أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - السقف الأبستمولوجي للأساطير














المزيد.....

السقف الأبستمولوجي للأساطير


رأفت عبد الحميد فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 10:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



مازلنا نعيش في عالم لايمكن رؤية الألهة فيه ولا يمكننا التنبؤ بظهورها فإذا وجهنا مراصدنا كي ما تخترق سدم الغيوم المتزوبعة النائية بأقوى ما لدينا من تليسكوبات راديوية وأرسلنا المسابر خارج نطاق مجموعتنا الشمسية لتسبح عبر أجواز الفضاء شاهدنا كونا فسيحا هائل الضخامة بالغ الإنحناء هذا ماتخبرنا به علوم الفيزياء الفلكية الحديثة من خلال أعظم اكتشافاتها لمجاهل ذلك الكون الذي تتمدد أكداس مجراته بسرعات عالية جدا ورغم ذلك لم نصل بعد الى النهايات أو الحدود التي نسأل ماذا وراءها حيث نسبح في كون بلا تخوم في الفضاء وكل ما توصلنا اليه أن المادة والطاقة والإشعاع تتصارع فيما بينها مليارات السنين الضوئية داخل نسيج الزمكان بقوانين الحركة والجاذبية والكتلة والضغط والحرارة وفق منظومة رائعة ومحكمة .فإذا جاءتنا الأديان بتراكمها المعرفي المحدود المدجج بالأساطير كي ما تخبرنا عن تصور اخر عن الكون وخالقه الذي يند عن التحيزات الفيزيائية فلا يحدوه زمان ولا مكان فتحكي لنا بيقين موهوم وفق السقف الأبستمولوجي كيف خلق الله سبع سماوات طباقا بالمفهوم التراتبي للأشياء وكأنها سقوف ذات سماكة محددة ومسافة بينية فاصلة حيث تتماس نهاية الأولى مع بداية الثانية وكأنها حدود فارقة وهلم جرا حتى السابعة ولانعلم حكمة العدد سبعة ولا الحكمة من تلك الفواصل وما هي الفروق الفيزيائية فكل ذلك من المسكوت عنه أو إن شئت سميناه اللامفكر فيه ويثيرنا العجب حين نسأل كيف عرفت أن السماوات عددهن سبعة فربما كانوا أربعة أو واحدة أو إن شئت تسعة عشر فلا برهان ولا اثبات تجريبي يحسم المسألة ولو نازعناهم الأمر وقلنا البينة على من ادعى فأثبت أنهن سبعة وليسوا تسعة عشر وصموك بالزندقة والهرطقة وانكار ماهو معلوم من الدين بالضرورة هذة الضرورة لا تملك البينة الفيزيائية التجريبية بل تملك النطع والسيف ونحر العقول والرقاب .
ثم نكمل رحلة الصعود حتى إذا ماتجاوزنا السماء السابعة وجدنا الماء ثم العرش حيث يستوي الله عليه متيقنين العرش على الماء فسألنا وماذا تحت الماء لم نحظى بإجابة شافية تخرس تساؤلاتنا ويظهر الخالق المتعال القوي القادر على كل شيئ العليم الخبير مكلفا للملائكة بالمهام الخاصة بتوصيل الأوامر حسب التصور الأسطوري من فوق إلى تحت أو من فوق سبع سماوات حيث العرش الى المنوطين بالرسالة والمتواجدين في كرة التراب التي تقع على أحد الأذرع الحلزونية لمجرة درب التبانة فرحلات التوصيل قائمة على قدم وساق نزولا وعروجا حيث استلام الأوامر ثم السفر عبر الفضاء الغير محدد بالمسارات ولا العلامات وسط مجرات سريعة الهروب متباعدة فيما بينها حتى تحط رحالها وتتأكد أن المنوطين بالرسالة قد استلموا الأوامر فيشدوا الرحال صعودا وعروجا واختراقا للكون بالغ الضخامة والإتساع وبدورنا نسأل إذا كان الله مطلق القدرة فما الحاجة لتكليف مراسلين توصيل الأوامر فأين ذهب الأمر الخارق لو أراد شيئا قال له كن فيكون ؟حتى هذا الأمر يخضع لسقف أبستمولوجي فبين الأمر وصاحب الأمر وبين الشيئ المنفذ للأمر علاقة جدلية تثير الإشكاليات المنطقية حيث الأفتراض أن هناك لغة تفاهم يتم من خلالها إنجاز المهمة وتنفيذ الأمر وهو ماعرف بأن ربك أوحى لها أي كافة صور المخلوقات من جماد وحيوان وإنسان فإذا صدر الأمر للنار كوني بردا وسلاما فسرعان ما تتفهم الأمر وتدرك المراد تنفيذه فتحول ألية احتراق المادة من تحولها الى طاقة حرارية الى احتراق شكلى منزوع الطاقة الحرارية وهكذا تتحول المنظومة الفيزيائية للنار كي ما تغير خصائصها فورا بعد صدور الأمر طبعا دون استفسار عن حكمة التغيير وهكذا تتوطد مفاهيم السحر وسحقا للفيزياء الفلكية .وتتوالى أسئلة اختراق اللامفكر فيه ونقول متى حدد الله ساعة التجليات والبدء في استدعاء المخلوقات عندما شاءت ارادته الإنبثاق من تضاعيف العدم والظهور من غياهب العماء متى حدد أوان البسط لمليارت الكائنات وما الذي جعله يدعو العالم بما فيه الى ساحة الوجود العذراء فلا نعلم سر هذا الإستدعاء ومتى وأين عين له موضعا في السماء يستطيع أن يقف عليه وكيف أرسى قواعد البيت المعمور وأعمدة الكرسي والعرش وأحاطها بعرصات سدرة المنتهى وأوجد اللوح والقلم ومن قام بتدوين المقادير وما حاجة العليم الخبير الى تدوين الصحف لكل حماقات الأنسان وتسجيل الهفوات والكبوات واللجوء الي اصدار ورقة الإتهامات عندما يحل الأجل المسمى وتبدأ المحاكمات فلا نقض ولا ابرام ثم توزع الأطايب والدنان والحور الحسان لكل من كان مستسلما لمسكر الخرافات والإيمان أما المعاندون غير المصدقين فلهم التحريق وشي الجلود والأبدان ولا تنتهي الدراما بل يصبح الكون مقسوما الي جنات شرب الخمر والعسل والألبان وفض بكارة الكواعب في الخيام في سرمدية الخلود وعلى الطرف الأخر نزل الحميم وعبق الشواء لنار شبقة تطلب المزيد فلا نهاية لشي الأبدان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فلم يعد في حاجة الى خليفة في الأرض ولا احقا ق حق و لاعدل ولاميزان ولاشريعة ولا أحكام لخليفة سفاك للدماء أو بالأحرى خليفة مولع بسفك الدماء فالمسرحية قد انتهت ولم يعد لتوسع الكون جدوى ولا حاجة لمفاتح الغيب ولا للوح محفوظ فقد تحققت الألوهية وانكشفت الأحاجي وأصبح ما كان غيبا يستأثر بعلمه جليا معلوما ووداعا للفيزياء الفلكية و سحقا للعقول التي تجاوزت اللامفكر فيه وتجرأت على هتك أبستمولوجيات الأساطير.



#رأفت_عبد_الحميد_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسألونك عن مأزق النكاح
- الله بين الزمان والتصور العقلي


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - السقف الأبستمولوجي للأساطير