عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 09:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
استقلت فتاة مسلمة سيارة أجرة " تاكسي " ، وما أن لمحت بعض الصور ، التي تدل على أن قائد السيارة رجل مسيحي ، حتي طلبت منه أن يتوقف بها أمام قسم شرطة سوهاج ، وهناك فوجيء السائق بأن الفتاة تصرخ ، وتدّعي عليه : بأنه حاول خطفها ، واغتصابها ، وإجبارها على اعتناق المسيحية .. موقف اصابه بالذهول ، وافقده الوعي ، والاحساس بكل شيء !..
حضر رجال الشرطة ، وتم عرضهما على ضابط المباحث ، الذي طلب من السائق بطاقة هويته ؛ للتعرّف على بياناته .. وسط بكاء ونواح الفتاة ، التي اخذت تردد ادعاءاتها بإصرار شرير ، وطالبة الحماية .. إلا أن المفاجأة المدهشة أن ضابط المباحث اكتشف أن السائق مسلماً وليس مسيحياً ، وانه يعمل على هذا التاكسي الذي يملكه رجـل مسيحي .. والمدهش أكثر أن ضابط المباحث صرف الفتاة التي ادعت كذباً وبهتاناً على السائق بدون توجيه أي اتهام لها ، أو حتى تحرير محضر إثبات حالة ! ..
يالها من حادثة مروّعة ، تصطدم : بالإنسانية ، وبالاخلاقية ، وبالمهنية !
وتنزف التساؤلات ، ألماً ..
هل وراء تصرفات الفتاة ، تنظيم يستخدم الزور ، والباطل ، والتحايل الخبيث ؛ للوقيعة بالابرياء ؛ لكونهم على غير دينهم ـ فقد قيل أن هذه الواقعة هي الثانية من نوعها وخلال نفس الشهر ـ .. ، وهل اصبح الأفك ضمن وسائل الدعوة إلى الدين ، ونصرته ؟!..
أم أن تصرفات الفتاة ، وليد اللحظة ، ومن تفكيرها الخاص ، ومن تخطيطها المنفرد الشخصي ، وبجرأة من يعتقد أن من يفتري على المسيحي ، ويلفق له الاتهامات الكاذبة ، لن يحاسب على ذلك ، واقصى ما سيحدث له هو أن مخططه لن يكتمل هذه المرة ؟!..
وماذا كان سيحدث لو كان السائق مسيحياً ، ألم نكن سنتحدث اليوم عن مأساة جديدة لأسرة بالكامل ، سُجن عائلها الوحيد لأجل غير مسمى ، وربما يُتهم بالإغتصاب ؛ فيعتدى على اسرته ، وعائلته ، وعلى كل تجمعات المسيحيين .. كما حدث في فرشوط ؟!..
ولماذا لم يؤدي الضابط واجبه المنوط به ، بتسليم هذه الفتاة الكاذبة للعدالة ؛ لمعرفة ما تخفيه وراءها ، والقصاص منها ، ومن مُحرّضيها - إن وجدوا ـ .. أم أن هناك كثير من أمثال هذا الضابط ، الذين يساعدون على اتمام مثل هذه الفتن الطائفية ، أو مباركتها بالصمت ؟!..
هذه الكارثة الوطنية ، صرخة نداء عاجلة لمقاومة ثقافة الأفك ، ومعاقبة مرتكبيها ، والمتهاونين والمتساهلين معها ، وملاحقة هؤلاء الذين يعملون في الخفاء على هدم معبد الوطن على مواطنيه .. فهل من مستجيب ؟!..
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟