كيف يحتفلُ العمالُ بعيدهم هذا العام ؟

صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2991 - 2010 / 4 / 30 - 22:13
المحور: ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي
    

بدلا من مشاعر الفرحة، التي يشعر بها العمالُ في إنحاء العالم ، وهم يحتفلون بعيدهم المجيد ، فان العمال العراقيين وبعيدا عن بهجة الانتصارات ،وتبادل التهاني و أجمل الأمنيات ، تسيطر عليهم مشاعر القلق وعدم الرضا ، بعد أن وجدوا أحلامهم البسيطة، في حياة أكثر أمنا وطمأنينة ، و أقرب إلى الاستقرار أوشكت أن تسدل الستار ، دون أن يستطيعوا تحقيق الانتصار لبعضها ، تمضي الأيام صعبة على التحمل، في أعين أناس أشداء خبروا النضال وتعلموا صعوبة المسير ، وأدركوا أن لاشيء يأتي سهلا ميسرا ،مشاركة فعالة في انتخابات ،حاربها الكثير ون ،وتحدي السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، كي يختاروا من يجدونه كفؤا لتحقيق الآمال ، ولكن التفاؤل ذاك ،سرعان ما يثبت انه ليس في مكانه المناسب ، فان المنتصرين في صناديق الاقتراع ،لا يريدون ان يحققوا للشعب طموحاته ، ويسيرون غير مبالين بالآم الجماهير، ويواصلون الاهتمام بالمحاصصة والطائفية،
ملايين العراقيين يعانون من شظف العيش، وصعوبة الحصول على متطلبات الإنسان ،أعداد ضخمة من الأيتام والأرامل والمساكين ، وجيوش من العاطلين ، أعياهم الصبر وطول التحمل ،وقساوة الانتظار لغد أفضل من حاضر تعيس..
القوانين الجديدة التي تنصف الناس وتحسّن ظروفهم ، ما زالت حبرا على ورق ، تنتظر ان تكون واقعا يحترم الإنسان ويقدر كرامته ، والقوانين المجحفة التي أصدرها النظام الدكتاتوري، ما زالت سارية المفعول ، رغم تغير الحال ، وتبدّل النظام ، تحويل العمال في القطاع العام إلى موظفين ، قد حرمهم حقوق العمال،، وامتيازات الموظفين إن بقيت للموظفين الصغار امتيازات في الوضع الراهن، حيث الغلاء الفاحش، وعدم استطاعة المواطن تلبية ما يحتاجه كل إنسان..
الطبقة العاملة العراقية بحاجة إلى توحيد صفوفها، ومواصلة النضال من أجل تحقيق إرادتها، والوصول الى آمالها ، و جماهير الشعب العريضة تعاني الظروف الصعبة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والصحية ، وآن لها أن تنعم بحياة جميلة ،أسوة بباقي الشعوب التواقة إلى التقدم والازدهار..
فان كان الأول من أيار هذا العام يمرُّ بائسا حزينا ، فان طبقتنا العاملة قادرة على تحويل بؤسها هذا، إلى انتصارات زاهرة ،عن طريق توحيد صفوفها والنضال المتواصل ، الذي لا توقفه العثرات ، ولا تنال من عزيمته الأشواك التي توضع حول ورود المكاسب ، ولا تضعفه محاولات الكثيرين الى إيقاف المسيرة والحيلولة دون جني الثمار

#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات