جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 23:57
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
هناك بالتأكيد كلمات كثيرة مثل هراء, تفاهة, سفاهة, حماقة, بذاءة, شئ لا قيمة له, كلام فارغ, دخان, ثرثرة, لغو, هتر, هذر و لكنها لاتصل الى كلمة (خرة) في قوتها و هدفها. تكرر هذه الكلمة المشهورة في اكثر اللغات بكثرة و بشكل يومي كاعطاء رد فعل على شئ تافه او كذبة اوخدعة و غش ... كثيرة هي المناسبات التي تجبرنها على قولها للتعبير عن داخل النفس البشري و لو بصمت اذا اعتبرناها غير لائقة للتفوه بها. و السؤال هو لماذا هذا التكرار اليومي و ماهي الاغراض التي تخدمها؟
اضافة الى معناها الحرفي كغائط اكتسبت هذه الكلمة الف معنى و معنى و تقال بعفوية الى درجة البراءة و تم ايضا استغلالها, تمديد معناها او تفريغها من محتواها. بالتأكيد تنقص هذه الكلمة الادب و تترواح درجة قوتها حسب اسلوب تعبيرها في اصدار احكام مسبقة او التعبير عن الغضب.
و لكن لا تستند هذه الاحكام على حقائق و انما على انفعالات و عقلية المتحدث. كلنا نريد ان نترك انطباع جيد عند الاخرين اكثر من البحث عن الحقائق. يتفوه الانسان بسفاهات كثيرة و هو لايهتم فيما اذا كان يكذب او يصدق. المهم: تعتقد الناس لدي العلم و الاخلاق معا. يقال لم يغش الانسان في مهنته و عمله و صناعته سابقا بقدر ما يغش الان.
كثير من الشركات تسكت عن عيوب و نواقص منتوجاتها. نظرة الاعلانات التجارية و السياسة الى الحقائق مطاطية مرنة فارغة تتلاشى كالدخان و كالغائط سحبت منها غذائها لتصبح دون شكل لاجل ترك انطباع مزور. الكذب اهون لان الكذاب يعرف الحقيقة و يعترف بها عند الكذب و لكن (الخرة) او كما يقول Harry G. Frankfurt الفيلسوف الامريكي bullshit هي نوع من حيلة: قل الحقيقة بهدف تظليل الناس. استغل العلم لبيع مسحوق او بضاعة ليس قيمتها الا (خرة). لغتنا مليئة بالترهات و السفاهات ان لم تكن عفنة كالبراز لانها ولدت من خلال حواسنا و حواسنا كما نعرف قاصرة عن رؤية الحقيقة كما هي. لا تصلنا الا (الخرة)؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟