|
احترام حرية الفرد يجب ان تشمل الجميع
مكارم ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 19:46
المحور:
حقوق الانسان
احترام حرية الفرد يجب ان تشمل الجميع..........بقلم مكارم ابراهيم
في لقاء اجرته صحيفة البوليتيكن بتاريخ 28 نيسان مع الكاتبة الصومالية الاصل أيان هيرسي علي صرحت فيه "انه لاجدوى من اصلاح وتجديد الدين الاسلامي بل يجب اصلاح المسلمين وهذا هو مشروعها الجديد وهو اقناع المسلمين بترك الديانة الاسلامية".
اذا كان هذا التصريح موجها الى المسلمين المقيمين في المجتمعات العربية والاسلامية فهو شئ قد اعتادوا عليه لان حرياتهم مقيدة ويفرض عليهم السمع الطاعة . ولكن عندما يكون هذا التصريح موجها الى المسلمين المقيمين هنا في المجتمعات الغربية التي لجانا اليها هربا من الدكتاتورية و الاضطهاد بسبب اعتناقنا لدين معين او لمذهب معين او اجبارنا على لبس معين او منعنا من حرية التعبير فهنا تكمن المصيبة . لقد لجأنا نحن كما لجأت أيان هيرسي للمجتمع الغربي لانه المجتمع الذي يدافع عن الديمقراطية وحرية التعبير والمساواة بين المراة والرجل ويؤمن بحرية الفرد فكيف تاتي الينا لتفرض علينا حظر الحجاب و الخروج عن ديننا لكي نعتنق دينا اخر. وهذا ما يناقض اسس ومفاهيم الديمقراطية والحرية تلك المبادئ السامية التي نسعى اليها والتي لم نتعلمها في اوطاننا.
انها بذلك تكرر ازمة معاناتنا هنا في الغرب وتحرض الغربيين بتصريحاتها هذه على اللاديمقراطية و الاعتداء على حرية الفرد تلك المبادئ التي ناضل الغربيون ولسنين عديدة لمحوها من انظمتهم ولهذا نجحوا في بناء مجتمع الرخاء والرفاهية الذي نستمتع به الان ووصلوا الى المراكز المتقدمة في الحضارة . وتاتي الان ايان هيرسي بافكارها التي تربت عليها وتعطي دروسا للغرب بالاعتداء على حرية الفرد بهدف تسهيل عملية الاندماج مع المجتمع الغربي الجديد ولكن النتيجة ستكون كارثة ستوصل البلدان الغربية الى ماوصلت اليه البلدان الشرقية اي تهميش والغاء الاخر من الاقليات العرقية والدينية. كل الاديان لها ايجابيات وسلبيات و تتشابه في قواعدها الاساسية فلماذا المواجهة فقط مع الدين الاسلامي وليس مع الكاثوليك والبروتستانت والهندوز والبوذيين .هذه المواجهة سترمز الى التمييز العنصري الديني ستجعل المسلم غير المتشدد يصبح متشددا وربما يبالغ في ممارسته للدين بشكل متطرف ويجعل الكافر الذي لايؤمن بالله يعتنق الاسلام فقط لانه يؤمن بالعدل والمساواة بين الشعوب ومساندة المظلوم الذي يحاول الكثيرين تهميشه. ان الطريقة التي اختارتها أيان هيرسي هي طريقة ترعيب الغرب من الاسلام هي مواجهة استفزازية ضد المسلمين بشكل عام والمتشددين بشكل خاص ولها نتيجة عكسية سلبية.
اما المثقف الواعي فانه يترك فسحة الحرية للفرد في الاختيار وعدم فرض لباس معين له اودين معين لان ذلك من اوجه الحضارة والديمقراطية التي تميز المجتمعات الغربية. فالفرد اذا احترم من قبل الاخرين فهو سوف يحترم الاخرين ولكن اذا اتهم البرئ بالجريمة وتم تعذيبه سيتحول الى مجرم حقيقي ويفكر بالانتقام . فلندع الحرية للفرد ومن خلال اطلاعه ومعرفته وخبرته سيصل الى الاختيار الصحيح فلايجب ان نخلق ضغوط نفسية و فكرية واجتماعية واقتصادية على الفرد من اجل توجيهه في اختار مذهب او دين او حزب او عقيدة ما او لبس خاص لان هذا من اوجه التخلف والاستعباد الموجودة في المجتمعات العربية والاسلامية وهذا ماتمارسه الكاتبة أيان هيرسي.
لو القينا نظرة على الخلفية البيئية والثقافية التي جاءت منها الكاتبة الصومالية لوجدنا انها في طفولتها تربت على الدكتاتورية الابوية التي كان والدها يربطها دوما بالاسلام فقد فرض عليها الختان و الزواج بشخص لاتريده على اساس انه ذكر في القران ولم تميز هي ماهو مجرد عادات في المجتمع وبين ماهو قانون في الاسلام ولم تتعلم في طفولتها معنى الحرية في الاختيار هذه التربية التي تربت عليها الكاتبة عيان هيرسي علي هي اساس الخبرة التي تشكلت لديها وجاءت بها الى هنا للغرب ولكنها لا تعي ان مافعله بها والدها باسم الاسلام يجب ان لاتقوم هي بممارسته على الاخرين.
فعندما تفرض على المسلمة نزع الحجاب فهذا مايجعلها تتمسك اكثر به حتى لو كانت في الاصل غير مقتنعة فيه. وتفرض على المسلم ترك دينه على انه دين الارهاب والقتل واضطهاد للمراة هذا الاسلوب القمعي اللاديمقراطي هو اعتداء على حرية الفرد. فاذا كان البعض ينظر للحجاب الاسلامي على انه نشاز فهناك اخرون ينظرون الى جماعة البنك الوردي على انه نشاز وهناك من يرى ان المراةالمسنة نشاز عندما تلبس الشفاف الفاضح وقد تهدل جلدها واصبح كجلد التمساح.
هيرسي علي ترى انه اذا كنت مسلما فلن تكون ديمقراطيا وهذا مفهوم خاطئ . لان عددا كبيرا من الناس رغم انهم جاءوا من المجتمعات العربية والاسلامية وهم مسلمين الا انهم يؤمنون بالديمقراطية واحترام حرية الفرد . ان تدخل الكاتبة في لبس المسلمين يجب ان يشمل كل الاديان وكل المواطنين وهذا يعتبر ديكتاتورية وتخلفية مرفوضة لانقبلها . اذا عليها عدم التدخل بحرية الافراد جميعا المسلمين وغير المسلمين. فاحترام حرية الفرد هي اهم المبادئ النبيلة التي يؤمن بها الغربيون والشرقيون المثقفون يجب ان تشمل الجميع بدون تمييز اي تشمل الدنماركيين والاجانب و المسلمين والبروتستانت والكاثوليك والهندوز والبوذيين.
#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كم وصية جاء بها الاسلام ؟
-
ظهور مجلة للمثليين بالمغرب
-
الكاتب العراقي!
-
مواجهة عامة مع الكتاب المقدس التوراة
-
هل مبدا حرية التعبير هو حق فقط للدنماركيين؟
المزيد.....
-
الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق
...
-
فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال
...
-
أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار
...
-
فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا
...
-
الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق
...
-
الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا
...
-
نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد
...
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|