أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - والعرب و-لعبة العبث- الأمريكية الصنع














المزيد.....

والعرب و-لعبة العبث- الأمريكية الصنع


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 17:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


أقل ما يوصف به اجتماع اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية، وما خرجت به من مقررات ب"العبث" الذي سئمنا منه، ومن مشهده التعس، وخطابه المتهافت الذي لا يقنع طفلا، والخارج عن أية قواعد للمنطق السليم، ومقتضيات اللحظة الراهنة سياسيا واستراتيجيا.
ولا أدري كيف وصلنا إلى هذا المنحدر، الذي نتعامى فيه عن رؤية الاخطار، أو اللامبالاة في التعاطي معها، رغم أنها لن تسثني احدا.
ولا أدرى ماذا سيضير العرب"الرسميون" بالطبع، لو قالوا لا مرة، لواشنطن، بدلا من مسايرتها في الخطأ قبل الصواب، والإنصياع لأوامرها، والسير وراءها كالعميان، الذين فقدوا البصيرة قبل البصر.
فبعد أن تراجعوا عن التفويض الذي منحوه لمحمود عباس، وسلطته المصنوعة بواشنطن وتل أبيب، لإستئناف التفاوض مع الكيان الصهيوني، بعد الإعلان عن الشروع في بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة، هاهم يعاودون الكرة مجددا، ويتراجعون عن تجميد موقفهم البائس، ويوافقون على إستئناف المفاوضات مع الكيان مرة أخرى، حتي لا يخذلون الرئيس الامريكي، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، اللذان قررا إستئناف التفاوض، وحددا موعدا قبل اجتماع اللجنة، ولو كان ذلك على حساب الشعب العربي والفلسطيني بشكل خاص، الذي لا يبالون بخذلانه، ولا يضيعونه- أصلا - في حساباتهم الضيقة.
الغريب أن يأتي هذا الاجتماع، في توقيت لم نشهد فيه أية بوادر على تغير في القناعات، والسلوك الصهيوني، و فيما تصر حكومة السفاح نتانياهو على مواصلة مخططها العدواني في الاراضي الفلسطينية، بل أننا نشهد - في المقابل- إستعراضا لجنون القوة الصهيونية، ومحاولة لتوسيع نطاق العدوان، بالتهديدات الموجهة لكل من سوريا ولبنان، وإختلاق أزمة التسليح السوري الإيراني لحزب الله، وتضخيمها، لحرف أنظار العالم عن جرائم "إسرائيل"، ومناهضتها للسلام، وللحصول كذلك على مبرر، حال إقدامها على إستهداف جيرانها العرب أو ايران، والحصول على التعاطف الدولي بلعب دور الضحية التى تجيده.
الذي يثير السخرية المؤلمة، ويجعل الأمر أشبه بمسرحية عبثية، أن تخرج علينا اللجنة الوزارية، وللمرة الثانية ببيان، وتصريحات تقر فيه وتعترف بأن ثمة قناعة لدى الجميع بأنه" لا دلائل على جدية اسرائيل في عملية السلام"، أو حسبما قال رئيس اللجنة وزير خارجية قطر حمد بن جاسم"الفشل وارد، لكننا نعطي فرصة للوسيط الامريكي".
أي عبث هذا، إذا كان الطرف المعني لا يريد السلام، ويريد فقط فرض تسوية مجحفة، يحتفظ فيها بالأمن والأرض، ويأخذ صك إعتراف عربي وفلسطيني بالتنازل عن الحقوق، واذا كانت أمريكا ذاتها شريكا فعليا، وليست وسيطا نزيها بحكم تداخل المصالح بينهما، ومشروعهما المشترك في المنطقة، ورؤيتهما الاستراتيجية الواحدة لهذا الأقليم، القائمة على منطق الهيمنة والاستنزاف له، فكيف يتأتي لنا أن نعول عليها من جديد.
ألم نتعلم من خبرة ما يزيد عن عشرين عاما، من مسيرة التسوية، وألم نختبر "الوسيط النزيه والوحيد" منذ مدريد وحتي الآن، ونعطيه مهلة وراء مهلة، وفرصة ففرصة، حتي صرنا ندمن المنح والتنازل المجاني، دون أن نأخذ شيئا، سوى وعود وأوهام ؟!
وألم نعول على بوش الأب ، فكلينتون، فبوش الأبن، وأخيرا باراك اوباما الذي أوهمنا بتسوية عادلة للصراع خلال عامين، وها هي المهلة التى حددها بنفسه قد قاربت على الإنتهاء ولا شئ، سوى التزامات متكررة بأمن ومصلحة "اسرائيل"، ويريدونا أن نمنحهم مهلة جديدة لتتحرك عجلة السلام، دون سلام، ونظل ندور في نفس الدائرة المفرغة من مفاوضات فتعثر، فتجميد ، فإستئناف، ومن مباحثات، لمفاوضات غير مباشرة، فمباشرة، ومن حكومة "إسرائيلية" يمينية، فيسارية، ومن إدارة جمهورية لديمقراطية، حتي يستكمل الطرف الصهيوني مخططاته، ويلتهم ما تبقى من أراضي، يهودها، ويغير جغرافيتها، وديمغرافيتها.
ثم ما هي الضمانات التى حصل عليها محمود عباس، التي أقنعت اللجنة الوزارية بجدية التحرك الامريكي.. ولماذا يتم إخفاؤها، وعدم الإعلان عنها؟ أليس في الإخفاء ما يثير الريبة؟ خاصة أن لا مصداقية لعباس، الذي لا تعنيه القضية الفلسطينية، ولا مصيرها، قدر الإستجابة للسيد الأمريكي و"الإسرائيلي" وأوامرهما النافذة بلا جدال، والرغبة في عدم إغضابهما، حتى لا يلقى مصير عرفات.
الجدية التى يجب التعويل عليها لو المسئولون العرب صادقون مع أنفسهم وشعوبهم، ولو القضية الفلسطينية تعنيهم حلها، وليس إستمرار الصراع كما هو، وترك" إسرائيل" ومن ورائها واشنطن تقرر مستقبله بمفردها، هو فرض تسوية عادلة خلال اطار زمني معلوم، إستنادا إلى المرجعيات الدولية القائمة بالفعل.
وإذا كان محمود عباس نفسه قد أعلن في مقابلة تليفزيونية أننا تفاوضنا على كل صغيرة وكبيرة، وتوصلنا إلى حسم لكل الملفات من سنوات، بحضور مسئوليين أمريكان، فماذا بعد هذا الإعتراف، هل ثمة مبرر لتفاوض جديد، أم أنه تواطؤ فعلي على القضية الفلسطينية، ومنح الكيان الصهيوني مهلة لإنجاز مخططاته؟!
وأخيرا، أليس جزء من لعبة العبث، وإستغباء الشعب العربي، أن تطالب اللجنة المجتمع الدولي برفع الحصار الظالم على غزة، والحكومات العربية شريكة في هذا الحصار، ولاتتحرك، وتبادر إلى هذه الخطوة، لتنفى عن نفسها تهمتي التواطؤ والتبعية، وتدلل على صدقيتها أمام الشعب الفلسطيني، الذي يتحدثون بأسمه، ويتباكون عليه، وهم يشاركون في وليمة ذبحه؟
*



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوستالجيا رومانسية وثرثرة جنسية وتباكي طبقي
- تهنئة مبارك ل-اسرائيل- والاعتذار الواجب للفلسطينيين
- انتهت-ازمة التطبيع الفرنسي-وبقى غبار الانتهازين
- -مهرجان الصورة الحرة-:الخديعة والمتاجرة والهزيمة
- -عرب المشرق-و-عرب المغرب- والمسافة الفاصلة
- الجدار والحصار والتقصير الشعبي المصري
- -مهرجان الصورة- والوجه الصهيوني لفرنسا
- العرب بين-الايراني فوبيا- و-الصهيوماسوخية-
- رسالتا العراق وموريتانيا الى قمة سرت..استيعاب ام تجاهل؟!
- القمة العربية بين خيار المواجهة وثورة الغضب
- الافلام الروائية القصيرة..ثقافة الثرثرة البصرية وفقر الفكر
- الشعوب المهزومة من الداخل وانتصاراتها الزائفة
- نتانياهو واوباما والترويج العربي لبضاعة السلام الفاسدة
- -الكرامة التركية-و-السيادة المصرية-و-اسرائيل-
- فاتورة شيخوخة الحكم.. ومصير مصر المجهول؟!
- التخلص من الاذيال وابقاء رأس السمكة في مصر
- هدايا النظام المصري لنتانياهو والتشوية المجاني لصورة مصر
- جدار مصر الخانق لغزة والحق الذي يراد به باطل
- حين يروج فلسطينيون لمشاريع صهيونية ويُحتفى بالمطبعين؟!
- وهم-المخُلص- والهروب من استحقاقات التغيير في مصر


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - والعرب و-لعبة العبث- الأمريكية الصنع