كامل عباس
الحوار المتمدن-العدد: 912 - 2004 / 8 / 1 - 12:57
المحور:
حقوق الانسان
لن أنسى ما حييت ذلك اليوم الذي استمعت به الى الدكتور عارف وهو يحاضر عن الاقتصاد السوري في المركز الثقافي باللاذقية بدعوة من رابطة المحاربين القدامى , غصت القاعة بالحضور وكان عدد الواقفين أكثر من الجالسين , على غير العادة في هذا الزمن العربي الرديئ الذي اعتاد جمهوره أن يدير ظهره لكل حديث جاد وملتزم بقضاياه .
بعد المحاضرة قلت في سري سيواجه الدكتور عارف متاعب حقيقة في المستقبل, فإما ان يكيف خطابه كما يريدون ويصبح وزيرا يراكم الأرصدة في البنوك لحسابه الشخصي ويزمر على اليسار ويكوع على اليمين وإما أن يبدأ الحصاروالتضييق عليه لينتهي الى ماهومعروف , لقد غمز محافظ اللاذقية فايز أبودان من قناة عارف في المحاضرة بوضوح ورأى في خطاب حدي كهذا استجابة للضغوط الخارجية على سوريا وأصبح وزيرا فيما بعد .
لم يطل الزمان بعد تلك المحاضرة حتى صفع الدكتور على وجهه في محكمة امن الدولة العليا صفعة فيها من الحقد الكثير لأنه لم يبع ضميره ووجدانه . وقد أريد من تلك الصفعة ان تدوي في أذهان كل الحالمين بربيع مزهر في دمشق .
والآن وبعد ثلاثة سنوات من الاعتقال والدكتور يضرب فيها أخماسا بأسداس في سجنه الانفرادي , ولسان حاله يقول : ترى هل نصبوا لي فخا باعترافهم بالرأي والرأي الآخر وعندما عرفوا رأيي الحيقي بهم سجنوني ؟ والتفكير المتواصل بأسباب محنته أتعب قلبه فجعله يحتقن لدرجة الانفجار .
الدكتور يرفض رفضا قاطعا اجراء عمل جراحي لقلبه وهو خلف القضبان . لم تنفع ضغوط أهله في ثنيه عن قراره , وقد وجه نداء من سجنه يطلب التضامن معه ومع رفاقه الذين اعتقلوا بسبب آرائهم ومعتقداتهم السياسية, والمشكلة الحقيقية أن من استجاب لهذا النداء هو راديو سوا الأمريكي والذي سيجعل المطبلين والمزمرين بانجاز السنوات البشارية الأربع والتي ابتدأت في السنة الخامسة بعفوعام سواء كانوا صحفيين أم كتابا أم قوى سياسية سورية ولبنانية وعربية, سيقولون الم نقل لكم ماذا يريد هؤلاء ؟ . انظروا من يقف خلفهم .
على ما أعتقد أذا ترك عارف لرجال الأمن السوريين سيلاقي حتفه , اسألوا من كان بهم خبيرا . لقد أضربت ستتة عشر يوما كانت فيها مطالبي متواضعة وأقل بكثير من المطالبة بإطلاق سراحي وكان ردهم لمدير السجن . لا تعد الينا الا عندما يصبح جثة هامدة .
إن قضية عارف دليلة قضية انسانية ووطنية بامتياز تستحق من كل من يعتقد بأن الافراج عنه يقوي سوريا ضد الامبريالية, أفرادا أو أحزابا أو قوى أو منظمات معنية بحقوق الانسان العمل من أجل التضامن معه باعتصام سلمي نعرف بقضيته عل وعسى يتم تدارك الأمر قبل أن ينفجر قلبه .
#كامل_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟