أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كمال خوري - تعليقاً على من أراد النيل من سمعة الأستاذ أكثم نعيسة : الفرق بين من ينقل الخبر و من يفكر بأبعاده














المزيد.....

تعليقاً على من أراد النيل من سمعة الأستاذ أكثم نعيسة : الفرق بين من ينقل الخبر و من يفكر بأبعاده


كمال خوري

الحوار المتمدن-العدد: 911 - 2004 / 7 / 31 - 10:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تعليقاً على من أراد النيل من سمعة الأستاذ أكثم نعيسة
الفرق بين مراسل صحيفة والسياسي

لو أراد أحدنا التشويه بصورة جميلة فما عليه إلا أن يتناول المقص ويبدأ بقصها إلى أجزاء ونتف صغيرة، يكفي أن نعرض أي جزء منها على حدة ليبدو مشوهاً وكأنه لا علاقة له بالصورة الأكمل. أن نعزل عبارة من نص ما أو قولا من سياقه وإبرازه بدون ترابط مع ما قبله وما بعده ومع مجمل الشروط المحيطة به فهذا ليس نقل أمين بل تشويه مغرض. هذا التشويه هو بالضبط ما فعله أحد المبتدئين في مهنة الصحافة عندما تناول ما سماه محضر تحقيق الأستاذ أكثم نعيسة إذ يزعم أن هناك من أرسل له فقط هذه العبارات التي أخذت من محضر طوله أربعون صفحة فنشرها لتبدو وكأن قضية اعتقال الأستاذ نعيسة كلها تمثيلية سخيفة وأن المعتقل يحظى بعناية فائقة وكأن الجلطة الدماغية التي أصيب بها هي حادثة مفتعلة أو كأن إضرابه عن الطعام مختلق، وأنه يتمتع بالجو المريح، أو ربما لأنه لم يستطع إعلان مواقفه وهو طليق ولهذا لجأ إلى التصريح بها من داخل السجن، وليبدو وكأن المعتقل نعيسة دخل السجن لأنه يريد أن يمّثل، أولأنه يريد أن يعالج صحياً بعد أن سمع عن(أو ربما لأنه خبر من خلال سجنه الماضي) الرعاية الطبية في السجون السورية أو لأنه أراد الاستجمام في منتجعات السجون السورية في صيدنايا إذ تبلغ مساحة المهجع الواحد أربعون متراً مربعاً (تخصص لكل سجين) كما يذكر ذلك المراسل الصحفي.

عندما ينقل الصحافي خبراً فإنه يجب أن يفكر به وبأبعاده وبتداعياته، ويجب ألا يخفاه السؤال الهام لماذا يجب نقله ومن يخدم ذلك الخبر في نهاية الأمر. إن مهنة الصحافة هي مهنة إنسانية قبل كل شيء ويجب أن يتحلى الصحفي بأخلاق مهنته التي تقتضي عدم الوقوف إلى جانب الظالم والطاغي والديكتاتور. تاريخ الصحافة يشهد لصحفيين (عالميين) كان عليهم نقل الحدث فوجدوا أنفسهم ـ بدافع إنساني ـ جزء من الحدث ليدفعون الظلم الواقع على إنسان. كم من صحفي بكى لألم الإنسان الذي يكتب عنه، وكم من صحفي وجد طفلاً تيتم في حرب أهلية فانتزع هذا الطفل ليتبناه ويضعه بين أطفاله ويرعاه. هؤلاء الصحفيين تحلوا بالإنسانية ـ ولم يصبحوا ألعوبة ولم تهمهم الأخبار التي تتنافى مع صفاتهم الإنسانيةـ فلم يكتفي واحدهم بالكتابة عن الظلم بل بدافع إنساني محض أخذ يحاول تخفيف وقعه عن الآخرين. أي أن مهنة الصحفي هي إنسانية ويجب أن يكون همها نصرة المظلوم وليس زيادة معاناته بحمل سلاح الظالم.

لقد انتبه لفعل مراسل أيلاف هذا أساتذة أجدر منا بالتحليل والكتابة وأقدر منا على استقراء الأمور بدقة وكتبوا عن الموضوع ومن يخدم في النهاية. إن أقوال أكثم نعيسة التي يجب أن نستند إليها هي أقوال أكثم نعيسة الحر الطليق وليس أكثم نعيسة السجين المريض بين أيادي الجلادين والمحروم من أبسط الحقوق في معتقله. حتى ولو لم نعرف من هو أكثم نعيسة أوحتى ولو كنا على خلاف معه فالأخلاق والوعي يقتضيان أحد احتمالين في هذه الحالة إما الصمت وإما عدم الإساءة لسجين معزول بالمساهمة في زيادة القهر والقمع الواقعان عليه.

ما يلفت للنظر حقاً هو إما جهل (روحي عازار) مراسل إيلاف وتباهيه بجهله وإما إصراره على التباهي ببشاعة عمله في تقديمه خدمة للنظام السوري الذي يريد التشويه بأكثم نعيسة، فبدلاً من الإعتذار عن فعلته والاعتراف بأنه أخطأ نجده اليوم يكتب (وبالتأكيد هناك من يدفعه للكتابة لأنهم عرفوا سيكولوجيته) قائلاً أنا: " لدي مطلق الحرية في نشر أخباري" وأنا "مستقل" و"أخباري صحيحة" وأن عليه أن يذكر "مواقف السجين إذا كان أبدى أية مواقف في معتقله من سلطة بلده"، وكأن المواقف من السلطة مشترطة بالسجن كي تبرز إلى العلن، ولا يكتفي بذلك بل يحاول أن يمنح النظام السوري صفات إيجابية لم يتجرأ عليها أحد قبله حين يدّعي أنه منذ كتابته في "الشأن السوري لم يسمع مسؤولاً واحداً يكتب عنه (أي عن روحي عازار)" وأن "الجهات الرسمية لم تحتج حتى الآن". لا أعتقد أنني سأصادف أقوالاً تصل في سماجتها وتبلد ذهنها أكثر من ذلك، وهل ينتظر صاحبنا أن يكتب عنه غازي كنعان إذا قال إن فلان سجين وهو سجين حقاً؟ من الواضح أن هذا الشخص لم ينضج بعد لدرجة تجعله يدرك ما هي الظروف السورية ليكتب عنها وهو في دبي، ولايدرك معنى أن يكون سجيناً في سورية، فهو يهتم بخبر ولا يفكر بأبعاد هذا الخبر كإنسان، لن نطالبه أن يفكر كرجل سياسة لأن ذلك كبير عليه. لو افترضنا جدلاً أن المراسل الصحفي المقصود هو بريء ولو أردنا تصديق براءته (بالرغم من أن توقيت ما نشره قبل المحاكمة بيوم واحد ليس بريئاً) فمن المؤكد أن من يصر على ذلك إما يريد عمداً تأدية خدمة لجهة ما أولا يعرف ما معنى التحقيق مع سجين وظروف ومناخ التحقيق في سورية، وحيث يكون المرء بين أيادي جلادين وعصابة مارقة على كل القوانين والأعراف لا يوجد بطولة، والمرء ليس مسؤولاً عما ينسب إليه وهو في التحقيق في سورية حتى ولو ذُيّل بتوقيعه وبصمه. نكرر أن المستند الوحيد لأقاويل المرء هو وجوده حراً طليقاً، وخلاف ذلك لا نعتمده ما دام السجين سجيناً.

حرام هذا الظلم والإساءة المتعمدة إلى شخص دفع الكثير من حياته في سبيل رفع المظام عن السوريين كرداً وعرباً.
الحرية للمناضل أكثم نعيسة.
الحرية لكافة معتقلر الرأي.
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين.
والخزي والعار للظالمين ووسائلهم.



#كمال_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري ومهمة نشرة كلنا شركاء


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كمال خوري - تعليقاً على من أراد النيل من سمعة الأستاذ أكثم نعيسة : الفرق بين من ينقل الخبر و من يفكر بأبعاده