أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تديين السياسة أم تسييس الدين (2) - الناسخ والمنسوخ تردد إلهى أم مواقف سياسية .















المزيد.....

تديين السياسة أم تسييس الدين (2) - الناسخ والمنسوخ تردد إلهى أم مواقف سياسية .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 12:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتقد الكثيرون أن الدين تم إستغلاله على مدار التاريخ من قبل الساسة والقادة لفرض هيمنتهم وسطوتهم على الشعوب وتحقيق مصالحهم الذاتية تحت مظلة المقدس .
لاشك أن هذه الرؤية صحيحة والتاريخ شاهد على أن كثير من الحروب والصراعات تمت ممارستها بتطويع الدين فى خدمة الأهداف الإستراتيجية , بل أن العلاقة بين الساسة وحاملى أختام المقدس لم تنفصم عراها بل كانت وحدة تعضد بعضها بعضا ً .

ولكن رؤيتنا التى نحن بصددها تتجاوز هذه الرؤية الكلاسيكية لتحاول أن تتلمس البدايات الأولى لنشأة النص المقدس لتؤسس بأن السياسى والقائد الأول ( النبى ) هو من صاغ وسطر النص ليخدم أهدافه ومشاريعه ..أى ان السياسى هو السابق على النص فكرا ً وإرادة ً لذا لم يتورع فى أن يشكل النص ويصيغه كما يريد ليخدم أجندته السياسية .
وإذا كان هناك من إستفاد بالشكل النهائى للنص فى مراحل لاحقة بتوظيفه لخدمة أغراضه ومصالحه فهذا تم بالفعل بعد أن إكتسبت نصوص السياسى الأول صفة القداسة والتأثير وأعتبر النص مظلة لتمرير مصالحه .

ما أود إثارته وألح عليه هو أن الأديان والمعتقدات لم تأتى ولم تتكون لبناتها إلا من أجل بناء مشروع قومى سياسى وإجتماعى محدد الهوى والهوية يلح على الوجود والتواجد .

فعندما نخوض فى الأديان والمعتقدات على مر العصور سنجد هناك مشاريع قومية وذات أهداف سياسية لم تخفى هويتها ..يظهر هذا الأمر بجلاء وفجاجة فى التراث العبرانى التوراتى لنجد مشروع الأرض الموعودة طارحا ً نفسه بقوة منذ البدء ليكون هو القضية المحورية و الأساسية لتدور كل التوصيات والقصص والمشاهد حول هذا الهدف .
ولا يبخل علينا المشروع الإسلامى أيضا ً فى إمدادنا بكم ثرى من القصص والأيات والأحاديث لتقدم وتؤسس لمشروع سياسى له أهدافه فى التوحد والتمدد لتكون فكرة التوحيد الإلهى خادمة للتوحد السياسى .
المعتقدات الأخرى تحمل نفس المضمون والمعنى فى تبنيها لمشروع سياسى لتأتى النصوص كصياغة من قبل السياسى لجعل المشروع ذو هوية ووجود ..وسنجد أن
المعتقدات التى لم يخلقها السياسى لا تلبث أن تنقرض أو تظل حبيسة الغرف المغلقة فلن تجد لها وجودا ً وإنتشارا ً لأنها لم تكن حينها سوى فلسفة وتأملات ...وحتى التى بدأت كنظرة فلسفية للوجود لم تنجح وتنتشر إلا عندما إحتضنها السياسى .
من يريد أن يتعامل مع الفكر الميتافزيقى كفلسفة فلن يكتب له الإنتشار مالم يكن للفكر أرض فى الواقع ..وما لم يكن هناك مصالح وأهداف مادية يترجمها السياسى .

الأديان هى مشاريع إنسانية جاءت لتلبية إحتياجات تبناها الساسة والقادة لتعبير عن أحلام وأمال جماعة بشرية محددة أو لتحقيق أهداف طبقية وفئوية خاصة ...ولا تكون الأمور أكثر من هذا .

*** الناسخ والمنسوخ تردد إلهى أم مواقف سياسية .

تناولت فى المقال السابق النموذج العبرانى كدلالة على أن السياسى هو من شكل النص ليتوائم مع مشروعه السياسى المتمثل فى إستيطان الأرض لتكون الفكرة المحورية للنص التوراتى ولم يتوانى فى سبيل ذلك من صُنع مفرزة بشرية تبقى على النسل العبرانى كنسل وشعب الله المختار يُمنح على أساسه أرض كنعان المشتهاة .

النص والتراث الإسلامى أكثر ثراءا ً فى مدلولاته برسمه لمشروعه السياسى الذى يحمل أجندته الخاصة فى الهيمنة والتمدد لذا فهو يفيض بإشارات ودلالات شديدة الوضوح تهدف إلى صياغة النص وتطويعه لخدمة الحدث .

الإختلاف الوحيد بين السياسى فى التراث العبرانى والإسلامى ...أن مشروع السياسى التوراتى تشكل كحلم ورغبة السياسى وتم تدوينه بعد أن إختمر فى ذهن السياسى وتحققت له الكثير من أحلامه على الأرض..بينما النص الإسلامى يموج بالحركة وحيوية السياسى ..فلا يتورع أن يغير ويبدل فى النص وفقا ً للحظته التاريخية وموقفه السياسى...وبمعنى أخر أن النص الإسلامى هو شديد الحساسية لأى متغير سياسى لذا فهو يعالج الموقف فى حينه وبما تفرضه الأحداث لتحقيق هدفه الإستراتيجى .

ونتيجة لأن النص هو ملك الحدث فلابد أن يعتريه التناقض وهذا نتاج طبيعى لأن المواقف السياسية متغيرة ومتباينة , فسنلاحظ أنه يدعو فى بعض الأيات إلى موقف مُحدد ثم ما يلبث أن يبدل مواقفه وفقا ً لظرف سياسى وإجتماعى مغاير ليناقض ماطرحه سابقا ً .

هذا التناقض واجه السياسى المتمثل فى نبى الإسلام فحاول الخروج من هذه الأزمة بأية سورة البقرة " ما نَنْسَخُ مِنْ آيَةٍ أَو نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَو مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِير(106)
وكرر نفس المعنى فى أية سورة النحل " {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهم لا يَعْلَمُون(101

لقد سمح تمرير هاتين الأيتين له وللفقهاء والمبررين أن يجدوا مخرج لإشكالية التناقض فى النصوص وهو ماعرف بفقه الناسخ والمنسوخ ...أى ورود أيات نسخت وعطلت فعالية أيات سابقة وأصبحت الأيات الناسخة هى المعتمدة والحاضرة .

من منظور قضية الناسخ والمنسوخ يصعب تمرير أننا أمام نصوص مقدسة تم إلقاءها من السماء ..لأن الإنسياق وراء هذا الوهم سيضع فكرة الإله فى مأزق لا يحسد عليه
فإذا كان الإله يمتلك الحكمة والمعرفة اللانهائية ..فإنها تتبدد أمام نصوص يتم تغييرها وتبديلها خلال سنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة .!!
فالنصوص البشرية كالدساتير والقوانين مثلا ً لا تتغير ولا تتبدل إلا كل فترات زمنية طويلة , كما أن أوامر الملوك والقواد لا تتغير ولا تتساقط ..فما بالك بكلام إلهى يُفترض انه صالح لكل زمان ومكان , لنجد أن الإله يتراجع ثانية ويغير ما قاله ويبدل فى مواقفه .
فهل هو لم يعلم بالحدث القادم الذى سيتسدعى تغيير النص وتبديله .!
وليقفز أمامنا سؤال أخر , لماذا لم يتحفظ قليلا ً حتى يأتى النص موائما ً للموقف النهائى ...فلم يكن هناك أى داع للنص الأول .
وهل يحق لنا أن نطالب بنصوص أخرى حديثة بحكم تغير الأوضاع الراهنة عن زمن النصوص السابقة ..بل يكون من الحتمى هذا الأمر لأن حجم التغير والتبدل الذى يعترى الحاضر يفوق بمراحل الزمن الفائت الذى تبدل وتغير فيه النص فى مدة وجيزة .

هل نستطيع القول بأن الأمور تأخذ منحى تردد إلهى وحالة من اللخبطة واجهت الإله أم أن الحقيقة التى تصرخ فى وجهوهنا أن ثمة طارئ سياسى إستجد وفرض نفسه على المشهد مما إستدعى السياسى ( النبى )أن يصيغ نصوص جديدة تتوائم مع الحدث ثم يكللها بهالات من القداسة تمنحها علاقة مع السماء .

العلامة المحقق جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي القرشي فى كتابه نواسخ القرأن يظهر لنا الأيات الناسخة والمنسوخة ..ومن خلال ماقدمه سنتلمس التغييرات والتبديلات التى لحقت بالنص لمعالجة موقف سياسى وإجتماعى محدد ... ومن الطرافة أن نجد أية واحدة فى سورة التوبة " فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5) " نسخت وألغت وشردت العديد من الأيات .!!!


الآية المنسوخة :
فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ (البقرة / 109)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ (البقرة / 217 )
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا (النساء /63 )
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ (النساء /81 )
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ إلى قوله : سُلْطَانًا مُبِينًا (النساء /90 -91 )
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (النساء /92 )
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ (المائدة /2 )
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ (الأنعام /68)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا (الأنفال /61)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (حجر /85)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (حجر /94)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل /125)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (الم السجدة /30)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (الزمر /41)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ (الجاثية /14)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (الذاريات /54)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ (ق /45)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا (النجم /29)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

الآية المنسوخة :
وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا (المزمل /10)
الآية الناسخة :
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)

بالطبع هناك أيات كثيرة ناسخة ومنسوخة تخوض فى نفس المنحى وفى مناحى أخرى لترسم صورة وهوية للمجتمع الإسلامى المأمول والمتمايز عن الأخر .
ولكننا معنيين بما يخدم ويعضد الفكرة التى نتعاطى معها وهى أن النصوص هى نصوص بشرية الهوى والهوية جاءت لتفى حالة سياسية محددة ولم تجد أى غضاضة فى أن تغير مواقفها تماما ً عندما أصبح هناك موقف سياسى مغاير .

فأية " فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5) إمتلكت كل مواصفات فرس الرهان فقد نسخت لوحدها العشرات من الأيات التى تدعو إلى العفو - الصفح - الجنوح للسلم - القتال فى الشهر الحرام - الصبر والهجران - العرض - التولى - الجدال - حفظ الميثاق .

نلاحظ أن الأيات المنسوخة تخوض فى العلاقة مع المشركين فى الفترة التى كان فيها المشروع الإسلامى غير قادر على التحدى والمواجهة , هى جاءت فى ظرف موضوعى ولحظة تاريخية إستدعت الصفح والصبر والجنوح للسلم والإعراض عن الكفار. ..لأن المواجهة ببساطة لن تكون محمودة العواقب ولن تسمح للمشروع السياسى الوليد أن يُكتب له الوجود .
بينما الأيات الناسخة مثل " فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ " جاءت فى ظرف سياسى إمتلك فيه المشروع السياسى كل أسباب القوة لتتلاشى معها كل دعوات العفو والصفح والإعراض وتصبح المواجهة مفتوحة وطالبة للنصر والحسم النهائى .

نحن أمام مواقف سياسية واضحة المعانى والدلالات تصرخ فى وجهوهنا بمحتواها وبصراحتها ..ولسنا بحاجة أن نضعها فى إطار حكمة إلهية ستضعه بالتأكيد أمام مأزق التراجع واللخبطة بل ستدمغه بصفة التردد الإلهى الذى يتراجع عما قاله وينسخه .
الأمور لا تزيد عن كونها كتابات سياسى سطر نصوصه وفقا ً لكل حالة سياسية تنتابه ..ووفقا ً لظروف القوة والضعف .

الإسلام هو مشروع سياسى واضح الملامح إمتلك أجندته الخاصة ولم يتوانى السياسى ( النبى ) فى تسطير النصوص التى تتوائم مع كل مرحلة سياسية وموضوعية تنتابه ..ووفقا ً لظروف القوة والضعف .

بالطبع لا يجب أن يلهينا بحثنا عن أصل وماهية الدين كونه يعبر عن مشروع سياسى له أحلامه فى الهيمنة والسبى والغنائم فى أن نغض الطرف عن خطورة إسقاط تاريخ السياسى القديم على واقع وحاضر معاش .
فبالرغم أن الدلالات والشواهد تصب فى منحى أن الساسة هم من يسطرون الكتب والتاريخ ثم يغلفونها بأردية مقدسة ..فما يهمنا فى واقعنا هو شكل المنتج النهائى المراد التعامل معه وتسويقه .
فالأية الناسخة " فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ " هى المنتج والموقف النهائى الذى تم تصديره إلينا ليكون بمثابة قنبلة موقوتة تنتظر من يشعلها , وتصبح منهاج يهدد ويطيح بأى مخالف للإسلام ..تصبح للأسف هى الفاعلة لتتوارى كل أيات العفو والصفح والجنوح للسلم خجلا ً .

هنا خطورة الفكر الدينى وإستحضاره بإسقاطه لفكر إنسان قديم بكل طموحاته السياسية التى خلقت وشكلت النص ثم تحصينه بأردية مقدسة تمنحه الحياة لتكون أيات القتال والكراهية والعداء هى الحاضرة ...ليصبح الدين هو مشروع عداوة وبغضاء ومبدد لكل الجهود فى إرساء حالة من التعايش السلمى بين البشر .

عذرا ً على الإطالة ودمتم بخير ..



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى هذا الحد وصلنا لحالة من الشلل والتسطيح والتهميش .
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 1 )- اليهودية نموذجا ً .
- ثقافة المراجعة والإعتذار المفقودة .
- نحن نخلق ألهتنا ( 6 ) - الله رازقا ً .
- تأملات فى الإنسان والحيوان والبرغوث .
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 4 )
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 3 )
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 2 ) .
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 1 ) .
- الأديان كتعبير عن مجتمعات عبودية الهوى والهوية .
- الجنه ليست حلم إنسان صحراوى بائس فحسب .. بل حلم مخرب ومدمر . ...
- سأحكى لكم قصة - شادى - .
- بوس إيد أبونا .!!
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 7) _ فليدفعوا صاغرون .
- ضيقوا عليهم الطرق .
- فلنناضل أن يظل حسن ومرقص فى المشهد دائماً .
- نحن نخلق ألهتنا (5) _ الله مالكا ً وسيدا ً .
- ثقافة الطاعة والإذعان .
- خواطر فى الوجود والإنسان والله _ ما الجدوى ؟!
- نحن نخلق ألهتنا (4) _ الله باعثا ً


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تديين السياسة أم تسييس الدين (2) - الناسخ والمنسوخ تردد إلهى أم مواقف سياسية .