توضيح من الصحافي روحي عازار إلى السيد أبو غنام حول قضية أكثم نعيسة

روحي عازار

الحوار المتمدن-العدد: 910 - 2004 / 7 / 30 - 13:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

جاء في مقالة للسيد سعيد أبو غنام ، والذي راسلني قبل نشرها وقلت له ان هذا رأيه ، جاء ما يدفعني إلى الرد وخاصة أنني لاقيت على يد بعض الأطراف السورية( خاصة من معارضين) معاناة وصل بعضها إلى حد وصول رسائل تهديد وشتائم لي لأنني تناولت بعض أوضاع المعارضة السورية.
و يساعدني بعض الزملاء بإرسال ما يكتب عني في المواقع السورية ، لأنني لا أجد متسعا لقراءة كل ما هب ودب في هذه المواقع. كنت نشرت منذ يومين رسالة توضح من هو روحي عازار : أنا صحافي يعمل وفق معايير الأخلاق الصحفية التي تربيت عليها ومنها الدقة والموضوعية وذكر الحقيقة أينما وجدت والكتابة عن جميع الجهات سواء كانت حكومية أو من المعارضة أو مستقلة . أنا أتعامل مع أخبار وأحداث وأقوم بنقلها للقارئ كما هي بدقة متناهية دون أي غرض سياسي لأنني لست صاحب أي توجه سياسي ؛ وإنما أنا صحافي وصحافي فقط.


جاء في مقال الأخ المحترم أبو غنام " ... مقدماً، أننا لا نلوم الصحافي روحي عازار على نشر هذه المادة فهذا حقه وعمله كصحافي، ولكن كان حرياً به أن ينوه أن تلك المادة وصلته إلا أنه لم يستطع تأكيد صحة أو خطأ مضمونها عن طريق المحامين المعنيين بالأمر، أو أي عبارة أخرى تنوه إلى التحفظ على صحة أو دقة المعلومات التي وردته وأياً كان مصدرها". يا أخي المحترم يمكن أن ترجع إلى السطور ما قبل خاتمة تقريري ، والتي تقول :" وحسب مصادر " إيلاف " ، فإن أجوبة أكثم نعيسة أثارت استياء بعض أوساط المعارضة السورية والنشطاء في دمشق. وقالت المصادر ان تصريحات نعيسة مثبتة في محضر التحقيق وقد تذرّعت جميع الجهات بان المحضر أكثر من 40 صفحة لذا لا يمكن إرساله لـ " إيلاف " كوثيقة تؤكد الخبر".
جاء في مقال الأخ المحترم أبو غنام " ... في كل الأحوال، مع احترامنا للصحافي روحي عازار وتمنياتنا له بالتوفيق فيما يصبو إليه والنجاح في عمله، نوضح أنه شرب الجرعة المرادة واستخدم كوسيلة لنشر الرسالة التي أرادت المخابرات السورية إيصالها إلى الناس عموماً والمعارضة خصوصاً. وأن يلجأ النظام السوري إلى الصحافة لبث كلام المخابرات ليس جديداً وله باع بها، و برز ذلك في قضايا معتقلي الرأي وغيرهم وخاصة في عهد "الرئيس الإصلاحي التحديثي التطويري".
هنا يا أخي كأنك تقول بشكل غير مباشر أنني استخدمت من قبل المخابرات ، والله إنه لأمر غريب . كلما كتبت حرفا عن المعارضة السورية هل هذا يعني أنني عميل للأمن ؟!! . ألا يوجد حل وسط عندكم : من ليس مع المعارضين فهو بالضرورة عميل للأمن ؟!!
1- التقرير الذي كتبته عن الأستاذ المحترم أكثم نعيسة ( لينقذه الرب من المرض ويعطيه الحرية) كان موضوعيا مائة في المائة .
2- حتى يكون في التقرير نوع من التوازن ، ذكرت ما جاءني عن محضر التحقيق ثم عدت إلى الأخ أنور البني وسألته رأيه ونشرته ، كما عدت إلى رأي الأخ أسامة ( شقيق أكثم ) ونشرته.
3- منذ اعتقال المحامي نعيسة : أنا الصحافي العربي الوحيد الذي كتب أكثر عدد ممكن من الأخبار عنه واتصلت بأخيه الأخ غياث وأخيه أسامة وأجريت مقابلات معهم ، واتصلت من دبي إلى لندن وباريس والقاهرة لأعرف آراء نشطاء ودورهم في دعم أكثم وكتبت كل ذلك – فهل لك يا أخ أبو غنام أن تخبرني من " شرب الجرعة المرادة واستخدم كوسيلة لنشر الرسالة التي أرادت المخابرات السورية إيصالها إلى الناس عموماً والمعارضة خصوصاً" كما تقول ؟!!
4- المحضر ( محضر التحقيق ) . لقد كتبت لك يا أخ أبو غنام وقلت لك : أنا نشرت شيئا عن وجود تصريحات الأخ أكثم في محضر تحقيق ، فعلى الجهة التي تريد تكذيب ونفي ما قلت أن تثبت عكس كلامي ( وهذا هو منطق الصحافة الحجة والحجة المضادة دون اتهام أو تجريح أو تخوين ) وقلت لك ان تذهب وتحصل على المحضر وتقرأه ثم تكتب لي – وهذا لم تفعله بل فضلت الكتابة دون البحث عن أدلة ووقائع .
5- كل تقرير صحافي له " قصة وأدلة " خاصة إذا كان من تقارير التحرّي، وتقريري عن الأستاذ أكثم اعتمد على " محضر تحقيق وما قاله فيه " . إذا لماذا محاولة إخفاء عنصر مهم من القصة الصحفية وهو المحضر ( 40 صفحة ) – لماذا من ينكر تقريري لا يقوم بالبحث عن المحضر ويقرأه ؟!!
6- يا أخ أبو غنام : الأستاذ نعيسة يدعو في المحضر إلى الالتفاف حول قيادة الرئيس بشار الأسد وانه الشخص الوحيد القادر على الإصلاح وبناء وحدة وطنية – وتأتي أنت لتدخل المخابرات في الموضوع وتقول انه جرى " استخدامي كوسيلة لنشر الرسالة التي أرادت المخابرات السورية إيصالها إلى الناس عموماً والمعارضة خصوصاً " – فهل لك أن تقول من هو الشخص الذي استخدمته المخابرات ؟
7- منذ كتابتي في الشأن السوري لم أسمع مسؤولا سوريا يكتب عني رغم أنني أول صحافي عربي يكتب في ملفات هامة عن سورية ومقابلات مع أشخاص بارزين وأخبارهم: فرحان الزعبي ، عبد العزيز الخير ، أكثم نعيسة ، فرج بيرقدار ، نزار نيوف .. انظر ما كتبت عن الفساد والسجون من خلال أرشيف " إيلاف " – هل أعطيك اسما مستعارا لي في الصحافة البريطانية كان كتب في الماضي منذ بداية التسعينات عن دعم الولايات المتحدة للأنظمة الدكتاتورية في الجنوب وكيف ساهمت أمريكا في نهب خيرات شعوب المنطقة ؟!!! والغريب ان الجهات الرسمية لم تحتج حتى الآن بينما بعض المعارضين يرفضون ما أكتب عن المعارضة : فهل تطالبون بالديمقراطية والحريات ولا تسمحوا لأحد كان أن يكتب عنكم ؟!!
8- كما أرجو من أي شخص لا تعجبه تقاريري أن يكتب لي وينتقدني ويقول رأيه وأنا أحترمه لأنني أؤمن ان النقد الرصين والبناء هو السبيل إلى بناء مجتمعات حرة ، وليس التخوين والتجريح.
9- " السيد المحترم روحي عازار نحن آل الزعبي يشرفنا أنك كتبت حول موضوع أقدم سجين سياسي في العالم فرحان الزعبي وإننا نثمن عالياً موضوعيتك في الكتابة وعباراتك التي تظهر الحق دونما تحيز وإننا إذ نحرص على أن تتناول موضوعنا مرات أخرى لثقتنا بك وبرأيك" . هذه يا أخ أبو غنام رسالة من آل الزعبي ( عشيرة فرحان الزعبي ) وبالتأكيد أصبحت تعرف من هو فرحان الزعبي – كم يوجد في المعارضة السورية من صحافي أو كاتب أو حتى في الصحف الرسمية أو المراسلين الأجانب في دمشق .. كم شخص من هؤلاء كتب ولو خبرا صغيرا أو مقالة عن فرحان الزعبي ؟ أعتقد ولا شخص واحد ( ما عدا صوتا كرديا واحدا ) !
10- أما أنك يا أخي وغيرك تطالبون عدم كتابة أي شئ لأن الشخص الذي يكون معتقلا لا يجوز ان نكتب سوى عن حاله الصحي وسجنه ، فهنا أقول : كما يكتب الصحافي المستقل عن تعذيب السجين وجوعه ونقص أدويته وأيضا عليه أن يذكر مواقف هذا السجين إذا كان أبدى أية مواقف في معتقله من سلطة بلده أو قضايا أخرى كما يجب أن يذكر أيضا أي تحسن في سلوك الحكومة إزاء السجين. وأنا من فهمي لهذه النقطة أقول أخيرا : يوجد عدد من مناضلي حقوق الإنسان اتهموا بالعمالة للمخابرات والنظام وهم في سجونهم وقد أثبتت مواقفهم عكس ذلك بعد خروجهم لأننا لم نعلم عنهم شيئا في حبسهم الانفرادي ، وكم من "مناضلي حقوق الإنسان " الذين عرفنا مواقفهم المعلنة والظاهرية ضد الاستبداد وعندما يدخلون السجن تثبت مواقفهم عكس ذلك تماما ؟!!

روحي عازار
صحافي
دبي

#روحي_عازار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات