|
!! اسرائيل دولة فوق القانون والخطر النووي الأسرائيلي
جريدة الغد
الحوار المتمدن-العدد: 911 - 2004 / 7 / 31 - 11:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد ان وصل محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية اسرائيل، نقلت الديلي تلغراف البريطانية في 7/7/2004 عن شارون تصريحات لراديو الجيش الاسرائيلي يقول فيها (لااعرف ما الذي جاء ليراه-يقصد البرادعي-. إن على اسرائيل ان تبقى في يديها كل عناصر القوة الازمة للدفاع عن نفسها...إن سياستنا النووية اثبتت نفسها وسوف تستمر)!!. العراقيون يعرفون البرادعي جيداً،قبيل الحرب على العراق،حيث كان موقفه، يتبع زميله هانز بلكس رئيس لجنة نزع اسلحة “الدمار الشامل” العراقية في ضرورة الاستمرار بالتفتيش قبل شن الحرب، وتصريح البرادعي الشهير من انه سيستقيل اذا دخلت امريكا الحرب بدون تفويض دولي!!، ودخلت امريكا الحرب،ولكن البرادعي لم يستقيل، فالمنصب “عالي” جداً، ولايمكن ان يدوم له بدون موافقة امريكا!.وعندما ثارت ضجة الاجهزة الاميركية والاسرائيلية (والاوربية الى حد ما)، حول الخطر النووي الايراني،حذّر البرادعي ايران في 14/10/2003 قائلاً (لقد كشفت ايران للوكالة عن معلومات اضافية، كما سمحت بدخول المزيد من المناطق، غير انها لم توفر الشفافية الكاملة ولم تُظهر التعاون الكافي)!!. وايران لم تقف موقف المتفرج ازاء الموقف الامريكي الاسرائيلي او موقف البرادعي، في ازدواجية المعايير، اذ عشية زيارة البرادعي الى اسرائيل في النصف الاول من تموز، وتصعيد المواقف الغربية ضدها، فإنها صعّدت هي ايضاً من لهجة خطابها عن نية الولايات المتحدة واسرائيل شن غارات خاطفة تستهدف منشآتها النووية.فعلى اثر التهديدات التي اطلقها كولن باول،في اوائل تموز، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الاسرائيلية بشأن المشروع النووي الايراني، وتشابه ما اُطلقت في حينه ضد العراق قبل الغزو حيث قال (ان الولايات المتحدة ستستخدم كل الطرق الدبلوماسية وكل الوسائل التي تملكها لدفع الاسرة الدولية الى دعم الجهود المبذولة لمنع ايران من تطوير برنامجها النووي او امتلاك سلاح نووي)،اجاب المتحدث باسم الخارجية الايرانية حميد اصفى (هذه التصريحات تؤدي الى المزيد من فضح امريكا امام الراي العام العالمي، وخاصة الدول الاسلامية)!!. اما وزير الدفاع شمخاني فإنه كان اكثر وضوحاً حيث قال في 6/7 (إن الوكالة تملك اليوم كل المعلومات عن البرنامج النووي الايراني. اذا وقع هجوم عسكري فإن ذلك يعني انها جمعت المعلومات للتخطيط لهجوم عسكري)، واضاف (بالطبع بعد عمل من هذا النوع سيكون علينا التخلي عن كل التزاماتنا النووية حيال الوكالة)، واستمر (إن الولايات المتحدة والاعداء الاخرين لايران يجب ان يدركوا اننا سنرد بكل قوتنا على عمل عسكري ضد بلدنا...وإن ايران لن تلتزم بمكان او زمان وستكون “حرة” في الرد). اما المرشد الاعلى علي خامنئي فإنه قال في 5/7 (اذا ما هاجم العدو مصالح ايران، فإنه سوف يعرض مصالحه للخطر في كل مكان في العالم)!!. هذا وان ايران كانت قد اخذت وعداً من الدول الاوربية بغلق الملف النووي، في حالة فتح المنشآت النووية، وايقاف تخصيب اليورانيوم لنقاوة عالية، مقابل ان تحصل على جميع التكنولوجيا الحديثة لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. قامت ايران بالجزء الكبير من التزاماتها ولم تحصل بالمقابل على ما وُعدت به، بل بالعكس زاد الغرب من تصعيد الموقف. علماً ان الغرب كان يعتقد ان موقف ايران سوف يكون مثل موقف العراق ، بالتحدي والجعجعة، ولكنها كانت اكثر دبلوماسية، وبحدود اخذ حقوقها. والان بدأت ايران وبصورة تدريجية بتصعيد مسالة الموازنة النووية في الشرق الاوسط، او اخلاء المنطقة كاملة. لايوجد تقييم صحيح ومحايد عن الوضع النووي الايراني، فهي ومنذ زمن الشاه تعمل على ايجاد محطات كهربائية نووية ولها عقود حالية مع روسيا لهذا الغرض، لهذا فهي تقول إن برنامجها لاغراض سلمية. ولكن وجود يورانيوم مخصب على درجة عالية (ولو بكميات قليلة)، مع معدات صغيرة مختبرية للطرد المركزي، لتزيد في التخصيب، اثار الشكوك بمحاولتها للحصول على القنبلة الذرية. ولما كانت ايران احد الدول الموقعة على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، (واسرائيل احدى الدول الغير موقعة رغم دعوة الوكالة لها للتوقيع لاكثر من 13 مرة ولكنها في كل مرة ترفض)، وبسبب توقيع ايران هذا فعليها فتح منشآتها للتفتيش، والغرب يحاول ان يستغل هذا الامر لتفتيش كل شيء عن ايران، اي التجسس على كل قدراتها النووية والغير النووية. إن البرنامج النووي الايراني لانتاج القنبلة حتى ان وجد، هو شيء لايقارن بالمرة بما موجود في اسرائيل. فنقلاً عن تصريح رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال هارون فاركاش إن ايران يمكن ان تمتلك سلاحاً نووياً بحلول عام 2007 مضيفاً إن” ايران لاتنوي وقف برنامجها النووي واذا تمكنت من الاستمرار فيه حتى ربيع 2005، فستحصل في السنتين التاليتين على السلاح النووي”!!.سنوضح عن قدرات اسرائيل لاحقاً. ونرجع الآن الى اسرائيل، وكما كانت التوقعات فإن البرادعي رجع منها بخفي حنين، اذ استمرت على ما صار يُدعى “سياسة الغموض النووي الاسرائيلي”!!، فهي “لا تنفي ولاتؤيد وجود اسلحة نووية”!! كأن الامر مخفي. كما وانها “ستناقش” المسألة النووية عندما يكون هناك “سلام دائم” في المنطقة!!. ونحن نعرف معنى السلام الدائم بالنسبة للشارونين في اسرائيل والبوشيين في امريكا، اذ يعتبرون ما توصل اليه كلنتون بين عرفات وحزب العمال خيانة لاسرائيل!!، كما وأن امريكا واسرائيل رفضتا مشروع الامير عبد الله والذي اُقر من مؤتمرات القمة العربية، بالاعتراف باسرائيل مقابل الانسحاب الى حدود 1967!. وقد يسأل سائل، اذن لماذا ذهب البرادعي لاسرائيل والكل يعرف الموقف الاسرائيلي مقدماً، وهو نفسه قال قبل الزيارة “إنه لايتوقع حدوث اي انفراج في الجهود المبذولة لدفع اسرئيل الى الكشف عن اسرارها النووية”، وإن المتحدث باسم الوكالة قال “إن الزيارة روتينية، وينوي البرادعي الترويج لمفهوم اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية”!!. علماً إن زيارة البرادعي جاءت اصلاً بدعوة من شارون، من خلال مندوبة اسرائيل لدى الوكالة، وبعد لقائه مع بوش في 14/4/2004 . إن البر ادعي، وهو عربي، يحاول بين مدة وأخرى، وخصوصاً عندما يكون في بلد عربي، أن يشير بأنه “محايد”، وفي محاضرة القاها في القاهرة في نيسان الماضي اوضح وجود (عدم التوازن المتمثل بامتلاك اسرائيل لترسانة نووية كبيرة، بينما تُجبر الدول الأخرى على الامتثال لبنود اتفاقية منع الانتشار)، ولو اعترف في نفس المحاضرة بأنه (ليس من اليسير اقناع اسرائيل بالتخلي عن ترسانتها النووية.. وإن فكرة الرادع النووي غائرة بعمق في النفسية الاسرائيلية، حيث يعتقد الاسرائيليون أنه ليس بوسعهم التخلي عن اسلحتهم النووية ما لم يتم التوصل الى سلام شامل مع كل شعوب المنطقة!!). وهو هنا يكرر نفس الكلام الاسرائيلي، كأن الجانب الآخر لا يريد السلام الشامل، وإن اسرائيل دولة ضعيفة تحيط بها دول عدوة، ناسياً او متناسياً إن مصر والاردن وغالبية الدول العربية تلهث وراء سياسة “السلام”، وإن هذه الدول لم تتخلّ فقط عن سلاحها “الغير التقليدي”، وانما تخلت عن كل سلاح عدا ما يكفي لمقاومة شعوبها في حالة اعتراضهم!!. إن البرادعي تحت ضغوط كثيرة من جميع الاطراف، وهو يحاول أن يوازن، ولكن دائماً في النهاية يميّل كفة الميزان نحو موقف اميركا. فهو مثلاً يقول ،نقلاً عن الـ BBC في 12/12/2003،(بصراحة أنا لست مسروراً بالحالة القائمة، لانني اتلمس الكثير من الغضب والغيظ في الشرق الاوسط بسبب امتلاك اسرائيل ترسانة من الاسلحة النووية او القدرات والامكانيات النووية، في الوقت تلتزم اطراف أخرى في الشرق الاوسط بمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية). ولكن لم نرَ منه اي عمل فعلي لتغير هذا الامر!!.
الشيء العجيب أن لا البرادعي، ولا الدول العربية، ولا الدول الاوربية، ولا موفق الربيعي الذي تكلم الاسبوع الماضي عن تسليم العراق حميع المواد والوثائق النووية الى امريكا خوفاً من وقوعها بأيدي الارهابيين، وان العراق ملتزم بالقرارات الدولية!!. جميع هؤلاء لم يتكلموا عن قرار مجلس الامن الشهير (687) في 3/4/1991 حول العراق. إن “شهرة” هذا القرار، لم تأت من كونه اطول قرار في تأريخ الامم المتحدة ومجلس الامن، او القرار الذي “أذلّ” الشعب العراقي، وقبلت به الحكومة العراقية الصدامية الذليلة. فهو يعتمد على الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة (اي ملزم للتنفيذ للاطراف المعنية، وفي حالة عدم التنفيذ يكون بالامكان لمجلس الامن استخدام السلاح لتفيذه ) . إن الفقرات (8و9و10و11و12و13) منه متعلقة بتدمير اسلحة الدمار الشامل العراقية، ولكن الكل نسى او تناسى أن للقرار فقرة (14)، وهي ملزمة مثلما هي الفقرات الأخرى، وفي حالة عدم التنفيذ تُستخدم “القوة”، فهي ايضاً خاضعة للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة. إن هذه الفقرة تقول إن مجلس الامن (يحيط علماً بأن الاجراءات التي من المقرر أن يتخذها العراق والواردة في الفقرات “8" الى “13" من هذا القرار تمثل خطوات نحو هدف انشاء منطقة في الشرق الاوسط خالية من اسلحة التدمير الشامل وجميع قذائف ايصالها، ووسائل ايصالها، وهدف فرض خطر عالمي على الاسلحة الكيمياوية)!!.
إن القرار واضح جداً فنزع سلاح العراق النووي خطوة اولى في انشاء منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة التدمير الشامل. لم تُثر القضية في اي نطاق لنعرف ماهو الموقف الدولي!!. هل اسرئيل ليست جزء من الشرق الاوسط، اما القرار صيغ على غرار القرار الشهير 242 في انسحاب اسرائيل من “اراضي عربية محتلة” كما جاء في النص الانكليزي، ومن “الاراضي العربية المحتلة” كما جاء في النص العربي الاول. هل المقصود انشاء منطقة (في الشرق الاوسط) خالية من هذه الاسلحة، وهذه المنطقة لاتشمل اسرائيل!!.
* * * من المضحك المبكي، أن البعض، وبعضهم من العرب والعراقيين!!. من يقول إن وجود السلاح النووي بيد حكومات “رزينة” “وديمقراطية” ليس خطراً، فهي تستعمله عند الضرورة فقط. وإن وجوده لدى حكومات دكتاتورية، او “ غير موزرونة” او “مارقة” او “ارهابية”، سيؤدي الى فوضى تامة في العالم. طبعاً هذا الكلام صحيح، وهو يأخذ نفس الصحة عندما نقول “الارهاب” كريه ويجب ايقافه!! ولكن في البداية يجب تعريف الدول “الرزينة” او “الارهاب”. إن الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي هي امريكا ضد اليابان في هيروشيما وناكازاكي وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، وكانت اليابان على وشك السقوط والانهيار ولم يكن هناك حاجة بالمرة، وباعتراف الجميع بضمنهم قادة الولايات المتحدة، لاستعماله ، لحماية الولايات المتحدة، وانما اُستعمل لتخويف الآخرين - الاتحاد السوفياتي -، والذي اعتبر الامر تهديداً له واخذ موضوع انتاج السلاح النووي الاولوية الاولى في ستراتيجيته .والمرة الثانية في استعمال السلاح النووي، كان في حرب 1973 بين مصر واسرائيل، فلقد قامت اسرائيل “فعلاً” بتحميل طائراتها بالسلاح النووي. فحسب ما جاء بمجلة تايم الاميركية في عددها (12) نيسان/1976، إن اسرائيل كانت مستعدة ولاول مرة باستخدام وسائلها النووية في 8/10/1973، حيث طلب موشى دايان -وزير الدفاع - من Rولدامائير ترخيصاً بتنشيط وتحميل القنابل الذرية، وتم اختيار (13) قنبلة حُملّت على طائرات كفير وفانتوم. ولكن خلال هذه الساعات تغير مجرى الحرب لصالح اسرائيل ضد مصر، وصدرت الاوامر بفك القنابل واعادتها الى المستودعات في النقب. ليتذكر القارىء حرب 1973 التي استطاع بها الجيش المصري الباسل اقتحام خط “بارليف”. إن خط بارليف لم يكن في اسرائيل وانما في مصر، على حدود قناة السويس، وبينه وبين اسرائيل مسافة سيناء المصرية المحتلة الشاسعة، وهي اكبر من ضعف مساحة فلسطين (وبضمنها اسرائيل). فالحرب كانت بعيدة جداً عن حدود “غزة”، ناهيك عن اسرائيل، ولم يكن بامكان القوات المصرية الوصول الى حدود اسرائيل، رغم ذلك فإن الدولة “الديمقراطية” و “الرزينة” اسرائيل حمّلت طائراتها بالقنابل الذرية!!، فإي سلام شامل وعادل نحن نتكلم عنه؟!، وأية “عقلانية” لدى امريكا واسرائيل في استخدام سلاحهما النووي يتكلم عنه الاعداء؟!. ان هذا ليس هو المكان الذي نتكلم عنه عن القابلية النووية الاسرائيلية، اذ ليس هناك “غموض نووي” اسرائيلي. فمنذ (1964) اعلمت الـ CIA الرئيس الامريكي (إن اسرئيل انتهت من صنع القنبلة الذرية)، واعترفت كولداماير لنكسون في (1969) في امتلاك اسرائيل القنبلة عندما كانا يتمشيان في حدائق البيت الابيض، ونصحها بالحذر!. اما العالم الاسرائيلي مردخاي فعنونو، فلقد بينّ في 5/10/1986 في السنداي تايمز البريطانية حجم هذه الترسانة بالخرائط والتفاصيل، واوضح بوجود (200) رأس نووية جاهزة، وتم اختطافه الى اسرائيل وسُجن مع التعذيب لمدة (18) سنة، وافرج عنه في 21/4/2004، حيث اعتبرته اسرائيل “خائنا”، واعتبره مناهضوا الاسلحة النووية من كل انحاء العالم بطلاً، واستقبلوه خارج السجن لتحيته -عند اطلاق سراحه بشروط-، بإعتباره “رجلاً شجاعاً وذو مبادىء”، وصرح بعد خروجه، (إنه فخور جداً وسعيد بما قام به، مطالباً بفتح مفاعل ديدمونة للتفتيش). واليوم وبعد مرور (18) سنة على الفضح الرسمي العلني لقابليات اسرائيل النووية، فإن الرؤوس النووية الموجودة تقدر على الاقل بين (300-400) قنبلة ذرية!!، كافة لتدمير ما يتخيله عقلك من العواصم والمناطق الستراتيجية ليس في العالم العربي او الاسلامي فحسب، بل يتعداه الى مناطق شاسعة آخرى. وهي تعتبر خامس دولة في العالم بالامكانيات النووية بعد الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وانكلترا، ومتطورة اكثر من الهند والباكستان، وقسم يعتقد انها تأتي قبل فرنسا وانكلترا بهذا المضمار.
* * * لعل ما ذكرناه اعلاه سيزيد “المتخاذلين” حجة بأن علينا السكوت وتقبيل الايادي و”الارجل” كما قال مرة وزير الخارجية القطري!. وهنا نؤكد مرة اخرى، ما سبق أن كررته “الغد” مرات ومرات، أن الامور ليست بهذه البساطة، ولن تستطيع الدول أن تحكم العالم لأن لديها جيوش جرارة، او تكنولوجية عسكرية متطورة، او قنابل ذرية، والاحداث اليومية الحالية في جنوب لبنان وفلسطين والعراق تثبت ذلك. وإن خنوع “القوى الفعالة” والتي تعتقد أن “خنوعها” سيفتح آفاق التعاون مع المحتل هي خاطئة، اذ “المقاومة” تستمر طالما الاحتلال موجود، وفي حالة استمرار “الخنوع” ستأخذ قوى “الارهاب” المبادرة. ان القوى التي تتعاون مع المحتل لأي سبب كان سوف لن تحصّل على اي شيء، حتى لو كان بسيطاً، من اليمين الاميركي الصهيوني، وإن ازدياد تلاحم القوى المناوئة للاحتلال ستوقف المحتل عند حده. والآن المحتل يحاول أن يدخل العراق في حربه ضد ايران، وتحاول اسرائيل والموساد شحن كافة القوى واستخدام كافة الوسائل لذلك. إن ضرب ايران لن ينجح اذا وقفت القوى العراقية بحزم ضد هذه التوجهات، وبغض النظر عن موقفها من “الحكم الايراني”. فالعدو لا يزال امريكا واسرائيل وليس ايران، وخذوا تجربة الطاغية صدام “وقادسيته” مثلاً، فهو حارب عن امريكا ولم يحارب عن العراق، وانتهى كأي خائن لوطنه يتعاون مع العدو الاكبر للانسانية!!.
هناك مشكلة امام الامبريالية الاميركية، فهي والى يوم الإنتخابات الامريكية، لا تستطيع أن تضرب ايران، اذ النتائج قد تكون اسوأ بكثير بالنسبة اليها لما يحدث لها حالياً في العراق. قد تقوم، وبالتأكيد ستقوم بضرب ايران اذا نجح “بوش “ في الإنتخابات الاميركية المقبلة، وهو بهذا سيستمر في ستراتيجيته في ابعاد الحرب عن امريكا وابقائها في العراق وحواليه. ولكن اسرائيل لها خطط أخرى، ولا يستبعد جداً أن تقوم بضرب المنشآت النووية الايرانية قبيل الإنتخابات لتحقيق ستراتيجيتها في أن تكون الدولة الوحيدة النووية في المنطقة. وعند ذاك فإن العراق هو الضحية، اذ الحرب ستكون في العراق وليس في ايران، وهي حرب ستسود المنطقة ولا تعرف نتائجها. نحن مع اخلاء المنطقة من الاسلحة النووية، كل المنطقة وبالاخص اسرائيل، ولذا على اصدقاء اميركا في العراق الدخول بضغوط على امريكا لحماية العراق، ومنها الضغط لتطبيق الفقرة (14) من القرار (687) لسنة 1991، فهو قرار يخص العراق اولاً والمنطقة ثانياً. اما السير وراء اميركا واسرائيل او السكوت عن الامر، سينهي اصدقاء اميركا واسرائيل قبل الآخرين، اذ عليهم أن يتعظوا من التأريخ!!. ان كانوا فعلاً يريدون حماية العراق فعليهم جعل معركة خلو منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية معركتهم الخاصة، الاّ سيتضيع العراق اكثر فأكثر!!.
* * * يلاحظ القارىء بأننا تكلمنا عن “اسرائيل دولة فوق القانون”، من ناحية القنبلة الذرية فقط ولم نتطرق الى الامور الاخرى، وآخرها قرار “محكمة العدل الدولية” في لاهاي التي اعتبرت جدار الفصل الذي تبنيه اسرائيل غير شرعي وطالبت بتفكيكه، وصدر القرار بغالبية (14) صوت مقابل صوت واحد معارض، وكان جواب شارون “الدولة المدللة” هو: (إن اسرائيل ترفض بشكل مطلق الحكم)، ورأي الولايات المتحدة (بأن هذا الوقت غير مناسب لإصدار مثل هذا القرار)!!، ولا نعرف ما هو الوقت المناسب على اية حال هذا الموضوع يحتاج لتقرير آخر،اذ مكانه غير “مناسب” هنا.
#جريدة_الغد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا جعلت سياسة بوش امريكا معزولة حتى عن العالم الغربي؟
-
!!العراق وتموز
-
!!حل مشكلة الطاقة هي التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي و
...
-
أقوال لا تحتاج الى تعليق!!
-
الآن... عرف نبيه الحكمة من عدم زواجه!!
-
هل نحن على ابواب “قادسية بوش” حفظه الله ورعاه
-
سلام على مثقل بالحديد ويشمخ كالقائد الظافر
-
الفلوجة: المقاومة والارهاب والاحتلال و”العراق الجديد”!! هل ه
...
-
من الذي شرب الطلا؟ اضواء على مشروع “نقل السلطة”
-
قرار مجلس الامن الدولي (1546) في 9/6/2004 هل هذه هي “السيادة
...
-
أقوال من الصحف لاتحتاج الى تعليق !!
-
من أوراق أنتفاضة الأهوار: شهادة حية من لهيب المعركة
-
الولايات المتحدة محور الشر العالمي
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|