|
في عيد العمال العالمي... يستذكر نقابيو غزة تاريخها.!!
طلعت الصفدى
الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 01:31
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
في عيد العمال العالمي... يستذكر نقابيو غزة تاريخها.!!
يحملونك المسؤولية يا ابن غزة،عن كل موبقات الكون، كأنك مولود من الضلع الأيسر لآدم أبو الخلق.. الساقطون، والهاربون، والفاسدون، والمتأسلمون، والمستسلمون، والقومجيون ، والصهيونيون،والإسرائيليون العنصريون المتطرفون، والامبرياليون مصاصو دماء الشعوب، وعرابو السياسة الأمريكية، والباحثون عن الشهرة في الخليج العربي، والمتواطئون على تحويل اسمه إلى الخليج الفارسي، والإقليميون، والمسيحيون الجدد، يحاصرونك في الغفوة والمنام، يصبحون، ويمسون يحلمون بأن يبلع البحر غزة من الوجود حتى ترتاح ضمائرهم، ويطيب وجع دماغهم للأحاسيس الإنسانية، والكرامة الآدمية. معابرهم محاطة بالأسلاك الشائكة المكهربة، وبالرصاص الحي والمتفجرات، ومطاراتهم مغلقة، ما عادت تستقبل الراحلين من غزة إلى بلاد الله الواسعة، من أجل لقمة عيش كريمة، برغم مرارة الغربة والتشرد، مستبدلين يافطة ممنوع التدخين، بالتحذير من مواطني غزة، كأنهم الطاعون، وعليهم أن يمروا عبر الأنفاق من مطار إلى مطار، ومن ميناء إلى ميناء، وممنوعين من التوقف فيها، عليهم أن يبقوا معلقين في السماء، فهذا عقابهم لأنهم المشاغبون في نظرهم، والمتمردون على قوانين الغاب، والتسلط وأفكار القرون الوسطى، وكأن من المحرمات أن تدوس أقدامهم تراب الوطن الذي ولدوا وترعرعوا فيه، ففي رأيهم أن التوراة والإنجيل تدعي أن أرض الميعاد لهم، وأن الله فضلهم على العالمين!!!!. على النقيض من شريعة حمو رابي، وحضارات العالم القديم في الصين والهند، وما وراء النهرين دجلة والفرات، والحضارة الفرعونية ما قبل قبل الميلاد . يريدونك أن تستسلم، وتستجيب للقهر والظلم، ولا ترفع رأسك في وجه ظالميك ومغتصبيك،حتى تبقى فاقدا للوعي والمعرفة، بلا عقل وضمير، ولا شريان يهب لك الحياة، عليك تنفيذ أوامرهم الشيطانية، وربما لم يقرؤوا كتاب آيات شيطانية للكاتب سلمان رشدي، وإلا فأنت عدو للسلام، وللبشرية، وفى هذه الحالة فعقابك الحصار، والتجويع، والموت البطيء، ولتتساقط عليك وعلى أهلك كل القنابل وأسلحة الدمار الشامل. كأنك مسئول عن تدمير برج التجارة العالمية، والبنتاغون، وشريك في المفاعلات النووية الإيرانية، ومسئول عن الثورات والتمرد في أمريكا اللاتينية، ومع قراصنة الصومال والإبادات الجماعية في دارفور والسودان، والتفجيرات الدموية في العراق وأفغانستان، وباكستان والجزائر، وتناحر الأخوة في فلسطين، ومهرب لصواريخ سكود العملاقة ، ويا خوف الشعب الفلسطيني والعربي من المستقبل القادم، يجرى فيه تكرار المأساة والمهزلة، مثل ما جرى لنظام صدام حسين في العراق، تضخيم وإشاعات، وتقارير كاذبة، ونفخ، ثم الهاوية والانكسار، بهدف إعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط ، استمرارا لامتصاص خيرات الشعوب، وإفقار العمال والجماهير المسحوقة، وضمان نهب النفط والغاز، وبناء القواعد العسكرية لحماية أمن إسرائيل الخارجة عن القانون، وكأنك وراء الأزمة الاقتصادية العالمية ، وانهيارات البورصة، وإفلاس البنوك ورجال الأعمال والمال، في بلدان العالم الرأسمالي والامبريالي. الهاربون، والبيروقراطيون، والكمبوردورون، وتجار العملة، والمخدرات والسجائر، وسماسرة الأراضي ،والثرثارون عبر فضائيات الحقد والتحريض، القابعون في لندن وواشنطن وباريس، وأجهزة الأمن الشرعية والمزيفة،والمتسلقون، والمرتدون، والانتهازيون، عثروا على ضالتهم، وضحيتهم، فالضحية يجب ذبحها وسلخها حتى يرضى سيدهم الإقطاعي والبرجوازي، وامراء التهريب، ومغتصبو مال الغلابا والمساكين، ونهب المساعدات والهبات، باسم الدين والعروبة، وقوى الممانعة والمقاومة، والاعتدال والانهزام ودعاة أن 99%من أوراق الحل في يد أمريكا، وجامعة الدول العربية بلا حول ولا قوة، مشدودة لسلاسل القيد في الأفواه والايادى والأقدام، وصوت الاحتجاج مخنوق وكاتم الصوت بالمرصاد، يتسابقون في العودة للمفاوضات غير المباشرة بأمر من السيدة كلينتون مع استمرار الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، وحصار غزة مستمرا، والتراجع عن قراراتهم التي تعهدوا بها أمام شعوبهم في مؤتمر القمة الأخير في سرت بليبيا، مصدقين كذب وادعاءات وضمانات سيد البيت الأمريكي. متحدون لقهرك أيها الفلسطيني في غزة، والضفة الفلسطينية والقدس والداخل الفلسطيني، وفى مواقع اللجوء والتشرد، وفى كل مكان. لم يقرؤوا التاريخ جيدا، ولم يستوعبوه بعد، ولا زالوا يتوهمون، ويتخيلون بأن الفلسطيني يرضى بالظلم والقهر والاستعباد القومي والطبقي، فغزة عصبة التحرر الوطني الفلسطيني والرؤية الصائبة بموافقتها على قرار التقسيم، وإفشال مؤامرة توطين اللاجئين في سيناء عام 1955، وغزة الجبهة الوطنية المتحدة عام 1956، وعودة الإدارة المصرية في 14/3/1956، وضد حلف بغداد، وغزة جيش التحرير الفلسطيني، ومجموعات فدائيي مصطفى حافظ . غزة موطن الحركة الوطنية الفلسطينية، ومركز تعدد القوى السياسية من الشيوعيين، والإخوان المسلمين، والبعثيين والقوميين العرب والفتحاويين، غزة أم الثورات والانتفاضات الشعبية والجماهيرية، والمقاومة المسلحة، والتجنيد الإجباري، وأول مجلس تشريعي فلسطيني، وأول مؤتمر لمنظمة التحرير الفلسطينية، وغزة الانتفاضة الشعبية الأولى عام 1987 التي غيرت، ووضعت القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، ومنها أول رئيس للوفد الفلسطيني في مدريد، وأول استقبال لعودة القيادة الفلسطينية إلى ارض الوطن ،والانتفاضة الثانية التي جلبت الدمار للشعب الفلسطيني، وللأسف كانت غزة أول انقسام على الشعب والوطن، بأيادي فلسطينية، وحسابات إقليمية لم يحلم بها أسلاف شارون وأحفاده. في ألأول من أيار والعالم يحتفل بعيد العمال العالمي، كرمز لوحدة الحركة العمالية في العالم، وعلى قاعدة "يا عمال العالم اتحدوا" مظاهرات ومسيرات حاشدة بالملايين بقيادة أحزابها السياسية، ونقاباتها العمالية، وقواها التقدمية والثورية في العالم، الشيوعيون، والتقدميون، والديمقراطيون، وأنصار السلام والبيئة، رافعوا شعارات الطبقة العاملة، والعدالة الاجتماعية، ضد القهر والظلم والاستبداد والاستغلال، واغتصاب قوة عمل العمال والشغيلة في العالم، والصراع من اجل إنهاء الظلم القومي والطبقي . يستذكر النقابيون الفلسطينيون المخضرمون الضرر جراء تفتت الحركة النقابية والعمالية، وفشل كل المحاولات، لإعادة وحدتها من اجل الدفاع عن مصالح الشغيلة والعمال والعاملات في كافة المعارك الاقتصادية والسياسية والأيدلوجية، وتحويلها إلى نقابات غير مستقلة ، نقابات للسلطان ، نقابات صفراء تقودها المخابرات والاستخبارات، وعلى رأسها قيادات نقابية شاخت، ولم يعد همها سوى البقاء على رقاب الحركة العمالية. وإذا كانت بعض قوى اليسار الفلسطيني، قد احتفلت بعيد العمال العالمي على طريقتها، ونظمت المظاهرات والمسيرات التي اتجهت إلى معبر بيت حانون، تعبيرا عن رفضها للعدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني ،وتحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن المعاناة التي يتعرض لها عمال فلسطين ، فان رسالتها الأولى تؤكد أن المعركة الحقيقة في اتجاه الشمال مع الاحتلال الإسرائيلي، وليس جنوبا على معبر رفح الحدودي مع الأشقاء المصريين ، والثانية إلى الحكومة الفلسطينية، والحكومة المقالة بعدم الاستهتار بآدمية العمال الذين يشكلون القوة المحركة الأساسية للثورة الاجتماعية، والتحررية، ومسؤوليتهما الوطنية والقانونية والأخلاقية تجاه العمال والعاطلين عن العمل، والعمل بكل الوسائل من اجل حل مشاكلهم المعيشية، والتوقف فورا عن جباية الضرائب، وملاحقة الغلابا والمسحوقين . ومع هذا الانجاز، فان القيادة النقابية اليسارية لهذه القوى،لم تنجح في تنظيم المسيرات التي تخللتها الفوضى والذاتية على الرغم من حشدها الجماهيري، وراياتها الفلسطينية والحمراء الخفاقة في سماء الوطن، وافتقرت إلى أدنى قواعد التنظيم والانضباط والاتزان. إن قوة الحركة اليسارية في قدرتها الدفاع عن قضايا العمال ، والعمل على تنظيمهم،ورفع مستوى وعيهم، وتنفيذ التوجهات والتعليمات بدقة وبروح جماعية باعتبارهم ليسوا ميليشيات متناثرة فقدت السيطرة على جمهورها، وفي نفس الوقت فقد دخلت في حمى المنافسة الصورية والفصائلية ، ولم تعط النموذج اليساري الحقيقي، وشابها تنافس محموم، وتصارع على الفضائيات، يتسابقون ويتراكضون وراء وسائل الإعلام التي جاءت خصيصا لتغطية الفعالية بحكم مهنيتها وعملها، ورصد حركة العمال في عيدها العالمي ،مما شوه صورتها إعلاميا وجماهيريا، وأفقدها المصداقية، وفشلت في توجيه رسالة لشعبها أنها قادرة إذا ما توحدت على النهوض بمهام التحرر الوطني والاجتماعي والديمقراطي . لقد أساءت بعض القيادات للوجه الحقيقي ، والمغزى الفعلي لقوى اليسار، وفشلت في تقديم نفسها كقوة ثالثة في المجتمع الفلسطيني، يراهن عليها كأداة للخلاص من الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وعجزت على الرغم من شعاراتها الصحيحة في الدفاع عن قضايا الجماهير الاجتماعية والديمقراطية، وهذا يحتاج لإعادة تقييم موضوعية لحركتها، ونقد شجاع وجريء، وأن كان قاسيا، ويبدو أن وحدة جبهة اليسار على الرغم من نضوج الواقع الموضوعي لتشكله ، فان العامل الذاتي لهذه القيادات لم يرتق بعد بسبب الحسابات الفئوية والشخصية الضيقة، وهذه تحتاج لضغط من القواعد والقيادات الوسطية لإجبارها على التنازل لوحدتها على طريق تشكيل جبهة اليسار الفلسطيني.
#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا لا يغضب الشعب الفلسطيني ويثور على مضطهديه ؟؟؟؟!!!
-
ماذا يجري في بلاد العرب والمسلمين ؟؟!!
-
ملعون ابو هالزمن...!!
-
كلمة طلعت الصفدى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني فى
...
-
هل الخطان الفلسطينيان المتوازيان يلتقيان ...؟؟؟!!!
-
معبر رفح ليس معركة وطنية فلسطينية!!!
-
غزة ... والخنازير
-
قرار عدم الممانعة انتهاك لحقوق المواطن في غزة
-
في ذكرى تأبين الشيوعي والقائد الكبير عبد الله ابو العطا /عضو
...
-
عالم استعماري مخادع ، وإرادة مفقودة ...!!!
-
إلى الجحيم كل المبررات للهروب من المصالحة الوطنية...!!!
-
معبر رفح .. معبر الموت والإذلال ...!!!
-
لا لشرعنة الانقسام.. والسطو على الوطن ..!!!
-
بلاش أوهام، لا ينقذ غزة إلا أهلها ...!!!
-
أحداث رفح مؤشر على المستقبل المظلم المتربص بشعبنا
-
لا يهم المواطن .. فأنتم المسئولون عن تراجعه ..!!
-
لا تجديد ولا تمديد ، كفى بالشعب والوطن اغتصابا!!!
-
لماذا التراجع يا وفد فتح فى القاهرة !!!؟؟؟
-
إسرائيل دولة العنصرية والإرهاب
-
الانتخابات الديمقراطية هي المخرج الحقيقي لازمة الحركة النقاب
...
المزيد.....
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
-
تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال
...
-
النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع
...
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا
...
-
اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا
...
-
مراسلنا: إصابة مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية وعدد من
...
-
السلطة الشعبوية تعلن الحرب على العمال وحقوقهم النقابية
-
سياسات التقشف تشعل غضب العاملين في القطاع الصحي بالأرجنتين
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|