أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامية نوري كربيت - اقتل مسيحيا وتمتع بالجنة














المزيد.....

اقتل مسيحيا وتمتع بالجنة


سامية نوري كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 23:30
المحور: حقوق الانسان
    


ان من غرائب ما يحدث في عالمنا العربي ومما يؤسف له أن ينحدر التفكير عند الانسان الى اسفل درجات الانحدار الفكري وبعده عن المنطق والعقل عندما تستغل غرائز الانسان الجنسية للاستثمار السياسي , وذلك عندما يقع الشباب المحروم والواقع تحت تأثير الشبق الجنسي بأيدي دعاة الاسلام السياسي في استغلالهم وجعلهم ادوات لتنفيذ اجنداتهم الجهنمية والشيطانية وتحويلهم الى قنابل موقوته او توجيههم لقتل المسيحيين كما حدث في الموصل من قتل لطلاب مسيحيين كانوا في طرقهم الى الجامعات التي يدرسون فيها , وتفريغ حقدهم الأسود على الغرب بسبب غيرتهم من تقدمه العلمي والتكنولوجي وبقائهم في مؤخرة الركب الحضاري جراء تمسكهم بأساطير وخرافات عفى عليها الزمن , والتي جعلتهم يعانون من الشعور بالدونية والانحطاط الفكري والثقافي , ويندفعون للتنفيس عن كل ذلك بالالتفاف الى الانتقام من ناس بسطاء طيبى القلب ليس لهم دخل لا بالسياسة ولا بدخول الامريكان الى العراق .
ان عقولهم الخاوية جعلتهم يعتقدون بان الامريكان جاءوا الى العراق بهدف نشر الدين المسيحي , ولم يكن هناك من راشد ليخبرهم بان الامريكان كدولة وسياسة قطعت صلتها بالدين وتركت الدين لكل مواطن يختار دينه بما يراه او يريده , وان دخول الامريكان الى العراق جاء بطلب وتشجيع من الجالسين اليوم على سدة الحكم والمنشغلين بسرقة اموال الشعب وتركه يتخبط بالجوع والفقر والتخلف , وتحت رحمة رافعي لواء الجهاد ضد الامريكان وتحقيق الشهادة بقتل المسيحيين العزل , فالجهاد هو الجهاد عند رجال الدين من اصحاب الفتاوي السوداء كسواد قلوبهم سواء اقتلوا امريكيا او قتلوا من يعتقدون بانه يحمل ديانة الامريكان , مع العلم انه فاتهم بان الامريكان لم يصلوا بتعاملهم مع العراقيين الى وحشية ما تقوم به السلطة الحاكمة المسلمة , وخاصة ما يحدث بالسجون العراقية السرية والغير السرية من انتهاكات لحقوق الانسان وعلى يد منتسبي مكتب رئيس الوزراء كما حدث لمسجوني سجن مطار المثنى من شباب الموصل الذين اغتصبوا ليس على يد الامريكان الصليبين بل على يد ابناء جلدتهم المؤمنين .
واذا اردنا ان نقارن بين ما حدث في سجن ابوغريب على يد الامريكان في بداية الاحتلال والذي قامت الدنيا من اجله دفاعا عن شرف الرجال ولم تقعد , وما يحدث الان على يد ازلام السلطة فسنجد بان ما حدث على يد الامريكان اهون بكثير ولكن المصيبة ان المطبلين يكيلون بمكيالين فهم على الامريكان شيطان رجيم وعلى جماعتهم غفار رحيم , وفي الوقت الذي فيه مارس قسم من الجنود الامركان العنف ضد السجناء العراقيين بتعريتهم وتخويفهم بالكلاب والاستهزاء بهم لم يصلوا الى حد الاغتصاب كما حدث لشباب الموصل , ومع هذا كانت الحكومة الامريكية شديدة الحساب مع الذين قاموا بتلك الاعمال واحالتهم الى المحاكم واصدرت عليهم احكاما بالسجن والفصل بالاضافة الى تعويض العراقيين الذين مورست بحقهم تلك الاعمال بعشرات الملايين من الدولارات بحيث وصل الامر بالعراقيين الذين سجنوا في سجون الاحتلال البريطاني او الامريكي الى تحويل الامر الى تجارة رابحة , والى الان تنظر المحاكم البريطانية والامريكية بمئات الشكاوي والمطالبات بالتعويض بحجج لا تقارن بما يقاسيه السجناء العراقيين على ايدي سجانيهم من العراقيين , ومن هذه الدعاوي ما يدعو الى الضحك قياسا الى ما يجري في العراق من انتهاك لحقوق الانسان , حيث تقدم احد العراقيين المسجونين سابقا في سجن من سجون الاحتلال البريطاني بشكوى مطالبا بالتعويض لانه في السجن كان ؟؟؟ يخشى من تعرضه للاغتصاب .
وفي العراق يغتصب العراقي على يد العراقي ولا نسمع ادانة او تنديد حيث تخرس كل الالسن وتتغافل كل القنوات كعادتها عن عيوب ومخازي من يدعون الايمان والوطنية فهي بوق تشهير على الاخرين وغطاء نفاق على الاقربين من تجار السلطة .
ان قتل الطلاب المسيحيين العزل في الموصل وصمة عار على جبين الحكومة العراقية المتواطئة مع القتلة , وعار على من يقتل الناس البسطاء بدون ذنب وهو يحمل لواء الجهاد باسم الدين , وعار على رجال الدين الذين ادلجو الدين وجعلوه مطية لتنفيذ اجندات مشبوهة مستغلين حرمان الشباب الجنسي وتخلفه الفكري , وعملوا على شحنهم بوعود واوهام وخرافات بما سيلقونه بالجنة عندما يقتلون المسيحيين من ملذات جنسية ليس لها اول او اخر تحت رعاية الله وسمعه وبصره , وهكذا ببساطة تم تحويل الله المقدس العادل والرحيم والمنصف والمحب الى مدنس راعي للقتلة والمجرمين وسفاكي دماء الابرياء , بل الى قواد منحرف يسعد بمشاهد الفجور والرذيلة , والجنة التي تسبح فيها الملائكة بحمد الله وتشرق فيها انوار الصفاء الروحي الى ماخور لكل سفاح اثيم وقاتل لئيم ومجرم يبحث عن منفذ لنوازعه المكبوتة وجوعه الجنسي الذي لم يناله على الارض وسيجده في جنته القذرة التي وعده بها اصحاب الفتاوي المؤدلجين والذين حولوا الدين الى تجارة جنسية رابحة على قنوات الاعلام ومواقع الانترنيت المشبوهة والرخيصة والتي تدعو الشباب ليل نهار للجهاد ونيل الشهادة والتمتع بملذات الجنة عن طريق قتل المسيحيين العزل .



#سامية_نوري_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد الاداري والمالي للسلطة الحاكمة واثره في تخلف المجتمع
- حرية الرأي وثقافة الخوف في العراق
- لماذا تهدر حقوق الأقلية المسيحية في العراق
- الصراع بين العلمانية ورجال الدين في العراق
- حقوق الإنسان في العراق المؤمن و حقوق الكلاب في دول الغرب الك ...
- العلمانية بداية الطريق لتحرير المرأة العربية
- حداثة الديمقراطية في دول العالم الثالث
- تعقيب على مقالي عن ختان الفكر والجسد للمراة العربية
- ضياع المرأة العربية بين ختان الجسد وختان العقل
- الحرية الدينية في المجتمعات الديمقراطية
- الأيديولوجيات الدينية وأثرها في تخلف المجتمع
- دور المرأة العربية في الحياة السياسية
- الانتخابات والمصالح الشخصية والفئوية للأحزاب السياسية
- الانتخابات وصراع السلطة !!
- الانتخابات الديمقراطية ومتطلباتها
- التجربة الديمقراطية في تركيا
- الثقافة الديموقراطية والمواطنة
- النظام الديموقراطي هو الحل للوضع العربي الراهن*
- الديمقراطية ومعوقاتها في دول العالم الثالث*


المزيد.....




- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة
- السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أشخاص بعد إدانتهم بجرائم -إر ...
- ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ...
- ماذا قال الأعداء والأصدقاء و-الحياديون- في مذكرات اعتقال نتن ...
- بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
- رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامية نوري كربيت - اقتل مسيحيا وتمتع بالجنة