أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - نكات من السماء














المزيد.....

نكات من السماء


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 08:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طوال خمسين عاما . كانت أمه . السيدة الطيبة الصالحة . لا تكف عن الدعاء له في كل صباح . قائلة : ربنا يكفيك شر اولاد الحرام . ربنا يكفيك شر المستخبي ، ربنا يجعل لك في البر صديق وفي البحر رفيق . ربنا يوسع رزقك .

وطوال تلك السنوات من دعاء الأم الصالحة . كانت الحياة تمضي به ككل الناس . أحيانا يفاجأ بأولاد الحرام ، وأحيانا يضيق رزقه ، ويتسع ، ككل الناس ، واحيانا يظلم الطريق في وجهه ، ثم ينكشف الظلام .. ككل الناس ، لا يختلف عنهم ..


ومنذ وعي الحياة . اعتاد علي تادية صلاة الجمعة بالمسجد - في سن 8 سنوات - وطوال نصف قرن من الزمن ظل يستمع لأدعية الخطباء بالمساجد . في نهاية كل خطبة :
اللهم اصلح أمور الراعي والرعية
اللهم ولي من يصلح
اللهم وفق ولاة الأمور الي ما فيه الخير
وكان كافة المصلين يرددون وراء الخطباء : آمين ، آمين ، آمين ..
وطوال أكثر من 50 عاما - منذ 1952 - لم يحالف التوفيق أو الصلاح . ايا من ولاة الأمور .. فانحدرت المكانة الدولية والاقليمية للوطن الذي ساءت جميع أوضاعه ... ودعاء الخطباء يعرفه ويسمعه الجميع ، وانحدار أحوال البلاد والعباد رغم كثرة الدعاء .. يقره الجميع ..

وعرف أن كل الدول المشابهة لوطنه . حيث خطباء المساجد يقولون نفس الدعاء ، والمصلون يرددون خلفهم : آمين ، آمين ...هي دول لا تتقدم ، اذ لا تنصلح أحوال رعاتها ولا رعياتها ... رغم الدعاء الذي لا يتوقف ..

هنا ايقن أن دعاء أمه الصالحة . لا يستجاب له . فقط ، اما دعاء خطباء المساجد لأجل صالح الرعاة والرعايا . فانه يعود بنتائج عكسية .. وليس فقط لا يستجاب له كدعاء أمه الصالحة ..

في سرادق العزاء . جلس صامتا خاشعا . بما يتسق مع طبيعة وجلال الحال . كان المقريء يتلو علي الحضور بالسرادق . أقوالا مقدسة . حتي وصل الي قوله :
" واذا سألك عبادي عني فاني قريب ، أجيب دعوة الداع اذا دعان " .
(( دعوة القرآن إلى الدعاء والحث عليه وردت في مواضع عديدة من كتاب الله، نختار منها قوله تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان }(البقرة:186) وقوله سبحانه: { ادعوا ربكم تضرعًا وخفية } (الأعراف:55) وقوله جلا وعلا: { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } (غافر:60) وغير ذلك من الآيات الداعية إلى الدعاء . )) - الشبكة الاسلامية http://www.islamweb.net/ver2/archive/readart.php?id=47953
----
ما ان سمع تلك الآية . حتي تذكردعاء أمه - السيدة الطيبة - والذي لم يستجب له ، وتذكر ادعية مئات الآلاف من خطباء مساجد . بقرابة ستين دولة اسلامية . لولاة الأمور بالتوفيق والصلاح . وبتولية الأمور لخيار الحكام . تلك الدعاوي التي لم تثمر الا بالعكس ! ..
هنا راح يردد بصوت مسموع لكل من كانوا بسرادق العزاء : أهكذا يستجاب للدعاء بكل سهولة ؟! وبمجرد الدعاء ؟!
وما لبث أن انفجر ضاحكا بصوت عال ..
وانفجرت علي اثر ذلك نظرات قاسية وشذرات مستنكرة . صوبها اليه جميع الناس من حوله ..
فهب منصرفا وهو يردد متسائلا ، ويقهقه : أهكذا بكل سهولة ؟! يجيب دعوة الداعي اذا دعاه ؟!

كان هو اليقظان الوحيد بالسرادق ، واعتبره الجميع سكرانا ، وليسوا هم السكاري ...!
كان هو العاقل الوحيد بالسرادق . الذي شغل عقله واستخدمه . ولكنهم حكموا بأن مسا من الجنون قد أصابه فجأة ..!
فهل لا يجوز الضحك من النكتة الظريفة . ان قالوا . انها جاءت من السماء .. ؟!
*********



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصور صدام . والأجيال القادمة
- البرادعي رئيسا لمصر 2-2 الاجتماع الأول والقرار الأول
- من بريدنا لالكتروني 6/ فضفضة شعبية
- البرادعي رئيسا لمصر 1/2
- الوهابية هي الاسلام . صريحه وصحيحه
- موال. من أحرق مكتبة الاسكندرية القديمة ؟ 2-2
- موال : من أحرق مكتبة الاسكندرية القديمة ؟ / 1-2
- وقفات سريعة
- أزهار الكرز والرمان بين اليابان ومصر
- من بريدنا الالكتروني 5- أنوار الشريعة السمحاء
- مستقبل المرأة . مع علم الجينات
- البرادعي . طوق نجاة للجميع 3-3
- البرادعي . طوق نجاة للجميع -2
- البرادعي . طوق نجاة للجميع -1
- خدعة الحجاب والنقاب
- كيف تنهب وطنا
- المطابع الأوتوماتيكي بالأرض والسماء
- الخليفة الظالم عمر بن الخطاب
- أحلام مصرية لما بعد سقوط الديكتاتورية/ 5
- احلام مصرية لما بعد سقوط الديكتاتورية / 4


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - نكات من السماء