|
مسآئل ليست من حقوق إنسان
سمير إبراهيم خليل حسن
الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 23:21
المحور:
حقوق الانسان
صار مفهوم حقوق ٱلإنسان من ٱلمفاهيم ٱلتى تطلق على كل أمر وفى كلِّ مناسبة. فمن هو ٱلذى يعطى للناس حقوق إنسان؟ لقد نفخ ٱللّه فى ٱلبشر من روحه وعلّمه ٱلأسمآء كلّها. وضرب للناس مثلا على ٱلإنسان بكلمة ألقىٰهآ إلى مريم وروح منه هو "عيسىٰ ٱبن مريم". وأرسل إليهم من بعد ٱلمثل كتابا يهديهم فى كيف يكون ٱلواحد منهم إنسانا إلَـٰها بما فيه من روح ٱللّه. وقال لهم فى ٱلكتاب مبيّنًا مقته من ٱلذى لا يفعل ما يقول كما كان ٱلمثل يفعل. ٱلإنسان من ٱلناس لكن ليس كلّ ٱلناس إنسان. وٱلإنسان لا يطلب لنفسه حقوقا لأنّه يصنعها بنفسه ويأخذ ما يريد ويفعل ما يريد. وهو لا يخضع للشهوات ويذكر ما فعله ٱللّه ليجعله إنسانا من بعد أنّ يتعلّم أنّه لا يحيا بٱلخبز وحده: "وتتذكَّر كلّ الطريق التي سار بك الرَّبُّ إلهك هذه الأربعين سنة في القفر لكي يُذِلَّكَ ويجربك ليعرف ما في قلبك أتحفظ وصاياه أم لا. ما ذلَّك وأجاعك وأطعمك المنَّ الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه أباؤك لكي يعلِّمك أنَّه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلِّ ما يخرج من فم الرَّبِّ يحيا الإنسان. فاعلم في قلبك أنَّه كما يؤدِّب الإنسان ابنه قد أدَّبك إلهك" تثنية الإصحاح 8 (2-6). أما مَن لا يذكر ولم يتعلّم فيخضع للشهوات ويدسّه "إبليس" فلا يصنع لنفسه حقوقا ولا يستطيع أخذ ما يريد ولا يستطيع فعل ما يريد. وهذا ليس إنسانا. وما يطلبه لنفسه من حقوق يظنّ بهآ أنها عند غيره من ٱلناس يبيّن أنّه ليس إنسانا. أكثر ٱلناس لا يذكرون ولا يتعلمون. ويعيشون كما تعيش ٱلأنعام. ويتكاثرون كما تتكاثر ٱلفطور. وينتشرون باحثين عن ألوان من طعام خبيث. وألوان من لباس. ويزنون ويأتون ٱلفاحشة (ٱلشذوذ ٱلجنسى). وغيره من ٱلشهوات ٱلدنيئة ٱلتى يشمأزّ منها ٱلإنسان. وهؤلآء ٱلأنعام يطالبون سلطات مجتمعاتهم أن تعترف بما يشتهون علىۤ أنّه من حقوق إنسان ومن ٱلحرية ٱلشخصية. ومما يطلبه هؤلآء ٱلأنعام كحرية شخصية وحق إنسان: 1- ٱلمثليّة وٱلزواج ٱلمثلىّ. 2- ٱلنقاب للنسآء ٱلمسلمات. أما ٱلمثليّة فهى فعل فحش يضيّع طرفى ٱلزوجية ٱلمبيّنة فى كتاب ٱللّه: "ومن كّلِ شىء خلقنا زوجين لعلّكم تذكّرون" 49 ٱلذاريات. وٱلزوجين يبيّنهما ٱسم "ذكر" و"أنثى". ومَن يطلب تحويل ٱلذكر إلىۤ أنثى وٱلأنثىۤ إلى ذكر يطلب تبديل ٱلخلق ويلعب بناموس ٱلحقِّ. وهذا يمنعه مَن يذكر ويتعلم كيف يحيا ٱلإنسان فلا ينسى كما ينسى مَن هو مثلىّ فيدعوۤا إلى ٱنتشار ٱلفاحشة وتضيع ٱلزوجية فى شيط ٱلشهوات. ويتبع فى ٱلمنع ما جآء فى ٱلموعظة: "وٱلَّـٰتِى يَأتِينَ ٱلفَـٰحشَةَ مِن نِسَآئِكُم فٱستَشهِدُواْ علَيهِنَّ أَربعةً مِّنكُم فَإِن شَهِدُواْ فَأَمسِكُوهُنَّ فِى ٱلبِيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوفَّـىٰهُنَّ ٱلمَوتُ أَو يَجعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا(15) وٱلَّذَانِ يَأتِيَـىٰنِها مِنكُم فَـءَـاذُوهُمَا فَإِن تَابَا وأَصلَحَا فَأَعرِضُواْ عَنهُمَآ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا(16) إِنَّمَا ٱلتَّوبَةُ على ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعمَلُونَ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَــٰـلَةٍ ثُمـَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـٰۤـئكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيهِم وكانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا(17)" ٱلنِّسَآء. وما شرّعه ٱلمشرّع فى بعض ٱلدول للفاحشة ٱلزوجية يبيّن أنّ ٱلمشرّع إن لم يكن من ٱلذين يفحشون فهو لا يدرى بما تفعله ٱلفاحشة فى ٱلناس وأنّ مصيرهم هو ذات ٱلمصير لقوم "لوط".
أما "ٱلنقاب" فهو قناع للوجه يختفى خلفه سارق وقاتل مرجف (إرهابى) ومثلىّ يخشى أن يظهر وجهه ويعرفه ٱلناس. وعلى ٱلرّغم من أنّ معظم ٱلمسلمين لا يقبلون بمفهوم حقوق ٱلإنسان ومفهوم ٱلحريّة ٱلشخصية فى ديارهم ويتمسكون بمفهوم ٱلرّعية وٱلراعى ولا يطلبون لأنفسهم حكم ناظر ينظرهم. فبعض ٱلمسلمين ٱلمهاجرين إلى ٱلغرب يرفعون فى وجه ٱلغرب مطالبتهم بحرية ٱلتقنع وإخفآء ٱلوجه. يطلبون ٱلسماح بٱلنقاب بزريعة حقوق إنسان وحرية شخصية لا يقبلون بها بما يتبعون من دين. وفى ٱلطلبين إهانة لاسم إنسان وشدّ له ليسقط من مرتبة إنسان إلى مرتبة أنعام ووحش. فلا حرية ولا حقوق إنسان فى مثل هذه ٱلمطالب. كمآ أنّ كلمة "نقاب" من صناعة لغو وتحريف ٱلكافرين لدليل ٱلفعل "نقب ونقّب وينقّب" ومنه ٱسم "نقيب". وفى كلمة "نقاب" تحريف للكَلِم (الحروف) فى كلمة "نقب" بزيادة للثور فيها. وٱلتحريف كما يبيّن كتاب ٱللّه هو فعل كافرين: "وقالَ ٱلَّذين كفرواْ لا تَسمَعُواْ لِهـٰذا ٱلقرءانِ وٱلغواْ فيه لَعلَّكم تَغلِبونَ" 26 فصلت. وهـٰذا ٱلقناع لم يكن فى يوم من صناعة قوم ٱلرّسول. وما زال قبوله عندهم يقصر علىۤ أولـٰـئك ٱلذين يتبعون مدارس دينية باكستانية وأفغانيّة وفارسيّة وهندية. وليس فى كتاب ٱللّه قول يطلب فيه إخفآء للوجه فهو ما يُعرف به ٱلمرء وما تُعرف به ٱلمرأة. وغطآء ٱلوجه ينشر ٱلحذر وٱلخوف من شبح يسير بين ٱلناس. وللناس حقّ ٱلتعرّف عليه ورفع ٱلقناع عن وجهه. ولهم إن ٱمتنع بزعم ٱلحرية وحقوق إنسان أن ينزعوا عن وجهه ٱلقناع عنوة. وإن عاد وتقنع أن يقتلوه كمجرم يتخفّى عليهم ليلحق بهم ٱلأذى. وما فعله ٱلمشرعون فى بعض ٱلدول ٱلأوروبيّة يبيّن أنّ ٱلمشرّع إنسان ويعمل بعلم مع مَن لا يعمل بعلم ويزعم أنّ عمله ٱلجاهل حرية وحقّ إنسان.
#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مناسبة يجب أن تُنسى!
-
ٱلوفآء بعهد ٱللّه يوفّر ٱلنعم
-
ٱلصعوبة من ٱلفرق بين لسانين
-
ٱلدين علم مقدَّس
-
ٱجتماع كوبنهاجن
-
موقعكم علم للمدينة
-
ٱليمين وٱلشمال (اليسار)
-
ٱلصِّدِّيقُ إِدرِيس
-
شيوخ ٱلمسلمين لأبآئهم يعتدون على حقٍّ ٱللّه!
-
ٱلقرءان وٱلسَّلفىّ
-
ٱبن ٱلحىّ حىّ وٱبن ٱلميّت ميّت
-
منهاج أبنآء -إبليس- واحد!
-
هل إبراهيم أب للمسلمين؟
-
لسان ولغة
-
كيف ولماذا ٱختلف ٱلبشر فى ٱلِّسان؟
-
ٱلكلمُ وٱلقول وٱلحديث
-
متى يكون ٱلقول حديثًا؟
-
-مَا كَذَبَ ٱلفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ-
-
ٱلحرية مسئولية
-
تفسيرُ ٱلمُتَشَابه متشابه
المزيد.....
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
-
مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا
...
-
اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات
...
-
اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
-
ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف
...
-
مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
-
الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
-
تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة
...
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|