|
فرهود ياعراق
طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 912 - 2004 / 8 / 1 - 12:09
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كلمات -65- طارق حربي فرهود ياعراق!! على ذمة السيد بحر العلوم مصرحا قبل فترة لصحيفة البينة العراقية، فقد غادر بول بريمر العراق بعد تسليم السيادة، ومعه كميات من الزئبق و20 مليار دولار من ثروتنا الوطنية!!، قيل أول الأمر بأن الرقم بالمليون كان 225 ، لكن مكتب بحر العلوم تدارك فصحح والحمد لله!! وإذا صح خبر بريمر وسرقته لثروات العراق الحبيب، وهو أمر لاأشك فيه، فإنه يصح كذلك أن تندرج السرقة ضمن سياق توصيفات الرئيس الأمريكي روزفلت، مطلع القرن العشرين ل(البارونات اللصوص)، وهؤلاء هم سارقو ثروات الشعوب في أمريكا اللاتينية وآسيا وغيرها، والذين قامتْ على ثرواتهم الإمبراطورية الأمريكية أمثال مورجان وروكفللر ودي بونت وغيرهم، لكن عتبنا على تأخر إفادة بحر العلوم أسابيع وربما أشهر، لاسيما أنه كان إسما معروفا سواء في المعارضة سابقا، أو في مجلس الحكم المنحل، لكن السؤال هو : من سيطالب بريمر بإرجاع مااغتصبه من ثروات الشعب العراقي!؟ وإذا عددنا هدر تلك الثروات، فذلك لايبدأ بسرقة اللصوص من موظفي الأمم المتحدة، لأكثر من مليار دولار من برنامج النفط مقابل الغذاء، لأن الطاغية سبقهم وهناك أسبق منه في تأريخ العراق الحديث، كما أنه لاينتهي بفضيحة بريمر لأن الحبل على الجرار!!، وكما أن مواطننا العراقي العزيز أصبح نهبا للموت بسلاح المحتل وسيارات الزرقاوي السلفية الوهابية الإرهابية المفخخة، فقد بقيت ثرواتنا مستباحة وبئر العراق الكبير مفتوحا تحت سموات الألم العراقية العميقة، وهاهي جروحنا النازفة : فلا البئر يتأمن لصالح أهله ومستقبل بلادهم، ولاجروحنا تندمل مما يضمره لنا العرب الطامعون بثرواتنا، وعلى رأسهم مملكة الشحاذة الأردنية، وقد سال لعابها على بحار نفطنا، نحن الحفاة الماشين على الآبار كما يمشي بعض الهنود عى الجمر!، أما جولة السيد رئيس الوزراء الأخيرة، التي ابتدأت بذلك البلد، فتطرح الكثير من التساؤلات على رأسها البلد المذكور، إن لم يصبح وصيا على العراق بموافقة أصحاب القرار الدولي، فقد مد يده غصبا على الشعب العراقي، وبرضى أصحاب القرار الدولي، وطبعا بتواطىء من الحكومة المؤقتة، مد يده إلى ثرواتنا، شئنا ذلك أم أبينا، ومما يؤسف له أن السيد علاوي أهدر (وهو ماشي على الطريقة العراقية!) نفطنا عماد اقتصادنا المخرب، بتوقيع اتفاق مع الحكومة الأردنية يقضي بمد أنبوب نفط إليهم، لكن دعونا نتساءل : استحوذت الحكومة الأردنية على نفطنا تحت الحكم البائد وبعده، فمالذي تغير على صعيد الحرص على عدم هدر ثروتنا الوطنية وتوزيعها لأغراض شخصية!؟، بمعنى ماهو الفرق بين كوبونات النفط التي قام صدام بتوزيعها على العربان وغيرهم، والنفط الممنوح إلى الأردن من قبل الحكومة المؤقتة!؟، أما على الجبهة المصرية فقد وقع السيد رئيس الوزراء على استقدام مليوني عامل مصري بمعاهدات الحكومة المؤقتة أيضا، التي ستنقضها لامحالة الحكومة المنتخبة ودعوات أمهاتنا وملايين الأفواه الجائعة في بلاد الخيرات الموزعة لغير أهله، إذن هكذا تهدر الحكومة المؤقتة ثرواتنا على الطريقة البعثية، فماذا هي فاعلة إذا انتخبت من قبل الشعب العراقي!!؟، أكتب عن هدر الثروة الوطنية بألم من يسمع أن المواطنين العراقيين وصل بهم تردي الحال المعيشي، ومجاعة صدام والولايات المتحدة بتأثير الحصار المؤسف، إلى البحث في قمامات المطاعم عن النفايات لسد الرمق، أما الطبقة العاملة العراقية وهي أوسع طبقة في مجتمعنا العراقي، فهي جائعة حقا وتنتظر فرج مابعد مرحلة قره قوش تكريت، بمعنى أن كل عراقي عاطل عن العمل سنوات طويلة، لابد أنه أمضى الفترة البعثية المظلمة جائعا وعاريا، أي غادرته متع الحياة وعلى رأسها الزواج والاستقرار والضمان الصحي والسفر وارتداء الملابس الخليقة ببني الإنسان، ولابد أن هؤلاء – وهو من حقهم بشرا - رسموا أحلاما وردية، اختزنوها عن سوق العمل ودخول شركات كبرى لإعمار العراق بعد إفساد البعث المجرم، لكن يبدو أن حتى هذه الأحلام لن تتحقق على المدى المنظور على الأقل!!، إذ سيخطفها منهم عمال مصريون كما خطفوها من قبل أيام الحكم البائد، وكان هؤلاء أطلق البعث البائد أيديهم بإعتبارهم عربا ، ويدهم فوق يد الشعب العراقي وفق منطوق سليل المجاري المنحرف! أناديك ياحكومتنا المؤقتة : إنكم ولامراء تعرفون جيدا بأن شعبنا محروم من ثرواته طيلة عقود، فكيف تبدأ خطوتكم الأولى على الدرب الطويل، بتوزيع تلك الثروات على غير أهل العراق وبدون وجه حق!!؟ قبل فترة فيلماNRK عرضت القناة التلفزيونية النرويجية الأولى عن أطفال الشوارع في العاصمة العراقية يتفطر له القلب، يسلط الضوء على مجموعة من الأطفال الحفاة الجياع يتجمعون في عطفة شارع على ماعون ويتدافعون بالمناكب!، بينما غطى الذباب وجوههم وأيديهم وملابسهم المتسخة المهلهلة، ولما سألهم المذيع ماذا تطلبون، رد أحدهم بحزن قائلا : (أكل طبعا ..أوودّولنه نعل!!). ولاشك أن الشفافية في السياسة حسب مقولات عالمنا الحر اليوم ( نريده حرا لشعبنا كذلك.. لمَ لا !؟)، مطلوبة والمراد منها وضع كل الأوراق على الطاولة، وشعبنا على بينة من ثرواته وإلى أين تذهب وكيف تنفق من أجل عيشه الكريم ومستقبل أجياله، وإلا كيف نفسر ضياع ملايين الدولارات في جيب الحكومة الأردنية من أجل تدريب بضعة فصائل من الشرطة العراقية!؟، أو شراء طائرات منه ياإلهي طائرات!!؟ وإذا كان محتلنا أمريكيا وبريطانيا وغربيا، فلماذا لاتقوم هذه الدول بتدريب شرطتنا الوطنية، من باب أن على البلد المحتل لبلد آخر واجبات والتزامات يكفلها الشرع الدولي، ومعلوم أن من قام بحل مؤسسات الدولة العراقية، بما فيها جهازي الجيش والشرطة، هي الولايات المتحدة وبريطانيا، ومن هنا فهي أولى بالأردن أو أي بلد عربي آخر بتدريب الشرطة الوطنية، ثم أين هي حقوق الإنسان في الأردن والروحية العالية والديمقراطية التي يتعامل بها الشرطي مع المواطن هناك، وكيف سنبني الشرطي العراقي على أسس صحيحة تعنى بحقوق المواطن العراقي إذا كان خريج : سْلامْ زَيْنْ ..الملك حْسَيْنْ .. جعُوبْ طِكْ!!، إذا كانت جولة السيد علاوي الأخيرة لبعض الدول العربية ناجحة، وأتمنى لها النجاح خدمة للعراق الحبيب الجديد، فإني أرى واجب التشديد بأن على عاتق الحكومة، تقع مسؤوليات تأريخية جسيمة، على رأسها الحفاظ على ثرواتنا الوطنية وعدم تبديدها، فهي سندنا في بناء عراق قوي ذي سيادة واستقلال، ولتأخذ الجميع رأفة ورحمة بالشعب العراقي قبل شعوب المنطقة والعالم. 1.8.2004 http://www.tarikharbi.com/
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نداء لتأسيس الجمعية السومرية في الناصرية
-
عجبي!!
-
فوائد محاكمة صدام العلنية
-
عراقنا الجديد وكتبة الارتزاق العربي!!؟
-
مسلخ الفلوجه الطائفي
-
كلمات
-
على الفرات
-
نص شعري
-
ابو غريب
-
إزاحة الجلبي أولى ثمار مشروع الإبراهيمي!!
-
رأي في مشروع الابراهيمي
-
وعادت أدوات البعث البغيضة!!
-
ملاحظات في وضع العراق الراهن
-
رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس وزراء اليابان المحترم
-
حول ظاهرة خطف الأجانب في العراق!!
-
إذا سقط الحلم العراقي!؟
-
مقتل عراقي برىء!!
-
أوقفوا المجازر ضد شعبنا!
-
استلمنا موافقة ملك الأردن على رسالتنا!!
-
كلمات-43- 44
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|