أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد شفيق - متسول فوق النفط














المزيد.....

متسول فوق النفط


محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 22:26
المحور: حقوق الانسان
    


بينما انا جالس مع احد الاصدقاء اذ اطل علينا جارنا المعروف بأثارته لبعض المواضيع وحبه الشديد للتكلم في مواضيع الساعة . وغالبا ما يذم السياسين والمسؤوليين . فهو متقاعد اكثر من عشرين سنة ويشكو من قلة راتبه التقاعدي الذي لا يكفيه , حاله حال جميعالمتقاعدين ( اعانهم الله ) . اطل علينا بأبتسامته وطرح علينا سؤالا ( اكو واحد يجدي وهو واكف عالنفط ) اجبته بعفوية بالنفي . فقال ( لا اشلون مو احنة ... فوك منبع مالنفط ونجدي . بكس مجادي من نوع ثاني ) هذا الجار العزيز فتح لي شهية الكتابة عن المتسوليين
التسول هذه الظاهرة الخطيرة التي استفحلت على المجتمع العراقي منذ عشرات السنيين . واخذت بالازدياد بعد عام 2003 وبشكل واسع في جميع الاحياء والمدن . حتى ان احد الاصدقاء قال لي . اخشى دخول الاسواق فبمجرد ان ادخل لاي سوق يزاحمني العشرات من المتسولين فلا ادخل الاسواق الا اذا اضطررت لذلك . واغلب الممتهنيين لها من الاطفال والنساء وكبار السن . والعديد من الشباب كما شاهدت ذلك بنفسي مؤخرا . ولو كان احصاء لهم لقدرعددهم اليوم بأكثر من 5 مليون نسمة . شخصيا احمل الكثير من الذكريات والمواقف عن هذه الشريحة الواسعة من المجتمع واليكم احدها
في احدى مساجد العاصمة بغداد وبعد ادائي الصلاة والدعاء لكم , خرجت من المسجد شاهدت اثنيين من النساء ( يتناكرن ) امرأة في نهاية العشرينيات من عمرها و ( ام علي ) التي تفترش باب المسجد منذ سنوات . كانت ام علي تعترض على هذه الشابة وتقول لها ( هو وين الشغل انتي اتنقصين حصتنا اليوم . روحي الله يخليج ) الشابة ردت بحسرة ( والله جهالي جواعنيين ) وعندما شاهدت خروج المصلين نادت ( جواعينيين والله . ساعدوا الايتام ) تركتهما وذهبت ولا اعرف الى وين وصلت المحادثات بينهما . مع العلم ان مسجدنا هذا يشهد توافد اعداد كبيرة من المتسوليين كل يوم جمعة ويحتدم الصراع بينهم تارة . وتارة اخرى مع المصلين !! حيث يستخدمون شتى انواع الوسائل, والمضايقات في بعض الاحيان !!! ومرة شاهدت بأم عيني احدى المتسولات وهي تتشبث بدشداشة احد المصلين حتى يعطيها ( الربع )
يقول احد شهود العيان وهو من اصدقائي المقربين . بان الكثير من المتسولات يقدمن من بعض المحافظات العراقية . ينتهي نهارهن في التسول . وفي الليل يخلدن مع بعض زملائهن من الرجال الى النوم في الفنادق من الدرجة المتدنية في منطقة ( الباب الشرقي ) و ( الشورجة ) كما ذكر لي احد سائقي سيارة الاجرة . ويجدر الاشارة هنا بأن الكثير من اصحاب النفوس الضيعفة يستخدمون التسول كمهنة ثانية ( زايد خير ) ولقد شاهدنا وسمعنا الكثير عنهم للاسف الشديد , حيث لايعيرون اي اهتمام للمبادىء والمسائل الاخلاقية . وهنا يستوقفني قول الرسول محمد ( مازال العبد يسئل الناس حتى ياتي يوم القيامة وليس في وجه مزعة لحم ) اي قطعة لحم . لكثرة مد يده للناس
فعلى كافة الجهات المعنية ووزارة العمل , ان تضع خطة شاملة وبالتعاون مع الدوائر والوزارت الاخرى للقضاء على هذه الظاهرة في داخل العراق وخارجه , لانها معيبة في بلد مثل العراق يطفو على بحيرات من النفط كما يقول جارنا ..



#محمد_شفيق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع النقاب
- ذو القرنيين والقاعدة
- مأساة من بلادي
- خالد القشطيني , ماهكذا الظن بك ( 2 )
- خالد القشطيني , ماهكذا الظن بك
- اجمل الاساطير مع الشيرازي
- صفا والانوار ... الى اين ؟؟
- في ذكرى الحرب .. ذكريات وتساؤلات
- لايوجد جهاز امني في العراق
- أمنيات وانفجارات
- لماذا يخشون علاوي ؟
- حال اطفالنا
- الدكتور ( فؤاد زكريا )
- جنابر تسمى صحف
- ابو مودة
- جولة مع هادي جلو مرعي وكتابه ( تجربة صحفي من واقعة الطماطة ا ...
- لولا الرجال ماخلقت النساء
- يوم العيد
- النداء الاخير
- القزويني والشيوعيين


المزيد.....




- تقرير يكشف دور هولندا في تعذيب الفلسطينيين بواسطة الكلاب
- نائب جزائري يطالب بإعدام مغتصبي الأطفال والمتحولين جنسيا في ...
- وزير الخارجية اللبناني: مستعدون للتعاون مع دمشق لإعادة الناز ...
- مصر.. حكم بإعدام 5 أشقاء وتبرئة والدهم
- جيروزاليم بوست: وفد إسرائيلي يغادر قريبا لإجراء محادثات بشأن ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم إسرائيل بشن هجمات عشوائية على مدنيين ف ...
- الجامعة العربية: إسرائيل تسعى للتطهير العرقي وتهدد استقرار ا ...
- العفو الدولية تتهم إسرائيل بشن هجمات عشوائية على المدنيين في ...
- العفو الدولية تتهم إسرائيل بشن هجمات عشوائية على المدنيين في ...
- تصاعد المعارك في الفاشر غربي السودان وعدد النازحين يتجاوز ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد شفيق - متسول فوق النفط