أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - نحو يسار عربي جديد














المزيد.....

نحو يسار عربي جديد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 23:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



في 1914 قام الزعماء الاشتراكيون الديمقراطيون بدعوة البروليتاريا الأوروبية للموت في سبيل جشع برجوازياتها "الوطنية" , و في 1919 قام وزراء "اشتراكيون و ديمقراطيون" بتنظيم قمع انتفاضة العمال الألمان , و في 1968 دعا الحزب الشيوعي الفرنسي و اتحاده النقابي العمال المضربين للعودة إلى المعامل متناغما مع الإعلام و السياسيين البرجوازيين , داعيا إياهم للقبول ببعض الزيادات البسيطة في الأجور كمكسب أو كتنازل من البرجوازية , رفض زعماء الحزب إرادة العمال لتغيير النظام القائم بشكل جذري و أصروا على أن تنتهي ثورة 1968 فقط بزيادة محدودة في أجور العمال سرعان ما التهمتها الزيادة في الأسعار و التضخم النقدي , هكذا يندمج ما يسمي نفسه باليسار بمؤسسات النظام القائم , بالمدافعين عن النظام القائم . إن جزءا أساسيا من أزمة التغيير الثوري للوضع القائم تتمثل في دور اليسار القائم نفسه كجزء من منظومة حماية هذا الوضع القائم و احتواء نضال ضحاياه ضده , أي أنهم جزء أساسي من الأزمة , أزمة التغيير الثوري , التي يستخدمونها بالمقابل كمبرر لخيانتهم للجماهير . لقد انخرط اليسار السائد بشكل شبه كامل مع القوى المهيمنة و كف تماما عن أن يكون قوة دفاع عن الجماهير , تماما في تلك اللحظة التاريخية التي تتعرض فيه هذه الجماهير لأشرس هجمة على حياتها و حريتها و مستقبلها , لقد مات اليسار القديم , بكل سلبياته و إيجابياته , لا يريد اليسار القديم أن يغرد خارج السرب , و لا أن يخوض معارك خاسرة ضد السادة , خاصة إذا كانت في سبيل الجماهير , القوة الأكثر تهميشا في مجتمعاتنا و في هذا العالم , تلك المعارك التي شكلت أسطورة سبارتاكوس و غيفارا , يريد اليسار القديم أن يبقى تحت الشمس و لو كخادم للقوى السائدة و كما كان دائما لا يغامر أبدا في معركة حاسمة ضد قوى استغلال الإنسان للإنسان , طالما لم تنضج "الظروف الموضوعية" بعد . و عندما سقطت أنظمة رأسمالية الدولة البيروقراطية الاستبدادية , سرعان ما اكتشف أغلب قادته و منظريه الطريق إلى جانب المنتصر , و تخلوا بسرعة عن كل ما قد يزعج البرجوازية المنتصرة , لم ينتقدوا البيروقراطية كطبقة طفيلية ترتبط بمؤسسات فوقية تسمي نفسها الدولة تخدم أو تتنافس مع الطبقات السائدة , و لم ينتقدوا الاستبداد كاستبداد , كممارسة تهميش و قمع للجماهير , بل تحدثوا عن مبررات جديدة ( ليبرالية هذه المرة ) لقمع و تهميش الجماهير , مجدوا استغلال الإنسان للإنسان , هذه المرة في شكل الاستغلال البرجوازي , و ليس استغلال بيروقراطية رأسمالية الدولة الستالينية للجماهير كما في ماضيهم "الثورجي" , لم يعد اليسار القديم يدعي حتى تمثيل الجماهير , إنه يرفض حتى هذا النفاق الستاليني الثورجي و الذي كان مبرر الامتيازات التي استولت عليها بيروقراطية قيادات أحزاب ذلك اليسار , إنها لا تريد هذه الامتيازات اليوم لأن الأنظمة البيروقراطية الستالينية التي كانت تسدد الفواتير قد اختفت , إنها تبحث عن امتيازات جديدة بوصفها مدافعة أكثر حماسة و أقل انتقادا للوضع السائد , إنها تنتظر من البرجوازية المحلية و رأس المال العالمي أن تدفع فواتيرها الجديدة , أما بالنسبة للجماهير فيجب عليها اليوم البحث عن ممثلين عنها بين البرجوازيين و أزلامهم , بين ممتهني النفاق و الخداع السياسي وفق منطق الليبرالية البرجوازية التي أصبح يتبناها معظم هؤلاء اليساريين السابقين , لكن ليست القضية اليوم في البحث عن ممثلين جدد أكثر ثورية ( كما ترجع التروتسكية أزمة اليسار القديم إلى أزمة قيادته , أي تصر على البحث عن قادة "ثوريين" , ممثلين جدد للجماهير , مع تفويض مطلق , شيك على بياض , أي استلاب جديد للجماهير , أو إعادة إنتاج الاستلاب الماركسي – اللينيني لصوت الجماهير و عقولهم و نضالهم , و كأن هدف هذا النضال هو خلق تراتبيات هرمية تختزل الجماهير و تقصيها , خلق بيروقراطيات جديدة أو رأسمالية دولة جديدة ) , القضية اليوم هي في "تحرير" نضال الجماهير نفسه من أية وصاية , و حسنا فعل اليسار القديم بتخليه عن قضايا الجماهير دفعة واحدة , إنه ما عدا دعواته المتكررة للجماهير للخنوع و للتراجع عن خوض النضال المستقل ضد مضطهديها لا يملك أي شيء ليقدمه , إن الشارع الذي يغلي جراء سياسات الأنظمة القائمة و رأس المال المحلي و العالمي هو من سيحدد في نهاية المطاف نتيجة الصراع , اليسار الجديد الذي سينتجه هذا الصراع و نضال هذا الشارع ضد من يستبيحه سيحمل احتمالات أكبر لأن يكون بحثا أصيلا عن حرية الجماهير , عن عالم تتحقق فيه إنسانية كل إنسان , و لا يسخر فيه جهد الملايين و حياتهم و معاناتهم في سبيل أقلية محدودة جدا من أصحاب الامتيازات...لن ننعي اليوم اليسار القديم , ستفعل ذلك الثورة القادمة , ربما مع أسياده الجدد.........



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الديمقراطية و الليبرالية
- ما بعد أمريكا
- أوجه الشبه بين ستالين و بوش
- الحراس أو العسكر من وحي مزرعة الحيوانات لجورج أورويل
- القصة الأخرى لكتاب لينين مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية
- الصراع الطبقي في سوريا
- وجه الشبه بين مبارك و الأسد و أمريكا والله
- عن موت أو نهاية المثقف
- كلمة عن الانتخابات العراقية البرلمانية القادمة
- سمات السلوك الانتحاري
- المراجعة المطلوبة هي باتجاه الشعب - تعليق على ما كتبه محمد س ...
- الدين كحالة جنون
- عندما تكلم ليبرمان
- تعليق على ما قاله مفتي سوريا
- الفقراء و القتل
- تعليق على رسالة مفتوحة إلى القضاء اللبناني المنشورة في جريدة ...
- عاهرة المقاومة
- كلمات عن جورج وسوف
- النزاع الأمريكي الإيراني
- ما لا يخشاه بشار الأسد


المزيد.....




- لافروف يعلن عن دعوة الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي لحض ...
- تركيا.. حزب الشعب الجمهوري يدعو أنصاره إلى المقاطعة التجارية ...
- رسالة جديدة من أوجلان إلى -شعبنا الذي استجاب للنداء-
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 31 مارس 2025
- حزب التقدم والاشتراكية ينعي الرفيق علي كرزازي
- في ذكرى المنسيِّ من 23 مارس: المنظمة الثورية
- محكمة فرنسية تدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في قضية ا ...
- القضاء الفرنسي يدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان باختلاس ...
- م.م.ن.ص// في ذكرى يوم الأرض: المقاومة وجرح الكون النابض
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ضي ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - نحو يسار عربي جديد