أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - الكافر بالإيمان














المزيد.....

الكافر بالإيمان


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2992 - 2010 / 5 / 1 - 23:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثرت ومن على الفضائيات الإسلامية فتاوى التكفير ,يمارسها رجال دين امتهنوا صنعة الدين .وصار ظهورهم اليومي على شاشات الفضائيات المعروفة كظهور القادة السياسيين في الأنظمة الشمولية .وكيف لا.... وهم الأكثر قدرة على لعب دور وكيل الخالق معاذ الله, بدعم من البتر دولار,لنشر الفكر السلفي والوهابي في العالم الإسلامي وبين المسلمين في الغرب.
والمتابع لحلقات التكفير ,يشعر بأن مفاتيح الجنة والنار أصبحت بأيديهم .وهم المالكون للثواب والعقاب.
من جهتي لا أرى مانعاً من أن يتهم كل ممثل لطائفة أو مذهب إسلامي خصمه من نفس الديانة بالكفر .وهذا وارد في كل الديانات الأرضية (الأرضية هي مصطلح يشمل كل الذين فرقوا دين الله إلى شيع ومذاهب وطوائف ,ومريدين لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية وحزبية...الخ).
أما أن يتهم الذين على غير ديانته (بشحطة قلم) بأنهم من الكافرين ,الذين لا أمل لهم بالنجاة من النار إلا إذا اتبعوا سبيل الفرقة الناجية التي يمثلها.فهذا أمر فيه الكثير من المغالطات وفيه تشويه لرحمة الله عز وجل الذي وسعت رحمته كل شيء.
هذه المقدمة بدأت بها لأسرد عليكم قصة الشاب سامر .
سامر شاب في مقتبل العمر ,يعيش في أوربا ,أبوه مسلم وأمه مسيحية ,بعد عودتهم إلى أوربا ,أصبح والده صديقي القديم من أيام الدراسة ,متزمتاً يغالي في دينه بشكل لم أعهده منه من قبل ,وهذه التطورات المفاجئة عادة تحصل للبعض في بلد المهجر فقط ,لا أدري لماذا؟ مع العلم أنهم في بلدهم الأم في الغالب هم من العلمانيين المؤمنين .صديقي هذا حول حالة الاستقرار العائلي في بيته إلى جحيم دائم ,لأنه أراد أن يفرض أرائه السلفية بالقوة على زوجته المسيحية و على أولاده.وحجته في ذلك ...أنه يريد لهم الخير في الآخرة ,لأن من يموت على غير دين الإسلام السني والمذهب الذي يتبعه , فهو كافر في النار.(يحب عائلته بشكل غير معقول).
في أحد الأيام زارني سامر ,وسألني قائلاً: يا عم ...هل صحيح أن جدتي المسيحية ,التي تسكن في منطقة الشرق من سلوفاكيا ,وكل أخوالي وأبنائهم مصيرهم النهائي في النار ,لأنهم لا يدينون بمذهب أبي الديني ,أو كل الذين يعيشون في مرتفعات القارة الهندية ويتعبدون الله على طريقتهم هم أيضاً في النار ....سألته من قال لك هذا يا سامر...أجابني ابي ,وشيخ المسجد!!!!!!قلت في نفسي ما شاء الله ,صار علمهم يفوق علم الخالق !!!!!!

هدأت من روعه ,وبدأت أسأله عن دراسته ,وصديقاته في الجامعة ,وعن مشاريعه المستقبلية .لكنه عاجلني بإصراره لمعرفة الإجابة عن سؤاله.
قلت له يا ولدي .....
الكفر ,والإيمان... قضيتين ,نسبيتين . بمعنى أوضح ,كل كافر في قلبه شيء من الإيمان الفطري ,وكل مؤمن ,في نفسه شيء من الشك بالإيمان.لهذا نرى حالات التحول ما بين الكفر والإيمان الغير معلنة عند أكثر الناس وذلك حسب الظروف والحالات التي يمرون بها.
لكن أن ننعت إنساناً ليس على ملتنا ومذهبنا بالكافر ,ونحكم عليه بأنه سوف يدخل ويعذب في النار....هذا غير صحيح.
والسبب ..لأنه لا ينعت بالكافر كمصطلح إلا لمن وضح له الإيمان بدليله ,وتكبر عنه وعاداه.ومع ذلك ...ليس من حقنا أن ننعته بالكفر ,لأن الإيمان والكفر مكانهما في الفؤاد ,ولا يعلم ذلك إلا الله.
الكفر يا ولدي لا يتحدد إلا إزاء قضية...قضية الإيمان ,بالأدلة عليه.
سؤالي الآن ....هل تم تبليغ..... على سبيل المثال جدتك ,أو أولادها أخوالك وخالاتك ,حقيقة الإيمان الصحيح ,هل عُرضت عليهم قضية الإيمان ؟لا أعتقد ذلك ,وحتى ولو سمعوا عن دين الإسلام ....فأنه وصل إليهم مشوهاً ,شوهه المسلمون أنفسهم من أفعالهم وسلوكهم .فهل يقبل عاقل يعيش في أوربا ,ويدين بدين سماوي ويعمل الصالحات وهو مقتنع بما هو عليه...ويسمع ما يفعل البعض من المسلمين المتطرفين من قتل أخوانهم في الدين , وما يفعلونه اتجاه الآخرين ... أو ما يتقولونه من أحاديث على رسولهم غريبة وعجيبة ...أن يتحول إلى هذا الدين الإرهابي الذي يريد أن يُكره الناس بالقوة على الدخول فيه.
إذن ....هم لم يكفروا بالإيمان ,لأن الإيمان الصحيح لم يعرض عليهم أصلاً .
بل الأصح من هذا ,الذي سيعذبهم الله ,هم الذين جاءتهم البينات ,والكتب والرسل ,فكفروا بالإيمان ,وبلغوا رسالات الله عز وجل بشكل مشوه وفرقوا دينهم ,فأبعدوا خلق الله عن التوحيد والإيمان الحق.
أما الجاهل بالإيمان فهو لم يكفر بالإيمان الصحيح ,لأنه لا يعلم عنه شيئاً.
ولهذا قال الله عز وجل
" ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله".
ودَّعني ...وهو يبتسم ,ووعدته بلقاء قريب مع والده ,عسى ولعل أن أستطيع إقناعه بخطأ السبيل الذي اختاره ,وخطأ أسلوبه في الدعوة



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُريُدكَ أنثى .
- هل قوانين القرآن الكريم تقدمية أم رجعية؟
- عندما لا تغري الأجساد
- ماذا فقد الشباب بسقوط النظام الأشتراكي
- حنان الفلسطينية
- مشكلة القهر والفقر أم المباشرة في الدبر
- صرخة في صحراء العولمة
- إستراتيجية اللاعنف
- الخلافة الإسلامية على مذهب أهل السنة والجماعة.:
- المقهور
- مشكلة الفقر
- رحيل مناضل
- أعشق شهر إبريل (نيسان)
- مرض التقليد في الحركات الشيوعية العربية.
- الجنس عند العرب والمسلمين
- الاشتراكية و صحة الإنسان
- لماذا يا أبي؟
- أمي الأرملة.
- ما ذنب الكلاب !!!!
- يا نساء العالم ,ويا نساء المملكة العربية السعودية


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - الكافر بالإيمان