أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احسان خ. الراوي - نحن خياليون حد النخاع سيدي الرئيس














المزيد.....

نحن خياليون حد النخاع سيدي الرئيس


احسان خ. الراوي

الحوار المتمدن-العدد: 910 - 2004 / 7 / 30 - 13:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إن معاناة الشعوب القاطنة في ارض العرب , معاناة واحدة مهما اختلفت الأوطان و المسميات , فالمصري كما السوري كما المغربي أو … , مهما تعددت المسميات , فالمعاناة واحدة , فالجميع رازحون تحت نير السلطة الشمولية .
فحكم الحزب الواحد , وان اختلف في بعض البلدان بإدخال الديموقراطية المقيدة ,فإنها تتبع نفس المرجعية الواحدة فالرئيس هو المعبر عن طموحات الشعب , وهو الذي يسهر يفكر بينما جماهير الشعب نيام مرتاحون , القائد هو الذي يقوم بكلل الأعمال نيابة عنهم ,يخطط,يوجه و ينفذ , وهو الذي اخذ على عاتقه إيجاد الحلول لكل المشاكل من دون أن يزعج الشعب و يسلب راحته .
و الحالة هذه , سيتحول الناس إلى مجموعة من "التنابل" التي لا تجيد إلا الأكل و النوم , فهم لا يفكرون و لا يتعبون أنفسهم في إيجاد الحل لابسط مسالة تواجههم , فالقائد هو الذي يفكر و هو الذي يجد الحلول لكل المشاكل , فهو "حلال المشاكل " .
الحال هذا , ليس له ارتباط بأي نظام حكم وجد في القرن العشرين ,فالحالة أبعد من هذا بكثير , فهي وثيقة الارتباط بمفهوم الحكم و السلطة , اكثر من ارتباطها بعين الشخص الحاكم .
فعندما تحول مفهوم الحكم , من خدمة الناس و الاستماع إليهم , إلى الاستبداد بالرأي و تسخير الناس لخدمة الحاكم و بناء مجده الشخصي و تأليهه , ليخلد التاريخ لنا ما قام به هذا الحاكم من إنجازات دون ذكر للعاملين الحقيقيين لهذه الإنجازات,هنا وقعت الكارثة , و تحول الحكام من خدم للشعب إلى سيوف مسلطة على رقاب الناس .
اصبح لزاما على الناس التفكير بما يراه الحاكم مناسبا لهم , لا بما يرونه مناسبا لهم ,اصبحوا يعتقدون بما يعتقده السلطان صحيحا , حتى أحلامهم يجب أن تتطابق و أحلام القائد , و إلا فكيف سيصطف الشعب , كل الشعب خلف القائد , و كيف ستتوحد قوى الشعب تحت قيادته , كما يحلوا لهذه القيادات أن تتوهم .
هنا , وصلنا إلى النقطة الحاسمة , والتي هي , اصطفاف الشعب خلف القائد , أو كما يحلوا لهم أن يقولوا "وحدة الكلمة و الصف " , فمن هذا الذي يجرؤ على الوقوف خارج الصف ,انه خائن و عميل , و يجب أن يكون عبرة لمن لم يعتبر .
و هكذا , كانت جريمة التفكير و الرأي , اخطر من جرائم القتل و السرقة و الاغتصاب , و هكذا كانت عقوبتها هي الأشد لدى هؤلاء القادة .
في إحدى لقاءاته الصحافية , التقى الرئيس السوري " بشار الأسد " الصحفي المعروف "عبد الرحمن الراشد " , و عند سؤاله الرئيس " كيف تنظرون إلى مصطلح المجتمع المدني المتداول بشكل واسع في سوري " , أجاب الرئيس " هناك خلط بين مفهوم المجتمع المدني و مؤسسات المجتمع المدني , المجتمع المدني هو مجتمع حضاري نشا عن تراكم الحضارات عبر مئات أو آلاف السنين , و سوريه لها تاريخ يمتد لاكثر من ستة آلاف عام من التاريخ الحضاري , و القول بأننا نريد أن نبني مجتمعا مدنيا , يعني بأننا نريد أن نلغي كل هذا التاريخ , لنبدأ بتاريخ جديد , طبعا هذا غير واقعي , بل خيالي , عدا عن انه يعني رفضا لهذا التاريخ و محاولة للخروج منه , و من يحاول إخراج نفسه من تاريخه , فهو يخرج نفسه من الحاضر و من المستقبل …. " , انتهى جواب الرئيس .
إذن , الذين يدعون إلى بناء مجتمعا مدنيا , هم أناس خياليون يخرجون أنفسهم من تاريخهم و من الحاضر و المستقبل , حسب تصور السيد الرئيس .
لم يخطئ الرئيس في الجواب , فتاريخنا مع هؤلاء الرؤساء , عبارة عن سلسلة من الاستبداد و التسلط و مصادرة الرأي و قمع التفكير و المفكرين , هذه السلسلة وصلت حد حاضرنا و يتمنونه أن يصل إلى مستقبل أجيالنا , فالخروج من ماضيهم و حاضرهم و امتلاكنا لمستقبل أجيالنا , يتطلب منا الإيمان و العمل لاقامة مجتمعنا المدني و بناء مؤسساته , وإذا كان العاملون لإيجاد هذا المجتمع المدني , هم عبارة عن أناس خياليون حسب رأي الرئيس , فنحن خياليون حد النخاع سيدي الرئيس .
إننا لسنا بحاجة إلى ماضيكم و لا إلى حاضركم سيدي , ولن نكون ملكا لابنائكم مستقبلا سيدي , إننا بحاجة لدراسة تاريخ الشعوب المكافحة من اجل حريتها , نحن بحاجة إلى التعلم من حاضر الشعوب الممتلكة لارادتها , نحن بحاجة لبناء مستقبل شعوبنا المقهورة سيدي الرئيس



#احسان_خ._الراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مداخلة حول موضوعات للحوار حول مسالة كركوك ... للدكتور كاظم ح ...


المزيد.....




- الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا ...
- مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
- -نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال ...
- 17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
- الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟ ...
- إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
- الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
- خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
- القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احسان خ. الراوي - نحن خياليون حد النخاع سيدي الرئيس