أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الفديرالية هي القاعدة الأساس لعراق السلام والديموقراطية















المزيد.....

الفديرالية هي القاعدة الأساس لعراق السلام والديموقراطية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 910 - 2004 / 7 / 30 - 13:25
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عقود من مسيرة وطن الرافدين منذ إعلان الدولة العراقية مطلع القرن العشرين وليس من تنفيذ جدي حقيقي يحترم الشراكة التاريخية التي سطـَّرتها الأخوّة العربية الكردية في نضالنا الوطني التحرري.. وما كانت الحكومات المتعاقبة إلا تجسيدا لشوفينية أحزاب قومية عربية في العراق وأبرزها شوفينية عنصرية مقيتة للفكر البعثفاشي العفلقي الصدامي في العقود الثلاثة الأخيرة.

فلقد أكرهت الدكتاتورية الصدامية بلاد الخضرة والنماء على معاداة كل أشكال الحياة؛ إذ لم يكتفِ بإبادة الجنس البشري في سابقة إجرامية صارت معروفة للقاصي قبل الداني حين تمت تصفية مئات ألوف الكرد في حملات متعاقبة من الإبادة, بل واصل حرق الأخضر من زرع وضرع واليابس حيثما هدَّم القرى والمدن وأحرقها مبيداَ َ إياها عن بكرة وجودها...

وهكذا لم يكن في بلادنا أيّ شكل من أشكال المتنفس لا فكرا وسياسة ولا وجودا وعملا إنسانيا.. واُستـُلِب من العراقيين كل حق حتى حق الحياة وكرامة الوجود الإنساني ومن نافلة القول الحديث عن استلاب الحقوق القومية والدينية حيث جرت محاولات إبادة الوجود القومي استكمالا لجرائم الإبادة ومن ذلك تغيير الهوية القومية وسياسة التعريب وما شابهها من إجراءات قمعية..

ما عاد العراق اليوم بيد الطاغية وزبانيته ولا في ظل وجود نظام القمع والشوفينية القومية وعنصرية التعريب ومحو الوجود التعددي القومي والديني للشعب العراقي. ما يعني اليوم منطلقا جديدا مختلفا لعراق جديد.. يسير باتجاه عقارب الساعة وتقدم الزمن وتغيِّره وتطوراته النوعية..

لقد نهض شعب الرافدين لتصحيح المسار جذريا وصارت حرية التعبير تتحرك على طرق معبدة خالية من العقبات والعراقيل التي سادت دهرا طويلا في ظل حكومات العنف وإرهاب الدولة ولن يطول زمن فعل وريث تلك الأجهزة من الإرهاب المجسَّد بقتلة الشوارع ومجرميها الناشطين اليوم عساهم يحققون أضغاث أحلام ولَّى عهدها إلى غير رجعة..

إنَّ جميع مكونات شعب الحضارة شعب العراق تتجه بوضوح نحو تعايش سلمي واتحاد طوعي اختياري في ظل دولة القانون والمؤسسات بما يعني تجسيد الحقوق العادلة لجميع تلك المكونات واحترامها ومن ذلك بشكل أكيد وأولها احترام الحقوق القومية كاملة من دون منقصة أو مثلبة أو تفضـّل أو منّة من طرف على آخر..

إذ الحقوق القومية والدينية هي حقوق أساس ثابتة ولا يمكن التحدث عن محدِّدات أو أجندة مصادرة وانتقاص لأيِّ ِ من تلك الحقوق. فلطالما زعمت قوى حكومات سابقة "بمنحها" الحقوق القومية وتشدقت بما قامت به ما كان سببا موضوعيا لمواصلة الكفاح من الأطراف صاحبة الحقوق المشروعة.. بل أوقعت تلك السياسات المرضية مجتمعنا العراقي في دوامة من التخريب والاحتراب ودواعي التقتيل والموت والإبادة حتى امـّحى منطق السلم وأجوائه.. كما امـَّحت آليات الديموقراطية ومفرداتها الأساس!!

أما اليوم فإنَّ الإرادة الوطنية التي تعمل على من أجل عراق ديموقراطي سعيد وسلم وطيد فلا مجال للتردد في تحقيق المطالب العادلة في عراق فديرالي يتوحد على أساس اختياري طوعي لا إكراه فيه ولا وصاية لطرف ولا سلطان أعلى لجهة بل عدالة ومساواة في الاتحاد في فديرالية عراقية حرة..

وتنهض الفديرالية على قاعدة من الإقرار بحق تقرير المصير لأطراف الاتحاد بالتحديد الإشارة إلى القوميتين الكبريين في وطن الرافدين العرب والكرد مع تأكيد مكين على منع إغفال حق الكلداآشور السريان والتركمان وغيرهما من أخذ كامل الحقوق العادلة المنصفة لوجودهم مخصوص الهوية مستقل الإرادة في كيفيات التحالف والاتحاد وآلية بناء عراق جديد..

وعليه فليس من مجال في القول بأنَّ عراقا جديدا لا يمكننا الحديث عنه وعن استقراره وسيره في طريق الديموقراطية والسلام ما لم يكن عراقا فديراليا فبغير الفديرالية لا وجود لعراق ديموقراطي: إذ ما معنى ديموقراطية لا تحترم إرادة مكونات الشعب من قوميات وأديان ومذاهب؟ وما معنى ديموقراطية لا تتوافر على حق تقرير المصير؟ وما معنى ديموقراطية تستلب حق فئة أو جهة أو مكوِّن فما بالك بقومية لها حق الوجود الإنساني المستقل؟ وما معنى ديموقراطية تستلب هوية الشخصية المعنوية والأدبية لوجود إنساني لفرد فكيف يكون حجم الأمر عندما يتعلق بوجود لا فرد بل مجموعة بشرية كاملة كقومية من القوميات كما نعني به هنا مع الكرد في العراق؟؟

نحن بقراءة موضوعية متأنية وبإرادة حرة تستند إلى منطق العقل الرشيد نجد أنْ لا مناص من الإقرار من كل القوى السياسية العراقية بخاصة منها العربية التي ظلت طوال زمن الاستبداد أما في خطيئة أو جريمة التوافق مع قوى التسلط الحكومي أو في تحييد دورها ـ عندما كانت تقف موقفا إيجابيا صحيحا ـ واستبعاده من التأثير على القرار في عراق الأمس, على كل تلك القوى اليوم أنْ تشدد على خيار الفديرالية بوصفه مفردة جوهرية وأساس في مسيرة عراق اليوم الجديد..

لأنَّ خيار الفديرالية هو جوهر اختيارنا التعددية والتداولية في بلادنا بوصف ذلك تأسيسا لتوجهنا إلى الديموقراطية وإلى مجتمع السلام والتآخي والعدالة والمساواة.. وتلك هي ما ذهبت بها قراءتنا هذه من دراسة بحثية علمية تتقصى العلاقة بين عراق ديموقراطي وعراق فديرالي حيث لا مناص من توكيد علاقة جدلية موضوعية بين الديموقراطية والفديرالية..

و ينبغي بعد ذلك لا الاكتفاء بتثبيت هذه المفردة في الأجندة السياسية للقوى العراقية كافة بل لابد من العمل الوطيد على تعزيز ذلك بالممارسة الفعلية وأول ذلك تثبيت هذا الحق في الدستور العراقي الدائم حيث العراق الفديرالي القائم على احترام تقرير المصير والاتحاد الاختياري الطوعي لكل مكوناته القومية وبالخصوص الكردية ـ العربية ..

أما التماهل في وضع أولويات أخرى للقوى السياسية بما يمهد للمناورات السياسية وألعابها المعلنة والخفية من بعض القوى العراقية فهو أمر مفضوح مدان بخاصة أولئك الذين يضعون حق تقرير مصير جهات أساس لعراقنا رهنا للتصويت والأكثرية..

وفي الحقيقة سيحسم بالتأكيد التصويت لصالح خيار شعبنا العراقي مع الفديرالية ولكن المشكلة هي ما تتركه سياسة المراهنة الخاسرة لتلك القوى من آثار سلبية خطيرة على العلاقات بين مكونات شعبنا في ظل الظروف الجديدة ونحن نريد توكيد توجهاتنا السلمية الديموقراطية وإحقاق الحق والعدل بخلاف مناورات طرح قضية الحقوق الإنسانية الأساس للتصويت بكل ما تمثله هذه الحركة وتلك السياسة من استهانة وتحقير ومن ثمَّ ما تخلقه من مشكلات معقدة في خلق الشروخ بين الجماعات القومية العراقية ..

إنَّنا بصدد قضية لابد من حسم أمرنا فيها والتوجه بتوافق نحو صياغة دستور العراق الجديد من منطلق الوحدة الاختيارية ومن ثمَّ حق كل فئة أو مجموعة أو قومية عراقية في التعبير عن صوتها تعبيرا حرا مستقلا بلا وصاية ولا استلاب ولا مصادرة..

وسيكون التردد في حسم الموقف داخل كل قوة سياسية أمرا فيه كثيرا من الخطل وجريمة لا تغتفر في تأثيراتها السلبية على مستقبل عراقنا وعيشه في أجواء السلام والتعاضد والتكاتف والوحدة الطوعية.. فبعد شعور بهضم الحقوق ردحا طويلا من الزمن يجد الكرد مثلما يجد غيرهم من القوميات العراقية مسألة الفديرالية حجر الزاوية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والتوجه نحو بناء عراق جديد.. فهل ترتقي تلك القوى العراقية إلى مستوى مسؤولياتها في الإقرار بهذا الحق الجوهري؟ وتعالج كل مآسي الأمس التي سببتها أشكال التعامل مع القضية القومية فوقيا واستعلائيا شوفينيا؟

نحن بصدد عهد جديد ومن المسؤولية الخطيرة ومن أولوياتنا الوقوف بشدة وحسم وحزم ضد محاولات الهجوم على الحركة الكردية أحزابا ومنظمات مجتمع مدني وقيادات وزعامات تاريخية للكرد ولابد من تطهير مناهج "بعض" قوى الحركة الوطنية العراقية من أية شائبة مرضية قد تكون اخترقت الحركة من بقايا الأمس المشوه للنُظُم البائدة وعلينا التأسيس لحركة وطنية خالية من تأثيرات الماضي الملبد بغيوم الاحتراب المفتعل بين قوى شعبنا المتحدة المتعاضدة..

وجملة القول هنا توكيد على هدف استراتيجي في التحالف الحر الطوعي الاختياري للفديرالية وفي الهدف القريب بإنهاء كل العابثين بمسيرتنا نحو الفديرالية العراقية الديموقراطية من أجل سلم وطيد لشعب سعيد...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق الجنسية وحق العودة إلى الوطن
- برنامج يستحق المشاهدة والتفاعل والتكريم العراق إلى أين؟
- حول دعوات تمزيق العراق وشعبه!
- الالتزام بدقة التعامل مع الهوية القومية والدينية أمر يمهد لأ ...
- الكلدان الآشوريون السريان وقوميات شعبنا كافة وإشكاليات الإحص ...
- اجتماع موسَّع بصدد مشاركة عراقي المهجر في الإحصاء السكاني وا ...
- المرأة وكفاءة التصدي لحقوقها الإنسانية المشروعة؟!
- 14تموز الثورة والحرية وعيدنا الوطني
- ما ينتظرنا من مسؤوليات ومهام لبناء عراقنا الجديد / القسم الر ...
- موقع ألواح سومرية معاصرة / إعلان
- ما ينتظرنا من مسؤوليات ومهام لبناء عراقنا الجديد / القسم الث ...
- ما ينتظرنا من مسؤوليات ومهام لبناء عراقنا الجديد / القسم الث ...
- تمهيد فيما ينتظرنا من مسؤوليات ومهام لبناء عراقنا الجديد - ا ...
- العراقي والثقافة بين الاتصال والانعزال
- -حملات وطنية عالمية -من أجل إعادة بناء المخرّب من دور العلم ...
- انتخابات عراقية وطنية شاملة بمشاركة كل العراقيين في الداخل و ...
- ندوة عن الوضع العراقي الراهن وآفاق العمل المستقبلي وواقع الم ...
- من أجل تنشيط دور الثقافي في السلطة الوطنية الجديدة
- تواضع العلماء وتجاوز الجهلاء!
- حول مكونات الطيف العراقي القومية والدينية ومواقعها وأدوارها ...


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الفديرالية هي القاعدة الأساس لعراق السلام والديموقراطية