|
النقد الذاتي في الأول من أيار
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 09:46
المحور:
ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي
جميل السلحوت بدون مؤاخذة: النقد الذاتي في الأول من أيار يمرّ يوم العمال العالمي هذا العام على عمال فلسطين وأحوالهم الاقتصادية من أسوأ ما يكون، وستحتفل بعض المؤسسات وبعض النقابات بهذه المناسبة كما هي العادة، وسنسمع كلمات وخطابات رنانة، لكن واقع الحال أسوأ بكثير مما يقال، فالاحتلال الذي دمّر الاقتصاد الفلسطيني على مدار ثلاث وأربعين سنة، وأهلك البشر والشجر والحجر وصادر الأراضي الزراعية للبناء الاستيطاني، أو أغلقها ومنع أصحابها من الوصول اليها، أو دمرها بطرقه الالتفافية أو بجداره التوسعي، وقيّد حرية الحركة للمواطنين من خلال ذلك كله، أو من خلال حواجزه العسكرية التي تعد بالمئات في الضفة الغربية، أو بالحصار الشامل للقدس العربية المحتلة وعزلها بالكامل عن امتدادها الفلسطيني والعربي،ومواصلة حربه عليها من خلال التسريع في سياسة التهويد، وحصار قطاع غزة براً وبحراً وجواً بعد تدميره، لتجويع الشعب الفلسطيني في وطنه المحتل، اضافة الى القتل الذي يستهدف المدنيين العزل بمن فيهم الأطفال الرضع والنساء المرضعات، والعجائز من خلال الاقتحامات العسكرية المتواصلة أو بالقصف الجوي . واذا كانت احصائيات منظمة العمل الدولية تشير الى ارتفاع نسبة البطالة في قطاع غزة الى 80% وفي الضفة الغربية الى 20% فإن النسبة على أرض الواقع أعلى من ذلك بكثير، فغالبية المصانع في قطاع غزة إما تمّ تدميرها بنيران القصف الاسرائيلي من البر ومن الجو، أو أغلقت أبوابها لنقص الوقود أو نقص المواد الخام نتيجة الحصار الجائر . ويجدر التذكير هنا أن المحتلين قاموا بربط الاقتصاد الفلسطيني باقتصادهم من خلال خطط مبرمجة ومدروسة ليبقى اقتصاداً تابعاً لهم، ولتبقى قيادة عجلة الاقتصاد في أيديهم، يشغلونها متى شاؤوا ويوقفونها متى شاؤوا أيضاً، ومع ذلك فإنهم منعوا العمال الفلسطينيين من العمل داخل اسرائيل منذ عدة سنوات، واستبدلوهم بأيد عاملة مستوردة من بعض دول جنوب شرق آسيا . والمحتلون نجحوا أيضاً في تدمير القطاع الزراعي الفلسطيني من خلال مصادرة وتدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في الضفة الغربية، كما أغلقوا مساحات أوسع أمام مالكيها الذي لا يستطيعون الوصول اليها لاستغلالها، والأراضي المستغلة زراعياً لا يستطيع انتاجها المنافسة مع المنتوجات الزراعية الاسرائيلية المدعومة، كما أن الاسواق مغلقة أمام المنتوجات الفلسطينية، فنقل المنتوج الزراعي يواجه صعوبات في التنقل من محافظة الى أخرى، وحتى من بعض القرى الى المدن في نفس المحافظة، وكل ذلك من أجل تجويع هذا الشعب واذلاله واخضاعه. والعمال الذين يعملون في السوق المحلي أجورهم زهيدة، ولا تلبي احتياجاتهم في ظل الغلاء الفاحش، ولولا المساعدات الغذائية التي تقدمها بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية، وبعض المؤسسات الدولية مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لمات عشرات الآلاف جوعاً، علماً أن هذه المساعدات تعتمد بالدرجة الأولى على تقديم الطحين والقليل من الأرز والسكر والشاي . ولا يغيب عن بال أبناء الطبقة العاملة الفئة المحدودة ممن يصلح أن يطلق عليهم " أثرياء الحروب " الذي اغتنوا بطرق غير مشروعة، وأثروا على حساب هذا الشعب المنكوب، وهم يقومون بتهريب أموالهم الى الخارج بدلاً من استثمارها في أرض الوطن الذي نهبوه، وبعض هؤلاء اللصوص والسّراق يجري تلميعهم اعلامياً من أجل اعدادهم ليكونوا قادة في المواقع المختلفة، وهم لا يتورعون ولا يرفّ لهم جفن في المزاودة على كل شرفاء هذا الشعب وهذا الوطن . ومعروف أن غالبية الضحايا في هذا الصراع الذي أفرز هذا الواقع المرير هم من أبناء الطبقة العاملة، وهم من أبناء المسحوقين، ومعروف أيضاً أن لا خلاص من هذا الواقع الا بالخلاص من الاحتلال وكافة مخلفاته، وهذا يتطلب ضرورة الاسراع في الوحدة الوطنية بين كافة أبناء الشعب وبين تنظيماته السياسية، وضرورة اعادة توحيد شطري الوطن – الضفة الغربية وقطاع غزة – وما الصراع القائم بين حركتي فتح وحماس على سلطة تحت الاحتلال، ولا تملك من مقومات السلطة الا الإسم إلا اطالة لعمر الاحتلال، واضعاف للشعب الفلسطيني، كما أن الطبقة العاملة مطالبة برص صفوفها وتوحيد طاقاتها من أجل أن تستطيع نيل حقوقها، وعليها أن توقف التصفيق والهتاف لمن يستغلونها، ويتاجرون بقضيتها . وعليها أن تفرز قياداتها القادرة على تمثيلها حقيقة، والقادرة على الدفاع عن مصالح طبقتها ، وما تشرذم الطبقة العاملة الا زيادة لضعفها على ضعفها الموجود، كما أن القوى السياسية التي تزعم تمثيلها للطبقة العاملة مطالبة بمراجعة حساباتها هي الأخرى، والوقوف عند الايجابيات لتعزيزها وعند السلبيات لاجتنابها.
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسكوبية رواية الألم والعذاب في ندوة اليوم السابع
-
مرمورة وأحكام قراقوش قصة أطفال تثير تساؤلات
-
امرأة من هذا العصرفي ندوة اليوم السابع
-
رواية(ياقوت النهر)لمحمد ابو ربيع في ندوة اليوم السابع
-
امرأة من هذا العصر رواية الحب الأنثوية
-
رواية الوجوه الأخرى في ندوة اليوم السابع
-
القدس مدينة التعددية الثقافية ستفقد هويتها العربية الاسلامية
-
فلسطيني يموت تحت الاحتلال
-
رواية وجوه أخرى والسمو الانساني
-
قمة للتأبين أم للتحرير
-
الرهان على السلام مع نتنياهو
-
الفساد ينمو ويكبر
-
سواحرة الواد دراسة قيمة
-
فتاوي التكفير والهدم
-
تل الحكايا في ندوة اليوم السابع
-
تل الحكايا .. ما بين السيرة الذاتية والغيرية
-
نتنياهو يضع الحل من جانب واحد
-
أنا والجنود والكلب
-
ندوة اليوم السابع تحتفل بيوم الثقافة الفلسطينية وتحيي ذكرى م
...
-
للفساد وجوه كثيرة
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
|