أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - هدية جديدة للعرب أتباع النظام الإيراني















المزيد.....

هدية جديدة للعرب أتباع النظام الإيراني


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أنا شخصيا لا أدعو للخصومة العربية مع إيران رغم كل ملاحظاتي على نظامها القمعي الاستبدادي المصادر لأغلب حقوق الشعب الإيراني ، فمقاومة هذا النظام من مسؤوليات الشعب الإيراني الذي لم تتوقف مظاهراته المليونية ضد النظام وأجهزته منذ أكثر من عام ونصف . إلا أنه من حقي وحق أي كاتب عربي التوعية إزاء الخطر الإيراني المحدق بالجوار العربي ، كما أنه من حق أصحاب وجهة النظر النقيضة لذلك أن يدعو للسياسة الإيرانية ويؤيدوها ويناصروها ، وفي النهاية الحكم للجماهير العربية أن تصطف مع أية وجهة نظر تقتنع بها . وسؤالي الذي لن أملّ من تكراره في أية مناسبة هو : هل هناك احتلال يختلف عن احتلال ؟ هل هناك احتلال جميل نصفق له واحتلال قبيح نقاومه ؟ أم أنّ الاحتلال احتلال لا فرق بين هوية المحتل وقوميته وديانته ؟.
الهدية الإيرانية القديمة الجديدة
هي تأكيد مسؤول إيراني بطريقة وقحة غير مهذبة على استمرار احتلال بلاده إيران للجزر الإماراتية الثلاث المحتلة منذ عام 1971 ، وجاء هذا التأكيد الاحتلالي البغيض ردا على تصريحات وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قبل إسبوعين ، حيث انتقد موقف إيران من احتلال الجزر الإماراتية قائلا : ( إن الاحتلال هو نفسه بكل مكان ). وتعليقا على قول إيراني سابق بأن ( الخلاف حول الجزر ناتج عن سوء فهم ) ، قال الوزير الإماراتي : ( احتلال أية أرض عربية هو احتلال وليس سوء فهم ، ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو لجنوب لبنان أو الضفة الغربية أو غزة ، فالاحتلال هو الاحتلال ولا توجد أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرى ). وقد سبق لي أن أكدت هذه الأفكار في مقالة لي في إيلاف بتاريح الثاني والعشرين من يوليو 2008 بعنوان " تصوروا أن احتلال فلسطين مجرد سوء فهم ". وقد ردّت وزارة الخارجية الإيرانية على تصريحات الوزير الإماراتي العروبية القومية المنطقية بلهجة احتلالية استعلائية وقحة ، حيث حذّر "رامين مهمانبرست" المتحدث باسم خارجية الملالي دولة الإمارات من تكرار مثل هذه التصريحات التي حسب قوله جرت فيها مقارنة الجمهورية الإسلامية بالكيان الصهيوني .

الحقيقة: نعم إيران لا تختلف عن إسرائيل
ورغم فورة الغضب الإيرانية المتعجرفة التي لا تحترم مشاعر الشعب الإماراتي ، فإن الاحتلال هو احتلال ، ولا يمكن اعتبار احتلال ما بأنه احتلال لأراض الغير، واحتلال آخر هو مجرد سوء فهم كما تعتبر جمهورية الملالي احتلالها للجزر الإماراتية الثلاثة منذ عام 1971 . وإذا كانت تصريحات وزير الخارجية الإماراتي قد أثارت مشاعر الشعب الإيراني حسب ادعاء الناطق الإيراني ، فهل سأل هو والملالي الحاكمون باسم ولي الفقيه ممثل الله في الأرض : هل يقبل الله تعالى ورسله وصحابته اضطهاد شعب لشعب واحتلال دولة لأراضي دولة أخرى؟. وماذا عن مشاعر الشعب الإماراتي والشعوب العربية ؟. هل يقيم الملالي وزنا لهذه المشاعر ، وهم مستمرون في احتلال الأحواز العربية منذ عام 1925 والجزر الإماراتية منذ عام 1971 ، ويهددون في كل مناسبة بإعادة ضم مملكة البحرين ومحاولة إثارة الشغب والفوضى فيها من خلال ما يسمى "حزب الله البحريني" ، ومحو دول الخليج العربي إن تعرضت جمهوريتهم اللا إسلامية في ممارساتها لأي عدوان ؟. ومن يتخيل أن هذه الجمهورية ترفض الحوار حول هذه الجزر المحتلة ، وترفض أي تحكيم دولي ، وتريدنا أن نقتنع أن ما تمارسه ليس احتلالا بل مجرد سوء فهم !. الاحتلال احتلال ولا تختلف دولة احتلاليية عن دولة احتلالية أخرى!.
ورغم هذا الغضب الإيراني المتعجرف المتنكر لحقوق الشعوب في الحرية ودحر الاحتلال ، إلا أنّ وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ، أصرّ على موقفه ورفض التراجع عن تصريحاته ومقارناته بين الاحتلالات المختلفة ، وتحديدا أثناء زيارته للضفة الغربية واجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، حيث وصف مجددا ( سيطرة إيران على جزر أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى بأنه احتلال ) وقال : ( إنه يعطّل علاقات إيران مع جيرانها العرب ). وقد كان تأكيد الوزير الإماراتي لتصريحاته ومواقف بلاده من الاحتلال الإيراني ، مقصودا وهو في الضفة الغربية المحتلة من إسرائيل ، ليؤكد عمليا وواقعيا أن الاحتلال احتلال لا يختلف باختلاف الدولة المحتلة .
سؤال موجه للقوميين العرب ودول الممانعة
وهذا السؤال مصدر شك في صدق أقوال وأفعال الأحزاب والكتاب القوميين العرب ، وما تطلق على نفسها اسم "دول الممانعة والمواجهة " . فأجيبونا : لماذا السكوت على احتلال إيران للأحواز العربية والجزر الإماراتية ؟ . ولماذا نسيان الجولان ومزارع شبعا المحتلة ، ولماذا نسيان نهائي ودائم للواء الإسكندرونة السليب المحتل ؟ ولماذا لا ذكر لمدينتي سبتة ومليلة المغربيتين المحتلتين ؟. أرجوكم بصفتكم حراس القومية العربية والأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة ، هل ننسى هذه الاحتلالات كلها ، ونتذكر احتلال فلسطين فقط ؟. أجيبونا كما تساءل وأكدّ وزير الخارجية الإماراتي : " هل هناك أرض عربية أغلى من أرض عربية ؟ ". وأيضا أين مركز دراسات الوحدة العربية ؟ هل ندرس هذه الأراضي على أنها محتلة أم مجرد سوء فهم ؟. هل نسمع إجابات على تساؤلاتنا العربية هذه ، أم نتعزى بقول الشاعر العربي :

لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

ورغم أن هذا البيت من الشعر ينسب للعديد من الشعراء و اقتبسه في قصائدهم آخرون ومنهم : عبد الرحمن بن الحكم بن العاص ، بشارة بن عبد الرحمن الخاقاني ، بشار بن برد ، دريد بن الصمة ، ورفاعة الطهطاوي . إلا انني أميل وانحاز إلى أنّ قائله هو الشاعر عمرو بن معدي كرب بن ربيعة الزبيدي المتوفي عام 642 ميلادية ، وأعزي نفسي في سياق ذكر القوميين العرب وأحزابهم القومية بخصوص الموقف من الاحتلال الإيراني ، ببيت شعره الآخر الوارد في نفس القصيدة بعد البيت المذكور سابقا :

ولو نار نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد

و الرفاق القوميون العرب مطلوب منهم فيما يتعلق بالاحتلال الإيراني والاحتلالات الأخرى أن يثبتوا : هل هم نار مضيئة لهذه الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة حسب ما يرفعون من شعار دائم لهم ، أم رماد لا فائدة ترجي من نور منه ، إذ بسكوتهم وغثيانهم وتخبطهم الفكري جعلوا هذه الأمة بدون أية رسالة ، لا حضور لها في ساحات العالم المتحضر إلا بدخول موسوعة جينس في براءة اختراع " أكبر طبق تبولة " و " أكبر طبق حمص وفول وقرص طعمية "، وأخيرا " أطول ثوب " و " أكبر طبق كنافة " والمضحك المبكي أنه لمخترعين من فلسطين ، قالت الأخبار أنهم يسعون لدخول موسوعة جينس بعمل رائد متميز هو " أكبر صينية مقلوبة " ، و لمن لا يعرف ف " المقلوبة " هي أكلة فلسطينية يستخدم فيها الرز و اللحمة والبيتنجان أو الزهرة (القرنبيط ) ، والخلاف يدور حول هل يستعملون " القرنبيط " أم "البيتنجان " ، والأغلبية مع "القرنبيط " خوفا من أن يكون أصل تسمية "البيتنجان " مأخوذة من كلمتي " بيت الجن " ، و هنا ربما تصدر ( فتوى تيك أوي ) بتحريم الصينية المسكونة ببيت الجن . و يرى البعض بأن صينية المقلوبة هذه ضرورة وطنية للتعويض عن ( قلب ) الاحتلال لحياة الفلسطيني وجعل عاليها واطيها .
والله من وراء القصد الذي لا يهدف إلا لتوضيح المفاهيم العروبية لنثبت أننا أمة عربية واحدة بتوجهات وقناعات واحدة ، أم شعوب مختلفة المصالح والارتباطات ، تجمعها لغة عربية بلهجات مختلفة غير مفهومة خارج أقطارها.
[email protected]
www.dr-abumatar.com



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رابطة الجوار العربي : فكرة منطقية أم مجرد نكتة ؟
- من رسائل المنفى والغياب ،الحلقة الثالثة
- دولة فياض الفلسطينية على الورق..ماذا تعني ؟
- نفس الأحلام في كل المنافي
- غائبون حاضرون..نفس القمم الكلامية
- من رسائل المنفى والغياب ، الحلقة الأولى
- رؤيتي لأسباب العنف وفقدان الانسانية
- محاولة الإجابة على سؤال: لماذا فقدنا انسانيتنا؟
- هل مقاطعة الانتخابات العراقية هي الرد على التدخل الإيراني؟
- الحرية لموفق محادين
- ياإلهي كيف ولماذا فقدنا انسانيتنا؟
- أحمد أبو مطر
- ابن لادن ونضال التغيرات المناخية
- دور الدعاة والمثقفين
- التوفيق بين الشريعة والسياسة
- الجدار الفولاذي بين الشريعة والسياسة
- حصاد ا لعرب لعام 2009
- الأردن:ماذا بعد حل مجلس النواب وتكليف الرفاعي
- أوباما في أوسلو...يا هلا و مرحبا
- وثثيقة حزب الله الجديدة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - هدية جديدة للعرب أتباع النظام الإيراني