أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - الإسلام والاستبداد ..













المزيد.....

الإسلام والاستبداد ..


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 21:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يحن وقت القطيعة مع الاستبداد في عالمنا الإسلامي عموماً ودولنا العربية خصوصاً , بالرغم من انحسار الاستبداد في العالم لصالح أنظمة الحكم الديمقراطية , ولكنه لا يزال في دولنا العربية مهما اختلفت الأشكال وتعددت التسميات لهذه الدول .
من أين جاء هذا الاستثناء ولماذا هذه الخصوصية ؟
لماذا استعصت هذه الدول على الديمقراطية ؟
اجتاحت الديمقراطية أمريكا اللاتينية بالرغم من ديكتاتورياتها الشرسة , أسيا بكل تنوعها الديني والثقافي , أفريقيا المتهمة بالبدائية والتقليدية , ولكن دولنا ظلت مقاومة لأي تأثير .
هذه الدول التي تقبل هجرة السلع والأموال والتكنولوجيا والسلاح , بينما ترفض المعرفة والعلم والنظريات والآراء ؟
هل ساهمت البيئة الطبيعية في المراحل الأولى على جعل العرب أقل اهتماما بالحكم والسياسة من الحضارات الأخرى مثل الإغريق والرومان ؟
هل الشعر ديوان العرب وليس الفلسفة كان عاملاً مساهماً ؟
الفلسفة تدعو للتساؤل في موضوعات ومن ضمنها السياسة والجمهورية , أرسطو – أفلاطون .
عندما جاء الإسلام هل حدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم ضمن نصوصه الدينية "
ما هو شكل هذه العلاقة ؟ هل هناك شروط لتعيين الحاكم ؟ ما هي المدة التي يترأس فيها شؤون الدولة والناس ؟ كيف يتم انتخابه ؟
ليس هناك أي نص قاطع واضح الدلالة نستطيع من خلاله إيجاد الأجوبة على تلك الأسئلة .
النبي محمد كان هو الحاكم , ثم من بعده الخلفاء . كان للخليفة السلطة القضائية والتنفيذية لأن التشريع من عند الله ؟ لذلك كان الخليفة يقود الناس في السلم والحرب ويُشرف على تطبيق الشرائع . وبناءاً عليه قال أغلب الفقهاء " وحدة الأمة تستلزم وحدة السلطة السياسية "
هذا المفهوم " الوحدة " هو أس الاستبداد . لأنه محور السياسة الشرعية في ثقافتنا الإسلامية .
الوحدة تستوجب الطاعة , لذلك كان لا بد من إمام حتى ولو كان جائراً ؟
إذن هو الاستبداد بعينه .
من الضروري في المفهوم الإسلامي وجود هذا الإمام وبأي شكل من الأشكال , ليس المطلوب منه أن يكون عادلاً أو أن يكون ديمقراطياً ؟ المهم أن يكون موجوداً حتى لو كان أظلم الناس أو أفسقهم أو أفسدهم ؟
في المفهوم الإسلامي ليس عيباً أن يكون الحاكم " ظالماً - قاسياً – فاسداً – فاسقاً " ؟ طالما كان قادراً على حماية ( بيضة الدين ) , طوال العهود الإسلامية كان هذا هو الشرط الأساسي للحاكم أو الخليفة أو الأمير ؟
مثال على ما أوردناه "
عبد الملك بن مروان الخليفة القوي الأموي الذي أسس الدولة الأموية ؟
أول من كسا الكعبة بالديباج – أول من ضرب الدنانير للناس – أول من نقل الديوان من الفارسية إلى العربية .
لكنه أول من غدر في الإسلام – أول من نهى عن الكلام بحضرة الخلفاء – أول من نهى عن الأمر بالمعروف ؟
إذن مسؤولية الحاكم في الإسلام أن يحمي ويحافظ على وحدة الأمة ؟ بالقمع – بالقهر – بالظلم – بالقسوة ؟ ليس مهماً ؟
( أيها الناس عليكم بالطاعة ولزوم الجماعة فإن الشيطان مع الفرد , أيها الناس من أبدى ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه , ومن سكت مات بدائه ) ؟
نحنُ نعشق الاستبداد وفي كل شيء في كلامنا – في تعاملنا – من الحاجب حتى الخليفة ؟ حتى في أشعارنا , حتى في الحب " العاشق يطلب من حبيبته أن تستبد مرة لأن العاجز من لا يستبد ؟
عبد الملك بن مروان كان عالماً – متديناً – مرجعاً ؟
لنقرأ معاً "
عن أبن أبي عائشة " أفضى الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره فأطبقه وقال " هذا أخر العهد بك ؟
وبعد أن تولى الخلافة قال " والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه "
إذن لا ديمقراطية – لا حرية – الاستبداد فقط و لا شيء غير الاستبداد .
الحاكم في الإسلام ليس مسئولا أمام شعبه بل مسئولاً أمام الله ؟ ( متى سوف يكون مسئولاً أمام الله لا ندري ) ؟ أعتقد في يوم لا ينفع لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بأطول مدة في الخلافة ؟ ثم يحاسبه أمامنا ويقتص منه عند ذلك يفرح أهل الحوار المتمدن ؟
اختيار الحاكم عن طريق البيعة التي تتم بالتوريث ثم سادت فكرة الطاعة كقيمة اجتماعية لحماية الدين من الأعداء أو محاولة هدم العقيدة ( يا دي الأعداء ويا دي العقيدة ) ؟
الخليفة ظل الله على الأرض ؟
إذن من هنا ومنذ البداية ومنذ تسلط المسلمين على الرقاب ومن استخدام النصوص كان الاستبداد . الاستفراد بالسلطة وأن تكون يد الحاكم مطلقة ( ويقولون لماذا الحكام على رقابنا منذ أربعين عاماً ) ؟
لم يخرج تاريخنا السياسي من قاعدة الغلبة والقوة والعصبية . لم نعرف أي معنى لأي تغيير ؟
إذن هو إعادة إنتاج التاريخ المثقوب لقرون طويلة , التاريخ الذي عرف الحروب والكوارث .
على صفحات الحوار المتمدن هناك مستبدين ؟ إسلامي مستبد – علماني مستبد – يساري مستبد ؟ لا زال فينا شيء من الاستبداد ونحتاج للكثير .
ما زاد الطين بله وقوف الفقهاء مع السلطان و لا زالوا يفعلون .
سوف أكتفي بقول بن تيمية للدلالة " ( أدوا إليهم حقهم _ أي الحكام _ وأسالوا الله حقكم ) ؟
تطرح السيدة ثناء فؤاد – مدير عام التعليقات السياسية – القاهرة سؤالاً محيراً من وجهة نظرها ؟
حول الدين والدولة – أيهما استخدم الأخر - ؟
الجواب عند السيد " حليم بركات " الدولة منذ عصور الإسلام الأول أدركت " أهمية استخدام الدين في تثبيت شرعيتها وفرض هيمنتها " أي أنها خلقت الاستبداد . وليس هناك أي تفسير أخر.
ثم يأتي جواب أخر "
لكننا لسنا أمام دين عادي ( يمكن يكون special ) , فالرأي الغالب لدى الكثيرين , أن الإسلام يختلف عن كل الأديان لأنه / يُريد أن يكون دين ودولة معاً / . غسان سلامة .
لقد ترسخ في أذهان الغالبية أن هناك نوع من الحرية بين الحاكم والمحكوم " الخلفاء الراشدون – عمر بن عبد العزيز ( أخو شامل عبد العزيز ) - المهدي العباسي – نور الدين الشهيد ؟ هذا النموذج الذي يُسمى العصر الذهبي " والذي لا بد من العودة إليه " النموذج الأصلي " يسكن في أعماقنا ولذلك فإن دعوة الجمع بين دين ودولة ظلت تتقوى عبر الزمن مع تغير العصور والأزمان والحكام والأصول .
لو كان هناك بحث وتمحيص وممارسات من قبل أهل الاختصاص من المعنيين لما وصلنا إلى هذه الحالة من البؤس والشفاء والاستبداد ؟
لقد سادت القاعدة التي تقول / يُفضل وجود طاغية لمدة عام على مرور ليلة واحدة من دون حكومة / ؟ من هنا جاءت مقولة " المستبد العادل " الذي يمثله حالياً الزعيم البطل ولكنه للأسف الشديد ظالم – فاسد – فاسق .
جاءت النصوص المرفوضة من قبل أهل القرآن – لتحسين صورة الإسلام – لتزيد الطين بله .
إمام عادل خير من مطر وابل وإمام غشوم خير من فتنة تدوم ؟
الحكام وسائل الله في عمله ؟ الحاكم الظالم خير من انعدامه أصلاً ؟
السلطة من الله ويجب أن تطاع ؟ الحاكم ولو كان ظالماً لخير من الفتنة وانحلال المجتمع ( مع ملاحظة أن الظلم هو سبب الانحلال والشقاء والفتنة ولكنهم لا يشعرون ) .
طاعة أولي الأمر واجبة لأنها مسكونة نصاً ؟
عامة الفقهاء ورجال الدين يقفون إلى جانب السلطان علماً أنهم يتحدثون ليل نهار عن الجنة التي سوف لن يدخلوها وسوف يدخلها أهل العدل فقط ؟ ولكن من هم هؤلاء أهل العدل ؟ المعنى في قلب الشاعر ؟
لماذا يقف الفقهاء مع السلطان ؟ خوفاً من الفتنة والتي هي حالياً / الوحدة الوطنية / ؟ مثل وقوفهم الآن في مصر من أجل الأقباط ومن أجل الوحدة الوطنية للمحروسة ؟ يا للعار .
نتج من وراء كل ذلك المقولة التالية " على المسلم أن لا يهتم بشؤون السلطان ما دام لا ينطوي ذلك على ما لا يحول دون شؤون دينه " ؟ لماذا يقولون المسلم ؟ لماذا لا يقولون الإنسان ؟ حتى عباراتنا استبدادية , كل شيء في عالمنا ينطلق من الاستبداد .
ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة بلا سلطان ؟ أو حتى هدى سلطان ؟
ألا تجدون أن ستون سنة قليلة ؟ لماذا لم ترد سبعون سنة ؟
يقتنع المسلم بأنه لا فرق بين صفات الله وصفات السلطان ؟
زاد الأمر سوءاً " أمير المؤمنين – عبد الله المؤمن – الرئيس المؤمن ؟
خلاصة ذلك " أن كل سلطان ظالم مستبد كان دائماً يجد من يدعو له بالتوفيق " ولقد استجاب الله لهذه الدعوات وحكامنا موفقين بأذنه تعالى ؟
وتُشجع الدولة بناء المساجد في كل مدينة وفي كل قرية وفي كل حي وفي القريب العاجل في كل شارع ؟ لماذا لا يبنون أشياء أخرى ؟ يمكن لأننا لسنا في حاجة إليها ؟
أكبر دليل على الاستبداد هو بناء الجوامع – أكبر دليل على الظلم هو كثرة الجوامع – أكبر دليل على سحق المواطن هو الاهتمام بالجوامع . المواطن الذي لا يجد لقمة العيش يزخرفون له دور العبادة . ولكنه راضي ومقتنع ولا يشعر بأي غبن ؟ فما هي حاجته للديمقراطية وللحرية ؟
وزير الإعلام السعودي والكاتب في نفس الوقت يقول "
" من الحماقة الفكرية القصوى أن يقال أن نظام الحزبين أو التعدد الحزبي القائم على التطاحن هو السبيل الوحيد لتسيير دفة بلد ما لمصلحة مواطنيه أو أنه فعلاً السبيل الوحيد لإعطاء الشعب صوتاً في كيفية إدارة بلاده "
سوف أترك التعليق للقراء الأعزاء ؟
ختاماً "
في عام 1992 قال الملك فهد بن عبد العزيز " نظام الديمقراطيات السائد في العالم نظام لا يصلح لنا في هذه المنطقة – شعوبنا في تكوينها وخصوصيتها تختلف عن خصوصيات ذلك العالم – نحنُ لا نستطيع أن نستورد طريقة تعامل تلك الشعوب لنطبقها على شعوبنا . عن نظام الانتخاب الحر لا يصلح لبلادنا ؟ فهذه البلاد لها خاصية يجب أن ندركها . ( انتهى ) .
إذن تتضافر الذرائع جميعها بهدف إبقاء الأمر على ما هو عليه ورفض التغيير لأننا مقتنعين بعدم الحاجة إلى التغيير أصلاً .
لقد تولد لدينا روح الانسجام مع الأوضاع القائمة مهما كانت مجحفة وظالمة ويعاد إنتاج الاستبداد دون مقاومة فيتم من خلال ذلك تسويغ الفقر باعتباره ظاهرة مقبولة لأنها تجعل الفقراء أهل الجنة مع العلم أن المبشرين بالجنة كانوا من أصحاب الملايين ؟ ولكن لم يكن – أبو ذر – بلال الحبشي – صهيب الرومي من المبشرين بالجنة ؟
مقولة الغرب صحيحة " الاستبداد شرقي " لا غبار عليها ؟ هل لديكم اعتراض ؟
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي قيمة الدساتير العربية ؟
- رجل وامرأة ؟
- قراءات سابقة في دفاتر قديمة 1
- أمتنا العجيبة ؟
- أسئلة بسيطة حول الانتخابات العراقية ؟
- بين غصن بن مريم وسيف بن أمنة ؟
- فأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون ؟
- الفلاسفة وأهل الأديان في مواجهة الشر الميتافيزيقي .
- قرؤوا فوصلوا .. لنقرأ حتى نصل ؟
- سيدتي ... هديتي إليكِ ؟
- إمام العاشقين أم سلطان الهالكين ؟
- هل المخالفين للغرب على حق ؟
- الغلمان في القرآن ؟
- هناك ... هنا ؟
- هل هناك إسلام معتدل ؟
- من الخمسينات حتى نجع حمادي .. هذا هو السؤال ؟
- حضارة شيطانية ... هل حقاً ما يقولون ؟
- العلم حجاب ؟
- أثينا ... المدينة والأسطورة ؟
- منشأ الأخلاق ... لماذا نحنُ طيبون ؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - الإسلام والاستبداد ..