|
التحالف الكوردستاني و احتمالات تشكيل الحكومة العراقية المقبلة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 20:25
المحور:
القضية الكردية
لا يشك احد بان الكتلة الكوردية لها اوراق كثيرة لاستخدامها في المفاوضات الجارية بين الكتل الفائزة لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، و وجود اقليم كوردستان بابعاده و حكومته و برلمانه على ارض الواقع ذات اهمية قصوى لا يمكن لاي كتلة تجاوزها مهما كانت الاتفاقات سارية بينهم، و لا يمكن عدم اخذ ما لدى الكورد بنظر الاعتبار من القوة الاقتصادية العسكرية و التنظيم و الحكومة و البرلمان و الواقع الجيوسياسي و علاقاته الواسعة المتعددة مع الدول المنطقة و العالم، و في المحصلة لا يمكن نجاح اية حكومة عراقية بعيدة عن موقف الكورد و رضاهم، مما يدفع هذه الاهمية و الموقف و الخلفية شئنا ام ابينا لكل من يتفاوض ان يفكر الف مرة قبل ان يقر في النهاية ما ليس في مصلحة الكورد، و لا يمكن ابعاد الكورد عن المركز العراقي من قبل الاخرين و هناك طرق اخرى و حق تقرير المصير غير بعيد عن الاحتمالات ، و هذا من امنيات الشعب و يدافع عنه بكل ما يملك الا ان الظروف الموضوعية و الاقليمية و الذاتية حالت دون اخذ تلك المواقف من قبل القيادة الكوردية، و الشعب نتقد باستمرار السلطة الكوردية على خمولها و عدم حسمها لاهدافه المصيرية . الكورد بنفسه ينظر الى هذه المسالة ، اي تشكيل الحكومة العراقية و ما يدور في العراق و الظروف التي تجري فيها المفاوضات و المباحثات و كأنه مطمئن على مصلحته و ما يهمه كما يعتقد مضمون، و كأنه يفكر بانه يجب ان يشارك مهما كانت الاتفاقات و من منهم شكل هذه الجكومة العسيرة، و هذا مبني على الواقع و ما يملك من الامكانيات و لابد من مشاركته على ما يعتقد او ما منسوج في خياله لاسباب مقنعة للكثير ، ام لاعتبارات عرفية يجب على الجميع الالتزام بها و احترامها ، لانه المكون الرئيسي المهم من المكونات الشعب العراقي و لابد من مشاركته مهما كلف الامر، و لا يمكن ان يخطوا هذه الكتل اية خطوة دون الحساب الدقيق للكورد و متطلباته، ام هل ترى انها الثقة الزائدة و الاعتماد على الذات و الاستناد على الضغوطات الخارجية على الكتل الاخرى من عدم امكانهم تهميش الكورد مهما اتفقوا على النقاط الاخرى، و ربما تساهل الكورد في الفترة السابقة و عدم فرضه للشروط التعجيزية لم تجعل الاخرين يتخوفون من مفاوضاتهم البعيدة عنه و يمكن للكورد التنازل عن حقوقه في اخر المطاف كما فعله كثيرا من قبل كما سلم الجميع بذلك من قبل ، و هم يعتبرون نفسهم جزءا من الحل و ان كان على حساب مصالحهم يجب ان يكونوا الوسطاء الخيرين. و لكن ما يفكر به المراقبون في الوضع الجديد و بالاخص من الكورد العقلاء و المحللين هو اخذ الحيطة و الحذر، و يُعتقد بان المصالح تفرض حتى العقد مع الشيطان و اهمال الرجمن في السياسة، و اقتراب علاوي و مالكي رغم بعد المسافة بينهما و نقاط الخلاف اكثر بكثير من امكان توصلهما لاتفاق بعيدا عن الكتل الاخرى و بالاخص التحالف الكوردستاني يجب الحساب له، الا ان السياسة لاتعرف المستحيل ايضا، و هذا ما يفرض على المهتمين ان يدركوا ما يجب ان يهتموا به و يتواصلوا مع الاحداث لمعرفة تفاصيل ما يجري في بغداد، و يجب على الكورد ان يفكر في اسوء الاحتمالات بالنسبة له، و عند اتفاق هاتين الكتلتين الكبيرتين لن تكون لثقل الكورد اهمية كعدد للمقاعد و انما من الممكن مشاركته و بقائه في الهامش الحكومي و لا يمكن الاصرار منه على المناصب السيادية و الطلبات الدستورية و حلول الخلافات بين المركز و الاقليم من كافة الجوانب، و خاصة مشاكل المناطق المتنازع عليها و المادة 140 و قوات البيشمركة و قانون النفط و الغاز، و الى غير ذلك من احتمال انعكاف تلك الكتل على تغيير بنود الدستور و هذا بعيد المنال في المستقبل القريب، و حتى الفدرالية ستكون امام الخطورة، و التراجع محتمل و خصوصا الكتلتين تؤكدان على مركزية الحكم. و ان تمكنت الكتل الاخرى التوصل الى اتفاق لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة بعيدا عن التحالف الكوردستاني في اسوء الاحتمالات، فلم يجد الكورد امامه الا الطريقين الواضحين لاتباع احدهما في احسن الاحوال و يجب ان يختار احداهما بدقة مهما كلف الامر. اولهما هو قبول الواقع الجديد و العودة الى البدايات و انتظار الحكم الذاتي و برَكة الاخرين، و هل يمكن للقادة في هذا الاحتمال ان يتنازلوا عن المكتسبات التي حصلوا عليها في بغداد على الاقل ام تشارك مهما كان موقعها ضعيفا ، و لا اعتقد ان يقبل به الشعب الكوردي و خصوصا انه انفتح اخيرا على الحرية و الشفافية و ضغوط المعارضة. و ثانيهما هو الاهتمام بالامور الداخلية و الاستناد على اقوال و تصريحات رئيس الاقليم و الذي عبر في اكثر من مناسبة بان ضمان بقاء الكورد في العراق الموحد و وحدته و عيشه في اطار العراق الفدرالي هو تطبيق الدستور و الديموقراطية و الفدرالية، و ضمان وحدة العراق هو تطبيق الدستور بحذافيره. ا و هنا يحسب للواقع الكوردستاني و الخلفية الكوردية و الابعاد الكثيرة لاقليم كوردستان الف حساب، و يستند اي موقف يؤخذ على الاستعدادات الداخلية و الخارجية لذلك الحق و يكون تاييد الشعب اكبر الضمانات . على الرغم من الخطورة التي يمكن ان يوجهها اقليم كوردستان الا ان الشعب الكوردستاني معروف عنه الصبر و التحمل و التضحية و محبته لترابه و مستقببل اجياله، و هذا الموقف يحتاج لجرئة متناهية و وحدة الراي و الموقف من الجميع ، و لكن الخطوة الحاسمة كهذه تؤخذ باتفاق الجميع و ان شعر الجميع بالتراجع في الوضع في بغداد و ان واجهه التهميش و الابعاد ، و هو في الواقع له امكانيات كثيرة و قدرة على النجاح و الوصول الى المبتغى.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما يعيق النظام العالمي الجديد هو الازدواجية في النظرة و التع
...
-
السيناريوات القابلة التطبيق لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة
-
الصحافة الكوردستانية الى اين ؟
-
هل يمتلك العراق ما ينقله الى مصافي الدول المتقدمة ؟
-
كيف نغلق طريق الفساد المستشري في العراق ؟
-
من يحدد هوية العراق ؟
-
ما يحتاجه العراق هو الحوار ام المفاوضات ؟
-
اهم نقاط التحول في تاريخ العراق الحديث
-
التحزب و الثقافة السياسية في العراق
-
هل مجتمعاتنا تتقبل الحداثة كما هي بشكلها الصحيح؟
-
انفال انفال و ما ادراك ما الانفال
-
هل ديموقراطية العراق في الاتجاه الصحيح ؟
-
كيفية تدخل الاكاديميين لايجاد الحلول السياسية لما وقع فيه ال
...
-
الحداثة و تاثيراتها على الهوية الثقافية في منطقتنا
-
ماذا يقدم الاعلام لما يحتاجه العراق في هذه المرحلة
-
بعد ترسيخ المواطنة تتفاعل العقلية المدنية
-
هل بالامكان اختزال الديموقراطية في العملية الانتخابية فقط؟
-
من يتحمل مسؤولية عبور المرحلة القادمة في العراق؟
-
ما يرن باستمرار في اذاننا هو العراق الى اين ؟
-
الى متى تطول مخاض ولادة الديموقراطية الحقيقية في هذه المنطقة
...
المزيد.....
-
شاهد.. تواصل الإنفلات الأمني في سوريا مستهدفا الأقليات!!
-
خبير عسكري: مشاهد تسليم الأسرى تؤكد قوة المقاومة بأغلب مناطق
...
-
كاميرا العالم توثّق مشاهد تسليم الأسرى من ميناء مدينة غزة
-
ماذا نعرف عن عاطف نجيب المتهم بتعذيب الأطفال في سوريا؟
-
مصر.. الحكم بالإعدام غيابيا على محمود فتحي المقيم في سوريا
-
وصول الأسرى المحررين بصفقة طوفان الأقصى للمشفى الأوروبي بخان
...
-
مكتب إعلام الأسرى: إفادات المحررين تكشف تعرضهم للضرب المبرح
...
-
بدء خروج الأسرى الفلسطينيين المحررين المبعدين من معبر رفح با
...
-
شاهد/ إحتفالات في خانيونس بعودة الأسرى وتأكيد على محورية الم
...
-
تفاعل غير مسبوق بعد اعتقال عاطف نجيب، المتهم بـ -قتل الطفل ح
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|