوذ في جميع أجهزة الدولة التي أشرنا إليها وتكون أخطبوط مخابراتي إيراني قوي لا يمكن إستأصاله مطلقا إلا بسقوط نظام الجهلة الظلامي في إيران ومجئ نظام ليبرالي علماني وديمقراطي وحليف للعراق والولايات المتحدة الأمريكية،فأن هذه الأحزاب الطائفية سينتهي دورها السياسي شيئا فشيئا في العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد. ولذلك إني لم استغرب من ردة فعل وكيل وزارة الخارجية العراقية حامد البياتي الإيراني الأصل على تصريحات الشاب الشجاع وزير الدفاع حازم الشعلان عندما شخص النظام الإيراني العدو الأول للشعب العراقي في العالم ولم يستطيع البياتي أن يخفي إنحيازه الى جانب نظام القتلة الإيراني وتبرئته من الأعمال الإجرامية التي ارتكبها ولازال ضد الشعب العراقي بالتعاون مع فلول النظام البعثي الساقط ومجرمي القاعدة الإرهابيون، علما أن البياتي(وهو ليس لقبه الحقيقي ) يعرف جيدا أكثر من غيره بأعتباره شخص قيادي في الحكومة الحالية عن جرائم وتدخلات النظام الإيراني في الشأن العراقي والتي هي حديث الشارع العراقي قبل تصريح وزير الدفاع للصحافة الأمريكية.وقد عبر عن موقف الأغلبية الساحقة من العراقين في الداخل وفي الخارج لان الكثير من القيادات السياسية تخاف أن تجاهر بموقفها من ردة فعل الأحزاب الدينية الشيعية الموالية للنظام الإيراني وكان الموقف الجرئ والشجاع لوزير الدفاع قد أثلج قلوب العراقين ووضع النقاط على الحروف وقد عبر عن موقف السواد الأعظم من العراقين وليس كما قال البياتي من إن الشعلان عبر عن موقفه الشخصي.وكان رد البياتي على الوزير بمثابة الناطق الرسمي لنظام العمائم في طهران وليس وكيل وزير للخارجية العراقية وقد عبر عن حقيقته كونه موظفا إيرانيا في وزارة الخارجية العراقية وسبق وأن عبر أكثر من هذا زعيمه عبدالعزيز الحكيم الطباطبائي عندما طالب بتعويض إيران 100مليارد دولار عن خسائر الحرب التي أشعلها الطاغية العار صدام التكريتي ضد إيران وأخيرا تصريحاتة من طهران بالدفاع عن النظام الإيراني الفاسد وتبرئته من التدخل في الشؤون العراقية. أما حجة الأسلام حفظه الله مقتدى الصدر فلم يخفي إنحيازه المطلق مع النظام الإيراني وطالعنا كذلك الدكتور إبراهيم الجعفري بأن تصريح الوزير الشعلان يعبر عن موقفه الشخصي بينما هو يعرف جيدا هذا موقف الشارع العراقي الذي عبر عنه السيد الوزير. وبنفس الوقت هناك حملة فاشلة ضد الوزير الشعلان للنيل منه لأجل الضغط على حكومة علاوي لحمل هذا الوزير الشجاع للاستقالة وتقوم بهذه الحملة المخابرات الإيرانية من خلال أجهزتها الإعلامية كقنات الفضائية العالم وبعض أنصاف الكتبة من العراقين من ذوي الأصول الإيرانية الذين يمثلون الوجه الإعلامي للأخطبوط الذي أشرنا إليه أعلاه وهناك بعض الكتاب الذين لازالوا مؤدلجين ولديهم حمى العداء العقائدي ضد الولايات المتحدة الأمريكية لأن الوزير صرح لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية.وهؤلاء الكتبة ينعتون الوزير بشتى التهم ومنها بالعمالة لأمريكا كما تصفه قناة مخابرات الجهلة(العالم) ومن أنصاف الكتبة من يصفه بالمجرم صدام التكريتي وكلهم يعرفون جيدا أن حازم الشعلان من عائلة لها تأريخ نضالي مشهود وليس مثل هؤلاء الكيشونجية ويريدون أن يتطاولون على وطنيته.ولا سامح الله أن تحقق هدفهم واستقال الوزير، فأن النظام الإيراني الفاسد يكون قد حقق ما كان يصبو إليه وهذا سيكون بمثابة إنذار لكل من يجرئ أن يتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمها نظام الملالي في طهران وستكون كارثة على المشروع الديمقراطي في عراقنا الحبيب وبالتالي سنخضع لهذا الأخطبوط ونطلق لحايانا ونلبس العمائم ونصبح كالبهائم يقودنا الجهلة ونتخلف عشرات القرون الى الخلف.ولكن هيهات ان ترجع عجلة التأريخ الى الوراء،أن العراق سيمضي في مسيرته الظافرة في بناء مشروعه الحضاري وانا على ثقة تامة سيكون العراق المثل الملهم للديمقراطية في الشرق الأوسط. السؤال الذي يطرح نفسه هو لما أغتاضوا هؤلاء من تصريحات الوزير ولماذا هذه الضجة وما علاقتهم بهذا النظام المنبوذ من قبل شعبة؟ اعتقد الجواب كان واضحا في المقالة. الدكتور: اسماعيل حمد الجبوري 31.7.2004
#اسماعيل_حمد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعب العراقي يتعرض الى مؤامرت دولية وعربية بقيادة بعثي سوري
...
-
لقد آن الأوان لحل منظمة الجامعة العربية والتخلص منها
-
9نيسان كان يوم سقوط رمز القومية العروبية الفاشية في ارض الرا
...
-
الإستخبارات ألإيرانية والسورية تحرك عملاءها بالريمونت في الع
...
-
ضرورة إتخاذ الأجراءات الصارمة والحازمة لحفظ الأمن في العراق
-
الأسلام والديمقراطية
-
المناضل والشيوعي الكادح أبو تحسين يعلن بيان رقم واحد في 9 ني
...
-
لماذا تصر الحوزة على الأنتخابات في هذه الفترة بالعراق
-
هدية الظلامين الاسلامويين في مجلس الحكم الأنتقالي للمراة الع
...
-
لامصالحة مع القتلة والخونة من البعثين
-
رؤيه مستقبليه حول الحكومه العراقيةالمؤقته القادمه
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|