عدنان الداوودى
الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 22:59
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ارجاع نصف الخسارة ربح .....
الذي ينظر الى الخارطة السياسية للعراق من بعد 9/4/2003 . سيرى بشكل بارز و صريح بان سلطة السنة قد تلاشت تماما من الخارطة السياسية العراقية وانهم اصبحوا في خندق المعارضة , واية معارضة , فهي لاتعترف بشىء و تريد كل شىء , و بالمقابل ظهور سلطة و حكومة شيعية التى حرمت من السلطة منذ ما يقارب من 1400 عام وليس ذاك كلها بل على امتداد الحكم الاسلامي كانت الذبح و القتل تارة بالسم واخرى بالاعدامات العلنية هي من نصيب ائمة الشيعة من اهل البيت و في احسن احوالهم كانوا بعيدين عن السلطة من شريطة جبرية بعدم خلق المتاعب لها .
والان وبعد 1400 عام من النضال من اجل الحكم ها قد تمسكوا بزمام السلطة فهل يعقل انهم سوف يتنازلون عنها لعدوهم اللدود السنة و بكل هذه السهولة باسم الديموقراطية التي لايؤمنون بها اصلا و كل صاحب قليل من العقل لايوهم نفسه بان الشيعة سيتخلون عن السطة ابدا ولو سالت ابحر من الدماء من اجلها .
تلك حقيقة ليس خافيا عن عين احد , ولكن السؤال الاهم هو هل من وراء تلك الحقيقة الحاضرة ايادي , تلعب بالمصائر حسب خطط محكمة والتي تحرك الخيوط و تصاير الامور كما تشاء . انا عن نفسي لا اشك ولو في جزء من الثانية اننا نتلمس لمس اليد بان الذي نحن فيه الان ماهي الا خارطة الطريق الذي ارادها جوزيف بايدن نائب الريس الامريكى واللذى صرح بخارطة طريق لحل معضلة العراق الا وهي تقسيم العراق الى ثلاث فيدراليات مستقلة من سنية و كردية و شيعية . و الان نحن قد نكون قد ابتعدنا عددة خطوات من بداية الخارطة التي رسمها نائب الرئيس الامريكى تلكم البداية التي بدا اعتبارا من ظهور نتائج انتخابات 3/7 المنصرم والتي كان من افرازاتها العجيبة عدم فوز اي من الكتل الكبيرة فوزا ساحقا على الاخر . يا للعبقرية الامريكية التي ينادى بها المغفلين من العرب بالاحمق الامريكى .
كما وليس خافيا على احد هو انها ليست القوات الامريكية هي السلطة الوحيدة و صاحبة الكلمة المسموعة على الساحة العراقية بل هناك عديد من الدول الاخرى حول العراق كل حسب طاقته و قدراته الاستخباراتية تلعب في الساحة العراقية و لها اليد في تحريك الخيوط و تمزيق الاوصال , و مع هذا فلكل يعترف و بشهادة امريكية قبل الكل بان لايران اليد الاطول الاقوى و الاقدر من باقي الدول لحسابات قديمة سجلت سابقا و حان تصفية حساباتها اليوم كون كثير من الاحزاب السياسية العراقية و الشخصيات كانوا لاجئين في ايران في عهد نظام صدام حسين و قد تلقوا التدريب والدعم المادي و تشبعوا بافكار والتشحن بايديولوجيات ايرانية او ملتصقة لصق الروح بالبدن من المصالح الايرانية .
واليوم وكاْن ايران قد صنفت كل شيء منذ ازمان غابرة و بسطت فلسفتها بل و ارادتها في مصير العراق ذاك العراق الذى اذاقها مر الحرب بمباركة سنية اقليمية و امريكة في ثمانينات القرن المنصرم والتى لايمكن نسيانها , ولذا فاليوم يوم ايران , فامكانها عرقلة تشكيل حكومة وبامكانها ايجاد ماْزق عميقة لكل من تريد لها الشر و بامكانها اثارة المشاكل في المنطقة فهي دولة ليست هينة و لها حدود مع جميع دول الخليج و مع دول اخرى توجد فيها مصالح امريكية , فهي اصبحت بيدها الكرة و تلعب في الملعب التي تختاره .
ولكن هل ان امريكا اسقطت الدكتاتور الصنم من اجل ان تاتي ايران و تستحوذ على كل ما رتب لها امريكا منذ سنين او ان ايران نفسها تلعب ضمن الارادة الامريكية والخطة المحكمة من غير ان تدري . بمعنى اخر و بعبارة اخرى لماذا امريكا اسقط الدكتاتور و ابعد السنة عن الحكم و اتى بالشيعة الى السلطة . من اجل اي شيْ و مقابل ماذا ؟؟؟؟؟ هل هناك من يملك حل ذاك اللغز , اجيبونى يرحمكم الله .
معلوم ان امريكا لاعب عبقري , يغلب اينما يلعب و في اية ساحة في هذا العالم الفسيح الم تروا انه بقوتها الجبارة و بطبيعتها الديموقراطية وتكنلوجيتها الكاسحة تمكن من افشال الشيوعية و طعن الدب الروسي من الصميم و بعلمه العليم توحد الالمانيتان و تقطع اشلاء يوغسلافيا و لم تسلم جيكسلوفاكيا من رياح التغير التي اجتاحت اوروبا في العقد الاخير من القرن الماضي .
فيا عجبي هل ان العراق اعز من كل تلك الدول على امريكا , مع وجود ارضية اكثرخصبة للتقسيم في العراق مما كانت هناك في تلك الدول , فهناك السنة و الشيعة و الكرد لايجمعهم شيء بتاتا بل جمعيهم كالاقطاب المغناطيسية المتنافرة فالسنة و الشيعة متنافرين ايديولجيا و عقيدة , يكفر الواحد الاخرلايمكن ان يتجمعون على ارضية واحدة الا بالحديد الدكتاتورى , والدكتاتورية ولت زمنها الى غير رجعة , والاكراد جل اعينهم مصبوبة نحوى افق الاستقلال , يتربصون الفرص وهم اقرب الى الاستقلال من قرب الروح الى الجسد بل متلاحمان تلاحما لا انفصام بعدها و بعد المسافة بين كردستان و الاستقلال هو ان ينزل مسعود البرزانى من صلاح الدين و يقف امام الكاميرات و يعلن الاستقلال من برلمان كردستان .
فالسنة يعارضون كل شيء في اية عملية سياسية ولهم يد طويل و تاريخ مديد في الحكم ولايرضون ولا يمكن ارضائهم بشيء الا بالعودة الى حكم العراق و هذا اقرب الى المستحيل من الواقع . والشيعة يريدون ان يحكموا كل العراق والاصح كل العرب في العراق و هذا غير مقبول من قبل السنة ابدا والا ستجري انهار من الدماء و لايمكن هضمه لعرة هظمه و مرارته .
والاكراد ينظرون الى ذاك و ذاك وهم هادئون في كردستانهم الشبه المستقلة و يترقبون الامور بعيون حذرة جدا . ولو نظرنا الى موقف الاكراد بشيء من الانصاف نراهم شعب ليسوا اقل من بقية الشعوب التي نالت اسقلالها من الاتحاد السوفيتي و على من ان كلمة الاستقلال كانت كفرا في زمن الشيوعية و كذالك شعوب في اندنوسيا و اخرى في افريقيا علما ان الكرد يستحقون الاستقلال بدرجة امتياز.
على الارجح ان السنة غير راضين من حكم شيعي و العكس صحيح , وان السنة يتباكون اليوم علي ايام البعث الخالد و سيكونون ممتنين كل الامتنان لحظهم العاثر اذا ضحك اليهم مرة اخرى و اعاد اليهم حزبهم العتيق البعث الصامد حتى وان كان باسم اخر او بشخصية اخرى ولا يهم من يكون شيعيا كان ام كرديا , الم يكن فؤاد الركابي شيعيا و علي صالح السعدي كرديا المهم ان يكون ذاك الشخص سني الرؤيا عروبي الافكارو يجعلون من البعث شعلة للسيطرة على الوطن العربي الكبير حتى ولو كان ذلك خيالا ليس الا فكثيرا ما عاش اناس منذ فهمهم للحياة الى يوم الوفاة في الخيال .
من هنا فالسنة اراهم الى اخر الطريق يطالبون بحكم العراق و ينادون بملىء فمهم بوحدة العراق ولكن سياْتي عليهم ايام و بالحكمة الامريكية يصلون الى قناعة بانهم لن يتضرروا في حالة تقسيم العراق الى ثلاث اقاليم فيدرالية و سيكون اقليم الوسط الغربي من نصيبهم , وهي حصة جيدة و احسن من لاشيْ و سيكون لديهم دولة بثلاث الى اربع محافظات و ما يحتاجون اليه هو انشاء ( شركة نفط الوسط ) لهم , ويكونوا محاطين بدول جوار صديقة و حميمة من نفس الامة و من نفس المذهب , و في تلك الحالة سيكون حظهم المع من الحظ الشيعى الذي لايكون لجواره سوى دولة صديقة واحدة وعديد من الدول المناوئة اذا ما نسميهم بالمناوئة في احسن الاحوال , والاقليم الكردى اتعس حظا من كلهم فهو يكون محاطا بدول لايروق لهم ان يسمعوا كلمة كردستان ناهيك عن وجود دولة كردية متاخمة لهم .
اذن فارجاع نصف الخسارة ربح ....
#عدنان_الداوودى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟