سهيلة بورزق
الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 00:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما نتحدث عن ظاهرة التّطرف الفكري نجد أنفسنا بالضرورة نتحدث عن حرية الرأي، فالتضاد في رأيي هو الذي يكوّن حالة الشذوذ الفكري التي تتواصل وتستمر ضمن معادلة الوجود الانساني.
من المؤكد أن الفايس بوك أصبح عالما قائما بذاته يجمع الكثير من التناقضات والاختلافات على مستوى الدين والفكر والسياسة وبالتالي من الطبيعي جدا أن تتشكل داخل هذه البؤرة الكثير من الاحتكاكات الفوضوية والتعسفية ربّما في قمع أفكار وأصوات الغير الذين ينادون ويؤمنون بظواهر فكرية مختلفة. ثمّ اٍننا لا نستطيع أن نؤسس عالما منفتحا على حرية الفكر مادام الصوت المتطرف يلعب دورا مهما في قطع أية محاولة للخروج من نطاق الصمت.
اٍن الحلّ الأمثل في اعتقادي لردع وحماية الرأي الواحد هو الاستمرار في نشر ما نؤمن به ونراه حقيقة كفيلة باٍيصال محصلة فكرنا اٍلى العالم من خلال الانترنت الذي أصبح اليوم الوسيلة الوحيدة للوصول من خلالها اٍلى أكبر عدد ممكن من القراء.
اٍنّ ظاهرة المتطرفين تدّل بوضوح على أنّ توسّع الآراء الحرة عملية مضرة بهم وبالتالي فهم يتوزعون كمجموعات صغيرة متفرقة في العالم ويعملون على مدار الساعة بحثا عن أية منفعة فكرية كانت أو سياسية أو دينية لردعها وصدّها عن التوسّع، وقد تكون الأنظمة السياسية الفاسدة هي من وراء ذلك حتى لا يتحقق النّظام الديمقراطي في تقوية الطبقات الاجتماعية الدنيا المنتشرة بشكل مقلق في الأحزاب والمنظمات بالنسبة للطبقات الارستقراطية التي لعبت على مدار سنوات طويلة دورا سلطويا ليبراليا.
اٍنّ الحكمة من الاستمرار في الدفاع عن حق فكري مشروع لهو شرط من شروط البقاء على قيد الحضارة أمام. مشروعية الحياة و الانسانية من خلال رفضنا لكلّ باطل في شكل تدين، ومنه علينا التأكيد على أنّ حرية الفكر والرأي هما لأجل مسيرة ناجحة مستمرة نرمي بها اٍلى احتضان الأجيال اللاحقة في بؤرة الحرية
الفكرية للنهوض بشخصية عربية مستقلة ومستقيمة لها دورها الفعال في دمج شخصيتها وكيانها في المجتمع. اٍنّ حجة التّطرف باطلة بجميع أشكالها في زمن مفتوح على الاختلاف وغائر في الفلسفة الفكرية، نحن اليوم بحاجة اٍلى قوة العلم لا قوة الجدال.
#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟