|
في اليوم العالمي لحرية الصحافة .. حرية الصحافة الى اي حال ستؤول
محمد شفيق
الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 23:22
المحور:
الصحافة والاعلام
تعد حرية الصحافة من اهم الحريات في الدول الديمقراطية . ولقد كفلتها الدساتير والقوانيين في الكثير من الدول. الدستور العراقي في المادة السادسة والثلاثين ( اولا وثانيا ) كفلت حرية التعبير والنشر والاعلام والصحافة بما لايخل بالنظام العام والاداب . مرت علينا الذكرى الثامنة عشر لاقرار منظمة الامم المتحدة يوما عالميا لحرية الصحافة سنة 1993 لتذكير الانظمة الحاكمة بضرورة مراعاة حرية الصحافة في العالم . في هذا الوقت كان العراقيين قبل اقل من شهر استذكروا يوم التاسع من نيسان 2003 يوم التغيير وسقوط رمز الدكتاتورية في الارض . الذي حول الصحافة الى اداة بسيطة من ادواته التي تتطبل له وتحسن صورته القبيحة امام العالم . لقد تعرض الصحفيين في عهد لشتى انواع الاهانات والتعذيب والاعتقال . وكانت احدى وسائل الاهانة للصحفيين هي رشقهم ( بالطماطة والخيار ) كما يحدثنا " هادي جلو مرعي " في كتابه ( تجربة صحفي من واقعة الطماطة .. الى واقعة الحذاء ) حيث روى الكثير من المعاناة والماساة التي مر بها الصحفيين والاعلاميين في ذلك الوقت . وخصوصا عندما تولى المقبور ( عدي صدام حسين ) منصب نقيب الصحفيين . وبامكان الجميع الرجوع الى هذا الكتاب لمعرفة واقع الصحافة والصحفيين في ظل النظام السابق وانا ذكرت بعضا منها هما
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=207927
. استبشر الصحفيين كحال جميع العراقيين خيرا بسقوط نظام صدام حسين . ولكن يبدو ان القادم لم يكن جيدا لاسرة صاحبة الجلالة . حيث اقترب عدد الشهداء من الرقم 300 . وبلغ اعداد الجرحى والمصابين المئات . فلقد وصل عدد مؤشرات الاعتداء على الصحفيين الى ( 262 ) اعتداءا ولقد صنفت لعام 2009 فقط ب (83) حالة اعتداء بالضرب تعرض لها صحفيون و مصورون ميدانيون من قبل قوات عسكرية و امنية و (37) حالة تضييق (39) حالة منع وحتجز و اعتقل (49) صحفياً و اعلاميا تفاوتت مدد اعتقالهم و احتجازهم وواجه (14) صحفياً و مؤسسة اعلامية دعاوى و تعرضوا لمحاكمات بسبب قضايا نشر و نجا (10) صحفيين من استهدافات مسلحة اصيب (2) بجروح بالغة الخطورة فيما اختطف و قتل صحفي واحد و تعرض (4) اخرون للاختطاف و اخلي سبيلهم بعد ان تعرضوا للتعذيب من قبل الخاطفين. وبينت عمليات التوثيق لحالات استهداف الصحفيين ان الاسلحة الكاتمة للصوت و العبوات اللاصقة هي الاسحلة المفضلة التى استخدمها المسلحون لأستهداف الصحفيين . يبدو ان عصر الديمقراطية المزعومة والتغيير لم تحقق ماكان يطمح اليه الصحفيون والاعلاميون في العراق . ولم تكن الجماعات الاجرامية والعصابات الارهابية هي الوحيدة التي قامت بالاعتداء على الصحفيين . فلقد اثبتت الحكومة واجهزتها الامنية في اكثر من مناسبة مدى تطاولها واستخفافها بالصحفيين . ومنعهم من اداء واجبهم الانساني والمهني , كما هو الحال مع كادر فضائية البغدادية التي تعرض منتسوبها ومراسليها الى الضرب والمنع من قبل افراد الاجهزة الامنية في بغداد وغيرها من المحافظات . وتعرض العديد من الصحف العراقية الى المضايقة ورفع دعوى قضائية بحقهم . اخص بالذكر منها صحف ( المشرق , البرلمان . الجزيرة ) وكان اخرها اختفاء الزميل ( سعد الاوسي ) رئيس تحرير صحيفة ( الشاهد المستقل ) وعدم معرفة مصيره الى هذه اللحظة . ولابد هنا من الاشادة بدور ( مرصد الحريات الصحفية ) الذي انبرى للدفاع عن حقوق الصحفيين وحرياتهم . وكان ايضا من المطالبين للجهات المعنية بالكشف عن مصير الزميل الاوسي . وكان للاستاذ ( هادي جلو مرعي ) مواقف مشرفة كثيرة بهذا الخصوص . ونحن اليوم نعيش في هذه الذكرى . نتامل ان تعي الحكومات في العالم حرية الصحافة والتعبير عن الراي , والابتعاد عن استخدام العنف والترويع ومضياقة الصحفي . نتامل من حكومتنا ان تكون لهم اسوة بالرئيس الفرنسي ( نيكولا ساركوزي ) عندما شنت الصحافة الفرنسية حملة ضد تولي نجله احدى المناصب هناك . ويبقى السؤال الى اين ستؤول حرية الصحافة في عالمنا العربي . والعراقي خصوصا . هل سيعي السياسين الجدد , معنى رسالة الصحافة واحترام حقوقها وضمان الحرية لها . هذا ما ستجيب عنه الايام القادمة , والتي نتمنى ان تكون مزدهرة . وكل عام ودعاة الحرية في العالم بالف خير
#محمد_شفيق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متسول فوق النفط
-
وقفة مع النقاب
-
ذو القرنيين والقاعدة
-
مأساة من بلادي
-
خالد القشطيني , ماهكذا الظن بك ( 2 )
-
خالد القشطيني , ماهكذا الظن بك
-
اجمل الاساطير مع الشيرازي
-
صفا والانوار ... الى اين ؟؟
-
في ذكرى الحرب .. ذكريات وتساؤلات
-
لايوجد جهاز امني في العراق
-
أمنيات وانفجارات
-
لماذا يخشون علاوي ؟
-
حال اطفالنا
-
الدكتور ( فؤاد زكريا )
-
جنابر تسمى صحف
-
ابو مودة
-
جولة مع هادي جلو مرعي وكتابه ( تجربة صحفي من واقعة الطماطة ا
...
-
لولا الرجال ماخلقت النساء
-
يوم العيد
-
النداء الاخير
المزيد.....
-
ماكرون يقبل استقالة الحكومة الفرنسية ويدعوها لتصريف الأعمال
...
-
ماذا تعني المشاركة في مسابقة للجمال في الصومال؟
-
وزير خارجية جنوب إفريقيا: حل النزاع في أوكرانيا دون مشاركة ر
...
-
بوروشينكو: سلطات كييف لا تتخذ أي إجراءات لاستعادة توليد الطا
...
-
مقتل 3 أطفال سوريين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
-
الخارجية الأمريكية: لا أحد في أوروبا يهدد روسيا
-
روسيا.. ابتكار مصدر بديل للطاقة من القش
-
لماذا أقر جيش إسرائيل بالنقص بدباباته؟
-
رصد انفجارات للصواريخ الإسرائيلية الاعتراضية في أجواء الحدود
...
-
مصر.. إغلاق ضريح مسجد الحسين.. والأوقاف تنفي ارتباطه بذكرى ع
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|