أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - عاطف أحمد، فنانٌ من بلادنا














المزيد.....


عاطف أحمد، فنانٌ من بلادنا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 18:04
المحور: سيرة ذاتية
    


يعتمد تجريبه على الجمع بين التصوير، والتصوير الفوتوغرافي في محاولة لابتكار صياغات جديدة في معادلة المسطح والفراغ، النور والظل، في حوارهما مع التقنية والخامة؛ ورقًا كانت، أو خشبًا، أو نسيجَ توال. بعد طباعة الفوتوغرافيا الضوئية على الخشب أو التوال، يبدأ دور ريشة الفنان في المحو أو الإضافة في معالجات لونية، يتباين عبرَها الصوغُ الأسلوبيُّ ما بين التجريد تارةً، والتعيين والتشخيص تارةً أخرى، أو قد يمزج بينهما؛ فيقفُ التشكيل على نحو مخاتل بين الرمز وبين الإشارة الصريحة. أبطالُ لوحاته وجوهٌ وموجوداتٌ وتشكيلات هندسية تحمل الكثير من الكلام والتأويل والرمز. ولأن مدارس النقد الفنيّ الحديث لم تعد تؤمن بمقولة "إن المعنى في قلب الشاعر/ أو الفنان"، بل انتقل المعنى ليسكن في عين المتلقي أو القارئ أو المُشاهِد، فيحقُّ لنا، كمتلقين، أن نساهم في بناء المعنى، مع الفنان، بعدما وضع هو لنا "المبنى" بعدسته وريشته وباليته ألوانه، وطبعا برؤيته الخاصة للحياة وطريقة إنصاته إلى وقع العالم.
عاطف أحمد، فنان تشكيليّ مصري شاب، من مواليد 1969، حاصل على ليسانس آداب وتربية، وأنجز دبلوما في الفنون الشعبية، ودراسة في "الوشم"، بوصفه طريقةً للتعبير الشعبيّ. له تجاربُ عديدة في تصميم الديكور المسرحيّ، كما شارك في إنجاز فيلم وثائقي حول الانتفاضة عنوانه "سينين وهذا البلد الأمين" عام 2001، عطفًا على مشاركته في عديد الورش الفنية، وإقامته العديد من المعارض المنفردة في مركز الفنون وأتيلييه القاهرة، وحصده العديد من الجوائز. وتتوزّع بعض أعماله كمقتنيات بين متحف الفن المصري الحديث، صندوق التنمية الثقافية، إدارة المنح والتفرغ، هيئة الاستثمار، المجلس الأعلى للشباب، جامعة طنطا، مراسم الأقصر، إضافة إلى أعمال اقتناها أفرادٌ في انجلترا وهولندا وألمانيا.
أحد أجمل معارضه كان العام 2007 وحمل عنوان "دواير". كيف يمكن الدوائر أن تخلق فيما بينها علاقاتٍ تكوينيةً ثريةً تحمل دلالات وطاقات بصرية لا تنتهي. دوائرُ متراصةٌ جوار بعضها، أو معلّقةٌ في الفراغ. تتجاور ولا تتقاطع، تتنافر بأكثر مما تتجاذب. تلك طبيعة الدائرة: التعالي والتمركز حول النفس. فالدائرة كائن مكتفٍ بذاته، لا يقترب من الدوائر الأخرى أو الخطوط إلا في لحظات تماس طفيف (تماس سطح الدائرة مع دائرة أخرى، أو مع خط، في نقطة واحدة من محيطها). فهي لا تهبُ من نفسها للآخر إلا لحظةَ تماس خاطفة، خلال نقطة التماس النحيلة تلك. فهل نصدق الفنان حين سُئل عن سبب المعرض فقال إن الدائرة هي الوجود الأشمل، هي الكون والإنسان، أم يجوز لنا أن نتخابثَ ونؤوّل تلك الدائرة على أنها الشرنقةُ التي تحيط بالفنان وتحجبه عن الآخر/ الإنسان، أو عن العالم المحيط، بفظاظته ولا آدميته؟
في معرض عنوانه "حقائب"، يحاول عاطف أحمد "التلّصصَ" على حقيبة المرأة، بوصفها عالمًا رحبًا يحمل الكثير من الرموز والأسرار والخبايا. مفتاحُ البيت، الذي يفتح لنا كوّة على مكان ثريٌّ بما يحمل من أشخاص وموجودات وذكريات. المرآة، بوصفها "الأنا الأخرى" التي تسمح لنا بأن نرى ما يراه الناسُ، بينما يستحيل أن تراه عيوننا: وجوهنا. نوتة المذكرات، بكل ما تحمل من أفكار وأحداث وملاحظات حول العالم والعالمين. كيس النقود، الذي هو حبلُ الوصل بيننا وبين ما نريد من الآخر، وربما كذلك علبة الماكياج، التي تضعنا حيث نريد نحن، لا حيث أرادت لنا الطبيعةُ أن نكون، الخ.
وفي نظري يعدُّ "الفلاح المصري" أحد أجمل وأرقى أبطال لوحات فناننا المصري عاطف أحمد. الفلاّح المصري، والفلاحة المصرية، في لحظات العمل والسكون والحزن والفرح، وكذا في لحظات الشرود المتأمل. يغيبُ الوجه تارةً ليظهر لنا الظهر يحمل الزيّ القروي الزاهي، ويغيم الوجه تارةً فيختلطُ بوجوه كل البشر في كافة أرجاء الأرض، وفي تارات أخرى يظهر الوجه بجلاء محفورةً ملامحه على صفحة اللوحة. في محاولة من الفنان لاكتشاف مدى صحّة نظرية "وحدة العقل البشريّ" في الكون، التي تذهبُ إلى أن الإنسان واحدٌ مهما اختلف لونه وعِرقه وجنسه وفكره. هل تتلاقى أفكار الإنسان المصريّ المحلى مع أفكار الإنسان/الآخر في أي مكان على هذا الكوكب؟ وإلى أي مدى؟
تحيةً لهذا الفنان الموهوب الجاد، صاحب المشروع المميز. المصري اليوم



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنُّ تكسيرًا للصورة النمطية للعرب
- قرطبة مدينة الشعراء والتاريخ المزدوج
- كهاتين في الجنّة
- الشِّعرُ في طرقات قرطبة
- فاطمة ناعوت والسعي وراء تأنيث العالم
- لهو الأبالسة، وفنُّ القراءة
- هكذا الحُسْنُ قد أمَر!
- ساعةُ الحائط
- سهير المصادفة
- ولكنْ، كلُّنا في الهَمِّ مِصرُ! (2)
- الجنوب كمان وكمان (3)
- أطفالٌ من بلادي
- رسالةٌ من الجنوب (1)
- معرض الجنايني بالأقصر، يمزجُ الشعرَ بالتشكيل
- اطلبوا العِلمَ، ولو في التسعين!
- عِمتَ صباحًا يا -شجيّ-!
- مَحو الأميّة المصرية
- الشاعرة فاطمة ناعوت: أنا اندهش إذًا أنا إنسان
- أكبرُ طفلٍ في التاريخ
- الكرةُ... وعَلَمُ مصر!


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - عاطف أحمد، فنانٌ من بلادنا